بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير الانام وامام المرسلين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هذا هو الجزء الثالث من كتاب
سر الصحه والسعاده
للكاتبه والطبيبه شيرين الالفى
الادويه:
كما قلنا ان هناك بعض العقاقير الطبيه تعمل فقط على منع ظهور الاعراض ولا تعالج المرض الاصلى ,مما يؤدى الى منع الجسم من أداء دوره فى الدفاع عن نفسه,فلا نحن تركنا للجسم قدراته الدفاعيه ولا نحن عالجناه من مرضه بل خدعناه بالقضاء على الاعراض الظاهره للمرض.ولذلك خطوره كبيره لاننا كما قلنا الاعراض هى انذار للجسم يدل ان هناك خطر قادم عليه,فهناك ادويه مسكنه وخافضه للحراره كما قلنا,وهناك المضادات الحيويه والكورتيزون,والكثير والكثير من العقاقير التى تستخدم لمواجهه الاعراض وفى نفس الوقت تسبب أضرار كبيره للمريض,حتى ان بعض المسكنات تعتبر من اكثر الاسباب فى مرض الفشل الكلوى,
والعقاقير بما انها موادا كيمايائيه فان التخلص منها يتم عن طريق الكبد والكلى فبذلك يتم ارهاق كل من الكبد والكلى مما يمكن ان يسبب مع كثر التناول لهذه الادويه الفشل الكبدى او الفشل الكلوى واضرارا اخرى كثيره,مثل فشل النخاع العظمى فى انتاج الخلايا الدمويه.
وسأحاول فى السطور القادمه ان شاء الله اعطاء بعض الامثله على مثل هذه الادويه وأكثرها خطرا على الانسان وانا اخترت ان اتحدث بالتفصيل عن اكثر عقارين مستخدمين وفى نفس الوقت لهما اضرار بالغه على صحه ومناعه الانسان وهما الكورتيزون والمضادات الحيويه.
الكورتيزون :
انه هذا الساحر المخادع الذى سحر الناس والاطباء ,انه يدخل أجسامنا فيخدع كل اجهزتها بالشفاء الوهمى, لم يسلم منه عرض من الاعراض, له قدره عجيبه على محاربه كل الاعراض ولكنه ويالاسف يظل يبث السم فى اجسام المرضى يوما بعد يوم وشهرا بعد شهرا حتى لاينفع الندم ولا يمكن العوده من نقطه اللاعوده.ما أسهل ما يقضى على الاعراض,وما أسرع عوده ظهورها ,فنعيد الكره لانه سحرنا وأراحنا من هذه الاعراض التى تزعجنا وتقلقنا,وكم ينطبق عليه المثل او القصه التى حكيتها لكم من قبل عن سكان البنايه اشد التطابق .فنظل ناخذ منه ونأخذ منه حتى يحترق كل شئ ولا يمكن ان يعود كما كان.
دعونا نتحدث عنه ونعرف اكثر عنه ,ان اجسادنا تنتج هرمونا طبيعيا يسمى الكورتيزول من الغده فوق الكلويه,وهذا الهرمون له دور عظيم فى احداث التوازن فى أجسامنا فى رد فعل اجسامنا للامراض المختلفه ويضبط مستويات مختلفه فى اجسامنا مثل مستوى السكر والمناعه وهكذا.ولكن ماذا يحدث لو اخذنا هذا المدعو الكورتيزون المصنع (وليس الكورتيزول)وهى مركبات كيميائيه تتشابه فى التركيب معه وفى الوظيفه)ولكن لا شئ يشبه صنع الله الذى اتقن كل شئ.وفى نفس الوقت ان اجسامنا فيها توازن هرمونى دقيق ولا يصح ان نتدخل فيه من الخارج خاصه اذا تدخلنا بجرعات كبيره.ماذا يحدث؟
يعطى الاطباء الكورتيزون عند عجزهم عن علاج المرض وعندما لا يوجد علاج وتكون الاعراض مؤرقه للمريض,والطبيب لا يحب ان يظهر عجزه وقله علمه وفشل العلم امام المريض فيعطيه دواءا يقضى على الاعراض ويخفيها فيأخذ المريض هذا الدواء فتزول الاعراض من اول جرعه,فيظن المريض ان هذا الدواء سحرا ويظن ان هذا الطبيب هو الطبيب الامهر.وذلك طبعا وهو يجهل ماذا فعل هذا الدواء وماذا سيفعل ويظل يتناول هذا الدواء حتى تبدا اضراره فى الظهور بعد مده .هذا هو الكورتيزون المصنع ومشتقاته مثل (prednisone )و(dexamethazone )و(betamethazone)و(hydrocortisone)وغيرهم من المشتقات المصنعه للكورتيزون والتى منها طويل المفعول وسربع المفعول ومنها الحقن والمراهم والذى يؤخذ عن طريق الفم.
المهم يدخل هذا الى اجسامنا فماذا يفعل؟ يوقف كل الدفاعات المناعيه وردود فعل الجسم ضد المرض فيظهر لنا ان المرض قد اختفى ولكن المرض لم يختفى انما الذى اختفى هو دفعات الجسم ضد المرض التى تسبب ما يسمى بالاعراض.وهنا يأخذ المرض راحته ويفعل بالجسم ما يشاء دون تدخل ودون ان يدرى الطبيب او المريض.فينتج عن ذلك استفحال المرض وتمكنه اكثر من الجسم.هذا هو الشئ الاول الذى يفعله الكورتيزون الذى يؤخذ فى صوره دواء.
ثانيا يبدا الكورتيزون فى ممارسه عمله فى الجسم كهرمون شبيه لهرمون الجسم الطبيعى الكورتيزول ولكن هذه المره الجرعات اكبر من نسبه الكورتيزون الطبيعيه فى الجسم فيحدث كل شئ دون توازن وتميل كفه الميزان فى كل شئ لصالح تاثير الكورتيزون فيحدث الاتى:
*التهابات جلديه بكتيريه وفطريه مختلفه وتقرحات ودمامل جلديه وما يسمى بحب الشباب وذلك بسبب فعل الكورتيزون المثبط للمناعه الطبيعيه فى الجسم فتنمو البكتيريا والميكروبات المختلفه من فطريات وفيروسات دون ان يقاومها جهازنا المناعى.
*يقل سمك طبقه الجلد مما يؤدى الى التعرض الى الكدمات بسهوله مع اى اصابه بسيطه لا تذكر,وفى نفس الوقت يسبب بطء التئام الجروح وعلامات واثار لا تزول على الجلد.
*اضطرابات فى النوم ,زياده فى الوزن,زياده فى الشهيه ,أعراض نفسيه مثل الاكتئاب والقلق وغيرها.
وهذه الاشياء التى ذكرناها تحدث حتى مع التعاطى للكورتيزون لمده قصيره(اقل من شهر)
*انحباس فى الصوديوم فى الجسم(salt retention )مما يؤدى الى تورم فى القدم,ارتفاع فى ضغط الدم,زياده فى الوزن وفى النهايه يسب هبوط فى القلب.
*مع استمرار التعاطى للكورتيزون يحث تثبيط للافراز الطبيعى للكورتيزول فى الجسم مما يؤدى الى خلل فى الغده النخاميه فى الجسم وهى التى تتحكم فى معظم الهرمونات فى الجسم.
*ومن اهم وافظع أضرار الكوتيزون التى يسببها تعاطى الكورتيزون لمده طويله نسبيا هو هشاشه العظام والتى تنتج عن نقص بروتين العظام وليس الكالسيوم فقط ولاينفع فى علاجها اى شئ ويصعب علاجها بعد ذلك,ويتعرض المصاب لكسر من اى اصابه بسيطه واحيانا يكون الكسر فى اى من عظام الجسم مثل العمود الفقرى والقفص الصدرى او عظام الحوض .وهذا اخطر اضرار الكورتيزون وبالطبع ممكن ان يتكرر تهشم العظام فى اى جزء من أجزاء الجسم ويكون صعب فى الالتئام.
*يحدث بالطبع تأخر وخلل فى النمو عند الاطفال الذين يتعاطون الكورتيزون واحيانا يستمر تاخر النمو حتى بعد توقف الكورتيزون ويكون الطفل قليل النمو طوال عمره.
*ضعف فى عضلات الجسم خاصه عضلات الكتف والفخذ.
*مع الاستخدام الطويل يسبب مرض السكر للمريض والذى احيانا يستمر حتى بعد التوقف عن الكورتيزون.
*زياده فى الكوليستيرول الضار فى الجسم.
*ترسب للدهون فى اكان معينه من الجسم مما يؤدى الى سمنه غير متناسقه فى فى منطقه الكتف والجذع مع حدوث ما يسمى وجه القمر(moon face )وهو تدور فى الوجه يشوه الشكل.
*اضطرابات فى الاعصاب تسبب رعشه واهتزاز وعدم اتزان.
*امراض فى العين خطيره مثل ارتفاع ضغط العين (المياه الزرقاء)وايضا عتامه العدسه (المياه البيضاء)مما يمكن ان يؤدى الى العمى لاقدر الله.
*زياده فى الضغط داخل الجمجمه (INTRA CRANIAL (TENTIONوصداع ناتج عن ذلك.
*قرحه المعده .
*هناك ايضا اعراض لانسحاب الهرمون حتى مع التدريج مثل الصداع والام العضلات والاكتئاب.
*اما لو حدث خطأ من المريض وتوقف فجأه عن الكورتيزون فهى كارثه تهدد حياته .
ولقد شاهدت بنفسى بعض ضحايا الكورتيزون وسأروى لكم بعض الحالات التى عايشتها خلال حياتى .
ل.ا.سيده مصابه بالربو كلما اصابتها الازمه ودخلت المستشفى بسبب الازمه ولم يفلح معها اى علاج بادرها الاطباء بجرعات من الكورتيزون .وتكرر ذلك على فترات فى حياتها (ولاحظوا ان الكورتيزون لم يشفى مرضها بل انه فى نظر الاطباء ينقذ حياتها مؤقتا)وانا كنت أعلم ان هذه السيده تعانى من مشاكل فى حياتها ادت الى مرضها بالربو فكما قلنا من قبل الحاله النفسيه تؤثر على المناعه(علم المناعه النفسى العصبى)وكان يجب على الاطباء معالجه مرضها من جذوره بالطرق الطبيعيه وجلسات الاسترخاء.المهم ادى تناولها المستمر للكورتيزون الى زياده مرض الربو عندها وأصابتها هشاشه العظام والام رهيبه فى عظامها وتمشى وذراعها مربوطان خوفا من اى اصابه.وهكذا هى استسلمت للتأثير السحرى للكورتيزون ولم تعالج السبب الرئيسى وهو حالتها النفسيه نتيجه لظروف تمر بها وكان الاجدر بها ان تعالج نفسها معالجه ايمانيه وتعالج عقلها بالافكار الايجابيه بدلا من الحاله التى وصلت لها.
الحاله الثانيه التى عاصرتها ايضا حاله ربو وسوف نجد اكثر المشاكل مع حالات الربو لانه مرض مزمن ويطول علاجه او بمعنى ادق معالجه اعراضه فقط ويكثر فيه استخدام الكورتيرزون.
الحاله سيده ايضا وتناولت الكورتيزون على فترات متباعده ولم يشفها بل على العكس زادت حالتها وساءت حتى وصلت الى الرعايه المركزه وايضا تم اعطائها المزيد من الكورتيزون عن طريق الحقن فكانت النتيجه ان خرجت من المستشفى وقد اصابها مرض الذبحه فى القلب والسكر يعنى دخلت بالربو خرجت بالربو والسكر والضغط والقلب.
هناك ايضا حاله رجل ولكنها انتهت نهايه مأساويه ولكن هذا الرجل كان يتناول الكورتيزون بدون اذن الطبيب وطال مرضه وطال ايضا تناوله للكورتيزون حتى انتهى بهشاشه شديده حتى انه كان يتعرض للكسر مع اى حركه ,واصابه هبوط فى القلب ودخل الرعايه المركزه عده مرات الى ان مات للاسف وهو فى سن الخمسين .
وهكذا نجد ان هذا الساحر الماكر يستسلم له الكثيرون حتى يقضى عليهم .وسوف يقول لى الاطباء ان هذه الحالات سببها التناول لمده طويله اقول امرين ,الاول اوليس الذى وصف الكورتيزون فى الحاله الاولى والثانيه هم اطباء؟وثانيا اقول ان المشكله فى مثل هذه الحالات ان الذى يتناول الكورتيزون مره ويجد التأثير السحرى والراحه يكرر تناوله عده مرات ويظن انه هو الحل لمرضه,والذى يحدث هو انه لا يشفى ابدا بعد ذلك ويصعب علاجه حتى بالطرق البديله .وكان اولى بأى مريض ان يلجأ بالترتيب لطرق العلاج الطبيعيه وكما قلنا ان الاعراض لابد منها فلا يكون الهدف هو انهائها وبسرعه فيجب ان يتحلى المريض بالصبر ,ويعالج سبب مرضه الحقيقى وهو اعلم الناس به والا يجنى نتيجه استسلامه بعد ذلك ولا يلوم الا نفسه.والاطباء يجب عليهم ان يكونوا اكثر امانه وشفقه على المريض ,وياليت كل الاطباء ينظروا النظره الكليه الى الانسان فإن ذلك سوف يساعدهم على العلاج جدا ,ولايكون هدف الطبيب فقط هو ان يقول المريض ان هذا الطبيب حاذق اعطانى دواء سحرى قضى على الاعراض .
وسأحدثكم الان عن مجموعه ادويه اخرى نستخدمها بكثره وبدون وعى منا باضرارها وأحيانا يساء استخدامها من قبل الاطباء والمرضى على حد سواء.
المضادات الحيويه:
المضادات الحيويه مجموعه كبيره جدا من العقاقير الطبيه والتى بدا ظهورها بالبنسلين وانتهى بأعداد لاحصر لها ومجموعات متنوعه من المضادات الحيويه ومضادات الميكروبات المختلفه(antimicrobial).وبالطبع لن نستطيع التحدث عن الاعراض الجانبيه واضرار كل مجموعه من المضادات الحيويه ومضادات الميكروبات على اختلافها وتنوعها.وانما سنحاول جمع الاضرار العامه التى تجمعها كل المجموعات او المضادات الحيويه بوجه عام.
.
كلمه مضاد حيوى(antibiotic )اى مضاد للحياه وذلك لانه يقتل البكتيريا وهى كائن حى مجهرى وهو ايضا ماده مشتقه من كائن حى.فهو اذن ماده تستخرج من الكائنات الدقيقه وتمنع نمو او حياه كائنات دقيقه اخرى.
فى البدايه يجب ان نعلم معلومه ليست جديده ولكنها مهمه هى ان البكتيريا موجوده بكميات كبيره داخل اجسادنا وفى البيئه حولنا فلماذا لا نمرض طوال الوقت؟الحقيقه ان السبب فى ذلك ان الله سبحانه وتعالى خلق الكائنات كلها فى توازن ولايضر اى كائن اخر الا اذا حدث سبب لذلك ,واعطانا الله سبحانه وتعالى جهازا مناعيا يضع البكتريا عند حدودها فلا يتعدى احد على الاخر.وهناك حقيقه اخرى وهى ان اجسامنا تحتوى على كميات كبيره بالتحديد فى الامعاء من البكتيريا النافعه والتى خلقها الله تعالى وجعل بينها وبين الانسان تبادل للمنفعه.وسوف نفرد هذه الموضوعات بالتفصيل ان شاء الله تعالى.
اما عند حدوث ضعف للمناعه لاى سبب من الاسباب فان البكتريا تتغلب على مقاومه الجسم ويحدث ما يسمى بالعدوى البكتيريه وفى الحقيقه يمكن ان تكون البكتيريا موجوده فى الجسم من البدايه ولكنها فى حاله سكون ,اذن ليس المشكله فى البكتيريا اصلا انما المشكله فى حالتنا الصحيه نحن ,فكان الاجدر بنا ان نرفع مستوى مناعه اجسامنا بدلا من ان نقاوم البكتيريا.
ونضرب مثلا لذلك اذا كانت هناك قمامه متراكمه وتكاثر عليها الذباب والحشرات المختلفه كيف نقضى على هذه المشكله ,هل نرش الحشرات بالمبيدات ونترك القمامه؟ان هذا الحل هو محض حمق. الاجدر ان نتخلص من القمامه ونطهر المكان قبل ان نستخدم المبيدات.كذلك نحن اذا تركنا السبب الذى ادى الى ضعف المناعه وظهور العدوى وتناولنا العقاقير المضاده للميكروبات .فستتكرر العدوى.
وهذا ما نلاحظه فى حالات الاطفال بالتحديد التى يتكرر فيها التهاب الحلق واللوزتين فنجد اغلب الامهات والاباء يذهبون الى الاطباء وتتكرر العدوى ويغير الطبيب من دواء الى دواء ولكن دون جدوى,لان السبب الحقيقى يكون فى ضعف مناعه الطفل لاى سبب من الاسباب.
فى الجزء القادم باذن الله سنتعرف على الاسباب التى تؤثر على المناعه
مع خالص الحب والتقدير للكاتبه د/شيرين
ودعواتنا لها بالتوفيق والنجاح دااااااااااااااائما
اشكركم والسلام عليكم ورحمة الله
الروابط المفضلة