[:~ دَمْعَة مُوَحِّد ~:]

تمهيد :

انهمرت على قلبها الدافئ لآلئ جوهر
غسلتها بماء جفنها الطاهر خشيةً للواحد الأحد
متطيبة بعبرات الخشوع و شهقات الحب و العبودية .
امتزج صوتها الرقيق بعذوبة الذكر فأضحى لحنًا يترنم في النفوس
و يلامس شغافها حبًّا و ولهًا و كثيرٌ من رحمة ..
تتناقل خطواتها متفكرةً بنسمات الجو المصاحبة لدندنة الطير المسبّح من أعلى رفوف الدوح المخضّر
والمنسجم مع خيوط الشمس الذهبية و زرقة السماء المزيّنة بسحب البياض المتناثرة بدقةٍ و إتقان ...

[صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ] النمل88



كلّ هذا و هي لا زالت معقودة الذهن و الدهشة

تحاكي تفاصيل ملامح وجههما المزدان بعذوبة الإيمان النقيّ التقيّ ..
لكنّها سرعان ما تقول "لا إله إلا أنت"
ثم تسترسل بذكر الله –جلّ جلاله-
ثم تجهش بكاءً و تتلو آيات الرحمن الرحيم :
" الم (1)اللهُ لا إلهَ إلاّ هوالحيُّ القيّومُ (2) نزّلَ عليْكَ الكتابَ بالحقِّ مُصدِّقاً لِما بيْنَ يديْهِ وأنزل التوراةََ والإنجيلَ (3)
منْ قبلُ هُدىً للنّاس و أنزَلَ الفُرقانَ إنَّ الذينَ كفروا بآياتِ اللهِ لهُم عذابٌ شديدٌ واللهُ عزيزٌ ذو انتقام (4) ) آل عمران"
و مع كلِّ حرفٍ من كتاب الله "القرآن الكريم"
تزداد خشية و إيمانًا و حبًا فتفيض عيناها دموعًا و تقاطر كالغيث الغزير .



هي .. حملة " دَمْعَة مُوَحِّد "

شعارها لا إله إلا الله

و مبدؤها "التوحيد"

و رسالتها آية الله في كتابه العزيز "قل هذه سبيلي"


فأما "الدمعة و العَبرَة" ..
فهي دمعة تختلف تمامًا عن عبرات الوجع الدفين و الحزن الأليم أو القلب الكسير المتعلقة بدنيا الفناء ..
ليست دمعة جزع و وجع و لا ألم و سقم ..
هي دمعة الحب المزدان رغم فصول القلب المتقلبة ،
هي دمعة الشوق و الحنين للقاء ربّ العالمين .
هي دمعة خشوع و ركوع في رحاب صلاة سافر بها القلب إلى معاقل الخضوع ..
لا لأي أحدٍ و إنمّا لله وحده وهناك أبى الرجوع إلى دنيا المعاصي و الرذائل و الفسوق .
دمعة تطأ الجنّة و تسقى من ماء المعين في حوض الكوثر و يمتد ناظرها للرحيم ، للنور ، للتواب ، للكريم ،
للرحمن الرحيم ، لربّ تفرد بالعبودية و الألوهية المطلقة و الربوبية العادلة الرحيمة بالعباد .
هي دمعة خائف و دمعة راجٍ و دمعة محبٍّ و دمعة فرحٍ و دمعة رقيقٍ تمازجت في قالبٍ واحد ..

"دَمعَة مُوحِّد"
رزقنا الله و إيّاكم طعم هذه الدمعة الحلو و مذاقها الساحر و أسكننا و إيّاكم الجنّة و سقانا من معينها .


و أما "لا إله إلا الله"
فهي .. نداء التوحيد الأول و ركيزة الإيمان
هي الدافعة للحنين و التوق للقاء ربٍّ رحيم..
كلمة التوحيد تُقر بها النفوس المطمئنة بالتصديق الجازم
و تستسلم لها الجوارح المنقادة بالفعل الطيب ..
و تحلو بها الأفواه العذبة بالذكر الحسن و القول الصادق العطر



"التوحيد"

هو رسالة البشر و الرسل أجمعين ..
حروفه تتردد على مسامعنا في كل آذان ، في كل صلاة ،
في كل تكبيرة أو تهليله ..
أسمعها في تسبيح أمي و أقرأها في كتبي و سجلاتي
و أدونها في دفاتر ذكرياتي ..
هي كلمات تبعث في النفس و الروح
اطمئنانا و سكينةً و انشراحا ..
ترسم على ملامح المحيّا تفاصيل السعادة الكبرى
و الهناء الدائم في دار الآخرة ..
هي كلمات تلامس شغاف القلب
و تليّن الفؤاد الملطخ بالذنوب و المعاصي ..
و عندها تنتفض دمعة و تسترسل أخريات ،
تنسكب في قلب روي بالإيمان بعد أن داسته رذالة الخطيئة
و لكنّه عاد لله و تاب و آب ..

- ها هي ذي تحمل رسالة -التَوحِيدْ-

و تمضي في سبيل الله شعارها لا إله إلا الله و رسالتها
"قل هذه سبيلي" و طهارتها دمعة!




:

: