

العقيدة الصحيحة هي الدرع الحصين و الأساس المكين الذي ترتكز عليه أحكام الدين
وهي الضابط الأمين و المُحَكِم الكبير لتصرفات العبد وسلوكه..
فمتى ما تأصلت و ترسخت تلك العقيدة في النفوس ؛ هانت عندها التضحيات ، و صلح بها الأفراد و الجماعات ،
ولن يصلح هذا الجيل إلا ما أصلح جيل السلف الصالح وهي العقيدة الصحيحة التي تقوم على التوحيد الخالص
لهذا كان التوحيد أول ما دعت إليه الرسل عليهم السلام قال تعالى :
{ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ }المؤمنون32 "

["التوحيد الخالص"] هو:
إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له وترك عبادة ما سواه .
ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام :
"توحيد الربوبية " و " توحيد الأسماء والصفات " و " توحيد الألوهية "
فأما توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء و الصفات فيسمى [ توحيدٌ قوليٌ اعتقادي]
و سمي قولياً لاشتماله على أقوال القلوب وهو اعترافها و اعتقادها وعلى أقوال اللسان و الثناء على الله بتوحيده .
أما توحيد الألوهية فيسمى [ التوحيد الفعلي ] وسمي بذلك لأنه متضمن لأفعال القلوب و الجوارح . .

["توحيد الربوبية "]
تعريفه : هو توحيد الله تعالى بأفعاله ،
ويكون بالإقرار بأن الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء ومليكه و إليه يرجع الأمر كله في التصريف التدبير.
وهذا النوع من التوحيد قد أقرت به الفطرة وقام عليه دليل السمع و العقل،
وهو حق لله على عباده ، بأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً.
وهو سبحانه يحب ذلك ويرضى عن أهله ويفرح بتوبة من عاد إليه
كما أن فيه لذة العبد وسعادته ونعيمه
فالعبد بحاجة دائمة لمن يستعين به ويتذلل إليه بالعبادة
ولابد للنفس من شيء تطمئن إليه وتنهي إليه محبتها
ولابد لها أيضاً من شيءٍ تثق به وتعتمد عليه في نيل مطلوبها و يكون هو مستعانها
ولا يصلح ذلك إلا لله
لذلك كان الدعاء له سبحانه و الاستعانة به والتوكل عليه
توحيد الربوبية يتضمن إثبات ذات الله سبحانه وتعالى و وجوده
ويكون إثبات وجوده سبحانه وتعالى بثلاثة براهين هي :
1-الأنبياء و الرسل
2-التفكر في آيات الله الكونية وفي النفس البشرية
3-الفطرة السليمة فالنفس لا تستطيع الفرار من حقيقة الشعور بوجود الخالق القدير .
... توحيد الربوبية هو التوحيد الذي أقر به المشركون و لم يدخلهم بالإسلام

تعليق