::::::



اعلم رحمك الله أنه لابد أن تتعلم عن الشرك وتفهمه جيدا
وقد يتسائل البعض : لماذا نتعلم عن الشرك؟
لماذا لا نكتفي بتعلم التوحيد فقط ؟
الجواب :
يجب أن نعلم أنه لابد أن نتعلم ضد التوحيد وهو الشرك، لأنه لا يكفي أن يعرف الإنسان التوحيد ويعمل به،
بل لا بد أن يعرف ضده وهو الشرك خشية أن يقع فيه ويفسد عليه توحيده كما قال الشاعر:
عرفت الشر لا للشرّ ولكن لتوقيه ****ومـن لا يعرف الشـرّ يقع فيـه
وقال أيضاً:
والضدّ يظهر حسنه الضدّ*****وبضدّها تتبيّن الأشياء
والأدلة على ذلك كثيرة جدا من كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل:36]،
فالله بعث الرسل جميعاً بهذه الرسالة: عبادة الله واجتناب عبادة غيره (الطاغوت) لأن كل ما عُبد من دون الله فهو طاغوت.
سواءً كانت أصناماً أو قبوراً أو أضرحة أو غير ذلك. أما ما عُبد من دون الله ولم يرضَ بذلك لا يُسمى طاغوتاً مثل عيسى عليه السلام.
فالله بعث الرسل جميعاً بهذه الرسالة: عبادة الله واجتناب عبادة غيره (الطاغوت) لأن كل ما عُبد من دون الله فهو طاغوت.
سواءً كانت أصناماً أو قبوراً أو أضرحة أو غير ذلك. أما ما عُبد من دون الله ولم يرضَ بذلك لا يُسمى طاغوتاً مثل عيسى عليه السلام.
إذاً فرسالة الرسل هي الدعوة إلى عبادة الله والنهي عن الشرك فملتهم عليهم السلام واحدة وإن اختلفت شرائعهم.
وحتى يتحقق التوحيد ويكتمل لابد من تصفيته من الشرك والبدَع والذنوب.
ومن هنا يتبين خطأ الذين يقولون: لا داعي أن نتعلم العقائد الباطلة علموا الناس التوحيد ويكفي.
والموحد يجب أن يخاف من الشرك ولا يجب أن يزكي نفسه ويقول أنا موحِّد،
وقد عرفت التوحيد ولا يمكن أن أقع في الشرك فهو إغراءٌ من الشيطان،
فإن إبراهيم عليه السلام على علوّ منزلته وهو الخليل عليه السلام خاف من الشرك فدعا ربه
"واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام".
وقول الله عز وجل: }إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء{.
فهذا فيه خطورة الشرك، فالله لا يغفر للمشرِك مع أن رحمته وسِعت كل شيء، فمن مات على الشرك فإنه لا يغفر له وكل الذنوب مظنة المغفرة إلا الشرك.
ولا يمكن تجنبه إلا إذا عُرف وعُرف خطره.
وقد أخبر الله تعالى بالآية: }إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ {[المائدة: 72].
وفي الحديث: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، سُئل عنه النبي r فقال هو الرياء، والرياء: لما يُرى من الأعمال".
والسمعة: لما يُسمع منها. وقد خافه النبي r على أصحابه فكيف على غيرهم.
قال: "وعن أبي مسعود رضي الله عنه أن النبي r، قال: من مات وهو يشرك بالله شيئاً دخل النار".
هذا خبر من النبي r: "أن منْ مات على الشرك فهو من أهل النار، ولا يغفر له، وكلمة شيئاً تعم الشرك كله. كل ما أشرك مع الله من نبي أو وليّ أو ملك".
نسأل الله العافية من الشرك

تعليق