๑ || دمــــعة مـــــوحد (18) ๑ || الكهانة_االعرافة_التنجيم -ومايتبعهم ๑ ||

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سمو الحياة
    كبار الشخصيات
    • Jun 2008
    • 9466

    ๑ || دمــــعة مـــــوحد (18) ๑ || الكهانة_االعرافة_التنجيم -ومايتبعهم ๑ ||




    الحمد لله القائل :(("قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ ‏الْمُشْرِكِينَ)) آية 108 سورة يوسف
    والصلاة والسلام على من بلغ الرسالة ودعا لعبادة الله وحده لا شريك له

    لقد خلق الله الخلق لعبادته..

    ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) الذاريات (٥٦)

    وأمرهم بعبادته وحده دون شريك له

    ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا .....))[النساء:36]


    عبادة لا يخالطها شرك لأن ذلك سبب لإحباط العمل..

    ((ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) آية (88) الأنعام



    وقد استعرضنا أنواعاً عدة للشرك في مواضيع حملة دمعة موحد السابقة

    ونستكمل هنا أنواع قد تخفى على الكثير فيقع فيها الجاهل بعقيدته فريسة لأصحاب الأهواء

    فيلطخ نقآء عقيدته بدرن الشرك

    ومن أشهر تلك الأنواع: الكهانة والعرافة، والتنجيم، والطيرة،

    والخط على الرمل وما يلحق به.






    أولاً: الكهانة والعرافة
    1- مفهوم الكهانة والعرافة:


    قيل: إنهما بمعنى واحد يطلقان على الحازي، والطبيبِ، وكلِّ مَنْ يتعاطى علماً دقيقاً
    انظر لسان العرب مادة (كهن)، ومادة (عرف) 17/244-245، و11/142، والمصباح المنير 2/53.


    وقيل: إن الكاهن هو مَنْ يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان،
    ويدَّعي معرفة الأسرار سواء كان له تابع من الجن،ورئيٌّ يلقي إليه الأخبار،
    أو كان ممن يزعم أنه يعرف الأمور بمقدمات يُسْتَدَلُّ بها على مواقعها مِنْ كلامِ مَنْ يسأله، أو فعله، أو حاله.
    وقيل: بل هذا الأخير هو العراف الذي يدعي معرفة الشيء المسروق، ومكان الضالة، ونحوها.
    وقيل: الكاهن مَنْ يخبر عن الغيب الماضي والمستقبل، والعراف من يخبر عن الماضي.
    يقول ابن عابدين-رحمه الله-: "الكاهن قيل: هو الساحر، وقيل: هو العراف الذي يُحدِّث ويتخرص.
    وقيل: مَنْ له مِنَ الجن مَنْ يأتيه بالأخبار.





    وسئل - فضيلة الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- ‏:‏ عن الكهانة‏؟‏ وحكم إتيان الكهان‏؟‏
    فأجاب بقوله ‏:‏
    الكهانة فعالة مأخوذة من التكهن ، وهو التخرص والتماس الحقيقة بأمور لا أساس لها ،
    وكانت في الجاهلية صنعة لأقوام تتصل بهم الشياطين وتسترق السمع من السماء وتحدثهم به ،
    ثم يأخذون الكلمة التي نقلت إليهم من السماء بواسطة هؤلاء الشياطين ويضيفون إليها ما يضيفون من القول ، ثم يحدثون بها الناس ،
    فإذا وقع الشيء مطابقاً لما قالوا اغتر بهم الناس واتخذوهم مرجعاً في الحكم بينهم ، وفي استنتاج ما يكون في المستقبل ،
    ولهذا نقول ‏:‏ الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل‏.‏



    والذي يأتي إلى الكاهن ينقسم إلى ثلاثة أقسام‏:‏
    القسم الأول‏:‏ أن يأتي إلى الكاهن فيسأله من غير أن يصدقه، فهذا محرم ،وعقوبة فاعله أن لا تقبل له صلاة أربعين يوماً ، كما ثبت في صحيح مسلم أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال‏:
    ‏(‏من أتى عرافاً فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوماً أو أربعين ليلة‏)‏ ‏.‏




    القسم الثاني‏:‏ أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ويصدقه بما أخبر به، فهذا كفر بالله-عز وجل-
    لأنه صدقه في دعوى علمه الغيب، وتصديق البشري دعوى علم الغيب تكذيب لقول الله -تعالى-‏:‏
    {‏قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله‏}سورة النمل، الآية 65.
    ولهذا جاء في الحديث الصحيح‏:
    ‏(‏من أتى كاهناً فصدقه بما يقول ‏:‏ فقد كفر بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم‏)‏ ‏.‏

    القسم الثالث‏:‏ أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ليبين حاله للناس ،
    وإنها كهانة وتمويه وتضليل ، وهذا لا بأس به ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ، أتاه ابن صياد ،
    فأضمر له النبي صلى الله عليه وسلم ، شيئاً في نفسه فسأله النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ماذا خبأ له‏؟‏ فقال‏:‏
    الدخ يريد الدخان ‏.‏ فقال النبي ، صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏اخسأ فلن تعدو قدرك‏)‏ ‏.‏



    هذه أحوال من يأتي إلى الكاهن ثلاثة‏:‏
    الأولى ‏:‏ أن يأتي فيسأله بدون أن يصدقه، وبدون أن يقصد بيان حاله فهذا محرم ، وعقوبة فاعله أن لا تقبل له صلاة أربعين ليلة‏.‏

    الثانية ‏:‏ أن يسأله فيصدقه وهذا كفر بالله - عز وجل -على الإنسان أن يتوب منه ويرجع إلى الله -عز وجل - وإلا مات على الكفر‏.‏

    الثالثة‏:‏ أن يأتيه فيسأله ليمتحنه ويبين حاله للناس فهذا لا بأس به ‏.‏



    الحمد لله رب العالمين
    اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه الطيبين







  • سمو الحياة
    كبار الشخصيات
    • Jun 2008
    • 9466

    #2



    التنجيم
    مأخوذ من النجم ، وهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على
    الحوادث الأرضية ، بمعنى أن يربط المنجم ما يقع في الأرض ،
    أو ما سيقع في الأرض بالنجوم بحركاتها ، وطلوعها ، وغروبها ، واقترانها ، وافتراقها وما أشبه ذلك ،
    والتنجيم نوع من السحر والكهانة وهو محرم ،
    لأنه مبني على أوهام لا حقيقة لها ، فلا علاقة لما يحدث في الأرض بما
    يحدث في السماء ، ولهذا كان من عقيدة أهل الجاهلية أن الشمس والقمر
    لا ينكسفان إلا لموت عظيم ،
    فكسفت الشمس في عهد النبي ، صلى الله عليه وسلم ،
    في اليوم الذي مات فيه ابنه إبراهيم - رضي الله عنه -
    فقال الناس ‏:‏ كسفت الشمس لموت إبراهيم ، فخطب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، الناس حين صلى الكسوف وقال ‏:
    ‏(‏إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ‏)
    فأبطل النبي ، صلى الله عليه وسلم ،
    ارتباط الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية ،


    وكما أن التنجيم بهذا المعنى نوع من السحر والكهانة فهو أيضاً سبب للأوهام والانفعالات النفسية التي ليس لها حقيقة
    ولا أصل ، فيقع الإنسان في أوهام ، وتشاؤمات ، ومتاهات لا نهاية لها ‏.‏





    وهناك نوع آخر من التنجيم وهو أن الإنسان يستدل بطلوع النجوم
    على الأوقات ، والأزمنة ، والفصول ، فهذا لا بأس به ولا حرج فيه ،
    مثل أن نقول إذا دخل نجم فلان فإنه يكون قد دخل موسم الأمطار،
    أو قد دخل وقت نضوج الثمار وما أشبه ذلك ، فهذا لا بأس به ولا حرج فيه‏.‏








    وجه إلحاق التنجيم بالسحر:
    دراسة هذا العلم من جهة معرفة خصائص الأجرام العلوية، وأبعادها، وحركاتها ليس داخلاً في موضوع السحر.



    وإنما يدخل في السحر، وكونِه أَحَدَ أنواعه من جهة سحر
    الذين كانوا يعبدون الكواكب،
    ويزعمون أنها هي المدبرة لهذا العالم، ومنها تصدر الخيرات والشرور، والسعادة والنحوسة.
    وهؤلاء هم الذين بعث الله لهم إبراهيم -عليه السلام- مبطلاً لمقالتهم،
    وهؤلاء يعتقدون أن لهذه الكواكب إدراكاتٍ روحانيةً،
    إذا قوبلت بما يناسب روحانيتَها من البخور واللباس كانت مطيعةً لمن صنع ذلك، عاملةً له ما يريد.







    ولا شك بأن هذا الاعتقاد باطل، وشرك، وهو المنحى الذي يتوارثه السحرة؛
    ليضللوا به الخلق،
    ويوحوا إليهم بأن هذه الأجرام العلوية تتصرف في العالم السفلي، وأنها فاعلة لما يحدث فيه
    فهذا وجه إلحاق التنجيم بالسحر، ولهذا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
    "ما اقتبس رجل علماً من النجوم إلا اقتبس بها شعبة من السحر زاد ما زاد
    11] أخرجه أبو داود (3905)، وابن ماجه (3771)، وصححه الألباني في الصحيحة (793).








    ثم إن التنجيم، هو أحد أقسام الكهانة، ولذا يسمي بعضهم المنجم كاهناً ، والكاهن (هو الذي يدعي مطالعة علم الغيب ويخبر الناس عن الكوائن) .
    يقول القاضي عياض – ذاكراً أنواع الكهانة –
    (كانت الكهانة في العرب ثلاثة أضرب: -
    أحدها :
    أن يكون للإنسان ولي من الجن يخبره بما يسترقه من السمع من السماء،
    وهذا القسم باطل من حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم.
    الثاني: -

    أنه يخبره بما يطرأ أو يكون في أقطار الأرض وما خفي عنه مما قرب أو بعد،
    وهذا لا يبعد وجوده.
    الثالث: -

    المنجمون، وهذا الضرب يخلق الله تعالى فيه لبعض الناس قوة ما لكن الكذب فيه أغلب، ومن هذا الفن العرافة وصاحبها عراف،
    وهو الذي يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعي معرفتها بها،

    وقد يعتضد بعض هذا الفن ببعض في ذلك بالزجر والطرق والنجوم،
    وأسباب معتادة، وهذه الأضرب كلها تسمى كهانة وقد أكذبهم الشرع ونهى عن تصديقهم، وإتيانهم. والله أعلم) ...


    وهذا التنجيم إنما كان سحراً لقوله صلى الله عليه وسلم:
    ((من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد)) .
    يقول ابن تيمية:
    (فقد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن علم النجوم من السحر، وقد قال الله تعالى {وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69]
    وهكذا الواقع فإن الاستقراء يدل على أن أهل النجوم لا يفلحون، لا في الدنيا ولا في الآخرة) .
    والتنجيم الذي يعد سحراً له أنواع منها: -
    (أ) عبادة النجوم كما كان يفعل الصابئة،
    اعتقاداً منهم بأن الموجودات في العالم السفلي
    مركبة على تأثير تلك النجوم، ولذا بنوا هياكل لتلك النجوم،
    وعبدوها وعظموها، زاعمين أن روحانية تلك النجوم تتنزل عليهم فتخاطبهم وتقضي حوائجهم.
    ولا شك أن هذا كفر بالإجماع.


    (ب) أن يستدل بحركات النجوم وتنقلاتها على ما يحدث في المستقبل
    من الحوادث والوقائع، فيعتقد أنه لكل نجم منها تأثيرات في كل حركاته منفرداً أو مقترناً بغيره .
    وفي هذا النوع دعوى لعلم الغيب،
    ودعوى علم الغيب كفر مخرج من الملة؛
    لأنهم بهذا يزعمون مشاركة الله في صفة من صفاته الخاصة وهي علم الغيب،
    ولأنه تكذيب لقوله تعالى
    {قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ} [ النحل: 65]
    وهذا من أقوى أنواع الحصر؛ لأنه بالنفي والاستثناء.
    كما أنه تكذيب لقوله سبحانه:
    - {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ} [ الأنعام: 59]

    .
    ومن أنواع هذا التنجيم:


    (ما يفعله من يكتب حروف أبي جاد، ويجعل لكل حرف منها قدراً
    من العدد معلوماً، ويجري على ذلك أسماء الآدميين
    والأزمنة والمكنة وغيرها، ويجمع جمعاً معروفاً عنده،
    ويطرح منه طرحاً خاصاً، ويثبت إثباتاً خاصاً، وينسبه إلى الأبراج الإثنى عشر المعروفة عند أهل الحساب، ثم يحكم على تلك القواعد بالسعود والنحوس وغيرها مما يوحيه إليه الشيطان) .




    ملحوظة:
    هناك أمور يظنها بعض الناس من التنجيم، وهي ليست منه، كالعلم بحادثتي الكسوف والخسوف، فيمكن العلم بذلك بحساب النيِّرين كما يعلم طلوع الهلال والبدر بحسابهما.


    وكذلك توقع حالة الجو؛ فهو قائم على دراسة معينة، وبواسطة آلات خاصة بذلك، وقد تصيب تلك التوقعات، وقد تخطئ، ولكنها ليست من جنس أخبار المنجمين.



    الحمد لله رب العالمين
    اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه الطيبين







    تعليق

    • سمو الحياة
      كبار الشخصيات
      • Jun 2008
      • 9466

      #3



      ثالثاً: الطيرة



      1- مفهوم الطيرة: أ- تعريف الطيرة لغة: الطيرة، والتطير بمعنى واحد؛ فالتطير مصدر الفعل تطير يتطير، والطيرة اسم المصدر.



      مثل تخـير يتخـير تخـيراً، وخيرةً، ويقـال: تطـيَّرت من الشـيء، وبالشيء.



      ب- والطيرة في الاصطلاح هي:
      التشاؤم من الشيء المرئي، أو المسموع
      والتشاؤم: هو عَدُّ الشيء مشؤوماً، أي يكون وجوده سبباً في وجود ما يحزن ويضر



      جـ- اشتقاق الطيرة، وسبب تسميتها بذلك: الطيرة مشتقة من أحد أمرين: إما من الطيران: فكأن الذي يرى ما يكره أو يسمع-يطير، كما قال بعضهم:
      عوى الذئب فاستأنست للذئب إذ عوى وصوَّت إنسان فكدت أطير




      وإما من الطير:
      وهذا هو الأصل، والمختار من الوجهين؛ إذ كانت العرب تزجر الطير والوحش، أي تُنَفِّرها، وترسلها، وتتفاءل أو تتشاءم بها.
      فمن قال بالأول احتج بأن الوحش يُتطيَّر به، وزُجِرت مع الطير.




      ومن قال بالقول الثاني قال:
      إنما كان الأصل في الطير، ثم صار في الوحش، وقد يجوز أن يُغَلَّب أحد الشيئين على الآخر؛ فيذكر دونه، ويرادان جميعاً، كما قيل:



      ما يعيف اليوم في الطير الدَّوَح من غراب البين أو تيس iiبرح
      فجعل التيس من الطير؛ إذ قدم ذكر الطير، وجعله من الطير بمعنى التطير
      فالتطير -إذاً- مأخوذ من الطير في الأصل،
      ثم أطلق على كل ما يتوهم أنه سبب في لحاق الشر،
      سواءً كان مسموعاً، أو مرئياً، أو معلوماً، وسواء كان طيراً،
      أو حيواناً، أو جماداً، أو زماناً، أو مكاناً، أو شخصاً، أو نباتاً،
      أو عدداً، أو نحو ذلك.
      ومما يدخل في مبحث الطيرةِ العيافةُ، وهي:
      مَصْدَرُ الفعل عاف يعيف، والمصدر عيافة.









      والعيافة هي:



      زجر الطير، وتنفيرها، وإرسالها، والتفاؤل، أو التشاؤم بأسمائها، وأصواتها، وممراتها؛ فعن العيافة يكون الفأل، أو التشاؤم.








      2- وَجْهُ كونِ الطيرةِ من السحر:
      قال -عليه الصلاة والسلام-:
      "إن العيافة، والطرق، والطيرة من الجبت"
      أخرجه أبو داود(3907)، وحسنه إسناده النووي في رياض الصالحين (1670).




      قال عوف: "العيافة: زجر الطير، والطَرْق: الخط في الأرض،
      والجبت: قال الحسن: إنه الشيطان".
      قيل في تفسير الجبت: هو كل ما عبد من دون الله، وقيل: هو الكاهن، والساحر، والسحر.



      قال الدكتور أحمد الحمد مبيناً وجه كون الطيرة من السحر من خلال الحديث الماضي:
      "إن معاني الجبت كلها صادقة في العيافة، والطرق، والطيرة
      بحسب أحوالها، وكل تلك المعاني دالة على عِظَمِ جُرْم فاعلها.
      فإن كانت سحراً فلها أحكامه، وما قيل فيه يقال فيها.
      ولا شك بأن اعتقاد أن تلك الأفعال مُنْبِئَةٌ عن ما سيحصل من الغيب،
      أو أن هذا الفعل مباح - كفرٌ، واعتقادَ أنها تجلب له النفع، أو تدفع عنه الضرر- شرك، فهذا نوع عبادة لها.
      وفاعل هذه الأمور، ومفسرها لنفسه أو للناس - ساحر،
      وإقدامه على الفعل تبعاً لذلك، أو امتناعه، أو طاعة غيره له - عبادة لغير الله -تعالى-
      لما صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
      "أن الطيرة شرك
      روى أبو داود بسنده عن عبدالله بن مسعود
      عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
      قال: "الطيرة شرك "ثلاثاً"، وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل".
      رواه أبو داود (3910)، والترمذي (1614)، وصححه، وجعل آخره من قول ابن مسعود، وأخرجه الحاكم في المستدرك1/17، وصححه، ووافقه الذهبي.








      قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن -رحمه الله-:
      " وهذا صريح في تحريم الطيرة، وأنها من الشرك؛ لما فيها من تعلق القلب على غير الله –تعالى-.


      وقال: "قوله: "وما منا إلا" قال أبو القاسم الأصبهاني، والمنذري: في الحديث إضمارٌ، والتقدير:
      وما منا إلا وقد وقع في قلبه شيء من ذلك. انتهى.
      وقال الخلخالي: حذف المستثنى؛ لما يتضمنه من الحالة المكروهة، وهذا من أدب الكلام.
      قوله: "ولكن الله يذهبه بالتوكل":
      أي لما توكلنا على الله في جلب النفع، أو دفع الضر أذهبه الله عنا بتوكلنا عليه وحده. انظر فتح المجيد 2/523-524.











      وإن كان صاحب تلك الأعمال لا يعتقدها فهو كذب، وغش، وبهتان،
      ووسيلة إلى الشرك ممن قد يصدقه، وبحسب حاله يكون حكمه من الكفر،
      أو الفسوق والعصيان؛ فالفاسق من يتظاهر بتلك الأعمال كذباً من غير اعتقاد،
      ولا استعانة بالشياطين،
      وجعلِ تلك الأمور وسيلة ظاهرة يضلل بها.
      والكافر هو فاعلها معتقداً إباحتها، أو صدقها ودلالتها،
      أو المستعين بالشياطين على كشف بعض الأمور،
      واتخاذ تلك وسيلة يخفي بها صُنْعَه".








      رابط ذا صلة
      الطيرة والتشاؤم







      الحمد لله رب العالمين
      اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه الطيبين







      تعليق

      • سمو الحياة
        كبار الشخصيات
        • Jun 2008
        • 9466

        #4





        رابعاً: الخط على الرمل، وما يلحق به
        الخط على الرمل:
        هو الطرق الوارد في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "العيافة والطيرة والطرق من الجبت"
        وقد مضى وجه كونه ملحقاً بالسحر في الفقرة الماضية عند الحديث عن الطيرة.
        وطريقة هذه الصناعة أن الذين يتعاطونها من المنجمين
        جعلوا من النقط والخطوط ستة عشر شكلاً، وميزوا كلاً منها باسم وشكل
        يختلف عن غيرها،
        وقسَّموها إلى سعود ونحوس،
        وشأنهم في ذلك شأنهم في الكواكب،
        ومسائل هذه الصناعة تخمينية يزعمون أنها مبنية على تجارب،
        ويربطونها بالنجوم، ويقولون:
        إن البروج الاثني عشر يقتضي كل منها شكلاً معيناً من الأشكال التي اصطلحوا عليها، وقالوا:
        إنه حين السؤال عن المطلوب تقتضي أوضاع البروج قوى الشكل المعين الذي يرسمه الرمّال على الرمل، وتلك الأشكال تدل على أحكام مخصوصة تناسب أوضاع البروج.


        ومما يدخل في علم الرمل، ويأخذ حكمه علم الأسارير،
        وهو علم باحث في الاستدلال بالخطوط الموجودة في الأكف والأقدام والجباه بحسب التقاطع والتباين والطول والعرض والقصر،
        وبحسب ما بينها من الفروج المتسعة،
        أو المتضايقة على أحوال الإنسان من طول الأعمار وقصرها، والسعادة والشقاوة، والغنى والفقر، وما شابه ذلك.








        ويلحق به -أيضاً- ما يسمى بقراءة الفنجان
        قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-:
        "وقد ظهر من أقواله -صلى الله عليه وسلم- ومن تقريرات الأئمة من العلماء،
        وفقهاء هذه الأمة -


        أن علم النجوم، والخط على الرمل، وما يسمى بالطالع،
        وقراءة الكف، وقراءة الفنجان، ومعرفة الخط،
        وما أشبه ذلك كلها من علوم الجاهلية،
        ومن الشرك الذي حرمه الله ورسوله،
        ومن أعمالهم التي جاء الإسلام بإبطالها، والتحذير من فعلها،
        أو إتيان من يتعاطاها وسؤاله عن شيء منها، أو تصديقه فيما يخبر به من ذلك؛ لأنه من علم الغيب الذي استأثر الله به".









        قراءة الفنجان










        قراءة الكف







        قراءة الورق الجنجفة لعلم الغيب







        الخط على الرمل










        ضرب الودع












        الحمد لله رب العالمين
        اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه الطيبين







        تعليق

        • سمو الحياة
          كبار الشخصيات
          • Jun 2008
          • 9466

          #5


          روابط ذات الصلة

































          الحمد لله رب العالمين
          اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه الطيبين







          تعليق

          • asmaabhr
            زهرة لا تنسى
            • Aug 2010
            • 9474

            #6
            جزاك الله كل خير اختى الحبيبة
            والله هذه المصائب منتشرة هذه الايام بين المسلمين عصمنا الله واياكم من الوقوع فيها
            اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم

            يارب فك أسر زوجى
            تالله ما الدعوات تهزم بالأذى أبداً وفي التاريخ بر يميني
            ضع في يدي القيد ألهب أضلعي بالسوط ضع عنقي على السكين
            لن تستطيع حصار فكري ساعة أو كبح إيماني ورد يقيني
            فالنور في قلبي وقلبي في يدي ربي وربي حافظي ومعيني



            تعليق

            • حروف بلا نقاط
              ريحانة الروضة - مندوبة جامعة طيبة-المعلمة الصغيرة -متألقة صيف 1432هـ -
              • Aug 2007
              • 3594

              #7
              الله يعطيك العافية ياغاليه
              الله يكفينا شرهم

              * يَآربْ *



              يَآوآفيّ [ العطَا ] جنبنِيّ درُوبْ [ الخطا ]



              وإغسلنيّ بــ ثلجّ " العَفُو " وألبسنيّ منْ ستّرك [ غطَآ ]




              ~ إِلَـهِـيْ ~



              [ قَـلْبِيْ ] بَيْنَ يَدَيْكْ



              إِمْنَحْهُ صَبْرَاً لاَيَنْتَهِيْ .. وهدايةً لا يَنْغَوِي


              وَحُبَاً صَادِقاً لا يُخَذْلَ بِه أوَ يَنْخَدِع ..






              سامحوووووووووووني وحللوني ولاتنسوني من دعواتكم()***


              تعليق

              • &أم محمد&
                مشرفة ركن همسات فتيات وفيض القلم
                • Jul 2007
                • 17518

                #8
                راائعة أنت غاليتي سمو بطرحك

                للأسف نجد هذه الظواهر منتشرة في مجتمعاتنا

                وما هي إلا من مظاهر التخلف الفكري وضعف الإيمان والعقيدة

                ترجع إلى عدم الإيمان بالله إيماناً صادقا وبعدم الرضا عما كتبه الله للإنسان

                وما يلفت النظر في هذه الظاهرة أنها تستهوي شريحة كبيرة

                من مختلف الطبقات

                نجد فيها الغني والفقير

                الجاهل والمتعلم

                المسئول والمواطن العادي

                الرجل والمرأة

                وكم من بيوت خرِبت ونفوس زهقت

                من وراء تصديق هؤلاء الدجالون والأفّاقون

                أسأل الله أن يكفينا وإياكم شرَّهم ويبعد عنا وعنكم كل سوء

                بارك الله فيك ونفع بك المسلمين

                ::
                ::
                يا رب إن أعداءك قد جمعوا جمعهم ضد المسلمين
                فيـا رب يا مجرى السحاب، ومنزل الكتاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وزلزلهم واجعل الدائرة عليهم.

                ::

                تعليق

                • أمل بلا حدود
                  زهرة الثقافة-نبض حروف المُلتقى
                  • Jul 2007
                  • 1605

                  #9

                  :

                  ما عندي ما أقوله غير
                  للــــــــــــــه دركِ

                  :

                  تعليق

                  • Oum Lina et Lilia
                    كبار الشخصيات
                    • Dec 2006
                    • 9459

                    #10
                    الله يعطيك العافية ياغاليه
                    الله يكفينا شرهم
                    اللهم اني استودعك نفسي و ابنتاي و زوجي و اهلي و احبائي فانه لا تضيع و دائعك






                    تعليق

                    • أم لؤي3
                      بحر العطاء في ركن الكروشية
                      • Nov 2009
                      • 2487

                      #11
                      جزاك الله خير
                      موضوع قيم جدا وعجبني كتير مع اني اكره ان اقراء المواضيع الطويله لكن
                      موضوعك شدني ان اقراءه
                      شكرا وبارك الله فيك

                      تعليق

                      • zineb gharbia
                        كبار الشخصيات
                        • Dec 2007
                        • 13440

                        #12
                        بارك الله فيك سمو
                        موضوع متميز بكافة المقاييس

                        معضلة هذه التي تناولت
                        لأنّ هذه الممارسات والمعتقدات متمترسة في ضعاف العقول والعاجزين.

                        وتلزمها مقاومة كبيرة .




                        {اللهم لك الحمد، وأنت المستعان وبك المستغاث، وإليك المشتكى،وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك}






                        تعليق

                        • ملاذالدنيا
                          النجم الفضي
                          • Jun 2010
                          • 1247

                          #13
                          جزاك الله كل خير اختى الحبيبة

                          تعليق

                          • سريا المجد
                            عضو نشيط
                            • May 2010
                            • 182

                            #14
                            موضوع جدا قيم وطرح رائع كروعتكي سمو
                            بارك الله فيك

                            تعليق

                            • @رتوجى@
                              النجم الفضي
                              • Dec 2009
                              • 1249

                              #15
                              حفظك هذه هي أمراض العصر القديم والحديث بشدة
                              والكثير الكثير مصابون ومقتولون ومحرومون بنفس المرض
                              والله عز وجل قال (ليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله)
                              .....الحديث يطول في هذا المجال
                              لك كل الإحترام والتقدير
                              طرح أكثر من رائع

                              تعليق

                              يعمل...