بسم الله الرحمن الرحيم
كان البرتغاليون قبل سقوط الأندلس لا يدخلون بجيوشهم حتى يتأكدوا أن قوة المسلمين ضعيفة ،
فبدؤوا بإرسال جواسيسهم ليقيسوا اهتمامات الشباب حتى يعلموا هل سيصمدون ويقاتلون ضدهم .. أم سيستلمون ويهزمون !
دخلوا في فترة من الزمن ووجدوا الشباب يتشاجرون : أنا أحفظ البخاري أكثر منك ،أنا أجيد المعادلة الكيميائية أكثر منك ,,,
فرجعوا لجيوشهم وقالو : لا تدخلوا الآن فشبابهم أقوياء ويتنافسون على أهم سلاح وهو العلم الذي يثري عقولهم !
ودخلوا بعد فتره من الزمن مره أخرى فوجدوا أحد الأطفال يبكي،لماذا يبكي؟لأن سهمه أخطأ الهدف
فرجعوا لجيوشهم وقالو : لا تدخلوا الآن ففتيانهم يتنافسون على من يصيب الهدف ومهووسون بالمهارات القتالية
ولكن دخلوا مرة بعد فتره من الزمن،ووجدوا أحد الشباب يبكي،لماذا؟لأن صديقته هجرته
فرجعوا للبرتغاليين وقالوا:الآن ادخلوا عليهم...
،’
استطلاع ميداني للتفكير العام وانشغال الذهن ،
فإذا سيطرت الماديات والشهوات وحب الدنيا على التفكير سهل اصطياد أفراده...
لأنّ ثقافة تفكير الشخص تدل على مدى غثائه أو فعاليته ...
الاهتمام بالموضات بالمظاهر البراقة المباهاة والمياعة الأخلاقية المبالغة
في المباحات حتى انجرفنا للجانب الآخر من الغلو في الدنيا ...
قلت الطاعات ، وتفشت في المجتمعات ارتكاب المحرمات وانتشرت المعاصي ..
اتبعنا الغث والمجون في المسلسلات والقنوات دون إنكار لمنكر
...فبيدك تستطيع حذف كل مجون فاسد
من تلفازك كي تنكر المنكر بقدر استطاعتك ...
أصبحت أبصارنا ترى الغثاء وأسماعنا تنصت للغثاء
..نظرات منكسرة ورؤوس منخفضة وتقوقع نحو الأسفل وهمّة تصل إلى القاع
انغماس في الشهوات وركض دون وعي...
حزن ينخر القلوب لهموم وهمية تافهة صنعتها رؤية أنانية وعدسات مكبرة لداخل النفس الفارغة
التي تمتلئ بآهات تخفض الهامات
الكوب ممتلئ بالماء إلى ثلاثة أرباعه والربع المتبقي فارغ ....
تنشغل النفس بذلك الربع الفارغ حزناً وتأوهً وبكاءً على مافاتها
من الدنيا ... وتترك الجزء الممتلئ حتى ينفذ دون أن تستفيد منه ...
،’
ثقافة فكرية سطحية ... أفكار تحمل هموم ذاتية عقيمة الإنتاج
تفنى اللحظات في تحقيق الملذات وزيادة الكماليات
(( عرفنا أقواماً كانوا أشدّ على لحظاتهم من أحدنا على دنياه ))
عندما سيطر حب الذات والشهوات على عقول الشباب والفتيات
عماد الأمة وسلاحها... أدرك الأعداء أنّ الوقت حان و أنّ هزيمتهم لنا
مؤكدة... فقد نفذ الوقود الروحي والسلاح القوي الذي يهابه الأعداء
،’
تضيع أعمارنا بين هموم دنيوية وسعادة وهمية وملذات زائلة
سطحية التفكير تسير بنا إلى الوراء
فمن يركض لأجل دنياه وينسى هموم أمته سيركض
للوراء وسيلتصق بالقاع وإن ظنّ أنه في المقدمة
فلا يصل المقدمة إلا من جعل همته فوق همّه
سجل التاريخ في أروع صفحاته وأنقاها نماذج لمن عاش حاملاً همّ
دينه معرضاً عن هموم دنياه
فهاهي أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها تدفع ابنها بكلمات الصبر والكفاح كي لايتراجع
قائلة له (( إنّ الشاة لا يضرها سلخها بعد موتها ))
أعطت ذات العقال ولدها ضفيرتيها ليكون عقالا لفرس يحمل مجاهداً في سبيل الله
انتصرت تلك الشخصيات لأنها صادقة في مجاهدة هوى نفسها..
فكيف لنا أن ننتصر على أعدائنا إن لم ننتصر على هوى أنفسنا
،’
في سورة القصص تظهر دور المرأة في نصرة دين الله
فالشخصيات المهمة التي ساعدت موسى عليه السلام في تأدية دوره
أربع نساء : أولهنّ أمه التي حمته بتصرفها الواثق بوعد الله ، ثمّ أخته
التي دلت على رضاعته ، والثالثة امرأة فرعون التي وقفت بين فرعون وقتله لموسى ،
والرابعة زوجته التي نصحت أباها باستئجاره ، فما أعظم
دور المرأة في نصرة دين الله . (د. نوال العيد )
،’
عرف أعداءنا دور المرأة المسلمة في نصرة الدين ،
فاستغلوا طاقتهم وأسلحتهم الخفية في تمييع أخلاق وتفكير المرأة والرجل
وشغلهم بتوافه الأمور .. ليسهل اصطيادهم دون عناء ...
فما هو هم المرأة اليوم ؟
وما هو هم الشباب اليوم ؟
أيا أبناء جلدتنا أفيقوا ... من الشهوات يكفيكم رقودا
فدين الله ياقومي يعاني... وقد لاقى صدودا وجمودا
لقد كان جوف الليل وقود يتزود به الصادقون في البلاغ ..فكانوا
يقدمون همّ دينهم قبل دنياهم فخضعت لهم الدنيا غرباً وشرقاً
وقدمنا هموم الدنيا على الدين .. فتكالبت علينا الأمم النصرانية والمجوسية
واليهودية شرقاً وغرباً ...
،’
فلنبدأ بإصلاح أنفسنا ولنأخذ من وقود الليل نوراً نتبلغ به في الدارين
نحن أمة أعزنا الله بالإسلام
فلن نذل أنفسنا بالتبعية لغير الله ...
{إذا نظرنا بعمق في قول الله تعالى (( وإن تصبروا وتتقوا لايضركم كيدهم شيئاً))
فإنا سنجد معظم معاناتنا على مستوى الأفراد والشعوب ينبع من قصورنا وتقصيرنا وأخطائنا وخطايانا ،وليس من التآمرعلينا }
،’
الروابط المفضلة