بسم الله الرحمن الرحيم
من المناظر المعتادة يوميا رؤية طفل يُضرب من قبل الوالدين وقد يرافق الضرب عبارات شتم أوتقريع وتهديد ووجه غاضب ..ومع ذلك نجد أن الخطأ نفسه يتكرر حدوثه من قبل الطفل.. فما السبب؟ وهل الضرب أسلوب عقاب رادع ؟ وتربوي؟ وهل يحق للوالدين أو الكبار استخدام قواهم وسلطاتهم ضد الأبناء دون ضوابط ؟ أو أن هناك سن معينة يبدأ فيها استخدام الضرب ؟ وأماكن معينة ؟ وأسباب محددة؟
يمكننا الوصول إلى إجابات شافية على كل الأسئلة السابقة بالأدلة الشرعية وآراء علماء التربية الحديثة من خلال المقال التالي:
هل ضرب الأطفال ضرورة تربوية؟
سؤال واحد لكن الإجابات متعددة وتختلف من انسان إلى آخر بحيث تصل إلى درجة التناقض مابين المعارضة التامة والتأييد الكامل!
والحقيقة أن هناك نقاطاً مهمة تغيب عن غالبية المؤيدين والمعارضين على حد سواء . ومنذ البداية يجب أن نعترف بأن تربية الأولاد عمل شاق يحتاج إلى صبر عظيم وعلم غزير ورحمة واسعة , ونذكر من أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الراحمون يرحمهم الله _ ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء _ من لا يرحم لا يُرحم " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا بد أن نعترف بأن الآباء هم أكثر الناس عطفاً وحرصاً على أبنائهم وأن نقر في الوقت نفسه بأن أغلب هؤلاء الآباء ليست لديهم المعلومات الكافية والصحيحة عن كيفية تربية الأولاد , وأن أغلبهم يتعامل عند التربية من المنطلق الذي انتهى عنده والداه في تربيته هو شخصياً , فمن نشأ على الضرب من والديه يتشبث غالباً بضرب أبنائه عند تربيتهم ويتعلل بأن هذا الأسلوب جعل منه رجلاً محترماً !! والواقع أن هذا الأخ قد نسي بمرور الوقت حقيقة شعوره بالقهر والفزع والذل عندما كان يتعرض لتجربة الضرب , وأنه - عندما كان صغيراً - كان من أشد المعترضين على هذا الأسلوب في التربية.
أنواع الضرب
وقبل أن نتعرض إلى الآثار التربوية للضرب يجب أن نتوقف عند التعريف العلمي للضرب .. وهو مايرتبط بشرح الأحاسيس المتعلقة بالجلد والتي تتراوح آثارها من اللين والعطف إلى الشدة والأذى على النحو التالي :
المسح :
يقصد بالمسح ملامسة سطح الجلد بالأنامل أو راحة الكف ويعد هذا الفعل تعبيراً عن الرحمة والحب والحنان والعطف وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من مسح على رأس يتيم فله بمثل عدد شعر رأسه حسنات " ويشعر الإنسان بإحساس المسح وهو مازال في مرحلة الطفولة المبكرة خاصة في الأشهر الأولى من الولادة , ويشترك في هذه الصفة أغلبية أنواع الحيوانات الأليفة والمفترسة , ويبدو ذلك واضحاً على سلوك القطط الصغيرة التي تعشق المسح على جلدها ورأسها .
الربت :
أو الطبطبة وهي حركة اليد بصورة متعامدة على الجلد بدرجة رقيقة وتعد تعبيراً عن المواساة أو التشجيع أو تهدئة الخواطر والانفعالات الثائرة ويميز هذه الحركة ويدرك معناها الإنسان والحيوان على حد سواء .
الضرب :
وهي مرحلة أقوى قليلاً من الربت ويكون بكف اليد أو صفحة أصابع اليد , ويشعر الطفل الوليد والحيوان الصغير بالفارق البسيط بين الربت ( الطبطبة ) والضرب , وفي الحالة الأخيرة يبكي الطفل ويهرب القط الصغير أو يدافع عن نفسه بالأنياب والمخالب .
الوكز :
وهو استعمال أطراف الأنامل أو الكوع أو أداة غير حادة لإحداث أثر أكبر من الضرب , قال تعالى " فوكزه موسى فقضى عليه "
اللكم :
وهو الضرب بقبضة اليد بغرض إحداث أكبر قدر من الألم .
الركل :
ويمارس بالقدم ويرمز إلى الامتهان والإيلام النفسي والبدني . وقد يكون الهدف منه القتل أو التعجيز
الضرب بأداة:
وهذه النوعية من الضرب ممنوعة إلا عند إقامة حد قضائي ( تنفيذ عقوبة جنائية ) أو في حرب بإستخدام أداة قتال مثل السيف والرمح وأدوات الحرب الحديثة .
وفي الرسالة القادمة نتابع معاً : متى نضرب الطفل ... وأين يُضرب ...والهدف من الضرب .. وكيف يكون الضرب بدون إهانة؟؟
منقول..........................................وهو الجزء الأول...للحديث بقيه..
أنتظر آرائكم ومن ثم أواصل..
الروابط المفضلة