وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79)
***
فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80)
امر موسى السحرة بالابتداء بالقاء سحرهم اظهار لقوة حجته
***
فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) السحرة طبقات في افسادهم مفسدين ومضلين عقول الناس ليكونوا مسخرين لهم ..ومنهم من يحاول لبطال دعوة الحق وترويج الشرك
العمل ***
احذر من السحرة . الاعمال الفاسدة الى زوال وان قويت . والعمل الصالح باقي وتنفع الناس اقرأ هذه الايات على نفسك وعلى من به عين او سحر فلها تأثير بإذن الله وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82)
***
فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83) اكثر من امن مع موسى شباب لان الشباب اسرع في قبول الحق ( فلا تهملهم في دعوتك مهما كثر الاستهتار والعبث منهم ) بخلاف الشيوخ ممن تربى على الكفر ***
وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84) وجوب التوكل على الله لتتحمل عبء الدعوة وطاعته ***
فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85) لو كان هم على حق ما عذبهم الله ..وقدم التوكل على الدعاء فإنه ارجى في الاجابة *** وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (86)
***
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87)
***
وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88) العمل ***
ادع بهذا الدعاء على من اشتد في حربه على الاسلام
***
قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)
التدبر*** الدعاء يستجاب من الداعي والمؤمن عليه .لان هنا موسى وحده هو الذي دعى وكان هارون يؤمن على دعائه الاستقامة ( وهي ملازمة الحق ) امر الله بها بعد الاخبار بإجابة دعوتهما وهي شكر لله لانه اجابة دعوتهم وهذه نعمة عظيمة العمل *** الح على الله بالدعاء في امر يهمك محسن الظن به .وقد تستجيب دعوتك بعد مدة احرص على التأمين حال سماعك الدعاء فهو بمنزلة الدعاء ***
وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)
التدبر*** ينتهي قبول التوبة اذا رأي البأس لم يقبل ايمان فرعون لانه ايمان مشاهدة .والذي ينفع هو الايمان بالغيب ***
آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)
العمل *** تذكر ذنب ثم بادر بالتوبة قبل ان تصل الى حالة لا تقبل بها التوبة .وقد يكون موتك مفاجئة لك ***
فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)
التدبر*** السبب الذي يجعل اكثر الناس لا ينتفع بايات الله مع كثرة مرورها عليهم .لعدم اقبالهم عليها .اما من له عقل وقلب حاضر فهو ينتفع ***
وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (93) بوانا : انزلنا * مبوأ صدق : منزلا صالحا بالشام ومصر سبب اضعاف الامة مع وجود العلم عندها لان الشيطان لا يعجز ويريد الناس تترك الدين بالكلية .فسعى بالتحريش بينهم والقاء البغضاء بينهم والعدوة ***
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) علاج الشبهات التي ترد على النفس ان تراجع اي شبه بالدين اهل العلم
العمل *** اجمع اسئلة اشكلت عليك ثم اسال اهل العلم ***
وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95)
***
إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96)
***
وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97)
***
فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98)
التدبر*** لا ينفع الايمان من اتاه العذاب لانه ايمان اضطراري وليس حقيقي .ولو صرف العذاب عنه لرجع الى الكفران
الحكمة في تخصيص قوم يونس بأن نفعهم الايمان بعد وقوع العذاب لان الله يعلم ان ايمانهم سيستمر ولن يعودوا لما نهما عنه
العمل *** قبول التوبة قبل حصول العذاب ***
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99)
التدبر*** رحمة نبينا بأمته انه كان حريص ان يؤمن جميع الناس .ولكن اخبره الله لن يؤمن الا من قد سبق له من الله السعادة .ولا يضل الا من سبق له الشقاوة ***
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100) الرجس : العذاب تذكر الهداية بيد الله ولو شاء لجعل الناس كلهم مؤمنين ***
قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)
اجلس منفرد وتفكر في السماء والجبال وما فيهم من عبر ***
فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102) سنة الله في الذين لا يؤمنون الهلاك والعقاب ***
ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103)
التدبر*** حق على الله على نفسه بحكم احسانه وفضله .لا هم احقوه عليه لا يصيب العذاب الاستئصال من كان على الهدى وهذة سنة الله فهو يخرج من العذاب الرسل والمؤمنين وهذا وعد من الله لأوليائه ***
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104)
***
وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105) قل ( اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك شيئا اعلمه . واستغرك لما لا اعلمه ) ***
وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ (106) النبي لا يمكن ان يدعو من دون الله احد .هنا تنيه الناس على فظاعة هذا العمل الذي كنت به من الظالمين ***
وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)
العمل *** انصح من يتعلق بالخلق وينسى الخالق .ان الله هو كاشف النقم والكربات .وان ليس بيد الخلق شيء الا ما اجراه الله على يده
حدد احتياجاتك والح على الله بطلبها محسن الظن به استعذ بالله من الحسد فإن الله اذا كتب فضل لأحد من عباده فإنه لا راد لكرمه ***
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108)
***
وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109)
التدبر*** الوسيلة الصادقة لتحقق تقوى الله هي التصديق لخبر الله اي الوحي وطاعة لامر الله .وقد قرن الصبر بالاعمال الصالحة
العمل ***
اصبر على طاعة الله وعن معاصيه فأنت معرض للشدائد وخاصة في زمن الفتن اعلم الله هو خير الحاكمين نصر عباده ورفع ذكرهم وكبت عدوهم
الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)
التدبر*** سورة هود فيها ذكر الامم وما حل بهم .فأهل اليقين اذا تلوها تراءى على قلوبهم من سلطانه على اعدائه
اشتمال الكتاب على كمال الحكمة وسعة الرحمة
معجزة القران انه مؤلف من الحروف المقطعة ولم يستطيع العرب الاتيان بمثله
***
أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2)
***
وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3)
العمل *** قدم الاستغفار على التوبة لانها هي المطلوبة والتوبة هي السبب اليها
الاستغفار يعيشكم عيشة حسنة وامن وسعة
***
إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4)
***
أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5) كان الكفار اذا لقيهم الرسول يعطو له ظهورهم من شدة البغض له
***
وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6) اوجب الله على نفسه امر هو في الاصل تفضل منه .الله وعد ولن يخلف الميعاد
العمل ***
تأمل الحشرات كيف ضمن الله لها الرزق .ثم اعمل باسباب الرزق متوكل عليه
سعة علم الله وتكفله بأرزاق خلقه
***
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) التدبر*** لم يقل اكثر عملا .لان العمل الحسن يكون خالص لله على شريعة الرسول ومن لم يعمل بذلك بطل عمله
***
وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (8) لا تغتر بإمهال الله لأهل معصيته
***
وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) الانسان عند اضراء بعد السراء ييأس من زوالها ويكفر بما انعم الله عليه قبلها
***
وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10 وعند النعمة بعد الضراء يأمن من عود الضراء في المستقبل وينسى ما كان فيه
***
إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11) معنى الصبر انتظار الفرج
***
فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (12)
العمل *** لا ينبغي للداعي ان يصده اعتراض الناس
هنا يبين اتساع صدر الرسول
اذا وجدت في نفسك ضيق صدرك بسبب فقدان زينة الدنيا فأكثر الاستغفار
قيمة العبد عند ربه بعمله الصالح
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) لما تحداهم بالاتيان بمثله ثم ان يأتوا بعشر سورة مثله ثم ان يأتوا بسورة مثله فعجزو ***
فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14) عجزو لان الكلام كلام الله لا يشبه كلام البشر علم الله هو علم القران والتوحيد ***
مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) الاية خاصة بالمشركين لانه لو كان مؤمن لكان ايمانه يمنعه ان تكون ارادته الدنيا
***
أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)
العمل *** راجع مشروعاتك في الحياة هل ستنتفع بها في الاخرة اهل الرياء اول من تسعر بهم النار ***
أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17)
العمل *** لا يستوى من هداه الله كمن يريد الدنيا وتعلق بها سل الله ان يرزقك العلم والتفقه بالدين وابتعد عن اكل الحرام لتكون على بينة من ربك ***
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الاشهاد : الملائكة والنبيون والجوارح يشهدون عليك يوم القيامة
العمل ***
اياك الخوض في الشريعة بدون علم فإنه يصل حد الكذب على الله
اذا خرجت من بيتك فقل ( اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل .اوازل او ازل او اظلم او اظلم او اجهل او يجهل علي ) اعمل عمل صالح يشهد لك به الاشهاد يوم القيامة ***
الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) صفات الذين لعنهم الله يصدون انفسهم وغيرهم عن الايمان .وويبغون الناس تعمل المعاصي والشرك
العمل ***
اتق ظلم نفسك وغيرك بالمعاصي والضلال
أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20) معجزين : هربوا من عذاب الله
يضاعف لهم العذاب لانهم ضلوا بأنفسهم واضلوا غيرهم ***
أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21)
***
لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (22) خسروا لانهم استبدلوا الدركات عن الدرجات وعن قرب الرحمن بغضب الله ***
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23) اخبتوا : خضعوا لله
العمل ***
يكون العبد مخبت الخشوع في القلب والاطمئنان المستمر الى الله صلي وتضرع الى الله ان يرزقك الاخبات اليه اي التواضع والتسليم اليه ***
مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (24)
***
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) ابذل نصيحة باسلوب حسن ***
أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26)
***
فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27) اراذلنا : اسافلنا * بادي الرأي : من غير تفكر ولا رؤية
التدبر***
اهل الرياسة يردو الحق ولا ينقادو للغير ..اما يقبل الحق الفقراءوسريع الاجابة لله
وجهل منهم انهم عابوا على الانبياء انه اتبعهم الضعفاء .وهذا ليس عيب فيهم لان النبي عليه يأتي بالبراهين للناس جميعا .وعليهم يقبلوا اسلام اي شخص
اهل الكفر يرموا التهم بأهل الحق .يقولوا ارزالنا اي سفلة الناس ووصفهم بذلك لانهم فقراء .وبادي الرأي اي اول الرأي من غير نظر ولا تدبر ولا تثبت ولذلك اتبعو الانبياء
العمل ***
اقترح طرق لهداية الوجهاء
اعتني اكثر بهداية الوجهاء فإنهم سبب لهداية اتباعهم لا تحتقر احد في دعوتك لمكانته الاجتماعية او المادية ***
قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28)
التدبر*** فعميت عليكم : فأخفيت عليكم * أنلزمكموها : أنجبركم على قبولها العناد والكراهية والعداوة سبب في موقف المشركين من الرسول والدين ولو تركو عنادهم لعرفوا صدق دعوة الرسل ***
وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29)
التدبر*** احتسب في تعليم مسلم القران
تعاون مع مؤسسة خيرية في عمل خير من غير ان تطلب اجر على ذلك
من علامات صدق الداعية استهدافه لجميع الطبقات
للدعوة ثوابت لا يمكن التنازل عنها مهما تساهلنا مع الخصوم انهم ملاقوا ربهم اي صائرون الى ربهم فيجزي من طردهم ***
وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (30)
التدبر*** ليس للداعية الحق في استبعاد الفقراء من دعوته
من اسباب النصر والرزق العناية بالضعفاء ومن ظلمهم لن يؤمن عقوبة الله
الله لا يحب اهانة أوليائه وان كانوا من الضعفاء زر احد الضعفاء وقدم له هدية ***
وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (31)
***
قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32)
التدبر*** الجدال المحمود هو مجادلة الانبياء قومهم حتى يظهر الحق ..اما الجدال المذموم هو حتى يظهر الباطل في صورة الحق ..والجدال المكروه وهو ما يقع بين المسلمين بعضهم في بعض في طلب علل الشرائع ***
قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33) بمعجزين : بغالبين بكثرتكم لا ينتفع المدعو بالنصح اذا كتب الله عليه الغواية ***
وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34)
***
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35)
***
وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) فلا تبتئس : لا تحزن دعا نوح عليهم عندما قال الله له لاتحزن عليهم فإنا مهلكهم ومنقذك منهم ***
وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37) العذاب اذا نزل بالامم المكذبة فلن يقدر احد على دفعه
***
وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) علو منزلة الصالحين لم تمنع الجاهلين من الاستهزاء بهم .فقالوا لنوح لقد صرت نجار بعد النبوة
العمل *** حذر من الاستهزاء بالعلماء فإنهم ورثة الانبياء ***
فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39)
***
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) وفار التنور : نبع الماء بقوة .في المكان الذي يخبز فيه
يحمل من كل صنف من المخلوقات ذكر وانثى لتبقى الاجناس الصالحون دائما قليلون في اقوامهم العمل *** القرابة لا تنفع من لم يؤمن بالله لا تحزن اذا قل من يسمع نصحك او كثر مخالفوك فإن الانبياء افنو عمرهم في الدعوة ولم يستجب لهم الا القليل ***
وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) مجراها : جريها * ومرساها : منتهى سيرها
هنا دليل على ذكر البسملة عند ابتداء كل فعل
التعليل بالمغفرة والرحمة لان وعد بنجاتهم حافظ على دعاء الركوب ***
وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) انصح شخص كما فعل نوح مع ابنه ***
قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43)
العمل *** في حالة الشدائد نتعلق بالمسبب وهو الله .فلا يعصمه جبل ولا غيره ان لم ينجه الله الاسباب لا تنفع العاصي اذا اراد الله عقوبته ***
وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44)
***
وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) الايمان شرط الانتفاع الاقارب بعضهم من بعض .فكان ابن نوح ممن سبق عليه القول بالغرق لكفره
قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)
التدبر*** ليس من اهل دينك .( فلا تسأل ما ليس لك به علم ) اي ما لا تعلم عاقبته وهل يكون خير او شر
لا تحزن من عدم اجابة دعاء الله لك في بعض مطالبك الدنيوية .فقد يكون منعك اياها خير لك ***
قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)
التدبر*** اسباب النجاة من الخسارة المغفرة والرحمة
وقدم طلب المغفرة على الرحمة لانه اذا كان بمحل الرضى من الله كان اهلا للرحمة
العمل ***
راجع ادعيتك التي اعدت عليها تحسبا ان يكون فيها خطا ***
قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) بارك الله في ذرية من كان مع نوح في السفينة حتى ملأوا اقطار الارض ***
تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49)
التدبر*** امر الرسول بالصبر بعد قصة نوح .كما صبر نوح فكانت العاقبة له على قومه
الصبر والتقوى سبب الانتصار على من ظلمك وموعد الله يأتي غالبا في اواخر الامور بعد ان يتحقق الابتلاء ***
وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50)
***
يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51)
***
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) من فوائد الاستغفار نزول المطر ***
قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53)
***
إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54)
مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55)
التدبر*** فكيدوني: اجتهدوا في ايصال الضر الي
يدل قول هود على كمال الثقة بنصر الله
العمل *** اشهد الله على براءتك من جميع انواع الشركالموجودة ***
إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)
التدبر*** هنا بين قدرة الله وضعف المخلوقين اي نفس تدب على الارض يصرفها كيف يشاء ويمنعها مما يشاء
قوة التوكل على الله تغرس الشجاعة في المؤمن وهي سبب نجاحك الدنيوي والاخروي
العمل *** حدد امر اهمك وفوض امرك فيه الى الله مع الاخذ بالاسباب .فإن تولى الله امرك كفاك ***
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) لا يضر العبد ربه بتوليه عن طاعة الله انما تضر نفسك .لان وجودكم وعدمه عند الله سواء ***
وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58) لا احد ينجو من عذاب الله بعمله الصالح بل برحمة الله ***
وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59)
العمل *** من كذب رسول واحد كذب جميع الرسل الكبر والعناد من شر الصفات في الانسان ***
وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60)
***
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) قرب يقتضي الطافه تعالى بهم واجابة دعائهم ( القريب المجيب ) ذكر من حولك بنعم الله واحسانه اليهم ***
قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (62)
التدبر*** كنت فينا مرجوا : اي قد كنا نرجو فيك العقل والنفع والخلق وهذا دليل منهم لنبيهم صالح انه من خيار قومه الداعية يجمع بين الدين والخلق
فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) الكبائر ليس سواء فبعضها اشد عقوبة من بعض ***
مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83) العقوبات ليس خاصة بقوم قد تنزل على الظالمين في اي زمن ***
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) ظلم الناس في ارزاقهم ( كانوا اذاجاءهم بائع بالطعام اخذوا بكيل زائد .. وان جاءهم مشتر للطعام باعوه بكيل ناقص )سبب في الهلاك
*** وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85)
العمل *** فتش في نفسك هل ظلمت احد في مال او عرض ثم رد الحقوق لأهلها
الربح القليل الحلال خير وبركة من الربح الكبير الحرام ***
بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86) اي ما يبقه الله لكم بعد ايفاء الحقوق بالقسط اكثر بركة ***
قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87) الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر مثل عبادة غير الله . واكل حقوق الناس
***
قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)
التدبر*** اي ليس انهاكم عن شيء ارتكبه .واريد ان تصلحوا دنياكم بالعدل واخرتكم بالعبادة
ان اريد الا الاصلاح ما استطعت فيها تزكية للنفس .فدفع هذا بقوله وما توفيقي الا بالله اي ما يحصل لي من التوفيق لفعل الخير والبعد عن الشر الا من الله لا بحولي ولا بقوتي
العمل ***
حدد عمل صالح واعمل به وادع من حولك اليه . واطلب من الله التوفيق
من اراد ان يدعو الى خير فعليه يكون على بينة وفهم وتثبت لما يدعو اليه ***
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)
التدبر*** نزل القران باللغة العربية لان لغة العرب افصح اللغات واوسعها
شرف القران انه انزل بأشرف اللغات على اشرف الرسل واشرف الملائكة وفي اشرف بقاع الارض وفي اشرف الشهور
لا تنتفع بالقران الا بعد الانصات والرغبة في الاستفادة ***
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)
التدبر*** لمن الغافلين : اي لا تدري عن القصص السابقة شيئاً قصة يوسف من احسن القصص لما فيها من انواع التنقلات من حال الى حال ومن محنة الى محنة ومن ذل الى عز ومن فرقة الى اجتماع ومن حزن الى سرور
وهي قصة كاملة لا يجوز الزيادة فيها بشي ليس في القران او السنة
العمل ***
قسم قصة يوسف الى مقاطع ثم تدرب على القائها على الناس للموعظة ***
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)
قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)
التدبر*** لا تقصص رؤياك على إخوتك : قال ذلك لانه علم ان تأويلها ارتفاع منزلة يوسف فخاف ابوه على يوسف من الحسد
الرسول قال ( اذا رأى احدكم الرؤيا يحبها فإنها من الله فليحمد الله وليحدث بها . واذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ بالله من الشيطان ومن شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره ) ويبصق عن يساره ثلاث ويتعوذ ويتحول عن جنبه الذي كان عليه
بينت الاية سبيل من سبل الاحتراز من الحسد
ومن هنا يؤخذ الامر بكتمان النعمة حتى تظهر
من الحكمة كتمان الامور عن من هو مظنة الغيرة والحسد
*** وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)
***
لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7) خص السائلون بالانتفاع بالايات والعبر .واما المعرضون فلا ينتفعون ***
إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8)
التدبر*** استعذ بالله من العين والحسد فهما سبب لكثرة البلاء
الغيرة فطرة .ولكن اذا استسلم لها الانسان استخدمها الشيطان ليوصلك للحسد ثم الجريمة ***
اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)
التدبر*** الحسد من الاخلاق السيئة والتخلص من مزاحمة الفاضل بفضله لمن هو دونه فيه او مساوية بإعدام صاحب الفضل
من حيل الشيطان هنا ان اخوة يوسف قدموا العزم على التوبة قبل صدور الذنب منهم تسهيل لفعل الذنب وتنشيط بعضهم لبعض
الذنب الواحد يستتبع ذنوب متعددة ..اخوة يوسف لما شعرو بتفرقة ابيهم بينهم وبين يوسف . كذبوا عدة مرات وزوروا على ابيهم بالقميص والدم وفي اتيانهم عشاء يبكون
اخوة يوسف من بيت نبي واهل دين وقد اصلح الله حالهم من بعد قصتهم مع يوسف وسماهم الاسباط ***
قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10) انكر منكر اتفق عليه اقاربك واصدقاؤك ***
قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11)
***
أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) يرتع : يأكل ما لذ وطاب ***
قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) لا يلام المرء على محبة ولده ***
قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)
***