و تحْتَسِبُ هذا الوقت الَّذي تقْضيه في طلب العِلم في سبيل الله .
وقرَّرتْ أن تَأخُذَ قِسطاً من الرَّاحة , وأن تُجَهّزَ لنَفسها وجْبةً خفيفة مع كوبٍ من الشَّاي الدّافئ .
وأثْـناء مُرورها بجانب حجرةِ خالتها سمعت بكاءً وبصوت مَكتومٍ ,
وتيَقَّنت أنَّهُ صوْتُ خالتها , فلم تستطع أن تتَطفَّل عليها وتسألها .
ولكنَّهَا حَزنَت حُزناً شديداً وتمَنَّت ,
لو تستطيع التَّخفيفِ عنها ؛
وهي الَّتي قد احتوَتها بكل الحُبِّ والحنان , ولم تدَّخِرَ جهداً في سبيل إسْعادِها ,
وتوْفيرِ كُلّ وسائِل الرَّاحة لها .
وعادَت سَما لحُجرتها ولم تتَناول شيئاً ولم تُكمل دراستها :"(
ونامت والدُّموع على خدَّيها رأفةً بخالتِها الحبيبة .
وفي الصَّباح استيْقظت فاستَقْبلتها خالتُها بابتِسامتها المعهودة ,
وقدَّمت لها إفطاراً شهيًّا
ثُمَّ ذهبت لمدرستها وهي شارِدة الذِّهن ، حائِرة الفِكْرِ .
و الْتَقت بِصديقتها سوْسَنة الَّتي تعجبَّت من حالِها
و بادرتْ بسُؤالها :
- هل أنتِ بخيرٍ يا سَما ؟!
فقالت لها سَمَـا :
- لاتقلقي أنا بِخيْرٍ الحمدُ لله ,
ولكنِّي حزينةٌ لحال خالتي وأشْعُـر بأنَّها تُواجه مشكِلةً ,
ثمَّ حَكت لها عن سَماعها لبُكائِها ليلة البارِحة .
وفُوجئت بردَّةِ فعل صديقتِها ؛
فهي لم تُعلِّق على حديثها رغم أنَّ التَّأثُّرَ كان بادِيًا عليها
وفتَحتْ كِتابَها وجلَستْ تتَصفَّح به ..!!
غضِبَت سما غضباً شديداً وقالت في نَفْسها :
- هلْ هذا سلوكُ صديقةٍ ؟!
كيف تُعرِضُ عنِّي ولا تُخَفِّف ما أُعانيه من ألمٍ وحُزنٍ ؟!
و عادت إلى المَنزل وهي مُتلَهِّفة لمُحادثةِ والدتِها وبثِّ ما تُعانِيه من قَلَقٍ لحال خالتِها
, وردَّةِ فعل صديقتِها الغيْر مُتوَقِّع ..
فماذا سيكون ردُّ والدتها
عليها يا تُرى ؟
:")
الروابط المفضلة