السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي لكم موضوع يخص اولادنا والعيد بس ما قدرت اكتبه الا اليوم وان شاء الله يعجبكم![]()
للعيد فرحه، إلا أنها فرحة مضاعفة بالنسبة للوالدين..
خاصة وهم يرون صغارهم يعدون الأيام والليالي انتظاراً لهذا اليوم السعيد، صغارنا كم تعبنا وخسرنا من الوقت لانتقاء أفضل الملابس لهم.. فرطنا في أوقات، وخسرنا أموال، وذلك للظفر ببسمة تعلو محياهم البريء، وهذا كله أمر مشروع ومن السنن إن لم يتجاوز المنهي عنه؛ لكن ما أروع لو جمعنا ما بين جمال المظهر ورقي وسمو المخبر، وكأني بك تقولين كيف؟!.
إن حرصك عزيزتي على إسعاد طفلك بالأشياء المحسوسة دليل حنانك الفياض... فماذا لو وجهت بعضه لعقله لينمو ويسمو فكرياً ألا توافقيني بأن العيد له فرحة عند صغارنا للجديد والأعطيات فقط؟! وغفلنا عن بيان المقاصد الشرعية لهذا اليوم العظيم..
ماذا لو قلت له : نحن نفرح بالعيد لأن الله بلغنا رمضان، ورزقنا صيامه، ورزقنا صيامه وقيامه وعسى أن يتقبله منا؟.
ونحن نفرح به لأننا نلتقي بأقاربنا وأحبابنا، وفي هذا صلة للأرحام وتترتب عليها الحسنات العظام.
ماذا لو ذكرتيه بالنعيم الوارف الذي يتفيأ ظلاله، بأنه منةٌ ورزق من الله لينظر أيشكر أم يكفر .
وذكريه بالفقراء وأحوالهم، وأن العيد يمر عليهم وليس عندهم ما يقيهم برد الشتاء وحر الصيف.
فأنت بهذا ترفعين من مستوى تفكيره؛ ليرى بمنظار آخر رفيع، فالعيد ليس اجتماعات ولقاءات فقط؛ بل عبادة مشروعة... واغتنمي المواسم التي نمر بها.
فرغبيه وحثيه على حضور صلاة العيد وبيان أجرها وفضلها، وأن صغار الصحابة كانوا يحضرونها. كبري وإياه ليلة العيد لإظهار شعائر الإسلام وكم نفتقد هذا ؟! وبما أن التوسعة من إدخال السرور على الصغار أمر مشروع؛ احصري مع ضبطه بضوابط الشرع .. فنجد بعض الآباء يطلق العنان لصغاره، يهيمون في الطرقات وعند البقالات، وقد أغدق عليهم بالأموال فيبذرونها بلا أي حساب، ويا حبذا لو أعلمتيه مسبقاً بأنك ستشاركينه في مشروع رائع، لكنه يحتاج إلى المال فهنا سيحرص عليه.. فإن أتاك به؛ فقولي: ما رأيك لو تبرعنا ببعضه للصغار أمثالك الذي يقضون العيد تحت أزيز الطائرات وصوت المدرعات؟، واذكري بعض الأحاديث المُرغبة بأسلوب شيّق واستغلي ما بقي معه لاكتشاف كيفية صرفه للمال، مع وصاياك طبعاً.
كما أننا نرى ونسمع الألعاب النارية في كل جهة، بيني له الحكم الشرعي وأنها إضاعة للمال بغير وجه حق، فضلاً عن ما ينتج عنها من ضرر قد يلحق به، وفي كل هذا إياك ثم إياك من التنازل عن شيء تمسك به! وإن كان هذا يوم فرح إلا أن المراقبة لله لا تنفك عنه. فإن كنت ممن لا يذهب بصغاره للمسارح وأماكن اللهو التي فيها منكرات فاثبتي على هذا، وليس العيد بمسوّغ للذهاب إليها. كما أنه ليس بمسوّغ لإلباس الصغار ما يحرم وما نُهي عنه، وتخلي الصغيرات اللاتي شارفن الحلم عن الحجاب.
ويا ليت لو اصطحبتيه معك لمعايدة قريب مريض- إن كان وضعه الصحي يسمح بذلك- ليرى فعلاً نعمة الله عليه، وكيف يمر العيد عليه وهو في قمة النعيم ويستشعر لو كان مكان المحرومين.
وليعلم أن العيد ليس لبساً للجديد فقط؛ بل هو يوم للسمو والشكر والعطاء.
كتبه
مي ابراهيم
الروابط المفضلة