قديماً: الجوع كــــــــــافر
حديثاً: الجوع ثـــــــــــائر
فشكراً لأسيرنا الذي غير التاريخ
وصوّب اللغة
جلست والخوف بعينيها
تتأمل فنجاناً مقلوب
قالت:
طلاسم ....لم أفهم لها معنى
ماذا قالت...
نظرات عينيها قالت الكثير
ما بك سيدتي
أطالت النظر للبعيد
ترى ما حاله الآن
أي آلام يعاني..
أو جوع يقرص أمعاءه
هربت من نظراتها وتركتها في عالمها
وبدورها هربت من واقع يحيط بنا
وذهبت حيث يقبع ابنها الأسير في عزله
كيف لي أن أتركها...
أعدت السؤال
أتخشين عليه الموت يا خالة
الموت حق ..
لكني أخشى ألا أراه
أخشى أن يفارق الحياة ويسكن مقبرة الأرقام
سيذهب وكأنه لم يكن
فلا ولد يحمل اسمه
لا شيء.... كائناً يوماً لم يكن
طفلا كان...صبيا
يافعا.... لم يرضى الظلم
لم يقبل أن يمتطي صهوة الخذلان
تعرض لي أحد الصهاينة
فضربه ...
واعتقلوه ...
قالوا فيما بعد أنه قتل الصهيوني
وحكم المؤبد كان حاضراً
بعدد سني عمره ويزيد مؤبــد
حرموني زيارته ....
حرموني رؤيته...
أترين شيئا في الفنجان يا خالة
أي فنجان يا ابنتي
ما ظننت إلا يدي فارغة...
ما بها غير صورة ابني الأسير
ألا تسمعين ...
صورته تنطق في بروازها
اعتقوني...
لكِ الله يا أم الأسير
لكَ الله أيها الأسيركل العيون في سمائنا محلقة
إلا عيونك التي أنهكت فينا الحنين
الروابط المفضلة