أصبح من الملاحظ لأي زائر للقدس أو حتى مراقب لها من بعيد حجم التهويد الذي طال هذه المدينة
فالاحتلال الصهيوني لم يأْلُ جهدا في اتخاذ كافة الوسائل لتفريغ المدينة من أهلها
وإحلال المستوطنين مكانهم ، فاتخذت عدة أشكال من الضغط الاقتصادي والسياسي لتنفيذ المؤامرة
والهدف هو تزوير عروبة أرض فلسطين بامتدادها وتاريخها الإسلامي
والنيل من تراثها الذي يصطبغ بهذه الصبغة
فالقدس بما تمتلك من تراثٍ معماري عظيم الذي يشكل كنزًا ثمينا لا يجب علينا كعرب ومسلمين التفريط به
وعلينا بذل كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي للحفاظ على هذا التراث
لأنه يجسد عنصر الإصرار على إبقاء القدس معلما أثريًّا مميزا على مدى التاريخ
القصور الأموية .. في مهب رياح التهويد
منذ أن فتحها عمر الفاروق رضي الله عنه في السنة 15 هجري, حظيت القدس بمكانة مميزة عند الخلفاء على مر السنين. و لقد كان من أكثر من اهتم بالقدس الخلفاء الأمويين حيث ما تزال آثارهم فيها شامخة إلى اليوم. فعبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة و الوليد بن عبد الملك بنى المسجد القبلي, و أمضى سليمان بن عبد الملك في القدس أكثر مما أمضاه في دمشق, و قد اخذ بيعته في المسجد الأقصى , كما انه كان على وشك أن ينقل عاصمة الدولة الإسلامية من دمشق إلى القدس لعشقه و حبه لهذه المدينة المباركة.
و قد بنيت قصور الخلفاء الأمويين جنوب المسجد الأقصى حيث كانت مرتبطة بالمسجد الأقصى من خلال أروقة تنتهي بعدد من الأدراج كما كانت ترتبط من أعلاها بقناطر كبيرة توصل إلى سطح المسجد. و ما تزال آثار هذه القصور الأموية جنوب المسجد الأقصى بشكل واضح. و لان هذه الآثار الإسلامية تشكل ضربة واضحة لادعاءات العدو الصهيوني عن هيكلهم المزعوم و تؤكد على الهوية الإسلامية للقدس فقد أصبحت هذه القصور هدفاً مستمراً لعمليات التهويد من أجل طمس معلم إسلامي مهم و تهويده من أجل التوافق مع مشاريع التهويد المكثفة في محيط المسجد الأقصى.
أولى عمليات التهويد كانت بإقامة مدرج تهويدي أمام البوابة الثلاثية, حيث قاموا بالادعاء أن هذه الدرجات كان يصعدها و يتوقف عندها و قاموا بتفصيل مزمور خاص من توراتهم المحرفة ليتناسب مع ادعائهم الباطل. و قد افتتح هذا المدرج التهويدي رئيس الحكومة الصهيونية المجرم ايهود باراك في عام 1998 و من ذلك اليوم أصبحت هذه الدرجات الأموية مزاراً للسياح و للمستوطنين اليهود يرددون عندها مزاميرهم و صلواتهم.
ثاني عمليات الاعتداء على هذه القصور الأموية تمثل في قيام سلطات الاحتلال بالاستيلاء على حجر ضخم من حجارة القصور الأموية في عام 2009, حيث قامت رافعة عملاقة بانتزاع حجر ضخم و اخذ إلى جهة مجهولة في اعتداء صارخ على المقدسات الإسلامية في القدس وسط صمت عربي إسلامي و مساندة أوروبية أمريكية لهذا العدو الصهيوني الغاشم.
ثم كانت اكبر عمليات التهويد بقيام سلطات الاحتلال بمد شبكة من الجسور الحديدة في منطقة القصور الأموية و قد كانت أعمال التهويد مكشوفة و مكثفة. و قد كشفت مؤسسة الأقصى أن سلطات الاحتلال تهدف إلى الإعلان عن منطقة القصور الأموية كجزء من الهيكل المزعوم تحت اسم " مطاهر الهيكل". حيث تقوم سلطات الاحتلال بإنشاء هذه المطاهر في منطقة القصور الأموية و الربط فيما بينها بسلسلة من الجسور و الأدراج الحديدية للربط بين هذه المطاهر التلمودية. كما أنهم يخططون لجعلها جزء من مسارات توراتية تلمودية.
كما أن سلطات الاحتلال قامت بتأسيس شبكات الإنارة في هذه المنطقة إضافة إلى مدها بشبكة واسعة من خطوط الكهرباء و الاتصالات من اجل تجهيزها لتصبح جاهزة للافتتاح تحت ما يمسى بمنتزه توراتي و بالتالي فإنها ستصبح محج و مزار لقطعان المستوطنين و السياح الأجانب و يتم تعريفها على أساس أنها مطاهر للهيكل المزعوم و على أنها جزء منه. و تشير مؤسسة الأقصى ان قوات الاحتلال تهدف إلى ربط القصور الأموية عن طريق نفق بمنطقة وادي حلوة حيث يوجد ما يسمى زوراً و بهتاناً بـ " مركز الزيارات - مدينة داوود".
و بعد عدة شهور من كشف مؤسسة الأقصى لهذا المخطط التهويدي و فضحها لعمليات تغيير المعالم الذي تقوم به سلطات الاحتلال, فإن عمليات التهويد في منطقة القصور الأموية ما زالت مستمرة, فعمليات تغيير المعالم ما زال جاري على قدم و ساق و قد التقطت عدة صور تظهر إحداها عدد من الصهاينة اليهود يتواجدون عن الدرجات الأموية و هم يرتلون صلواتهم.
ان تهويد محيط المسجد الأقصى و تنفيذ مشروع مطاهر الهيكل و ربطه بباقي مخططات التهويد
خطوة استباقية لتقسيم المسجد الأقصى و تحويله إلى كنيس.
فهم يريدون أولا طمس أي معلم إسلامي محيط بالمسجد الأقصى حتى يقولوا للعالم شاهدوا ..
إن كل ما يحيط بهذا الأقصى يهودي المعالم و بالتالي فإن هذا الأقصى مبني فوق هيكلهم المزعوم
و عندها سوف يتوجهون بكل طاقتهم من اجل هدم و تهويد المسجد الأقصى بشكل كامل.
فمتى ننتصر للقدس و المسجد الأقصى؟؟!
الروابط المفضلة