منذ فترة ليست بعيدة ، قرأنا مقالاً جميلاً ، للكاتبة أحلام مستغانمي ، وإنني من القراءة والوهلة الأولى شكرتها في قرارتي وقلت بثقة صدقتِ و ( ما قصرتِ )
ثم لم يلبث الموضوع أن أخذ حيزاً واسعا في النشر والقراءة ، أصبحنا لا نلتفت يمينا ولا يسارا إلا نرى هذا المقال مدوناً في المواقع الرسمية والصفحات الشخصية ، وكذلك مراسلات المجموعات البريدية ، وكل هذا أمر جميل حسن ، إن دل على شيء فإنه يدل على حرقة كل هؤلاء وحسرتهم ، وتضامنهم مع فكرة الأستاذة مستغانمي ، لكن الجدير بالذكر والملاحظة والاهتمام أن الفئة الأكبر التي قامت بنشر المقال هم هؤلاء الشباب الذين نلومهم و نعتب عليهم هذه السطحية وهذا الاهتمام البالغ في المطربين والمواقع الغنائية وغير ذلك مما تضمنه معنى المقال من توجع وتأسف على حال الأمة، وهذا إن دل على شيء أيضاً ، فإنما يدل على الخير الكثير في هؤلاء الشباب ، والثقة التي يولونها لأمثال السيدة مستغانمي .
فتساءلت و سألت هكذا دون زخرفة ولا تزيين أحلام مستغانمي بحيرة و حسرة أيضاً ، من تلومين يا أحلام ؟؟!!
هل تلومين ذلك المغني الذي سعى إلى النجومية بهذا السبيل الأعوج العرج ؟
أم أنك تلومين الشاب والشابة المسمرين على الشاشات ملازمين لتلك الرسائل التي هي دردشة فراغ في الأوقات والمشاعر .
دعيني أقول لك سيدتي شيئاً أو فلأسألك سؤالاً بكل براءة وحسن نية : إذا كان هذا المغني لم يجد فرصة للعمل والكسب لم يجد فرصة للقبول والوصول إلا بهذه الطريقة ، فمن المُلام ؟
انزلوا الشوارع و اختلطوا بالشباب واسمعوا الهموم و تعرفوا على أمانيهم و رغباتهم ، بدلا من اللوم والعتاب .
محاولات فاشلة كثيرة متكررة في البحث عن وظائف يكون السبيل الأول للحصول عليها الواسطة ! وفي أحسن الأحوال الخبرة التي تفوق الثلاث سنوات على الأقل ! ماذا سيكون وضعه النفسي وهو خريج جديد ؟ وإن قبلوه بثمن بخس كانوا في أدائه من الزاهدين ، وإن حاول البدء بمشروع شخصي بذاته تطلب ذلك رأس مالٍ في كثير من الأحيان إذا قورن بحالة الشاب المادية لكان مبلغاً خيالياً ، لهذا سيرى الشاب من اليسر والسهولة بمكان أن يقضي ذلك الوقت في بعثرة القليل الذي لديه على مسجات يستمتع بها مع أمثاله من الفارغين من كل شيء وهكذا تمضي الأيام وتكبر الأمة !
ستار أكاديمي لن يطلب مني الكثير سوى بعض المظهر الحسن ، والغنج والموهبة التي يراها القائمون على الستار أكاديمي أنها يجب أن تُنمى وتستثمر ، تلك الطاقة الشابة المتقدة المشتعلة في شبابنا ، فيصلون بأمانة إلى قمة النجاح ( بلا وجع راس بلا وجع قلب ) !
إننا الشباب نطالب بالقليل والقليل جداً مقارنة بالإمكانية التي تملكونها أيها المشاهير الأحرار الكرام ، إن كنتم لا تريدون لنا الزلل والوقع فرائس لاهتمامات بائسة سطحية .
رعاية مواهبنا ، واحترام حماسنا ، وتبني شهرتنا بالطريقة الصحيحة
فإن الشهرة أصبحت موضة العصر !!
ومطلبا للنصر !!
اعذريني أحلام ، فهذا شاب متحسر حائر بين اللائم والمضيع ، فمن حقك النقد والعتب واللوم ، وكذلك من حقي اللوم والعتب
بالمناسبة .. يقال : حتى ستار أكاديمي بدها واسطة !!!!!!!!!
الروابط المفضلة