..
[ " أشهد أن لا إله إلا الله " ]
المرء لا يكون مسلماً إلا إذا وحد الله بالعبادة بأن لا يقصد في عبادته أحداً غير الله تعالى
فالعبادة كلها لله وحده .هذا معنى شهادة أن لا إله إلا الله"
و من شهد بــ لا إله إلا الله بإخلاص و يقين تامين بحيث يكون الله أحب إليه مما سواه ومات على ذلك دخل الجنة
" لا إله إلا الله " لا تكون إلا لمن شهد بها بحق عالماً بها ، و أتبعها بالقول والعمل ظاهراً و باطنا - فلابد من العلم مع العمل-
قال تعالى [إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ]
شهادة أن لا إله إلا الله أتت مقيدة بالقيود الثقال فلا تعتبر إلا لمن أتى بجميع شروطها و أركانها
فلا تُقال مجرد عادة أو تقليد بل يتحتم أن تخالط حلاوة الإيمان بــها بشاشة القلب
و على المسلم أن يبتعد بها عن مواطن الفتن و الشهوات و ما يقود إلى المحرمات و الشركيات
فالمسلميخشى على نفسه من الشرك الأكبر فإن هو سلم منه
فإنه يخشى بأن يأتي بأعمال تنقض اليقين و الإخلاص
فتكثر ذنوبه و يمتنع الإخلاص .. فيضعف قول لا إله إلا الله في قلبه فيقولها بغير صدقٍ و يقين
و يثقل عن قولها لسانه و يقسو قلبه .. و يكره العمل الصالح .. و يطمئن إلى الباطل
و يستلذ بمخالطة أهل الغفلة و يكره مخالطة أهل الحق ..
فتكون له سيئات كثيرة تنقض كلمة التوحيد و تحرقها
و غالب من يفتن عند الموت و في القبر – أعاذنا الله منهما – هم من وقع في هذا الأمر ..
من هنا كان على المسلم أن يجدد إيمانه و يتفقد عقيدته و يسأل الله الثبات في الحياة وبعد الممات
و يتعوذ بالله من الشرك و الفتن .. مع الابتعاد عن كل ما يقود إليها
.. اللهم آتي أنفسنا تقواها و زكها أنت خير من زكاها أنت و ليها و مولاها ..
[ "شهادة أن محمد عبد الله و رسوله " ]
طاعته فيما أمر و تصديقه فيما أخبر و اجتناب ما نهى عنه و زجر، و أن لا يعبد الله إلا بما شرع .
و أنه صلى الله عليه وسلمبلغ العباد جميع ما أرسل به ، و بين لهم دينهم أتم بيان ،
و ما من خير إلا دل الأمة عليه، ولا شر إلا حذرها منه،
والخير الذي دلها عليه : التوحيد، وجميع ما يحبه الله ويرضاه.
والشر الذي حذرها منه : الشرك وجميع ما يكره الله ويأباه .
فعلى العبد تعظم أوامره ونواهيه فلا يقدم عليه أحد من الخلق كائناً من كان .
[ " بعثته صلى الله عليه وسلم " ]
بعثه الله في مكة إلى الناس كافة، وافترض الله سبحانه و تعالى طاعته على جميع الثقلين"الجن والإنس "
ثم هاجر صلى الله عليه و سلم إلى المدينة المنورة و استقر فيها .
بعثه الله بالنذارة عن الشرك، و البشارة بالتوحيد.
[ " معنى عبد الله ورسوله " ]
معنى عبد الله أي المملوك لله تعالى و ليس له من الربوبية و الألوهية شيء
إنما هو عبد مقرب عند الله .
و رسول الله أي الرسول الذي أرسله الله إلى الناس ليخرجهم الظلمات إلى النور .
]" من هو محمد صلى الله عليه وسلم " ]
و هو عبدٌ لله أكرمه بالرسالة و ليس له من العبادة شيء بل العبادة كلها لله .
اسمه : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم. وهاشم من قريش، وقريش من العرب،
والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.
بعث وله من العمر أربعون سنه، و توفي و عمره ثلاثٌ وستون ، فكانت نبوته في ثلاث وعشرين سنة .
[ " صفاته الخَلفية و الخُلقية" ]
صفاته الخَلقية :
كان صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا القصير ، بعيد ما بين المنكبين ، رحب الصدر ضخم الأعضاء مع تناسبها
وكان صلى الله عليه وسلم وجهه أحسن الوجوه أزهر اللون مشربا بحمرة مستديرا مع سهولة الخدين
وكان صلى الله عليه وسلم أكحل العينين أدعجهما ، اسبق الحواجب في غير قرن بينهما
وكان صلى الله عليه وسلم دقيق الأنف أغني العرنين حسن الفم مفلج الأسنان براق الثنايا
كث اللحية حسنها ، وكان صلى الله عليه وسلم يتخذ شعر رأسه أحيانا يبلغ شحمة أذنيه وأحيانا يبلغ منكبيه
صفاته الخُلقية :
كان صلى الله عليه وسلم أكرم الناس يعطي عطاء لا تبلغه الملوك وكان عطاءه صلى الله عليه وسلم لله تعالى وفي سبيله وبمقتضي شرعه
وكان صلى الله عليه وسلم يؤثر على نفسه
و كان كريماً فهوينفق المال لله إما في سبيل الله أو لفقير أو محتاج أو تأليفاً على الإسلام أو تشريعاً للأمة .
قال أنس بن مالك رضي الله عنه :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس ....
ومع هذه الشجاعة العظيمة كان لطيفا رحيماً فلم يكن فاحشاً ولا متفحشا ولا صخاباً في الأسواق
ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح
وكان صلى الله عليه وسلم يمازح أصحابه ويخالطهم ويحادثهم
ويداعب صبيانهم وكان محباً للأطفال لطيفاً معهم فلا يعنف ولا يغضب
وكان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوة الجميع ويعود المرضى ويقبل عذر المعتذر
قال الحسين بن علي رضي الله عنهما سألت أبي عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في جلسائه فقال:
( كان دائم البشر سهل الخلق لين الجانب يتغافل عما لا يشتهي ولا أحم ولا يتكلم إلا في ما رجى ثوابه
وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير وإذا سكت تكلموا لا يتنازعون عنده الحديث
ومن تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ وكان يصبر على جفوة الغريب في منطقه ومسألته
ولا يقطع على أحد حديثه حتى يتجوزه )
وكان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة
خيره الله تعالى بين أن يكون ملِكا نبيا أو يكون عبدا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا
و كان دائما البشر أي دائم السرور.
و للإستزادة من سيرته صلى الله عليه وسلم مراجعة هذه المواضيع من حملة " محمد قدوتي " صلى الله عليه وسلم ..
¤؛°`°؛¤ محمد قدوتي ¤؛°`°؛¤ حملة تنطلق من مواقع ومنتديات لكِ لنصرة النبي
هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب أن يُتأسى به و يتبع إذهو الأصل في معرفة عبادة الله تعالى
ليكتمل بذلك معنى الشهادتين "الركن الأول من أركان الإسلام"
و الذيهو أصل الأركان الباقية و لا يدخل العبد في شيء ممن الشريعة إلا بها ولا يخرج من الدين إلا بمناقضتها
ولهذا لم يدعُ الرسول صلى الله عليه وسلم إلى شيء قبلهما و لم يقبل الله و لا رسوله شيء دونهما
فالطريق لمعرفة الله إتباع سنة رسول الله
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
موضوعنا التالي - بإذن الله - و إتماماً لأركان الإسلام سيكون عن الصلاة وما يتعلق بها ..
نسأل الله الإعانة و التوفيق و الإخلاص في القول و العمل
الروابط المفضلة