تمر الأيام وتمر
وأنا كما أنا لم أتغير
وتمر الليالي وتمر
وأحلامي كما هي لم تتغير
أحلم بفارس على جواداً أسمر
وحبٌ خالد لا يعرفه البشر
وأحلم بقصرٍ منيف على جبلاً أخضر
وخدماً وحشماً .. أمر فيه وأنهر
أحلم بجواهر ولألئ ودرر
ومن العبأة أتحرر
وجولة حول العالم لأمتع البصر
دوماً أنظر لمرآتي وبجمالي أتبختر
ملكت شهادتي وعند أقراني أتكبر
وفجأة
أصبحت حياتي في ضيق وملل وكدر
وازداد قلقاً وقهر
وعلى جمالي اتحسر
وشبابي اتكدر
وذات يوم لمحتها واقفة بقرب الشجر
بالأمس كانت صديقة العمر
دوماً أراها في بشاشة ويسر
لم تشتكي يوماً من ضيق أو كدر
دوماً اسأل نفسي فلم أجد الخبر
تركتني بسب الغرور والتكبر
فخسرت صديقةً لا مثيل لها بين البشر
فلوحت لها بيدي فأقبلت
وضمتني وقالت: يا هلا بصديقة العمر
وسألتني عن أحوالي
فقلت لها:
أنا في ضيق وكدر
وملل وقهر
كل شئ أرغبهُ يكون عندي في لمحة البصر
إلا أحلامي ...
فقاطعتني وهي غاضبة
حتى يتهيأ لي الكرسي من غضبها كاد أن يتكسر
فقالت:
أما زلتِ تعيشين في الأوهام والصور!!!!!
فهدأت قليلاً واستعاذت
وتبسمت قائلة:
أخيتي ..حبيبتي
أتعرفين أنه من أعرض عن ذكر الرحمن
فأنه في ضيق وكدر
ومن أتبعهُ فهو سعادة ويسر
فأن كنتِ تريدين فارساً
فأطلبِ من الرحمن أن يمنحك
إياه عابداً زاهداً
لا يتخلف عن صلاة الفجر
وأن كنتِِ تريدين قصراً
فأقرأي سورة الإخلاص
يبني لكِ الرحمن قصوراً وليس قصر
وكثري من التسبيح والتحميد لتحصلي على الجواهر والدرر
هل تتذمرين من الحجاب وهو لكِ عفافٌ وطهر
ويحميكِ من ذئاب البشر
وأن كنتِ تريدين سياحة حول العالم
فانظري لملكوت العزيز المقتدر
من شمس وليل ونهر
تأمليها ففيها لكِ شفاء وطهر
وتمسكي بحبل الله فهو المنجي من عذاب القبر
وتذكري الموت وموعدكِ مع الحساب والحشر
لكي يلين قلبكِ ويخشع ويتبصر
فأمامكِِ خياران لا ثالث لهما
أما ناراً وقودها الناس والحجر
وأما جنات عدنٍ ومقعد صدق عند مليكٍ مقتدر
واستغفر الله لي ولكِ والصلاة والسلام على سيد البشر
فقامت مودعة ودموعها تنهمر
وأنا في بكاء ونحيب مستمر
فهرولت مسرعة
وسجدتُ شاكرةً لخالقي رب البشر
بأنه لم يقبض روحي وأنا غارقة في الأوهام والصور
ومن بعدها سلكت طريق الهداية
راجية العفو والمغفرة من العزيز المقتدر
والحمد لله الذي هداني بل شكر
***
هذه خاطرة تعبر عن مشاعر كل فتاة ضلت ثم اهتدت
بقلم أختكم
الغيورة المسلمة
الروابط المفضلة