حياكن الله أخواتي الغاليات
مرتادات النافذة الاجتماعية المخلصات
هذا الموضوع رسالة من أخت لنا
ترجو التفاعل مع الموضوع
للإجابة على انتظارات كلّ مطلقة
في معاناتها اليوميةداخل المجتمع .
مائدة أكل على ظهرها لئام
حقيقة بقيت و ستستمر مدى الأيام
حلقة مستمرة العرض لا يقطعها عطل البث
و لا اشتراكات الأموال
ستبقى مفكرة يومية على عتبات الأيام
تنسج حروفها الألسنة و تخط أسطرها
فلذات الأنفس المريضة
بحثاً و تنقيباً و همزاً و لمزاً
و تعدّياً على الخصوصيات
تحكي فصولها الساعات بل اللحظات بصوتها العالي
لتكتبها حكاية لكن ليست كأي حكاية
حكاية مليئة بالألم
ثكلى بالمعاناة
ضريرة عن رُؤى كل أمل
حكاية مُطلّقة
كان لها من الآمال ما كان
فأضحت آلاماً لا تكاد تسع قلبها المُتعب
حتى أفضت إلى من أفضت
ألماً يتوسّد قلبها
و حزناً يعتلي هامتها
و ناراً تستعر بنبضها لتُحيله رماداً على رماد
هنا لا تُخطؤوا طريق فهم تلك الحكاية
فلم نزل في البداية
فما كان ألمها من بلاءٍ عظُم أمرُها عليه
فهنا لابد من الرضا و التسليم
و لا كان من فكرة غُرست فيها عن معاناة المُطلقة
و لا عن أيامها كيف تقضيها و هي بذلك اللقب
بل كان ألمها من أعيُن الناس
رقابة الناس
بجاحة بعض الناس
حين تجد نفسها على الطريق و نظرات الريبة و الشك تُلاحقها
و الأسئلة تلتقي بها في كل مجلس
لتكون المائدة هي و كل ما مرّت به من آلام
لتتهمها .. لتخطّئها .. لتخشى على ذويها منها
من أفكارها و نصائحها و جلساتها و حتى همساتها
لتسأل و تستكشف و تستزيد في كل مرة
و كأن لا شغُل لديهم غيرها
و كأن المُطلّقة بصورتها التي يرونها
هم غدت بُعبُعاً يُخشى منه
و كأن الطلاق بكل ما فيه من نعمٍ
هي تشعر بها و هم لا يشعرون بها
غدا رسالة نذير
لابد من التعامل مع حاملتها بحذر
هي لم تُدرك بعد معنىً يريدونه
و لا فكراً يتوسّدونه لتصرخ أمامهم بنفس المعنى و الفكر
و لم تُدرك بعد مراميهم من السؤال
و التكهّن بأسباب الطلاق
و لم تدرك أيضاً سبب تلك التسميات
و التكهّنات التي يُلقونها هكذا جُزافاً
متى تأخر زواجها من آخر أو لم يتم زواجها
بقدر الله لحكمة هو يعلمها و لا يعلمونها
لم تُدرك تلك الطريقة التي يتبعونها معها
فإما احتقار و استهتار بشخصها
و إما استضعاف لها
لم تفهم تلك المُطلقة رغم مرورها بفصول الحكاية
من البداية و حتى النهاية
سبب تكالب الجميع على التدخل
في حياتها القادمة بل في أخصّ خصوصياتها
فيها .... رغم رضاها بهذا الإبتلاء ..
رغم أنّ ألمها يخصّها وحدها
و النتيجة تخصّها وحدها .. و الألم ليس إلا لها وحدها
لا تعلم و لا تفهم و لا تُدرك
و لا أظنها ستعقل أيضاً
متى تنتهي فصول التدخل الممقوت
و لا متى ستندحر فصول العظمة المشينة
و لا متى سيتقهقر فصل الإستضعاف القاهر
الذي لم يزل يُرهق كاهلها
لا تفهم هي
متى يعاملها من حولها معاملة
الإنسانة القوية الصابرة المؤمنة
الإنسانة التي تعلم و تُوقن أن ما أصابها لم يكن ليُخطئها
و ما أخطأها لم يكن ليُصيبها
الإنسانة التي تعي حياتها
و تعي أن هذا هو أهون عليها من القادم
و إلا لما اختاره لها ربها
الإنسانة التي لا تحب أن ترى فيمن حولها
نظرة الحنان و الشفقة المُميتة كمداً
لأنها ببساطة إنسانة عادية كأي إنسانة
مُعرضة للهموم و المكاره و الغموم كأي إنسانة أُخرى
فلم التركيز بهذه النظرة عليها رغم أن الكل ذوو هموم
و الكل في دنيا و الكل مُعرّض للمكاره في أي وقت
نعم الطلاق كسرٌ لا يجبره إلا الله
و مصيبةٌ لا يعوض عن ألم ساعاتها إلا الله
لكنها في الوقت ذاته امتحان و ابتلاء
و قوة تُضاف و خبرة تُعرف و بابٌ إلى الحياة كبير
لم يكن يُكشف لها إلا بهذه التجربة
فلم نُغذي فصول الألم في القلب و هي راضية ؟
لم نزيدها كسراً بإشعارها شعور الضعف هذا ؟
لم نقتلها مراراً بذكر تلك التجربة
حتى و إن لم نُرد في قرارة أنفسنا جرحها ؟
لم نظل نعيش مُنفصلين عنها بآلامنا و همومنا
و لا نُشاركها إياها
فقط لأنها تحمل من الهم ما تحمل و يكفيها
هذا مُؤلمٌ لو تعلمون .. مُؤلم
فلم ؟! .. لم ؟!
لم نكسِرها مرتين بفصُول تعاملنا تلك ؟
لم ؟!
ها هي تلك المطلقة تصرخ و بصوت عالٍ
لا من أجل همّها و لا من أجل حُزنها
بل لتُوقف هذا السيل الجارف من الفصول المُميتة
التي لا تلتقي و صبرُها و رضاها على طريق أبداً
لا تلتقي مهما امتدّت و توازت خطوطها السائرة عليها
تلك المُطلقة بكل فصول حكايتها
ما قصتها و آهاتها و زفراتها
إلا قصة من قصص كثيرات
لقين ممن حولهن مالقين
بعضهن مِتن كمداً و الله يتولاهن و ما كان للمؤمنة
إلا الرضا و التسليم
و أخريات ضربن الكفّ بالكف حسرةً
و بقين في زاويتهن و الصمت يتوسّد ساعاتهن
لا أمل .. لا تفاؤل .. لا رضا
يندبن حظهن العاثر و يمقتن تدخلات البشر
لم يصنعن شيئاً يُذكر في مجتمعهن لترتدع تلك الألسنة
و تستحي
بل وقفن يستمعن لأحاديثهم و تدخلاتهم
و كأنها تُعرض لأول مرة
فبقين في زاويتهن بلا هدف يسعين إليه
و لا حُلم يردن تحقيقه
بينما هناك أخريات علِمن أنهن مُبتليات
ألقين النظرة الأخيرة على ماضيهن منذ استلام ورقة الطلاق
و عقدن العزم على أن يصنعن حياةً جديدة
رغم كلمات البشر و قدحهم و سوء تدخلهم
رغم صدّهم عنهن .. رغم تغيّر نظرتهم تجاههن
فكُنّ الأقوى رغم كل الظروف
الأصل في كل مجلس
الثبات في كل موقف
فهنيئاً لكل مُبتلاة
لم تجعل شمّاعتها ظروفها
لم تجعل حديث الناس مرآتها
لم تكن أسماعها صدىً لكلماتهم فتقتل نفسها
بيدها عن رضىً منها
لم تكن يوماً مقودةً حسب أهواءهم و رغباتهم
بل قائدة تصنع مستقبلها غير آبهة بكلام بشر
همّها رضا ربها
همّها أجر صبرها من مولاها
همّها أن تلقى العوض منه
و لا شك أنه سيكون العِوض الذي يُبرد قلبها
و يشرح صدرها و يقضي حاجتها و يُحقّق أُمنياتها
هو سبحانه أرحم بها و ألطف بها
و أقدر على تغيير حالها في طرفة عين
لا هُم .. و لا كلماتهم .. و لا تنبؤاتهم !
:
هنا مجلس لكل مُطلقة
سيبقى له بصمة تُحقق الهدف منه
ليس الهدف منه الحكاية أعلاه
بل الهدف منه معرفة رغبات المُطلقة
أياً كان سبب طلاقها
فهي بشر .. تشعر بما نشعر به
بل و تفوقنا حساسية بصفتها مرّت بتجربة مريرة
برحمة الله لم تمر على كثيرات
فياليت مجتمعنا يفهم تلك الرغبات و يُحقّقها
حسبي من هذا المجلس أنه سيعلمها عياناً
لأنها من مُطلقة
جرى عليها ما جرى على المُطلّقات
و الحمد لله على ما قدّر
لا نقول إلا ما يُرضي ربنا
هو السند متى عُدم السند
و اليدُ التي تمسح دمعنا متى تجافت أيادي
و الأمان الذي نبحث عنه متى عزّ الخوف
لا نحملُ معه في قلوبنا شيئا إلا وهو يهتف
أن يارب اجبُر كسرنا
فليس من جابرٍ للكسر سواك
الروابط المفضلة