المفاتيح السبع لفهم عالم الطفل
أولاً:كيف نفهم عالم الطفل؟
يظن كثير من الآباء أنمجرد اجتهادهم في تلقين الطفل قيماً تربوية إيجابية، كفيل بتحقيق نجاحهم في مهمتهمالتربوية، وعند اصطدام معظمهم باستعصاء الطفل على الانقياد لتلك القيم، يركزونتفسيراتهم على الطفل في حد ذاته، باعتباره مسؤولاً عن ذلك الفشل ولم يكلف أغلبهمنفسه مراجعة السلوك التربوي الذي انتهجه، فأدى ذلك المآل إلى مزيد من توتير العلاقةبينهم وبين أبنائهم.
فأين يكمن الخلل إذن ؟
هل في أبنائنا ؟
أم فينا نحن الكبار؟
أم هو كامن في الوسط الاجتماعيالعام ؟
وما هي تلك الحلقة المفرغة في العملية التربوية التي تجعل جهدنا فينهاية المطاف بغير ذي جدوى ؟
وباختصار: كيف نستطيع تنشئة الطفل بشكل يستجيبفيه للقيم التربوية التي نراها، "بأقل تكلفة" ممكنة ؟
وهل نستطيع نحن الآباء أننحول تربيتنا لأطفالنا من كونها عبأ متعباً ؟ إلى كونها متعة رائعة ؟
هلبالإمكان أن تصبح علاقتنا بأطفالنا أقل توتراً وأكثر حميمية مما هي عليه الآن؟
هل نكون متفائلين بلا حدود إذا أجبنا عن هذه الأسئلة بالإيجاب
ماذا لوجازفنا منذ البداية، وقلنا بكل ثقة: نعم بالتأكيد نستطيع؟
فتعالوا إذن لنرىكيف نستطيع فعلياً أن:
- نجعل من تربيتنا لأطفالنا متعة حقيقية.
- نجعل أطفالنا أكثر اطمئناناً وسعادة دون أن نخل بالمبادئ التينرجو أن ينشؤوا عليها.
نجعل علاقتنا بأطفالنا أكثر حميمية.
- نحقق أكبر قدر من الفعالية في تأثيرنا على أبنائنا ؟
السؤال المطروحبهذا الصدد هو:
إذا أردت أن تكون أباً ناجحاً، أو أن تكونيأمّاً ناجحة، فهل عليك أن تضطلع بعلوم التربية وتلم بالمدارس النفسية وتتعمق فيالأمراض الذهنية والعصبية ؟؟؟ بالطبع لا.
ما عليك إذا أردت أنتكون كذلك إلا أن تفهم عالم الطفل كما هو حقيقة، وتتقبل فكرة مفادها: أنك لست "أباًكاملاً" وأنكِ لستِ "أمّاً كاملةً"... فتهيء نفسك باستمرار كي تطور سلوكك تجاهطفلك، إذ ليس هناك أب كامل بإطلاق ولا أم كاملة بإطلاق..
كما عليك أن لا تستسلم لفكرة أنك "أب سيء" وأنك "أمسيئة"، فتصاب بالإحباط والقلق فكما أنه ليس هناك أب كامل ولا أم كاملة بإطلاق،فكذلك ليس هناك أب سيء ولا أم سيئة بإطلاق. فالآباء تجاه التعامل مع عام الطفلصنفان غالبان:
الصنف الأول: يعتبر عالم الطفلنسخة مصغرة من عالم الكبار، فيسقط عليه خلفياته وتصوراته.
الصنف الثاني: يعتبر عالم الطفل مجموعة من الألغازالمحيرة والطلاسم المعجزة، فيعجز عن التعامل معه.
إن عالم الطفل في الواقع ليس نسخة مصغرة من عالمالكبار، ولا عالماً مركباً من ألغاز معجزة. بل هو عالم له خصوصياته المبنية علىمفاتيح بسيطة، من امتلكها فهم وتفهم، ومن لم يمتلكها عاش في حيرته وتعب وأتعب فماهي إذن مفاتيح عالم الطفل التي بها سنتمكن بها من فهم سلوكه وخلفياته على حقيقتهافنتمكن من التعامل الإيجابي معه ؟
ثانياً: هكذا نفهم عالمالطفل:
ل عالم الطفل مفاتيح، لا يدخله إلا من امتلكها،ولا يمتلكها إلا من تعرف عليها، وهي:
1- الطفلكيان إنساني سليم وليس حالة تربوية منحرفة.
2- الواجبعند الطفل يتحقق عبر اللذة أساساً وليس عبر الألم.
3- الزمن عند الطفل زمن نفسي وليس زمناً اجتماعياً.
4- العناد عند الطفل نزوع نحو اختبار مدى الاستقلالية وليس رغبة في المخالفة.
5- الفضاء عند الطفل مجال للتفكيك أي المعرفة وليسموضوعاً للتركيب أي التوظيف.
6- كل رغبات الطفل مشروعةوتعبيره عن تلك الرغبات يأتي أحياناً بصورة خاطئة.
.7- كل اضطراب في سلوك الطفل مرده إلى اضطراب في إشباع حاجاتهالتربوية
الروابط المفضلة