لا نستطيع أن ننكر بأن
أغلبنا كآباء وأمهات نواجه تحديات ومصاعب في تربية أبنائنا
في ظل هذا العصر المليء بكل التناقضات , والتطورات المخيفة , والتي تجعلنا نتحسر على أيام مضت
من زمن جميل كان كل شىء فيه يمشي للأمام وكل شىء به منضبط
وأغلبنا يحمل في ذاكرته كيف أننا كنا
وبنظرة واحدة نفهم ما يريده منا والدانا
وننفذه على الفور .
ولكن هذه الأيام ...أصبح كل شىء عاد ومتاح للجميع تنفيذه
حتى ما كنا نعتبره عيبا أو حراما في زماننا
أصبح شبابنا يفعلونه وكلهم جرأة
على تعاليم الله وعلى الوالدين أيضاً
ولو على سبيل التجربة, بل والأدهى من ذلك ..
أن الوضع أصبح مقلوباً
وأصبحت الأوامر والتعليمات تلقى من الأبناء على آبائهم وليس العكس.
جميعنا نعلم العنوان ولكن نجهل الوصول إليه
مقولة قد لا يكون تفسيرها في حينه
ولكن بتفسير بسيط لها نلاحظ أن هذه مشكلة أغلب الوالدين
عندما يلجؤون لتربية أبنائهم بمثل ما تربوا عليه,
تربية صحيحة أي نعم, ولكن في زمن ليس بزمنهم
كمن يؤدي صلاة الظهر في توقيت الفجر
أو كمن يمشي في طريق وقارب على الانتهاء منه وفجأة
يقف في حيرة لوصوله لمفترق طريق ؛
وعليه أن يختار بين أي من الطريقين أو العودة مرة أخرى,
ويلح عليه سؤال مهمّ ؟
هل يكمل أم يعود ليجد طريقاً أخر من جديد,
فأغلبنا له طريقته في تربية ابنائه ,
وسواء صحّت أم أخطأت في الغالب
فهي تحمل أغلب سمات ما تربينا وتعودنا عليه
هذه صديقتي تستشيرني في كيفية التعامل مع ابنتها
بعد أن إكتشفت أنها على علاقة بشاب
وكعادة أغلب الأمهات وكرد فعل متوقع في هذه الحالة,
فقد لطمت ابنتها على وجهها لطمة قوية ,
اعتقاداً منها بأنه قد يكون هو بداية للحل
وعندما طلبت منها أن تتحدث إلى إبنتها لتستوضح الأمر منها
رفضت صديقتي وقالت لو واجهتها مرة أخرى سأضربها حتى أنتهي منها
حاولت أن أثنيها عن ثورتها قليلاً, وطلبت منها تأجيل الحل
حتى لا نأخذ قراراً في ظل العصبية الموجودة والتي تحكم الموقف
وفي اليوم التالي
كانت لي زيارة لا بد وأن اؤديها
فذهبت لركوب المترو وبينما أنا واقفة داخلهوقفت بجواري
شابة في مقتبل العمر تحمل طفلها الصغير
وفجأة وبدون مقدمات يضرب الولد أمه على وجهها
فما كان من الأم إلا أن ضربت إبنها على يده ضربةً ,
الغرض منها التأديب
فإذا بالولد يصيح بكاءاً
ورأيت حينها منظراً عجيباً,
منظراً أوحى لي بحل لمشكلة صديقتي مع إبنتها
وجدت هذه الشابة تربت بيدها على كتف وليدها
حتى هدأ وترك البكاء
حينها فقط أيقنت بأن اليد التي ضربت
هي هي نفس اليد
التي حنت وربتت
أي كلا الحلين لدى الأم
نعم
القسوة والحنان
............الحل والتغيير.......
صديقتي عندما ضربت إبنتها لم تحل المشكلة بل زادتها
فقد كان هذا الحل نافع في زمن ليس بهذا الزمن
وقد كان يأتي بالحل حينها فمن منا لا يحمل ذكرى
لعلقة ساخنة من أحد والديه على غلطة ارتكبناها ونحن صغاراً
ولكن الآن لا أعتقد بأنه حل مناسب
ويكفي ان إبنتها في عمر ليس بالصغيرة ولا الكبيرة على الضرب
فهي في السادسة عشر
مرحلة ما بين الطفولة والشباب
مرحلة الرفض لكل انواع العنف وأولها الضرب
ومنذ متى كان الضرب هو الحل لتعريف أبنائنا لأخطائهم
وإن حدث وفرض هذا الحل نفسه علينا,
فلابد وأن نتبعه بالنصح والإرشادفبعد الضرب لا بد من التوجيه والتعريف لماذا كان الضرب؟
وعلى ماذا؟
* نفتح مجالاً للحوار الهادىء, والذي سيعيد الثقة للطرفين
في بعضيهما فليس من المعقول أن اترك إبني أو إبنتي
تستنتج ماذا عليها أن تفعل بعد العقاب الذي ناله أو نالته
فأنا من سأوجه ولكن مع الأخذ في الاعتبار عدم اللجوء لمحو شخصهم
* ولكي لا يتخذ الطرف الأضعف (الأبن أو الأبنة ) موقفاً
ضد الطرف الأقوى (الأب أو الأم )
فمرحلة المراهقة يعتقدون خلالها بأنهم أسياد قرارهم
* التروي والحذر في التعامل معهم
فهم على درجة كبيرة من الحساسية
لأي قرار يأخذه الأهل في مصلحتهم وخاصة في هذه السن
* الأصول والأدب والأخلاق لا غنى عنهم
في أي زمان ومكان , ولا تفريط فيهم جميعاً
* وكما بدأت موضوعي بمقولة
نحن لا نجهل العنوان ولكن نجهل الوصول إليه
فقد كنت أقصد بها
إن أغلبنا يعرف معنى الأبوة والأمومة
هذا هو العنوان
ولكن كيفية التطبيق فهذا ما يجهله بعضنا
فتوفير المأكل والملبس ليس هو بالأمر الصعب
ولا المستحيل والذي يعتقد أغلب الأباء والأمهات
أن هذا هو منتهى التضحية مع ابنائهم (طعام وكسوة)
* الطريقة المثلى في تقديمهم للأبناء تلك هي المشكلة !!!
فبعض من الأباء والأمهات يعايرون أبنائهم بما يقدمونه لهم
برغم أنه دورهم ورسالتهم الواجب عليهم تأديتها دون كللِ أو ملل
* لا يجب علينا أن نجهل حقيقة الرسالة الحقيقية من معنى كلمة
أب وأم
فالبذل والعطاء طرفي المعادلة
أما نتائجها فهو دور الأبناء
تقبلوا ودي
الروابط المفضلة