ومرت بنا أيامه الفضيلة
ولياليه المباركة
بصيامه وقيامه..
بنفحاته بروحانياته
الآن نحن مقبلين على العشر الأواخر منه
فلندرك ما فاتنا...فلا تضيع هذه الأيام ولا تنتهي إلا ونحن
من عتقاء هذا الشهر الفضيل
ها قد بلغنا آخر الأيام المباركات .... وآن أوان الجد والاجتهاد
إننا في مرحلة {وَسَارِعُواْ} [سورة آل عمران: 133]
و{سَابِقُوا} [سورة الحديد: 21]
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: {كان رسول الله إذا دخل العشر شدّ مئزره،
وأحيا ليله، وأيقظ أهله}
وفي رواية: {أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد، وشد المئزر} [رواه البخاري ومسلم].
هذا شهر رمضان هذا الشهر الكريم الذي أظلنا بظله الوافر المبارك
قد آذن بالرحيل وأعلن الفراق فسلوا الله تعالى أن يبلغنا اياه
أعواما عديدة
وأن يعيده علينا وعليكم باليمن
والبركة وأن يجعلنا من عتقاء رمضان
وممن شملنا الله برحمته ومغفرته ...اللهم تقبل منا طاعتنا أجمعين
تقبل منا صلاتنا وقيامنا وصيامنا وقراءتنا يا كريم يا غفور يا رحيم.
فلنبذل ما استطعنا من جهد.... فالغنيمة عظيمة
والثمرة تستحق بذل الغالي والنفيس للحصول عليها، الثمرة هذه المرة
(ليلة القدر)
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ
رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}[سورة القدر: 2-5].
وليكن لنا في رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) القدوة الحسنة
ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان
حتى توفاه الله تعالى. وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه
{كان رسول الله يعتكف في كل رمضان عشرة أيام
فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين}
وإنما كان يعتكف النبي في هذه العشر التي يُطلب فيها ليلة القدر
قطعاً لأشغاله، وتفريغاً لباله، وتخلياً لمناجاة ربه وذكره ودعائه.
أحبتي في الله
ان هذا الشهر العظيم فرصة لعودتنا الى الله تائبين نادمين على ما فاتنا من عمرنا
شهر التصميم والإقلاع عن المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها
وتجديد العهد مع خالقنا وبارئنا على الطاعة التامة له سبحانه
ومن هنا يجب ان تكون ثقتنا برحمة الله وتجاوزه عن ذنوبنا وما ارتكبناه من خطايا ثقة مطلقة
وإيمانا مطلقا بأن الله تعالى يفرح بعودة عبده العاصي تائبا
قال تعالى"(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )
ويجب أن لا ننسى أن من علامات قبول طاعتنا في هذا الشهر الفضيل
هو تواصل الهمة بالطاعة واستمرار الرغبة في العبادة
بعد انتهاء شهر رمضان لتشمل جميع أيام السنة
غداً تُوفّى النفوس ما كسبت *** ويحصد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم *** وإن أساءوا فبئس ما صنعوا
فلنكثر من الاستغفار وغيرها من الأذكار
والأعمال الصالحة قبل فوات هذه الفرصة العظيمة
فإنه إن لم يغفر لنا في هذا الشهر فمتى يغفر ؟؟؟
غفر الله لنا ولكم في هذا الشهر العظيم
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتقبل منا أجمعين
ويتوب علينا أجمعين وأن يبلغنا رمضان سنوات كثيرة
عديدة عامرة بطاعته سبحانه مزدهرة بعبادته
الروابط المفضلة