انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: الأدب أدب الله لا أدب الآباء و الأمهات

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الموقع
    الأسكندرية
    الردود
    587
    الجنس
    أنثى

    الأدب أدب الله لا أدب الآباء و الأمهات

    الأدب أدب الله لا أدب الآباء و الأمهات





    قد يشذ الإبن عن والديه، فيكونا صالحين تقيين، و يكون هو فاسدا كحالة كنعان بن نوح، فقد كان كافرا و لم يكن نبي الله نوح عليه السلام يعلم بذلك، قال تعالى:"و نادى ربه فقال رب إن ابني من أهلي و إن وعدك الحق و أنت أحكم الحاكمين(45)قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين(46)قال رب أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم و إلا تغفر لي و ترحمني أكن من الخاسرين"(هود45-46).

    قال العلماء: ظنه مؤمنا فلذلك قال:"إن ابني من أهلي" الذين وعدتهم أن تنجيهم من الغرق، إذ مُحال أن يسأل نوح هلاك الكفار، ثم يسأل في إنجاء بعضهم و كأنه يُسر كفره و يُظهر الإيمان، فأخبر الله تعالى نوحا بما هو منفرد به من علم الغيوب، أي علمت من حال ابنك مالم تعلمه أنت.

    و قال الحسن:كان منافقا، و لذلك استحل نوح أن يناديه، و عنه أيضا:كان ابن امرأته و قال بن عباس رضي الله عنهما: ما بغت(زنت) امرأة نبي قط، و أنه كان ابنه لصلبه، و كذلك قال الضحاك و عكرمة و سعيد بن جبير و ميمون بن مهران و غيرهم، و أنه كان ابنه لصلبه، و قيل لسعيد بن جبير: يقول نوح"إن ابني من أهلي"أكان ابنه؟فسبح الله طويلا ثم قال:لا إله إلا الله! يُحَدَّث الله محمدا صلى الله عليه و سلم أنه ابنه، و تقول:إنه ليس ابنه؟! نعم كان ابنه و لكن كان مخالفا في النية و العمل و الدين لهذا قال الله تعالى:" إنه ليس من أهلك" و هذا هو الصحيح، و أن قوله:" إنه ليس من اهلك" ليس مما ينفي عنه أنه ابنه.

    و قوله تعالى:"فخانتاهما"(التحريم10)يعني في الدين لا في الفراش، و ذلك أن هذه كانت تخبر أنه مجنون، وذلك أنها قالت له:أما ينصرك ربك؟ فقال:نعم. قالت:متى؟، قال:إذا فار التنور، فخرجت تقول لقومها: يا قوم إنه لمجنون، يزعم أنه لا ينصره الله إلا أن يفور هذا التنور، فهذه خيانتها، و خيانة امرأة لوط أنها كانت تدل قومها على الأضياف، و كان القوم يأتون الفاحشة ما سبقهم بها أحد من العالمين، و هي فاحشة اللواط.


    قال العلماء: في هذه الآية تسلية للخلق في فساد أبناءهم و إن كانوا صالحين، و روى أن ابنا لمالك بن أنس نزل من فوق و معه حمام قد غطاه، قال: فعلم مالك أنه قد فهمه الناس، قفال مالك: الأدب أدب الله لا أدب الآباء و الأمهات، و الخير خير الله لا خير الآباء و الأمهات،و فيها دليل كما قال القرطبي على أن الابن من الأهل لغة و شرعا، و من أهل البيت

    .

    الوالد لا يحسد ولده:

    هذا المعنى يدل على قوله سبحانه في سورة يوسف عليه السلام" قال يا بُني لا تقصص رُءياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين(5)و كذلك يجتبيك ربك و يعلمك من تأويل الأحاديث و يُتم نعمته عليك و على آل يعقوب كما أتمها من قبل إبراهيم و إسحاق إن ربك حكيم عليم"(يوسف5-6).

    قال بن كثير رحمه الله:" يقول تعالى مُخبرا عن قول يعقوب لابنه يوسف حين قص عليه ما رأى من هذه الرؤيا التي تعبيرها خضوع إخوته له و تعظيمهم إياه تعظيما زائدا بحيث يخرون له ساجدين إجلالا و احتراما و إكراما، فخشي يعقوب عليه السلام أن يُحدث بهذا المنام أحدا من إخوته فيحسدونه على ذلك فيبغون له الغوائل منهم له، و لهذا قال:"قال يا بُني لا تقصص رُءياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا" أي يحتالوا لك كيدا يردونك فيها أ.هـ .

    قال الرازي في [التفسير الكبير] المسألة الثانية: أن يعقوب عليه السلام شديد الحب ليوسف عليه السلام و أخيه فحسده إخوته لهذا السبب و ظهر ذلك المعني ليعقوب عليه السلام بالأمارات الكثيرة فلما ذكره يوسف عليه السلام هذه الرؤيا و كان تأويلها أن إخوته و أبويه يخضعون له فقال: لا تخبرهم برؤياك فإنهم يعرفون تأويلها فيكيدوا لك.


    و قال القرطبي:" هذه الآية أصل في ألا تقص الرؤيا على غير شقيق و لا ناصح و لا على من لايحسن التأويل فيها....و في هذه الآية دليل على أن مباحا أن يُحَذَّرَ المسلم أخاه المسلم ممن يخافه و لا يكون داخلا في معنى الغيبة لأن يعقوب عليه السلام حذر يوسف أن يقص رؤياه على إخوته فيكيدوا له كيدا، و فيها أيضا ما يدل على ترك إظهار النعمة عند من تخشى غائلته حسدا و كيدا، قال نبي صلى الله عليه و سلم:" استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود" و فيه أيضا دليل واضح على معرفته عليه السلام بتأويل الرؤيا، فإنه علم من تأويلها أنه سيظهر عليهم، و لم يبال بذلك من نفسه، فإن الرجل يود أن يكون ولده خيرا منه، و الأخ لا يود هذا لأخيه، و يدل أيضا على أن يعقوب عليه السلام كان أحسَّ من بنيه حسد يوسف و بغضه، فنهاه عن قصص الرؤيا عليهم خوف أن يغل بذلك صدورهم، فيعملوا في هلاكه، هذا و من فعلهم بيوسف يدل على أنهم كانوا غير أنبياء في ذلك الوقت

    " أ . هـ .

    إن الفارق كبير بين موقف نبي الله يعقوب عليه السلام مع ابنه يوسف و بين موقف إخوته معه، و تأمل قول القرطبي: ، فإن الرجل يود أن يكون ولده خيرا منه، و الأخ لا يود هذا لأخيه.

    يقول سيد قطب رحمه الله في[الظلال]: و لهذا نصحه بألا يقص رؤياه على إخوته خشية أن يستشعروا ما وراءها لأخيهم غير الشقيق، فيجد الشيطان من هذا ثغرة في نفوسهم، فتمتلئ نفوسهم بالحقد، فيدبروا له أمر يسوؤه" قال يا بُني لا تقصص رُءياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا" ثم علل هذا بقوله:" إن الشيطان للإنسان عدو مبين".

    و من ثَم فهو يوغر صدور الناس بعضهم على و يزين لهم الخطيئة و الشر ،و يعقوب ابن اسحاق بن ابراهيم، و قد أحس من رؤيا ابنه يوسف أن سيكون له شأن، يتجه الخاطر إلى أن هذا الشأن في وادي الدين و الصلاح و المعرفة، بحكم جو النبوة الذي يعيش فيه، و ما يعلمه من أن جده مبارك من الله هو و أهل بيته المؤمنون، فتوضح أن يكون يوسف هو الذي يختار من أبنائه من نسل إبراهيم لتحل عليه البركة و تتمثل فيه السلسلة المباركة في بيت إبراهيم فقال له:" و كذلك يجتبيك ربك و يعلمك من تأويل الأحاديث و يُتم نعمته عليك و على آل يعقوب كما أتمها من قبل إبراهيم و إسحاق إن ربك حكيم عليم"



    الطغيان المادي و أثره في إفساد الناشئة



    و لا يُمسك الإيمان القلب إلا الذي" إن الله يُمسك السماوات و الأرض تزولا و لئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده"فصلت(46)، ولا يماري أحد من الناس في تباعد الدنيا بصفة عامة و المسلمين بصفة خاصة عن دين الله،فالبون شاسع و الفارق كبير بين ما كان عليه سلفنا الصالح من استقامة و عز و نصر و تمكين، و ما عليه المسلمون اليوم من انحراف و ذل و مهانة و فشل و ضياع.

    لقد تبدل الحال و تغير:" و ما ربك بظلام للعبيد"(فصلت46).

    "إن الله لا يُغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"(الرعد11).

    بدأنا نعتد أن اتباع الرسول صلى الله عليه و سلم رجعية، و العمل بسنته تزمت، و انقلبت الأوضاع فكيف يُرجي حسن العاقبة في الآخرة و مسيرنا في الدنيا ظاهر معلوم؟! بل أصبحنا نقر بكل معصية، و نشق الطريق لكل منكر، و نرى من يدعو إلى الكفر بعين يملؤها غبطة، و المعترض رجعيا و ممن يستحقون الطرد و الحبس لأنه يعوق المجتمع عن التقدم و يحول دون طريقه إلى النهضة و المدنية!!

    إذا كان الله لا يأخذنا بعذاب يفاجئنا و نقمة تقضي علينا جميعا بفضل الله علينا و دعاء نبيه صلى الله عليه و سلم لهذه الأمة، أن لايعمها بعذاب و لا يستأصل شأفتها و ذلك لأن هذه الأمة تحمل الأمانة الأخيرة، و لأنها أمل الإنسانية الأخير و ما أعظم الفرق بين أمسنا و يومنا، و ما أعظم الفرق بين الإسلام كدين و المسلمين كواقع، لقد انفصلت بعض الساعات عن بعض،وبعض العادات عن بعض، و تباعدت الدنيا عن الآخرة، و الأرض عن السماء، و أصبح الدين والدولة في وادي
    منقول

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الردود
    121
    الجنس
    امرأة
    بارك الله فيكي أختي الغالية .

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 403
    اخر موضوع: 29-12-2010, 09:27 PM
  2. الردود: 2
    اخر موضوع: 08-06-2010, 09:20 AM
  3. الردود: 1
    اخر موضوع: 01-12-2007, 11:07 PM
  4. الردود: 1
    اخر موضوع: 13-09-2007, 05:14 PM
  5. أيها الآباء أيتها الأمهات انتبهوا
    بواسطة f79 في روضة السعداء
    الردود: 3
    اخر موضوع: 24-09-2000, 06:12 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ