بخصوص السحر و العين و المس … هذه قصتي بالتفصيل(1)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أول مرة أتجرؤ على سرد قصتي في منتدى
أبدأ بالحمد و الشكر لله الواحد القهار العليم الحكيم الرحيم الودود الرؤوف اللطيف بعباده و صلي اللهم و سلم على الحبيب المصطفى و على آله الطيبين الطاهرين و على صحابته الراشدين و على الداعين بدعوته إلى يوم الدين
منذ تقريبا 4 سنوات بدأت أعاني من تعب شديد، لا أستطيع النهوض صباحا و أخذت أتخلف عن الدراسة و بدأت أمرض أمراضا غريبة … حمى بدون سبب تقعدني في الفراش أيام و أيام، التهاب في المعدة لا يعرف سببه، آلام شديدة في الصدر، وخز ابر في قلبي و صدري و في الأطراف و آلام في بطني و غازات كثيرة في البطن و الأمعاء و رائحة كريهة جدا تخرج من فمي لا تزول بأي طريقة من الطرق … و التحاليل الطبية كلها عادية بحمد الله
أصبح وجهي مكفهرا يظهر عليه التعب و الإرهاق الشديد، و طالما لامتني قريناتي عن حسن بشرتي و لون عيني المميز و … و كنت و لا أزال أسمع من من كنت أعتبرهن أعز الصديقات كلاما …لا حول و لا قوة إلا بالله، و أتلقى نظرات يعلمها الله… و كأني سلبت منهن شيئا، أستحضر أن واحدة كانت تقول لي عندما تنظري في المرآة قولي دعاء النظر في المرآة مئة مرة أو ألف مرة، و أنا أجيب أن الواحد منا يشكر الله لأنه أحسن خلقه و تقويمه و نحمده على نعمة البصر و السمع…، و الجمال يزول و ما هو إلا جسم سيبلى
صدقوني، أول مرة عرفت معنى الحسد منذ بضع شهور،لم أكن أعرف أن الحاسد يتمنى زوال النعمة التي عند المحسود، أحمد الله على فضله علي لم أشعر قط بهذا و لا بالغيرة التي أراها في أعين الناس …
أقف لحظة لأقول أني صحيح أصلي و تحجبت عندما كان عمري 11 سنة … و لكن الدنيا أخذتني…، و زين ربي الإيمان في قلبي و في صدري و استشعرت حلاوة الإيمان التي أشتاق إليها ….و ضيعت كل شيء بيدي… كنت أقرأ أذكار الصباح و المساء و بدأت أتركها بحجة قلة الوقت و صببت وقتي في الدراسة … و أخذت أتأثر ببعض القرينات اللواتي كان علي أن أثر فيهن،
فبعدما كنت أحب مسك المصحف و قراءة القرآن حبا في أن تدمع عيني من خشية ربي … تركت مجالا للأغاني و السهر مع الأفلام فأفسدت قلبي … و كما يقول ابن قيم الجوزية أن حب الغناء و حب القرآن لا يجتمعان في قلب واحد… و أخذت أترك حلقات الذكر ….. آه يا دنيا
شاء الله أن يبتليني لأستفيق و أعود إلى رشدي، فكما يقول سبحانه و تعالى:" و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم"
لم أتصور أن سبب ما يحدث لي من أمراض هو سحر و عين و مس … ربما العين كنت أشك بذلك لأن في عدة مرات أرى أثرها أمام عيني …
الصداع الشديد بعد بعض النظرات و العبارات، و أخذ هذا يتكرر فعلمت أن سبب الصداع العين و كان يزول بحمد الله بعد قراءة بعض الأدعية
وفي مايو 2001 و أنا جالسة أمام الكمبيوتر أكتب رسالتي الدراسية في آخر عام لي في الدراسة .. اختنقت و أحسست روحي تخرج
نهضت و ركضت إلى أختي و قلت لها أنا أموت و أخذت أنطق الشهادة و أحس أن فمي ييبس و لساني يتلعثم، ابيضت بشرتي كالميت و أخذت أرتجف فأخذت أختي بيدي و أخذت تقول لي إقرائي معي سورة الإخلاص و المعوذتين …(سبحان الله عندما سألتها لماذا بدأت تقرأ علي هذه الصور قالت لي لا أدري)
فهدأت قليلا، و من فضل الله أن أختي طبيبة أخذت نبضي و أخذت ضغط الدم فوجدته مرتفعا و كان سببه الخوف الذي انتابني، و أمضيت الليلة أحس أن روحي تزهق و بقيت أقرأ سورة البقرة إلى قبيل الفجر… و قبل الفجر نمت سويعة فرأيت صديقة طفولة لم أرها منذ سنوات تقول لي إقرائي علي سورة ص فقلت لها لا أحفظها فبدأت تقرأ سورة ص و أكرر بعدها و استفقت … قرأت بعدها سورة ص و كل مرة يقذف ربي في قلبي معنا أراه و كأنه موجه إلي رغم أن أني لا أستطيع التركيز و أرى صفحات المصحف ترقص و تصبح غير واضحة…
في اليوم التالي بقيت في البيت فاتصلت صديقتي و قلت لها أني لا أستطيع المجيء لأني مريضة، فجاءت في المساء تزورني و قصصت عليها ما حدث و كانت تعرف بعض الأعراض لأن أختها ابتليت منذ بعض الوقت و حتى أنا تذكرت ما حصل لوالدتي منذ 10 سنوات كنت صغيرة و لكني أتذكر مدى تأثير السحر فيها..
قالت لي صديقتي ألم أقل لك أنك تلزمك رقية، خاصة و أننا كنا كلما أردنا الدراسة يصيبني صداع و نعاس شديد أنام على إثره في المكتبة الجامعية… هذا و الله أعلم من أثر العين
و دلتني صديقتي على أحد الرقاة … بعد يومين ذهبت أنا و صديقتي و شقيقتي إلى ذلك "الراقي" فلم يعجبني المكان و خاصة عندما رأيته يختلي بإحداهن و هي سافرة ، و لكن أختي أصرت على المحاولة، طرح علي أسئلة غريبة عن أمي و أبي و لم أرد إجابته …و أخذ يقرأ بعض الآيات بأخطاء فزدت نفورا منه و علمت أنه مشعوذا يدعي الرقية، خرجنا من عنده و لم أعطه أجرا كما قالت لي أحد الحاضرات
قلت لصديقتي أني لن أعود إلى هنا بعد الآن فقالت لي أعرف أحد الرقاة و لكنه اعتزل الرقية منذ سنوات و عنده محل تجاري قريب من هنا عله يرقي لي في الماء…
و فعلا وجدناه فقال لي لن أقرأ على الماء خشيت أن تصرعين لأنه يشك أنه مس بعدما حدثته عن الاختناق وأمور أخرى ( و أنا بحمد الله لم أصرع أبدا إلى اليوم)
فطلب مني العنوان و جاء بعد أسبوع بعد صلاة الجمعة بحضور والدي الذي سامحه الله كان يقول لا أصدق هذه الأمور فأخذ يستهزئ بأمري و أمام الراقي و خاصة ثاني مرة … والحمد لله الآن سلم ببعض الأمور
جزا الله عني هذا الراقي كل خير رغم بعد المسافة بقي إلى قبيل المغرب و هو يقرأ القرآن و لا يحدث شيء و سألني أمورا مثل: ماذا أرى في نومي فأجبت خاصة كثرة القطط و كنت أظن ذلك أضغاث أحلام لأن عندي قطة …و القط المتوحش الذي يعضني و نمر صغير يريد لي شرا و الصراع مع الأشباح السوداء …و الثقل الشديد على ظهري … الخ ، و هو ذاهب طلب أن يأتي الأسبوع المقبل و أعطاه والدي مالا فقال له لم آتي لهذا، فعلمت صدقه
و في الرقية التالية أخذت أرتجف عندما أذن في أذني و أحسست أني سأصرع فتملكت نفسي لكي لا أصرع لم أتقبل أبدا فكرة أن جنيا يتحكم في. و بعد قراءة القرآن أخذت أبكي و أبكي بغير سبب فطلب مني أن أشرب كمية كبيرة من الماء لاستفراغ ما في بطني و بعد العملية قال لي لا حول ولا قوة إلا بالله لم يصبح الناس يخافوا من الله، فكأنه قال لي بطريقة غير مباشرة بك سحر… و عندما قرأ سورة الرحمن أحسست رأسي يشير ب"لا" كلما قال "فبأي آلاء ربكما تكذبان" و انتهت الرقية على هذا و طلب أن يعود الأسبوع الذي بعده و… لكنه لم يعد و عندما قلت ذلك لصديقتي ذهبت لتستفسر وجدت غيره بالمحل و قال لها: الشيخ كمال طرأت عليه مشاكل …
اجتزت مرحلة صعبة … لا أنام إلا و الضوء مشتعل و أمضي وقتي في البكاء ظنا بي أن ربي غاضب علي … و الحمد لله بالقرآن و الذكر و خاصة مناجاة وسمعت دروسا أحيت قلبي و رجائي بربي و علا إيماني … و أحذر كل من ابتلي مثلي أن يستسلم إلى الخوف من غير الله فوحده يستحق أن يخشى، و ما إن علمت أن الخوف من غير الله شركا استعنت بالله الذي لا يضيع من يستعين به و أصبحت أطفئ الضوء قبل النوم و مهما أحسست من آلام في صدري أبتسم يقينا مني أنها تكفيرا للذنوب… كنت أصارع الأشباح في الليل … أكتف و يسد أنفي و فمي و أضرب حتى أن مرة وجدت علامات الضرب بعدما استيقظت ….
لم تعد الرقية متوفرة …
قلت في نفسي الآن ما الذي سأفعله؟ ثم عدت و قلت الله هو الشافي و أخذت أكثر الدعاء: اللهم اقذف في قلبي رجاءك و اقطع رجائي عمن سواك حتى لا أرجو أحدا غيرك فأنت وليي ومولاي في الدنيا و الآخرة
و تحسنت بفضل الله فقل التعب و عاد لي النشاط و ابيض وجهي … و لكني أحس اختناقا في الحلق و ضيقا في الصدر كلما دعوت و صليت و قرأت القرآن
مضت 3 أشهر أو أربع و أنا علي هذا الحال و ضاقت بي الحال غير أن قلبي كان موصولا بربي فضلا منه و رحمة و ذكر ربي يملأ صدري ، و عدت أكمل رسالتي الدراسية في أحد المخابر في مركز مكافحة السرطان و أخذ ينتابني سعالا غريبا كلما صليت أو ذكرت خاصة بالليل و أخذت أشغل بالدراسة فلم أصبح أقرأ القرآن مثل الأيام الماضية حيث كنت أختمه كل 20 يوم
و تلك الأيام رأت أمي في المنام شيخا يطلب منها أن تأخذني إلى الحج فبحثت في تفسير الأحلام و أولتها و الله أعلم أنه يطلب منها أن تبحث لي عن الشفاء … و طلبت من ربي أن يبين لي ما يجب علي أن أفعله فأخذت كلما أفتح التلفزيون و أشاهد الحصص الإسلامية أجد دروسا عن اتخاذ الأسباب فمرة درسا عن السيدة هاجر و سعيها بين الصفا و المروة و درسا عن السيدة مريم و هزها لجذع النخلة إلى غير ذلك… و طلبت من والدي أن يبحث لي عن راق فلم يكن منه إلا أنه قال لي أنت مجنونة و ليس بك شيء
تذكرت صديق أخي المتغرب الذي رقى لوالدتي منذ سنوات و ذهبت مع صديقتي إلى المسجد الذي هو إمامه و تركت ورقة مكتوبة باسم والدي مع قيم المسجد تطلب منه الإتصال ووضعت والدي أمام الأمر الواقع
فجاء من فضل ربي و رقى لي فأكد لي أن ما يصيبني سببه عين و بعد الإستفراغ و رأى فتاتا أسودا قال لي إن من الأسباب أيضا السحر فسألته عن المس و الأفكار التي يكاد رأسي ينفجر منها و الأعراض الأخرى فلم يجبني و طلب من والدي أن يشتري لي نبات الفيجل (السذاب) لأشمه … و وجدت و أنا أتصفح أحد المواقع أن هذا النبات يستعمل في طرد الجان
و تحسنت كثيرا ولكن الأعراض لم تزل بالتمام و شاء الله أن يرحل صديق أخي بعد 15 كلم أو أكثر و اعتذر لأنه عليه أن يؤم الناس في كل الصلوات و ابنه الصغير كان مريضا فلم أتابع الرقية… و اطمأننت كل الطمأنينة علما مني أنه قدر الله و أن الأمر له سبحانه من قبل و من بعد…
...................................
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة