السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقرأ مقالي في صحيفة الوطن السعودية ليوم
الأربعاء 16 شعبان 1428هـ الموافق 29 أغسطس 2007م العدد (2525) السنة السابعة
البعض يحفظون القرآن الكريم ولا يتمثلون تعاليمه
كلها أيام وتفتح حلقات تحفيظ القرآن الكريم مع بداية
العام الدراسي الجديد 1428-1429.ولم يعد الأمر قاصراً على حلقات القرآن فقط بتحفيظ القرآن الكريم إن كان هذا هو التوجه الصحيح من الناحية الإسلامية والحياتية ولكن الأمر في الوقت الحاضر قد يختلف كثيراً عن الماضي السحيق فتحفيظ القرآن الكريم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم لا يكفي بهذه الصيغة الحالية.
أنا هنا لا أتكلم عن كيفية تحفيظ القرآن الكريم أو طرقه وتجويده بل الأمر غير ذلك وهو أنّ بعض من تخرجوا من هذه الحلقات فقط يحفظ القرآن الكريم ولكن لم يتغير في نمط حياته وسلوكياته وتعاملاته مع مجتمعه وبيئته فقد ظلت أخلاقه السيئة كما هي ولم تتطور،
أي إنّ القرآن لم يؤثر فيه من العلم بما جاء به بشيء أو بعض شيء فخلق القرآن الكريم هذا شيء معروف وهي شريعة الله في خلقه لمن أراد أن يتعلم بالصيغة اللفظية والصيغة التطبيقية ولكن هناك من لم يتأثر البتة بحفظ القرآن الكريم وكيفية العمل بآياته ولم يكن خلقه القرآن كما كان صلى الله عليه وسلم فكما هو قبل أن يلتحق بهذه الحلقات تخرج منها كما هو لم يعرف ويعلم الأحكام والمعاملات وحقوق الآخرين واحترام بني جنسه واحترام وحب وطنه بل نرى للأسف في بعض تصرفاته غير ذلك وهذا شيء شائن ولا ينبغي له أن يكون في حياته وهذا يعكس صورة سيئة عمن تعلم القرآن الكريم ووجب عليه التطبع به بلا مواربة أو مجاملة أو حتى على مضض.
ولأن بعضهم ربما يسيء إلى أية جهة ينتمي إليها أياً كان مسلكها أو مذهبها فمن ينتهج نهج القرآن الكريم ولا يتطبع به جميعاً فما الفائدة؟
فأنا لا أتكلم من فراغ حيث نجد بعضهم مازال يعق والديه رغم مروره على آية "ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما"
وبعضهم مازال يغش ويكذب ويخادع في بعض معاملاته وبعضهم لم يكن ليخلص في العمل وغيره من الأمثلة كثير وهذا لا يعني أننا نصرف النظر عن تدريس القرآن الكريم حاشا وكلا وهذا ليس من العقل في شيء ولكن لي وجهة نظر شخصية وهي عند التحاق طلاب حِلق القرآن الكريم يجب على من يستقبلهم ويسجلهم أن يستطلع أخلاقهم وتصرفاتهم وسلوكهم وتعاملهم مع الآخرين وبعد ذلك وقبل أن يُعطوا المصحف مباشرة للحفظ دون الفهم والتخلق والتطبيق أن يعطوا دورة أخلاقية في جميع مناحي الحياة والتخلق بخلق المصحف الذي بين أيديهم فلا يقتصر الأمر على أنّ كل واحد منهم يمسك بالمصحف ويحفظ وإذا خرج من الدرس انتكست طباعه وأخلاقه وعق والديه وغش وكذب فما يجني بحفظه للسور وتخلقه لعادات وتقاليد سيئة لم تغير فيه شيئاً حتى قيد أنملة عند البعض وإذا كان هذا الكلام يعكس صورة من يتخلق بأخلاق الدين تكون تصرفاته مثل هذه فلا نلوم الآخرين ممن لم يلتحقوا بأية دروس دينية، فكل جادة تُسلك في هذه الحياة تنعكس على صاحبها الذي تبناها فالحذر من أي مطب يسيء لكل ذي عقل.
الروابط المفضلة