وقفت إلى جانبه في أحلك الظروف وبعد ان تخلى عنه الكثيرون.. كانت عموده الفقري إذا عجزان يرفع قامته .. وكانت درعه إذا انهالت عليه السهام .. وكانت شعاع الأمل إذا أظلمت الدنيا في وجهه .. وكانت المظلة التي تقيه حرارة الشمس وسقوط الأمطار.
وصل هذا الجبان فوق كتفيها ثم دفعها بقدميه .. ارتفع على رأسها ثم داس عليها !! ماأشقى المرأة التي تعطي للرجل كل حياتها ، ثم يبخل عليها باسمه .. بعد أن حصل على شهادنه العلمية ووجد وظيفة مرموقة ، تخلى عنها وأدار ظهره لها وبدأ رحلة الهروب منها .. أخذ يختلق الأعذار للتخلص منها - سبحان الله - الحب التهب عندما كان محتاجا إليها .. ثم تحول إلى رماد عندما استغنى عنها .. كانت السلم الذى صعد عليه نحو احلامه وعندما حقق الأحلام دفع السلم بقدميه ..
هي بالطبع حزينة لجبنه ونذالته ، ولكنني قلت لها انني سعيد بهذا الجبن وتلك النذالة - تعجبت - قلت من حسن حظك أنها جاءت مبكرة وقبل الزواج ووجود الأولاد .. مثل هذا الرجل الجبان كان سيتخلى عنها في أى لحظة .. سيتخلى عنها إذا مرضت .. سيتخلى عنها في أي موقف تتعرض إليه .. وسيتخلى عنها عندما تجيء إليها الشيخوخة قبل أن تجيء إليه .. هؤلاء ( الجبناء الأنذال ) لا نعرف متى يكشوفون عن وجوههم - بعضهم ينجح في ان يخفي وجهه تحت القناع لسنوات طوووووويلة !
هذه الطيبة المسكينة يحبها الله .. في بعض الأحيان تقع لنا كارثة ونعتقد انها قضت علينا ..ومع مرور الأيام نكتشف أن الله أنقذنا بعنايته بهذه الكارثة من كارثة أكبر .. تماما كما تكون ماشيا في الطريق العام فتجيء يد قوية تدفعك وتلقيك بعيدا ، فتغضب وتتألم .. ثم تكتشف بعد لحظة ان هذه اليد التي دفعتك بعنف إنما أنقذتك من ان ( تصدمك ) سيارة مسرعة .
في حياة الإنسان ضربات غير منتظرة نتوهم أنها سحقتنا وقضت علينا ..ثم تجيء الأيام وتثبت لنا أن هذه الضربات التي دفعتنا إلى الأمام .. أنقذتنا من صخور كانت ستسقط فوق رؤوسنا إذا لم تقذف بنا الضربة بعيدا عن الخطر المميت .
إذا دقت مصيبة على بابك ..فانتظر !! لا تيأس!!
إن الذي سيدق بابك بعد ذلك سيكون الفرج .. فقط قل .. يااااااارب .....
الروابط المفضلة