النفس إن لم تتحرك تأسن ، وإن لم تنطلق تتعفن ، ومن أعظم مجالات انطلاق النفس : الدعوة إلى الله ، فهي وظيفة الرسل ، ومخلصة النفس من العذاب ، فيها تتفجر الطاقات ، وتنجز المهمات (فلذلك فادع ، واستقم كما أمرت) . وليس يصح شيء يقال فيه (فلان لايتقدم ولايتأخر ) فإن النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية ، والايمان يزيد وينقص.
والدعوة إلى المنهج الصحيح - ببذل الوقت ، وكدّالفكر ، وسعي الجسد ، وانطلاق اللسان ، بحيث تصبح الدعوة همّ المسلم وشغله الشاغل - يقطع الطريق على محاولات الشيطان بالإضلال والفتنة .
زد على ذلك مايحدث في نفس الداعية من الشعور بالتحدي تجاه العوائق ، والمعاندين ، وأهل الباطل ، وهو يسير في مشواره الدعوي ، فيرتقي إيمانه ، وتقوى أركانه .
فتكون الدعوة بالإضافة لما فيها من الأجر العظيم وسيلة من وسائل الثبات ، والحماية من التراجع والتقهقر ، لأن الذي يُهاجم لايحتاج للدّفاع والله مع الدعاة يثبتهم ويسدد خطاهم . والداعية كالطبيب يحارب المرض بخبرته وعلمه ، وبمحاربته في الآخرين فهو أبعد من غيره عن الوقوع فيه .
------------------------
<FONT size="4"><FONT COLOR="Navy">اللهم أجعلنا ممن يسمع القول ويتبع أفضله</FONT c></FONT s>
الروابط المفضلة