عن أبي سعيد الخدري :أن رجلا سمع رجلا يقرأ { قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَد } يرددها
فلما أصبح جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له وكأن الرجل يتقالّها ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن "
في هذا دليل على جواز تكرار سورة من القرآن في الصلاة لأن هذا الرجل كان يرددها وهو قائم يصلي
لا يقول قائل لعله لا يعرف غيرها
لأنه لو كان في الامر محظور لبينه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : سلوه لماذا كان يصنع ذلك ؟
فلما سكت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الرجل
عُـلم أنه لا بأس أن يردد الإنسان سورة من القرآن تعجبه إما في معناها أو في أسلوبها
كما ردد النبي صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى :
{إِنْ تُعَذّبْهُمْ فَإنّهُمْ عِبَادُك وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإنّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ }(118) المائدة
قرأها ذات ليلة وجعل يرددها الى الصباح
وهذا يعتري الانسان احيانا يجد في نفسه خشوعا وتأثرا في بعض الآيات
فيرددها مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أكثر لكن إذا كان إماما فإنه لا ينبغي أن يُثقل على المأمومين
لأن الإمام محكوم بغيره وليس حرا في نفسه.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟
فشق ذلك عليهم وقالوا : أينا يطيق ذلك يا سول الله ؟ فقال : الله الواحد الصمد تعدل ثلث القرآن "
هذه الاحاديث تدل على فضل سورة { قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَد } وأنها تعدل ثلث القرآن
لكن لا يلزم من المعادلة المكافأة يعني أنها تجزىء عما يجزىء عنه القرآن
بل هي تعدله من حيث المعنى ومن حيث الأجر
لكنها لا تكفي عنه ولهذا لو قرأها الانسان في الصلاة ثلاث مرات لم تجزأ عن قراءة الفاتحة
ولا يلزم من المعادلة المكافأة
ولهذا نظائر منها : أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن من قال
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
عشر مرات كمن أعتق أربع أنفس من بني اسماعيل
ومعلوم أنه لو قال هذا وعليه أربع رقاب لم يجزأ عنه.
وقد ألف شيخ الإسلام في هذا الحديث كتابا مستقلا سماه
[جواب أهل العلم والإيمان عن أن قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن ]
وشيخ الإسلام كما نعلم من عادته أنه اذا تكلم بسط فهو مجلد لطيف ليس كثيرا وفيه فوائد كثيرة تتعلق بالتوحيد .
.
.
انتهى كلام الشيخ رحمه الله .
المرجع : كتاب فضائل القرآن من شرح صحيح الإمام البخاري - لفضيلة الشيخ : محمد بن صالح العثيمين.
اخوتي الافاضل .. أخواتي الغاليات :
أجزم أن أغلبنا إن لم يكن كلنا يحفظ هذه السورة
ولكن ما أضعفنا وأعجز ألسنتنا عن ذكر الله
وأسرعها و أعجلها في القيل والقال ..!
الروابط المفضلة