هناك أمر آخر يحدث لحجاجنا كثيرا، و هو جفاف بالجسم من كثرة الإفرازات،
في حالة فقدانه بكميات كبيرة للعرق.
و هنا الحاج يقع بين أمرين:
وجوب شرب الماء لتفادي حالات الجفاف غفيان و ممكن يصل الأمر لفقدان الوعي،
و بين الخوف من الذهاب بكثرة للحمام.
هنا أفضل حل هو الاعتدال مع حسن اختيار السائل.
كيف ذلك؟؟
جسم الإنسان متكون حوالي من 60% من الماء،
في حالة جهد كبير تقريبا 75% من الطاقة الناتجة تكون عبارة عن ارتفاع حرارة الجسم،
و لتعديلها يقوم الجسم بإفراز العرق مما يؤدي لتقص الماء.
و لكن أيضا هناك شيء نادرا ما يتكلم عنه،
هو فقد الجسم هنا للأملاح المعدنية المهمة لمختلف التبادلات الموجودة بالجسم،
((فحوالي من 1 إلى 1,5 لتر في الساعة تفقد في حالة المشي السريع في درجة حرارة 25 درجة مأوية))
فممكن هنا نتخيل كم الكمية التي ممكن للحجاج فقدها.
و هذا لتعويض الجسم لفقده من خلال العرق الكثير منها.
و لا ننسى أن نقص الجسم للماء ب 1% من الوزن يحدث نقص في قدرات الجسم الحركية بــ 10%
مع ألام في المفاصل.
القاعدة الممكن إتباعها لتفادي بعض المتاعب و عدم الذهاب كثيرا للحمام هي::
أول شيء شرب الماء قبل الإحساس بالعطش،
لأن في حالة بدأ الإحساس بالعطش يعني أن كمية الماء بدأت تفقد في الجسم.
يكون شرب الماء قبل أي منسك من مناسك الحج:
ثم بعدها كل 15 إلى 20 دقيقة ببعض الجرعات حتى يتسنى للجسم وقت إفرازها و تعويضها دون كثرتها للجوء للحمام.
هنا 3 حالات لنقص الماء في الجسم::
الحالة الأولى::
إحساس بارتعاش في الجسم، ممكن معه حالة غفيان و الرغبة في التقيئ.
رطوبة على الجلد، كمية ضغط الدم تقل.
فتكون نسبة جفاف الجسم ما بين 2 إلى 5 % و قد قرب على فقد حوالي 2 كيلو.
الحالة الثانية::
الفم يصبح جاف، ألام في الرأس، صعوبة في التنفس،
تعب شديد.
هنا فقدان الجسم يكون أكثر من 5%.
الحالة الثالثة::
هنا حالة فقدان الوعي،
و تبدأ بفقدان الرؤية الواضحة، عدم انسجام حركات الجسم و فقدان استقرار في المشي،
تقيئ،
ممكن يصحب هذا إسهال شديد،
هنا لما تصل نسبة الجفاف لــ 10 % من وزن جسم الشخص،
و ممكن يكون هناك نقص ل 10 كيلو.
ما هو نوع الشراب المفضل لهذه الحالات من أوقات بدل الجسم لجهد كبير؟؟؟
حقيقة لو لم نكن في الحج، لتكلمنا عن أنواع مختلفة تكون خاصة لرياضيين،
لكن بما أننا في أطهر بقاع الأرض فليس هناك أحسن مـــن ::
و أثبت الدراسات الحالية أنه يحتوي على نسب من الأملاح المعدنية و المغنزيوم، و غيرها من المكونات اللازمة للجسم،
و هي نفس المكونات التي تضاف حاليا من قبل المؤسسات التي تبيع سوائل الشرب
لرياضيين و التي ينصح بها المختصين.
و من عجائب ماء زمزم أن الحجاج بشربه بالكميات التي سبق وذكرناها أعلاه، لا يذهبون بشكل كبير للحمام،
زيادة على منافع أخرى:::
هنا من المهم أن يبتعد حجاجنا عن القهوة لأنها تساعد في جفاف الجسم.
مرحلة بعد انتهاء مناسك الحج، و العودة للأوطان بسلامة:::
أهم مرحلة لراحة و استعاد ما فقد، فرغم التعليمات و الحذر أكيد يكون هناك نقص، لأن الحجاج همهم يكون في الطاعات على حسب أجسادهم.
في هذه الفترة كثيرا ما نسمع عن اضطرابات في المعدة،
إسهال،
ألام ٍرأس، لضعف الجهاز الهضمي.
هنا ممكن نواصل في شرب ماء زمزم بكميات قليلة في أوقات متقاربة جدا،
و إن عدنا لبلداننا نبدأ بشرب
سوائل مسكرة،
((لمن لا يعاني من مرض السكر)) و التي يكون في محتوياتها نسبة من الصوديوم أو الأملاح أيضا.
و هذا لتعويض الجسم لما فقده من خلال العرق الكثير منها.
فسوف يرجع حجاجنا بإذن الله لراحة الجسم، و لو أن راحة روحهم و قلوبهم و عقلهم قد تمت بحمد و فضل الله و إذنه،
و يكون كل هذا العناء بميزان حسناتكم،
حج مبرور و ذنب مغفور،
و لا تنسونا من خالص دعاءكم،
و أن يبلغنا حجة
لبيته الحرام.
الروابط المفضلة