أخواتي في الله:-
اليوم أحببت أن أدعوكن للنقاش في موضوع قد يكون من المواضيع التي لم تحظى بالنقاش
ولم تغطى بالشكل الكاف وهو موضوع مطالب الزوجة
والحقيقة أن ما اعتدنا عليه هو مطالبة الزوجة بتلبية احتياجات الزوج للحفاظ على كينونة
الأسرة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام باعتباره مؤسسة
اجتماعيه كبرى تحوي هذه الأسر وبالتالي ما سيقع على الاسرة سيقع على هذا المجتمع
او المؤسسة .
وسأوضح ذلك .
عندما تحدث المشاكل الاسريه ولا تنفع معها الحلول سواء كانت حلول مبدئيه او حتى دائمه فانه هنا
سيقع الطلاق وبالتالي فان من تضرر بالمرتبة الأولى هم الأبناء والابناء هم جزء من المجتمع وما
سيحل على الأبناء مستقبلا سيحل على المجتمع ودعونا نتخيل معا أبناءا اصبحت الشوارع ملجأهم بدلا
من المنزل واصبح اصدقاء السوء هم بمثابة القوة التي يستمدون منها شخصيتهم بدلا من الوالدين
واصبح جل همهم كيف يحصلون على قوتهم بدلا من أن يكون همهم كيف يحصلون على التعليم وكيف
يرتقون من خلاله الى أعلى الوظائف .
فما ذنبهم ؟ والى أين سرنا بهم من خلال مشاكلنا ؟ وهل استطعنا ان نبني جيلا يحقق الأية الكريمه
قال تعالى { ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة }
وكيف سينقلها الى حياته المستقبليه من خلال تعامله مع زوجته وهو تربى على ان يشاهد والده
ينعت والدته بابشع الشتاءم وقد يصل به الحد الى ضربها وقذفها خارج المنزل .
فهل هو ذنب الزوجة وحدها أم هو ذنب الزوج أم هما شريكان في هذه العملية ؟
قد يعتقد الآباء بأن مطلب الأمن النفسي قد تيحقق لأبناءهم بمجرد تزويدهم بالمأكل والمشرب والملبس
دون أن ينظروا الى أن هناك ماهو أهم من ذلك بكثير .
فمن أين يستمد الأبن قوته هل من الأم أم من الأب وهل فقدان أحدهما يعوض هذه القوة أم يزعزها
ويجعلها في مهب الريح ؟
فماذا اذن قدمنا لأنفسنا ولأبناءنا ولللمجتمع ؟
هل قدمنا جيلا صلبا سويا يسير في خطى ثابته أم قدمنا له جيلا مزعزع الثقة غير قادر على المضي الى
الأمام ؟
فاذا افترضنا أن الأبن يستمد قوته فقط من والدته فهل الأم قادرة على منح القوة بالمقدار الذي يمنحه الزوج؟
بالطبع لا ؟
ومن هنا نستطيع أن نقول بان الأب ايضا مسؤول تماما عن اسرة وعن مجتمع بأكمله لان ما يقدمه من ايجابيات
سينتفع بها المجتمع والعكس هو الصحيح.
وكثيرا ما نناشد ا لزوجة باستمرار ان تبقي على هذه العلاقه لكي لا تعرض ااسرتها الى شرخ قد يكون
من الصعب ان يلتأم .
ولكن بمقابل كل ذلك اليس هناك مطالب للزوجة؟
أن جميعنا كنساء نتفق تقريبا في متطلباتنا فمن منا لا تعشق المجوهرات ومن منا لا تعشق الملابس ومن منا
لا تعشق العطور ؟
وهذا حق طبيعي لنا كنساء نحاول ان نبرز أنوثتنا من خلال هذه الأمور .
ولكن بالرغم من اتفاقنا وأجماعنا على هذه الأمور يبقى هناك مطلب ان تحقق سييضفي ماهو أجمل من ذلك
بكثير وهو مطلب تحقيق الأمن النفسي للزوجة وباعتقادي بان مثل هذا المطلب لا يشكل عبئا على الزوج
لا ماديا ولا جسديا فكم تكلفه كلمة شكرا ان قدمت له شيئا وكم يكلفه اشعارها بالخوف عليها وعلى مصلحتها
فوالله لا يكلف شيئا .
اذن هذا المطلب ليس ليس له علاقه بالمادة والأمكانيات .
مطلب قد يحققه الفقير ويكون قادرا عليه قبل الغني وهو مطلب اشعار الزوجة بالأمان .
فكم من زوجة تشتكي حالها وتبكي وتصرخ بأعلى صوتها لأن زوجها هددها بالطلاق وكم من زوجة لا تنام
الليل من عناء شدة التفكير لأن الزوج لمح لها بمجرد التلميح أنه سيتزوج عليها وكم من زوجة لا تأتمن زوجها
بمجرد انها سمعته يحادث غيرها او يصطحب غيرها في مكان ما فلماذا كل هذا ؟
فيا أيها الزوج:-
نعلم ان الله منحك القوامه وجعلك مصدر القوة للزوجة فلا تستغل ذلك بل اجعل زوجتك
تستمد قوتها منك وحقق
لها الامن والامان حتى تكون قادرة على منحك الاستقرار.
واعلم بان القوامه لا تعني بأي حال من الأحوال التسلط أو السيطرة وأنما هي الأحتواء .
أحتواء تلك الاسرة بأن تكون مسؤولا عنها مسؤولية كامله امام الله .
وبدلا من ان تلمح لها ولو بمجرد التلميح انك ستتزوج عليها او تطلقها
لماذا لا تسوي الخلاف معها؟
لماذا لا تواجه مشكلتك معها بصراحه بدلا من الهروب منها؟
لماذا لا تعيد واياها صياغة حياتكما؟
لماذا لا تتفق معها على مناقشة مواضع الخلاف بينكما؟
لماذا لا توضح احتياجاتك الحقيقية امامها؟
فكل شخص منا يواجه متاعب مع الطرف الأخر واحيانا لا نجد حلا سهلا بامكاننا التعامل معه
بالذات اذا كانت المشكلة معقدة ولكنك كزوج وكرب منزل وكأنسان بالدرجة الأولى وكمسؤول
بامكانك ان تحاول وتكرر المحاوله ان فشلت .
وأن لم تفلح فهنا انت غير ملام باتخاذ التصرف الملائم لان من حقك ايضا ان تنعم بالهدوء
والاستقرار
فكثيرا من المشكلات تواجهنا بأن الزوج ليس لديه القدره على التعبير وهذا قد يكون صحيحا
وواردا فلماذا لا تتدرب على ذلك المهم ان لا تلغي وجودها كزوجة .
المهم ان تقر بمشاعرك اتجاهها وتسمح لها ايضا بالتنفيس عن مشاعرها لان ذلك سيشعرك
وسيشعرها بالارتياح
فكر في الامر ايها الزوج جيدا واعلم بان التفاهم والتواصل والقبول هو من اساسيات الحياة الاسريه.
أختي الفاضله؟
سأطرح عليك سؤالا لنتناقش به.
ألست معي بأن مطلب الأمن والأستقرار يعتبر من أغلى وأهم المطالب لدى الزوجة؟
أترككن بأمان الله.
الروابط المفضلة