أثناء تواجدي بالمستشفى , كنت وسط حيرتي و خوفي كثيرة التأمّل و التّفكير , أستغفر الله كثيرا و أحمده كثيرا على لطفه , فقد نجى ذلك الملاك الصّغير من موت محقّق , كنت أتأمّل و أتفكّر في ذلك البلاء ما أعظمه و أصعبه , لذلك أوصانا حبيبنا صلى الله عليه و سلم ان لا ندعو الله بان يبتلينا .
بقدر ما أكتب فلن أستطيع وصف حالتي في ذلك الموقف الصعب , ذهول , بكاء بلا دموع ,فكر مشتت ,لكن واعي لما حوله ,تعب و وهن , إستسلام .
و يتجلّى في كل ذلك عظمة الله و قدرته التي لا يستطيع بشر حصرها و استيعابها .
عرفت قدرة الله و قدره و بلائه و عظمته و رضيت بما قسمه لي و لصغيري , و احمده دوما عز و جل .
في كل ذاك كنت أبحث عن الدين في كلام الناس معي , في لباس الاطباء , في لباس المرضى , في أى شىء حدث , و كأن الدين الاسلامي سينقرض و أنا من تجري الإحصاءات عنه.
زارني في إقامتي في المستشفى مسؤولان هامّان :
الاول ذكرني بحديث عن الصبر و جزاء الصابرين ( فقلت يا ربي لك الحمد إن من يتقلّد منصبا كهذا مازال يحفظ و يستشهد من الدين و لم يلهه منصبه ووجد وقتا ليزور حبيبي الصغير )
الثاني جاء من بعيد خصيصا ليزور ملاكي فقلت لك الحمد يا رب انّ مازال في النّاس بقية وفاء و تكافل .
كثيرا ما كانت تأتيني عاملة النظافة و أخرى تعمل في المطبخ , نتكلّم عن أمور الدنيا و كنت أستلهم الإيمان منهم , كيف لمن لم تدرس أو تقرأ ,مع مغريات الدنيا الآن و توفّر الجوال و خروجها للعمل أن تؤمن بالله الواحد الأحد بكل يقين و تقول من أعماق قلبها رضينا بقضائك يا الله و لك الحمد يا الله , و أنا المثقفة على حد قولهم لا املك ربما نفس يقينهم عفوك يا الله
إبني يتحسن لا تنسوني من خالص الدعاء
الروابط المفضلة