السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باب ما جاء في السحر \ الصفحة \259
قوله تعالى :{ ..... وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ .....( سورة البقرة _ 102 - ) }
وقوله تعالى : { ..... يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ( سورة نساء – 51 - ) }
قال عمر : الجبت :السحر ، والطاغوت :الشيطان . وقال جابر : الطواغيت :كهان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد .
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله * صلى الله عليه وسلم * قال : ( اجتنبوا السبع الموبقات "، قالوا : يا رسول الله وما هن ؟ قال : " الشرك بالله ، والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات )
وعن جندب مرفوعا : (حد الساحر ضربه بالسيف ) رواه الترمذي وقال :
الصحيح أنه موقوف. وفي صحيح البخاري عن بجالة بن عبدة قال : كتب عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) أن اقتلوا كل ساحر وساحرة ، قال : فقتلنا ثلاث سواحر ,,
وصح عن حفصة ( رضي الله عنها ) أﻧﻬا أمرت بقتل جارية لها سحرﺗﻬا فقتلت وكذلك صح عن جندب ، قال أحمد : عن ثلاثة من أصحاب النبي * صلى الله عليه وسلم *
تلخيص درس الثاني من أسبوع العاشر
(((( الله الموفق والمستعان ))))
# مناسبة ذكر السحر في هذا الباب لأنه أحد أنواع من الشرك الأكبر كما قال النبي * صلى الله عليه وسلم * : ( من سحر فقد أشرك ) وأنه منافي لأصل التوحيد
# السحر عبارة عن عما خفي ولطف سببه وأنه شيئ الخفي وليس ظاهريا كما سمي أخر الليل سحرا وكذلك أكل أخر الليل سمي سحورا لانه على وجه خفي وليس على الاشتهار والظهور من الناس ويطلق كلمة السحر على أشياء كثيرة منها من جهة المقال وجهة الفعل والأعتقاد
# والسحر الذي هو شرك أكبر فهو الذي يستخدم فيه الشياطين والاستعانة به من أجل التقرب من الشيطان بشيئ من العبادة
# قال الفقهاء في السحر : انه رقى وعزائم وعقد ينفث فيها فيكون سحرا يضر ويمرض ويقتل حقيقة , وحقيقة السحر يستخدم فيها الشياطين لكي يؤثرويكون له تأثير ولايستطيع أن ينفذ سحره إلا أن يتقرب من الشياطين لكي يخدمه ويتأثر في المسحور وكل ساحر يكون له أستعانة من الشيطان لانه لايستطيع أن يكون ساحرا بدون الاستعانة بهم ولهذا فان السحر من الشرك الاكبر بالله جل وعلا
# ليس الكلام على الشيئ الذي في الظاهر يتبين كانه سحر لاكن في الباطن ليس بسحر وانما السحرالذي فيه استعانة بالشياطين وتستخدم فيها رقى والتعويذات وعقد والنفث فيها كما علمنا الله تعالى في (سورة الفلق) وخصت الاناث بالاستعاذة منهن لانه في الغالب يستخدمه النساء , والنفاثات صيغة مبالغة من النفث لانها تكثر النفث في العقد والتعويذات وتستخدم الجن لكي تخدم العقد التي فيها ويتاثر في بدن المسحور كما سحر اليهودي الملعون نبينا * صلى الله عليه وسلم * في بعض من شعره المبارك ولاكن لم يتاثر السحر في عقله وعلمه وروحه أنما تاثر في بدنه وكان * صلى الله عليه وسلم * يخيل أليه أنه فعل أشياء ولم يفعله
# والسحر التي فيه أستخدام الشياطين فهو من الكفر والشرك بالله تعالى كالذي ذكره الله تعالى في (سورة البقرة) الذي تلته الشياطين على ملك سليمان وقرؤه من كتاب السحر
# وتعلم السحر وفهمه وكيفية عمله لا يكون الا بالكفر والشرك وهناك عدة مراتب في السحر \\ ان يتعلم السحر نظريا ولايعمله \\ وان يتعلمه ويعمله ولو مرة واحدة \\ وهناك مرتبة الساحر الذي يتعلمه ويعمل به دائما
# فما حكم تلك المراتب ؟ ذكر الله تعالى في (سورة البقرة) بانه مجرد تعلمه كفر وشرك بالله تعالى ولو لم يعمل به لان تعلمه يطلب الشرك بالله تعالى
# يقول العلماء كالشافعي بان السحر نوعان \\ نوع بالاستعانة بالشياطين وهذا كفر وشرك أكبر \\ ونوع يكون بأستخدام الادوية والتدخينات فهذا فسق ومحرم ولايكون فاعله كافر الا إذا أستحله
# ومن جهة واقع الذي قسمه الشافعي وأتباعه هناك مجموعة ليسوا بساحر شرعا لانهم يستخدمون الادوية والتعويذات وهم مشعوذين ولايصدق عليه اسم ساحر لانه يستخدم الأدوية
# والسحر الذي فيه الصرف والعطف كالذي يحبب المرأة لزوجها أوباعكس فهذا من الكفر والشرك لانه من نواقض الاسلام وشرك بالله لانه لا يمكن الوصول الى روح وقلب أحد وصرفه وعطفه إلا بشرك لأن الشيطان هو الذي يؤثر في النفس ولايمكن أن يخدم الشيطان الساحر الا بعدما يشرك بالله جل وعلا
# أن السحر بجميع أنواعه فيه أستخدام الشيطان وأنه لايخدم الساحر الا لما يأتي بافعال شركية كالأستعانة به والاستعاذة والاستغاثة اليه والذبح له ويقول الشيخ بانه في بعض الكتب ذكر بان الساحر لايصل الى سحر حقيقي ولا يخدمه الشيطان الا لما يقوم الساحر باهانة القران والمصحف وكفر به وان يسب الله تعالى ونبيه * صلى الله عليه وسلم *
# ان السحر هو شرك بالله تعالى وكل ساحر مشرك وقتلهم يعتبر قتل ردة وقتل تعزير
# كما ذكر الله تعالى في (سورة البقرة) بان الساحر ليس له نصيب في الاخرة لانه مقابل وعوض لسحره دفع دينه وباع أيمانه وتوحيده
# ذكر الله تعالى في (سورة النساء) الجبت وقال عمر ( رضي الله عنه ) بان الجبت هو السحر وهذا في ذم اهل الكتاب لانهم امنوا بالسحر وكثروا أستعماله لذلك لعنهم الله تعالى وغضب عليهم ولذلك يعتبر من المحرمات والكبائر وفيه أشراك بالله تعالى
# ان الجبت يشمل أشياء كثيرة أبرزها وأظهرها عند اليهود السحر أما الطاغوت يعني الشيطان وهو كل ما توجهوا اليه بالطاعة وبعد عن الحق والصواب
# قال جابر بان الطاغوت هو الكهان وينزل عليهم الشيطان
# وعن حديث ابي هريرة (رضي الله عنه) بانه قال النبي * صلى الله عليه وسلم * بان السحر من السبع الموبقات وهي التي تاتي لصاحبه بالهلاك والخسران في الدنيا والاخرة وهذه السبع من اكبر الكبائر وعطف السحر على الشرك بالله ليس عطفا بين متغايرين في الحقيقة ، وإنما هو عطف بين خاص وعام ، فالشرك بالله يكون بالسحر ويكون بغيره ، فعطف السحر على الشرك للتنصيص عليه ، والسحر كما ذكرنا أحد أفراد الشرك كما ذكر الله تعالى في (سورة البقرة -98) عطف جبريل وميكال على الملائكة ولو أنهم من الملائكة فذلك عطف خاص على العام
# يقتل الساحر بضربة بالسيف ولافرق بين ساحر وساحر لانه لم يذكر لا في
الكتاب ولا في السنة لان افعالهم واحد في التاثير وفي الامراض والتفريق وفي تاثير على العقول والقلوب ونحو ذلك من اعمالهم الخفية لانه يستخدم
فيه الشياطين ولافرق في سبب قتله اذا كان قتل كفر وردة أو قتل تعزير وفي جميع الاحوال قتل حد وردة لانه أشرك بالله تعالى ومن أشرك بالله جل وعلا فقد ارتد وحل دمه وماله
# يقول الشيخ ابن تيمية قد لا يدرك الساحر حقيقة سحره في هذه الحالة يترك قتله الى الامام فاذا رأى فيه مصلحة امر بقتله وان لم يكون فيه مصلحة
أي المصلحة الشرعية لم يقتله
# أقوال في حد السحر هي \-
الأول :أنه يقتل مطلقا ردة ؛ لأنه لا يكون السحر إلا بشرك .
والقول الثاني :أنه يقتل ردة إذا كان سحره بشرك ، ويقتل حدا إذا كان سحره أدى إلى قتل غيره بغير ما فيه إشراك ، من مثل الأدوية ، والتعويذات ، ونحو ذلك مما ذكرنا .
والثالث: القول الذي عزي إلى شيخ الإسلام : من أنه كالزنديق يترك أمره إلى الإمام بحسب ما يراه ، إن رأى المصلحة الشرعية في قتله قتله ، وإلا عاقبه بما دون القتل
# في حديث بجالة بن عبادة قال : أمر عمر بن خطاب (رضي الله عنه) بقتل كل ساحر وساحرة قاموا بقتل بدون تفصيل لان حقيقة السحر شرك بالله تعالى وذلك ردة , وكذلك حديث حفصة (رضي الله عنها) امر بقتل
# ان حد الساحر في جميع الاحوال هو القتل كما أفتوا به الصحابة (رضوان الله عليهم) باي سبب من اسباب يقتل لحد الردة او القتل او تعزيرا وهذا هو الواجب ان لايفرق بين نوع ونوع وواجب المسلمين ان يحذروا من جميع انواع السحر وان يتعاونوا في الابلاغ عن اي شعوذة او خرافات او سحر لتبرئة الذمة وانكار للمنكر لانه ما دخل ساحر في اي بلد الا فشى فيها الفساد والظلم والاعتداء والطغيان ذلك لانهم يستخدمون الشياطين وهم يطيعون السحرة أعاذنا الله من أقوالهم وافعالهم وتاثيراتهم
الروابط المفضلة