█▓▒░ فى رقة الزهر و صلابة الصخر █▓▒░ بأقلامِـنا نُسطّـر أمجادَهم (مشاركتي الثانية )

[-بلسم الجروح-]

كنت اجلس بالامس القريب اتابع
اوحال سياسة امتى
عذرا اقصد ظلمات خطيئة ساستهم
فأحاط قلبى حزن عميق كان كسوار محاط بمعصم
لكن الحق يقال ان دمعات الاسى المنسابة ساقتنى الى
سيرة الصالحين حيث يزين جيدها عقد من اللؤلؤ الثمين
تنفجر من بين سطورها حروف وقصص
تفيض بدماء حمزة ومصعب وصلاح الدين

انسابت الكلمات تروى حكاية جنود كثيرة قدمت من بعيد
بها شر مستطير قلوبهم كقلوب الذئاب بقيادة هرقل اللعين
وعيونهم تفيض بالشرور والاثام
أحداث المعركة تلك سميت بمعركة أجنادين

أما ابطال الحكاية فالقائد المغوار "ابو سليمان"خالد بن الوليد
وفارس جاء من بعيد يشق الزحام بقوة واستبسال
يقتل ويزمجر بارض المعركة
ويتنقل يمنة ويسرة بكل قوة وشجاعة
فأربك الجنود، وزعزع الصفوف، وتطايرت الرءوس،
وسقطت الجثث على الأرض،
وتناثرت الأشلاء هنا وهناك،
وتعالت الصَّرَخات من الأعداء
والتكبيرات من جيش المسلمين.

حتى أن الشئ المثير للعجب ان ذلك الفارس المغوار كان يضرب على وجهه خمار
نعم انه كان ملثم

حميت المعركة وتساؤلات واستفسارات من الصالحين تزداد
علمتهم بعد اصرار والحاح
ان ذلك الفارس القدير من ذوات الخدور وبنات الستور
هو"خولة بنت الأزور"
انها امرأة فى رقة الزهر وفى صلابة الصخر
وحينما سألها القائد العظيم خالد بن الوليد عن سر صنيعها
أخبرته انها جاءت لإطلاق سراح أخيها ضرار من الأسر،
فأجابها خالد سنقاتلهم جميعا حتى نفكه من الاسر

واشتبك جيش المسلمين مع الأعداء وقتلوا منهم عددًا كبيرًا،
وكان النصر للمسلمين،
وسارت تلك الفارسة تبحث عن أخيها،
وتسأل المسلمين عنه، فلم تجد ما يشفى صدرها ويريح قلبها
، فجلست تبكى على أخيها
. فما إن سمعها الجيش حتى بكوا وبكى خالد بن الوليد.
اى قائد انت يا خالد !
دموعك تسيل على احد جنودك المأسورين
وما هى إلا لحظات حتى أتى الخبر بالبشرى
بأن أخاها مازال على قيد الحياة،
وأن جيش الأعداء قد أرسله إلى ملك الروم مكبَّلا بالأغلال،
فأسرعتْ إلى خالد تستأذنه للخروج مع المسلمين لفك أسر أخيها،
فذهبتْ معهم حيث أعدوا كمينًا فى الطريق،
وما إن مرَّ الأعداء بالأسير
حتى هجموا عليهم هجمة رجل،
واحد وما لبثوا أن قضوا عليهم وفكوا أسر أخيها وأخذوا أسلحة العدو.

هذه بنت الأزور، التي أسرت مرة هي
وبعض النساء أثناء حرب المسلمين مع الروم،
فحرضت النساء على التخلص من الأسر،
ولما لم يكن معهن سلاح اقتلعن أعمدة الخيام
وأوتادها وحاربن بها ضد الروم تحت قيادة
ولم تنته معارك خَوْلة فى بلاد الشام،
فقدا اشتركتْ -أيضًا- فى فتح مصر،
وغدتْ مفخرة نساء العرب ورجالهم.
وظلتْ السيدة خَوْلة -رضى الله عنها-
على إيمانها وحبها للفداء والتضحية،
ودفاعها عن دين الله، ورفْع لواء الإسلام حتى تُوُفِّيتْ
فى آخر خلافة عثمان بن عفان -رضى الله عنه-.

ترقرقت سيرتها الى ردهات عقلى
وسكنت فى سويداء قلبى حتى انى شعرت بعدها
انى فى اكثر لحظات حياتى أمنا وسعادة وسكينة

لكنى اعترف لكم انى أطبقت عيونى كيلا أرى ما تلبد
فى سماءالامة
من غيوم مكفهرة وظلم وموت وفناء
وتسكع حفيدات الصالحات المجيدات
على النت وفى الطرقات