و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله طرحكِ و دعوتكِ غاليتي نور
نسأل الله أن يجعلنا من الحافظين العاملين المتدبرين لكتاب الله
يقول تعالى " كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ "
قبل الحفظ ينبغي أن نتنبه لأهمية التدبر و معرفة معاني الآيات و لا يكون همنا آخر السورة
فالغاية العظمى من إنزال القرآن تدبره و العمل به .
:
بالنسبة لطريقتي في حفظ القرآن الكريم فقد جربت عدة طرق في المراجعة و الحفظ
و لعلي أذكر أفضل ما رأيته :
- في البداية يكون سماع المقطع من مقرئ مجود ثلاث مرات .
- ثم قراءة تفسير ميسر أو بحسب ما ييسر الله من الرجوع إلى تفاسير أخرى
"ممكن نستغني عن هذه الخطوة إذا كانت المقرأة أو الأستاذة تفسر الآيات و تشرح معاني الكلمات
-بالنسبة لي لم أستغني عنها لأن الأستاذة المقرأة جزاها الله خير كانت تهتم بالتجويد و الإقراء و ليس لها اهتمام كبير بمعاني الآيات رغم أهميتها البالغة - "
من هنا أرى أهمية تعليم التفسير لمعلمة القران و ليس فقط التجويد و المبالغة فيه كما هو منتشر و الله المستعان
فتقويم القلب أولى و أهم ليعرف مراد الله جل في علاه في كتابه .
- بعد مرحلة التفسير نبدأ بالنظر في الآيات و قراءتها بتأني و تدبر معانيها مع ربط الآيات ببعضها
و ضبط نهاية كل آية و ذلك بمعرفة صلتها ببداية الآية .
- بعد ذلك نبدأ في الحفظ ، و طريقتي أبدأ أحفظ الأوجه المراد حفظها كلها مرة واحدة أسردها جميعها و أكررها و المصحف أمامي مفتوح فإذا شككت أو نسيت أنظر للمصحف و هكذا أستمر حتى أنتهي من الحفظ .
-عند الانتهاء من الحفظ أغلق المصحف و أكرر ما حفظت حتى يتم ضبطه .
- وأحيانا أسجل حفظي ثم أتابعه من المصحف ، و هذا مهم جداً لمعرفة أخطائي في اللحن الجلي و الخفي .
- كثيراً ما تنصحنا الأستاذة المقرأة بقراءته في الصلاة و خاصة في صلاة الليل و هذا نافع جداً .
بهذا أكون قد أنهيت بفضل الله حفظ وردي اليومي ومن المهم أن أكرره سواء كنت
في السيارة أو البيت و أنا أمشي و أعمل و في كل شأني ليتم ضبطه أكثر .
:
و من طرق الحفظ التي جربتها :
-حفظ آية آية و هذا يستغرق وقت طويل وقد يكون نافع لمن يحفظ وجه أو اقل.
-حفظ أول آية من المقطع و آخر آية منه و ربطهما في بعض ثم الشروع في حفظ الوجه.
-حفظ بدايات الآيات فقط و ربطها ببعضها ثم حفظ المقطع كاملا و لا أنصح بهذه الطريقة.
-الحفظ مباشرة و سرده مرة واحدة وهذا يأخذ وقت أقل و حفظ أضبط في البداية و عند التسميع إلا أنه ينفلت بسرعة.
- حفظ الآيات ثم كتابتها على الورق و هذا جيد في الضبط و مراجعة الأخطاء إلا أنه يستغرق وقت أطول .
نصائح مهمة لسرعة الحفظ :
- التوكل على الله و التبرؤ من الحول و القوة .
-صفاء الذهن و خلوه من المشاغل .
- اختيار الوقت المناسب لكِ أنتِ .
- اختيار المكان المناسب الخالي من الشواغل وما يصرف النظر.
- التركيز في الحفظ و عدم تشتت التفكير .
- و إن استطعتِ شرب ماء زمزم بنية الإعانة و التوفيق و الحفظ فهو خير .
- و إن عرفتِ شيء من المأكولات أو المشروبات مما هو سبب في الإعانة في الحفظ فاستخدميه .
وقفات مهمة لكل من تريد الحفظ أو ضبط الحفظ و تعاهده :
عليكِ بدعاء الله بأن ييسر لكِ و يعينكِ و يجعل ما حفظتِ وما تحفظين حجة لكِ لا عليكِ
مع يقينكِ بأن لا حول لك و لا قوة إلا بالله ، و أنكِ ضعيفة تستمدين قوتك من الرب القوي سبحانه و تعالى
فهو المعين و هو الفتاح جلّ في علاه .
- ادعي الله و أنتِ موقنة و لا تستعجلي الإجابة فقد تُؤخر الإجابة لحكمة أرادها الله فهو العليم الحكيم جلّ في علاه .
- ستعترضكِ صعوبات و معوقات فلا تقفي بل استمري و أنتِ مستعينة بالله فقد يكون ما يعترضكِ اختباراً لكِ في صدق مرادكِ فلا تستسلمي لوساوس الشيطان .
- لا تقيسي نفسكِ بغيركِ و لا يؤثر عليكِ نقد الآخرين إن حصل منكِ قصور مع اجتهادك
فقط علقي قلبكِ بربك و اسأليه و تضرعي في المسألة و لا تستعجلي .
- تأكدي أن العلامات أو الدرجات التي تعطى لبعض الحُفاظ إنما هي مقاييس دنيوية
فلا تتعلقي بها و تجعليها مرادكِ الأول بل اسألي الله من خيري الدنيا و الآخرة .
إذا منّ الله عليكِ بالحفظ و الضبط فما هو إلا نعمة من الله فلا يداخلكِ سوء الظن بأن هذا من حولكِ و قوتكِ
فتغتري بنفسكِ ! وتري أنكِ خير من غيركِ !
بل احمدي ربكِ و اشكريه و اسأليه خيري الدارين و ازدادي له ذلا و لعباده تواضعا ..
و إياكِ إياكِ و العجب وداء العظمة ، و اعلمي أن الله تعالى يبتلي بالخير و الشر ..
:
اللهم مُنَّ علينا بخيري الدنيا و الآخرة .
هذا ما يسر الله لي كتابته وتذكره من واقع تجربة في مجال الحفظ و لي عودة إن شاء الله في طريقة المراجعة .
الروابط المفضلة