السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أول قصة (ولا أدري أتستحق أن يطلق عليها مسمى قصة )أكتبها قبل عامين ولكن شاء الله تعالى أن تجد النور عبر منتدانا الغالي
وبصراحة شديدة قصة غاليتي رسن هي التي شجعتني لكتابتها
انتظر رأيكم ونقدكم ..

*-*-*-*-*-*-*

* * مــعـاناة * *

*-*-*-*-*-*
بعد عناء يوم طويل عزمت على الذهاب إلى المنزل وأثناء سيري في طريق العودة إذ بصوت الآذان يصدح في الأفق معلناً عن صلاة العشاء اتجهت ناحية المسجد لاحظت شخصاً غريباً لم أكن أعرفه من قبل .. ولم أعره أي إهتمام فقد يكون عابر سبيل ينوي إدراك صلاة الجماعة ومن ثم إكمال سيره ..
أتممت الصلاة ومكثت قليلاً في المسجد وذلك الغريب لايزال بيننا يقلب نظره يمنة ويسره وكأنه يريد أن يقول شيئاً . تركته ومضيت .وعند وصولي إلى المنزل إتجهت إلى حجرتي وأشعلت شمعتي وألقيت بنفسي على سريري علِّي أحظى بجزء من الراحة في سكون الليل وتحت ضوء الشمعة الخافت وبينما أنا على هذا الحال الذي لم يدم طويلاً إذ بذلك الصوت القادم من بعيد ترقبت قليلاً ثم نهضت مسرعاً بإتجاه الصوت وبعد برهة وجدته ذلك الشخص الغريب حييته وأدخلته الى حجرتي نظرت إليه وأمعنت في النظر فإذا به شخص ذو ملامح كئيبة وجسم متهالك وقوام نحيل مكثت أرقب عن بعد ماذا سيفعل ؟ هاهو يقلب ناظريه يبحث عن شئ لاأدري ماهو وقعت عيناه على كرسي في أحد زوايا الحجرة اتجه نحوه مسرعاً ألقى بجسده المتهالك عليه وقد أعياه التعب أطبق جفنيه ولم يعرني أي إهتمام .ولازلت أنا ارمقه بنظراتي وماهي إلا لحظات حتى تحامل على نفسه وأخذ يومئ لي برأسه وكأنه يريد مني شئ أسرعت بإحضار كوبٍ من الماء وجلست بجانبه ثم ناولته إياه ولكنه لم يستطع أخذه لأنه منهك القوى فأسقيته بيدي بضع قطرات لاغير .نظرت إلى عينيه ورأيت بها كلاماً كثيرا ًولم يستطع رد طرفه نحوي وحين التقت نظراتنا انهمرت من عينيه دموعاً كثيرة أيقنت حينها أنه بحاجة لغسل مافي قلبه من هموم وأحزان بهذه الدموع والتي كانت تسبق كلماته وتخنق عباراته تركته قليلاً ليهدأ ثم سألته يا أخ الإسلام من أنت وماذا حل بك ؟! تثاقل في الرد وكأن لسانه لايقوى على الاجابة لمرارة الواقع الذي يعيشه , تمتم بعبارات لم أفهمها عبارات يملأها الحزن والأسى ثم قال : أنا من بلاد الإسلام ولقد قطعت مشواراً طويلاً للوصول إلى هنا فأنا آتٍ من مشقة وعناء تاركاً خلفي صرخات الثكالى والأيتام ودموع الشيوخ والأطفال ومناضلة الشباب والفتيان .
ها أنا ذا هنا ...وهم هنااااااك في الخوف والجوع والفزع والهلع
أنا هنا جسداً لكن روحي معلقة بهم . قدمت إليك يا أخ الإسلام لتنقل معاناتي إلى إخواني المسلمين لتردد عليهم صدى آهاتي وتطلب منهم المساعدة ليهبوا إلى نجدتنا .وتذكرهم بحالنا فهم يفرحون ويأكلون ويشربون ويجتمعون مع أسرهم بأمان واطمئنان لاينغص عليهم أحد يسيرون حيث يشاءون دون رقيب أو حسيب يصلون في مساجدهم ويتلذذون بمناجاة ربهم دون منع أو مقاومة
ونحن لايجد الفرح في قلوبنا مكاناً نعاني كافة صنوف العذاب من بني البشر لا لشئ سوى لأننا مــســلــمــون . يتحدث بمرارة ودموعه لاتكاد تنقطع استجمع قواه وتحامل على نفسه التي اضناها الحزن والهم والتعب وإتكأ عليّ وقال لي : وداعاً يا أخي سأكمل رحلتي لأنقل
=----> (معاناة الشعب الفلسطيني ) <----=
إلى باقي الأقطار والأمصار لعلها تجدي نفعاً فقلت له حفظك الله ورعاك وسدد على طريق الخير خطاك وشد من أزرك وألهمك وذويك الصبر والعزيمة واعاننا الله على تقديم العون والمساعدة لكم فكانت كلماتي هذه عزاؤه الوحيد لتخفيف مرارة الواقع الذي يعيشه ودعته وكلي حزناً على فراقه وآملاً من الله تعالى ان يجمعني به على خير أدار لي ظهره رافعً رأسه في شموخ وكبرياء وكأن لسان حاله يقول لاعز لنا الإّ بالإسلام ورحل وبعد قليل اختفى طيفه عن ناظري ولكن صورته وكلماته لم تفارقني لحظة واحدة وها أنا ذا أسعى جاهداً بكل ما أُوتيت من قوة وعتاد ودعاء لنصرة دين الله تعالى في كل بقاع الارض فهلموا يابني الإسلام لتحرير القدس من رجس الصهاينه .

الغزيل / منتدى لكِ