أخواتى فى الله

لا يستغني الحافظ والمُفسر للقرآن الكريم و المتدبر له عن معرفة أسباب نزول آياته
لذلك سوف أعرض عليكم موضوع عن أسباب نزول بعض الايات فى القرآن الكريم
وسيكون ذلك فى حلقات متجددة
فتابعونى


إن معرفة أسباب نزول آيات القرآن الكريم مهمة جدا لأنها تؤدي إلى فوائد كثيرة منها:

1

بيان أن القرآن نزل من الله سبحانه و تعالى وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الشيء
فيتوقف عن الجواب أحياناً حتى ينزل عليه الوحي أو يخفى عليه الأمر الواقع فينزل الوحي مبيناً له
2

بيان عناية الله سبحانه وتعالى برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عنه

3

بيان عناية الله تعالى بعباده في تفريج كرباتهم وإزالة غمومهم
4

فهم معاني آيات القرآن الكريم على الوجه الصحيح ودفع الإشكال عنها
5
بيان الحِكمة مِن تشريع بعض الأحكام
6
تيسير الحفظ وتسهيل الفهم





الحلقة السابعة
قال الله تعالى :
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً)
النساء : 49


قصة نزول هذه الآية الكريمة
سببِ نزولِ هذه الآيةِ الكريمةِ أنها نزلتْ في الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى حِين قَالُوا :
(نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ...)
المائدة :18

وَفِي قَوْلهمْ :
( لَنْ يَدْخُل الْجَنَّةََ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى ..)
البقرة :111

وكَانُوا َيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ لا ذُنُوب لَهُمْ
وقولهم :
" آباؤنا سَيشفعونَ لنا ويُزكّوننا "

وقد ذكر أهل العلم أنها نزلت في ذم التمادُح والتزكية ، وأن لفظ الآية عام في ظاهره
وَفِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ الْمِقْدَادِ بْن الأسْوَد قَالَ :
أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نَحْثُو فِي وُجُوه الْمَدَّاحِينَ التُّرَاب
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – رأى رَجُلاً يُثْنِي عَلَى رَجُل فَقَالَ :
" وَيْحكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبك "
ثُمَّ قَالَ :" إِنْ كَانَ أَحَدكُمْ مَادِحًا صَاحِبه لا مَحَالَة ؛ فَلْيَقُلْ : أَحْسَبهُ كَذَا ، وَلا يُزَكِّي عَلَى اللَّه أَحَدًا "


ولذلك قال رب العالمين – جَلَّ ثَناؤه :
((بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاء))
وقال تعالى :
((فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اِتَّقَى))
النجم : 32



النتيجة

إن هذه الآية يكذب الله فيها اليهود والنصارى وغيرهم من الناس لأن الله هو أعلم بحقائق النفوس وخفايها

وقد نهى الله سبحانه وتعالى الإنسان عن تزكية نفسه أي الشهادة لنفسه بالخير
لأن الإنسان لا يعلم مصيره ولا يعلم ما قبل من أعماله وما لم يقبل
والمؤمن يقدم العمل الصالح وهو يخاف أن يرده الله عليه وأن لا يتقبله منه

فحذرى أختى المسلمة من تزكية نفسك أو الاغترار بعملك
أو مدح الغير وتزكيتهم دون حاجة أو مقصد شرعي

والقصد والتوسط في الأمور خير هو الافضل


اللهم زك نفوسنا وطهر قلوبنا ولا تؤاخذنا بما يقوله الناس عنا
واجعلنا عندك خيراً مما يقولون



اللهم ثبتنا على الإيمان بكل ما جاء فى القرآن الكريم والسنة الشريفة



ولنا لقاء قادم بمشيئة الله
فتابعونا


تمت الاستعانة ببعض المواقع الاسلامية