أخواتى فى الله
لا يستغني الحافظ والمُفسر للقرآن الكريم و المتدبر له عن معرفة أسباب نزول آياته
لذلك سوف أعرض عليكم موضوع عن أسباب نزول بعض الايات فى القرآن الكريم
وسيكون ذلك فى حلقات متجددة
فتابعونى
إن معرفة أسباب نزول آيات القرآن الكريم مهمة جدا لأنها تؤدي إلى فوائد كثيرة منها:
1
بيان أن القرآن نزل من الله سبحانه و تعالى وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الشيء
فيتوقف عن الجواب أحياناً حتى ينزل عليه الوحي أو يخفى عليه الأمر الواقع فينزل الوحي مبيناً له2
بيان عناية الله سبحانه وتعالى برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عنه
3
بيان عناية الله تعالى بعباده في تفريج كرباتهم وإزالة غمومهم
4
فهم معاني آيات القرآن الكريم على الوجه الصحيح ودفع الإشكال عنها
5
بيان الحِكمة مِن تشريع بعض الأحكام
6
تيسير الحفظ وتسهيل الفهم
الحلقة السادسة
قال الله تعالى :
((وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))
النور: 22
قصة نزول هذه الآية الكريمة
المشهور في سبب نزول هذه الآية الكريمة أنها نزلت في صاحب رسول الله أَبِي بَكْر الصديق رضى الله عنه
ومسطح بن أُثاثة وكان ابا بكر رضى الله عنه ينفق عليه لأنه من أقاربه الفقراء وهو من المهاجرين المساكين الذين شهدوا غزوة بدر
فلما وقعت حادثة(الإفك ) المعروفة والتى أفترى فيها الناس على أم المؤمنين عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبنة الصديق
وكان مسطح من الذين خاض فى سيرة السيدة عائشة رضى الله عنها
وعندما ظهرت براءتها من فوق سبع سموات حلف ابوبكر ألا ينفق على مسطح أبدا بعد ذلك
فجاء مسطح وأعتذر لسيدنا ابو بكر ولكنه لم يقبل أعتذاره
فنزلت الآية الكريمة
ورُوِيَ فِي الصَّحِيح أَنَّ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا أَنْزَلَ :
" إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بالإفْكِ عُصْبَة مِنْكُمْ ... " الآيات
قَالَ أَبُو بَكْر : " وَاَللَّه لا أُنْفِق عَلَيْهِ شَيْئًاً أَبَدًا – يعني مِسْطحاً - بَعْد الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ " فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى :
((وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))
فَقَالَ أَبُو بَكْر :
" وَاَللَّه إِنِّي لأُحبُّ أَنْ يَغْفِر اللَّه لِي "
فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَح النَّفَقَة الَّتِي كَانَ يُنْفِق عَلَيْهِ وَقَالَ :
" لا أَنْزِعهَا مِنْهُ أَبَدًا "
النتيجة
وهذه الآية عامّة للمسلمين إلى قيام الساعة .
فيا سبحان الله إذا كان هذا لطف الله تعالى بالعُصاة الفقراء يخطئون ويتوبون فيتوب الله عليهم فلا يحرمهم رزقا ساقه إليهم
فما بال الكثير من المسلمين والمسلمات يحرمون أقاربهم الأتقياء الأنقياء ممّا آتاهم الله من فضله
إن أفضل الصدقة تكون على الاقارب الفقراء
قال تعالى :
(لَن تَنَالُواْ البِر حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ)
آل عمران:92
ورد في الصحيحين
كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالاً وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد
وكان رسول الله يدخلها ويشرب من ماء فيها طيبا
قام أبو طلحة إلى رسول الله فقال: يا رسول الله إنَّ الله يقول في كتابه
( لَن تَنَالُواْ البِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ)
وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برَّها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث شئت
فقال رسول الله :
{ بخ بخ مال رابح، وقد سمعت ما قلت فيها، إني أرى أن تجعلها في الأقربين }.
فقال أبو طلحة:
أفعل يا رسول، فقسَّمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه
[في الصحيحين ]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة }
[رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجة]
وأتخص الأقارب - بعد من تلزمه نفقتهم مثل الأب والأم والأبناء والزوجة
اللهم ارزقنا غنى لا يُطغينا وصحةً لا تُلهينا واجعلنا من المنفقين المحسنين على الأهل والأقربين والضعفاء والمساكين يارب العالمين
اللهم ثبتنا على الإيمان بكل ما جاء فى القرآن الكريم والسنة الشريفة
ولنا لقاء قادم بمشيئة الله
فتابعونا
تمت الاستعانة ببعض المواقع الاسلامية
الروابط المفضلة