بقلم الاستاذ / يحيى البوليني

مركز التأصيل للدراسات



" لو طلب مني نبينا محمد أن أكفر بالمسيحية أو باليهودية لكفرت بمحمد ، ولو أن محمدًا أمرني بقتل الناس لقلت له أنتَ لست نبيًا" " !! ... كلمات عظيمة شديدة وجملة صادمة جدا لكل من يسمعها أو يقرؤها لأنها تحمل في معناها – إن اعتقدها صاحبها كفرا بالله سبحانه وبدينه وبتصريح لرد أمر على رسول الله صلى الله وسلم .







ربما يظن كل قارئ لتلك الكلمات أنها صدرت من رجل في غابر التاريخ أو في مجاهل الأرض , أو لم ير يوما عالما من علماء الإسلام أو لم يقرأ كتابا في دينه أو يسمع شيئا من العلم الشرعي , لكن العجب كل العجب أن الذي تفوه بها يفترض به أن نال علما شرعيا في الأزهر الشريف والأعجب والأغرب أنه يتبوأ منصب المفتي في الجمهورية العربية السورية .. إنه – الشيخ !!- أحمد حسون .

وقد صرح بهذه الكلمات التي نشرت للعالم كله خلال لقاء له داخل مقر وزارة الأوقاف السورية بوفد أكاديمي أمريكي ونشرتها صحيفة "القدس العربي" في 19 يناير 2010 .
ولم تكن هذه وحدها ضلالات هذا الرجل الذي يتبوأ قمة المرجعية الدينية لمسلمي سوريا والذي بدأ حياته سنيا متأثرا بالصوفية النقشبندية , لكنه أعلن في وقت لاحق توليفة فكرية غريبة فقال عن نفسه أنه " سني باقتدائه وشيعي بولائه وسلفي بجذوره وصوفي بحبه"، وذلك في حديث صحفي على موقع العربية نت .
وبعد فترة مال إلى التشيع الذي يؤكده صاحب كتاب "نشر التشيع في سوريا" عبد الستير آل حسين الذي يقول عنه أنه " أعلن تشيعه وموالاته للرافضة ومباركته لجهود "حزب الله" لتشييع الناس في سورية , بعدما أعلن على المنبر طعنه على السيدة عائشة رضي الله عنها ثم طعنه في الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه وتألِّيه على الله بأنه سيحاسب معاوية ويعاقبه قائلاً : (سيكون لك موقف أمام الله يسألك عنه يا معاوية ) " , وهذا ما يردده الشيعة دوما في خطبهم وكلماتهم .
بحسب ما قاله عبد الجليل السعيد مدير المكتب الإعلامي السابق لحسون والذي أعلن انشقاقه عنه مؤخرا , فيصفه السعيد بقوله " التركيبة الدينية لمفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون نبعت من كونه مخبرا في الثمانينات على الجماعات الإسلامية ثم تطور دوره وأصبح عضوا لمجلس الشعب السوري، رغم أنه من المعروف في سوريا هو عدم السماح لرجال الدين بالوصول إلى مجلس الشعب إلا من خلال ولاءات سياسية وانتماءات أمنية معينة وبقي المفتي آنذاك عضوا في مجلس الشعب السوري لدورتين " .
ووقع أكثر من ألف عالم سني سوري على عريضة وقرروا تكوين وفد منهم للقاء شيخ الأزهر لمطالبته بإسقاط الصفة الدينية عن حسون وسحب شهادته الدينية الممنوحة له من الأزهر نظرا لمواقفه التي دعم فيها النظام السوري بالفتاوى التي تبيح له قتل المواطنين .
ويتحدث حسون الملقب بمفتي الشبيحة بلسان بشار الأسد فيقول أن "بشار" غير طامع في السلطة وأنه يريد التفرغ بعد الإصلاحات التي يجريها في سوريا للعمل كطبيب عيون , ويقحم حسون نفسه لتبرير كل مواقف بشار ويهدد العالم كله بنشر كتائب من أسماهم بالإستشهاديين في حال انطلاق أول قذيفة تجاه سوريا .
ونصحه الدكتور عبد العزيز الفوزان - أستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء بالرياض - بالرجوع عن تلك الفتاوى واتخذا هذا الموقف المخزي لرجل الدين وذكره بقول العلماء " إذا لم تستطع أن تقول الحق، فلا تقل الباطل" ناصحاً إياه أن ينجو بنفسه بإعلان التوبة والتبرؤ من النظام السوري , لكنه ما فعل .
وكان من أواخر ما فعل حسون أن وقف خطيبا موجها حديثه لبشار مطالبا إياه أن يسير في طريق الإصلاح !!! ويقف أمام الفساد، "والشعب معك وبقدر ما تضرب على يد الفاسدين تكون يد الله معك" !!.






فعن أي فساد يتحدث حسون ؟!! , وهو ورئيسه يمثلان ذلك الفساد السياسي والعلمي , حاكم ظالم قاتل وشيخ مجترئ يقلب الحق باطلا والباطل حقا , فكيف لشعب أن يعيش بين حاكم يقتله وشيخ يبارك القاتل ويؤيده ؟
وكيف يكذب هذا الدعي المجترئ على الله ويتألى عليه سبحانه , ويعلن لسافك الدم أن الله سيكون معه إن أمعن في قتل شعبه ؟ .
فهل لا يرى ذلك الشيخ الضال قتل الناس في بيوتها ؟
إلا يرى جثث الشيوخ والنساء والأطفال في كل مكان ؟
ألا يرى التعذيب البشع الذي يجبرون فيه المسلم أن يقول أن ربه بشار وليس الله ؟
ألا يرى الأطفال الذين يقتلون في حضاناتهم بقطع الكهرباء عنهم ؟
وألا يرى الاغتصاب المتكرر لبنات المسلمين على يد مجرمي الشيعة الشبيحة ؟
وألا يعلم أن عدد الشهداء أثناء وجود بعثة الجامعة العربية من 23/12/2011 إلى 28/1/2012 هو 1253 شهيد - معروف الاسم فضلا عن المجهولين - وذلك بمعدل 34 شهيد يوميا , وبالمقارنة كان معدل الشهداء قبل ذلك 21 شهيد يوميا وذلك حسبما أعلن موقع شهداء سوريا .
وفي النهاية ألا يظن هو ورئيسه وشبيحته ونظامه كله " ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون * ليوم عظيم * يوم يقوم الناس لرب العالمين "
ولكنها آية تنطبق عليه وعلى أمثاله إن ماتوا على ذلك ولم يتوبوا " وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء "