الوقت عصرا........استيقظت من نومها منذ بعض الوقت
تحتسى قهوتها .......أخبرتها والدتها ان ضيوفا سيحضرون اليوم
ليشاهدوه وجهها الجميل وطلتها البهية
نعم انهم خطاب
تهللت فرحا ورقصت طربا
جاءت الموافقة
لم تصدق ما سمعت اذناها حتى كادت الدنيا تميد تحت قدميها
زف العروسان وكان الحب يملأ عيون الجميع"
يقول تبارك وتعالى(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الروم: 21].


مرت أيام جميلة وليالى هانئة
وتمخض هذا الزواج عن طفلتين كالبدر بالليلة الظلماء
فى تلك الليلة أرادت النوم فى ساعة مبكرة كعادتها
"وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً" سورة النبأ(9)

حاولت النوم مرارا وتكرارا ........تحدثت الى المرآة
تحدثت الى الضوء الشحيح الذى يخترق غرفتها الصغيرة
ولكن لا جدوى
وما هى الا لحظات حتى جاء صوت هدير عال
يا للهول ماذا حدث؟
نعم انهم جنود الاحتلال
اختطفوا زوجها ووالد طفلتيها الصغيرتين
تلك العواصف التى طرقت الباب احالت النعاس
هباء منثورا الى هذه اللحظة


زيارات ودموع وجلسات ومحاكمات
قضى الأمر بالسجن 25 عاما فقط
صعقت وبكت لكنها رجعت الى ربها وقالت فى نفسها
هناك من حوكم مدى الحياة وصابر ويصبر كل يوم
وتذكرت قوله جل وعلا"
" وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعُونْ "سورة البقرة


مرت شهوووووور وشهور .....تجرى هنا وهناك
لتظفر أخيرا باذن الزيارة
انطلقت بعد صلاة الفجر عبر طريق قصير..طويل
استغرق10 ساعات
نقاط أمنية منتشرة بكل مكان تنقب وتفتش عن كل شئ
حتى أجبروها على خلع ملابسها
لتبثت للجندية أنها لا تحمل شئ
فى طريقها شاهدت اسم مدينتها
من هنا بلدى جدى ......جدتى .......اقربائى
قلبها يخفق بشدة لدرجة كاد ينفجر
ولكنها سعيدة
فلسانها لا زال رطبا بذكر الله
قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (28) سورة الرعد.

بعد طول عناء وانتظار رأت الموت!!!!!!!!
الموت أمامه –خلفه-فوقه- تحته
يحاصره من كل حدب وصوب
رائحة الظلم والقهر تفوح من كل مكان
ولكنه مبتسم
دهشت فقد جاءت لتشد أزره وتشاركه معاناته
فاذا به يشد أزرها يعلمها فنون الصبر بل والسعادة
فاكتشفت أنه سجن السجن اللعين وكان سعيدا بكرامته وبجهاده فى سبيل الله
قال تعالى:
"وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَالَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ"(69) العنكبوت


مضى الوقت سريعا سريعا وانتهت الزيارة كسرعة البرق
وتمنت لو حفرت نفق بأظافرها لتعيش فيه حتى تأتى ساعتها
زاهدة عابدة ساجدة

عادت الى بيتها تعد الدقائق والثوانى للزيارة القادمة
فقد كانت سعيدة رغم قساوتها ومرارتها
على طولها حمدت وهللت وشكرت وتحدت الظالم بل جاهدت فى سبيله

حملت على عاتقها تربية بناتها تربية طيبة حسنة
فقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الإحسان إلى البنات والترغيب في الصبر عليهن ، وبيَّن فضل من رزق ببنات وأحسن تربيتهن ومن ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلي الله عليه وسلم قالت جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني فلم تجد عندي تمرة واحدة فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت فدخل الني صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال (( من ابتلى من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار )) متفق عليه


تذهب هنا وهناك من أجل لقمة العيش ولكنها سعيدة فخورة بعملها
حتى انها ارادت ان تقول لكل من

فقدت غال على قلبها ......... الصبر سر من اسرار السعادة
فقد قال صلى الله عليه وسلم-: "عجباً لأمر المؤمن إنَّ أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" رواه مسلم

الى كل من تعانى من الحرمان والجوع والقهر والظلم..........
كل من تشكو من الوحدة والفراغ والظلام والجور
ارض بحالك وتمتعى بوقتك مهما كان وكيفما كان فقد قال ابن مسعود – رضي الله عنه-: "إن الله لقسطه وعدله جعل الروَّح والفرح فياليقين والرضا، وجعل الغم والحزن في السخط والشك"،

تقول الى كل أمرأة أنجبت بنتا او أكثر وأحسنت التربية كونى سعيدة برزقك من الله
فأنت جارة المصطفى عليه السلام فى الجنة فقد قال عليه السلام: ((مَن عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة كهاتين، وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها))،

كانت تلك زوجة الأسير جاءت الى روضتكم اليوم
لتقول لكم ظن الجميع انها تبدلت الاحوال بها
الا قلبها ما زال شابا سعيدا ذاكرا لله يتحدى الصعوبات
ويقضى على الألام والاهات
فهل من مرحب بها؟؟؟؟؟؟
الى كل أخت مهتمة هذا رابط مشاركتى الاولى
http://www.lakii.com/vb/showthread.php?t=713879