الحمد لله الكريم المنان ، الرحيم الرحمن ، ذو الجود والعطاء ، وأشهد
أن لا إله إلا الله عظيم الشأن ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أكرم الكرماء ،
وأسخى الأسخياء ..








هو: الجود والعطاء والسخاء..~
وهومن الصفات الجميلة التي يحبها الناس ، ويرضى عنها الله- والتي يجب أن يتحلى بها المسلم..
فقد دعا الإسلام إلى الكرم والجود، وحثَّ على الإنفاق ؛ ليسود التعاون والحب والتسامح
بين أفراد المجتمع الإسلام ، فتقوى الصلة والمودة بينهم ، ويصبحون جميعًا كالجسد الواحد، أو البنيان القوى المتين..

ما هو الكرم..؟؟

الكرم يطلق على كل أنواع الخيروالجود والعطاء والإنفاق..
وقد سئل رسول الله : من أكرم الناس؟ قال: (..أتقاهم لله..).. قالوا:
(.. ليس عن هذا نسألك.. ) قال: (.. فَأَكْرَمُ النَّاس يُوسُف نَبِيّ اللَّه ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ ، ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ..)"البخاري".
فالرسول وصف يوسف عليه السلام بالكرم؛ لأنه اجتمع له
شرف النبوة والعلم والجمال والعفة وكرم الأخلاق والعدل ورياسة الدنيا والدين...

ما الفرق بين الكرم والايثار ..؟؟
الإيثار: هو صفة حميدة آفضل من الكرم:
كأن نعطي شيئاً مثلاً ونتنازل عنه لشخص ما ونحن نريده ، ولكن يجب
أن لاتكون حاجتنا لهذا الشيئ ضرورية جداً ، بحيث يضرنا ذلك التنازل
عنها اضراراً شديداً، أما..
الكرم: هو حب العطاء والبذل مع الوفرة أومع القله والعدم ..
فالكريم يعطي وعنده زياده والمؤثر يعطي ولا يبقي معه شيئ
وكلاهما صفات يحبها الله ورسوله ..





كرم النبي :
كما جاءت في مجموعة الأحاديث للاستدلال على كرمه ..
فقد كانت هذهٍ الصقة ملازم له كنفسه ، وكان مضرب الأمثال بالكرم..تخلق بخلق الكرم وعرف جواداً ووصف كريماُ،
وكان جوده كلّه لله ، وفي ابتغاء مرضاته، فإنه كان يبذل المال إما لفقير، أو محتاج ،
أو ينفقه في سبيل الله ، أو يتألف به على الإسلام يقوي الإسلام بإسلامه ،
وكان يُؤثر على نفسه وأهله وأولاده ، فيعطي عطاءً يعجزعنه الملوكُ مثل كسرى وقيصر،
ولم يبخل يوماً قط فقد جاء عن جابر قال:
(.. ما سئل النبي عن شيءٍ قط فقال: لا..) رواه البخاري،
عن أنس رضي الله عنه قال: (.. كان النبي أحْسَنَ الناس، وأجْوَد الناس، وأشْجَعَ الناس..) رواه البخاري ومسلم
وكان أكرمهم في العطاء والإنفاق، فقد كان لا يرد سائلاً وهو يجد ما يعطيه ، ففي صحيح مسلم عن أنس قال:
(.. ما سُئلَ رسولُ اللهِ على الإسلامِ شيئًا إلا أعطاه، فأتاه رجلٌ فسألَه، فأمرَ له بغنمٍ بينَ جَبَلَين، فأتى قومَه فقال:
(..أسلِمُوا، فإنّ محمدًا يُعطي عطاءَ من لا يخافُ الفاقة..).
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : (.. كَانَ الرَّجُلُ يُسْلِمُ عَلَى الطَّمَعِ الْيَسِيرِ ، فَمَا يُمْسِي حَتَّى يَكُونَ الْإِسْلَامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا..)"أحمد".
عن سمرة بن جندب ، أن رسول الله كان يقول:
(.. إِنِّي لألِجُ هَذِهِ الغُرفَةَ مَا أَلِجُهَا إِلاَّ خَشيَةَ أَن يَكُونَ فِيهَا مَالٌ فَأُتَوَفىَّ وَلم أُنفِقْهُ ..) رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ. ...
وكما تروي عنه السيدة عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاة ، ثم وزعوها على الفقراء ؛ فسأل النبي السيدة عائشة:
(.. ما بقي منها..؟؟..) فقالت: ( .. ما بقي إلا كتفها ..) ؛
فقال : (.. بقي كلها غير كتفها..)"الترمذي".
أي: أن ما يتصدق به الإنسان في سبيل الله هو الذي يبقي يوم القيامة ، ولا يفنى إلا ما استعمله في هذه الدنيا، يقول :
(.. مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْداً بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ .. )"الترمذي".


تَعوّد بَسْط الكفِّ حتَّى لو انـَّهُ * * * ثناها لِقَبْضٍ لم تجِبْه أَناملُهْ
تـراه إذا مـا جـئتَه مُتـهلِّلاً * * * كأنَّك تُعطيه الذي أنت سَائلُهْ
ولو لم يكن في كفِّه غير رُوحهِ * * * لجَادَ بها فليتقِ اللهَ سَائلُهْ
هُو البَحْرُ من أيِّ النًّواحي أمنتدى الامتحانه * * * فلُجَّتُهُ المعروفُ والجُودُ ساحِلُهْ



آداب الكرم :
للكرم آداب وأخلاق حرص الإسلام عليها ، حتى لا يفقد الكرم معناه وقيمته ، فالجود المصحوب بالأذى لا خير فيه ،
لأنه يؤذى المحتاج ويجرح مشاعره ، وقد نبهنا الله إلى ذلك بقوله تعالى في سورة (البقرة:263):