يقال الصدق أبو القيم .. والأمانة أم الأخلاق .. من يتحلي بهما يسعد في دنياه ،
والتحلي بهما ليس ترفاً ولا تجملاً ولا اختياراً ، بل هو أمر عقائدي يحثنا عليه ديننا الحنيف ، وعادات المجتمع..
بهما يحصل الإنسان على السعآدة في دنياه .. وإحترامه لنفسه ، ويستحق ثقة الناس فيه ..
فديننا الحنيف حثنا على نشرالأمانة .. وجعلها واجبة علينا كاولياء الأمور
أن نغرسها في نفوس أبنائنا .. وأن نكون القدوة الحسنة في استخدام الأمانة أمامهم ..
والصدق في تعاملاتنا اليومية مع أبنائنا ؛ لتكون بمثابة اللبنة الأولي لترسيخ هذهٍ القيمة العظيمة
والنبيلة التي ينبغى أن ينشأ الطفل عليها ، وتلازمه في حياته ، وتصبح سلوكاً حميداً في نفسه..
و ليتحقق ذلك الآمر يمكن أن نظهر بعض المواقف البسيطة أمام أبنائنا ليقتدوا بها :
·كأن لا نكذب أمامهم ولو بأبسط المواقف، ونجيب على أسئلتهم بصدق وفي حال ، كان سؤالهم خارج عن الحدود فيجب..
أن نشرح لهم ببساطة وأمانة لماذا لا نستطيع الإجابة علي هذا السؤال ..
اتباع تعاليم القرآن والسنة الشريفة :
بأن نحدث أبنائنا عن الصدق والأمانة ونسرد لهم قصص الصحابة الكرام التي تبرز أهمية
هذهٍ القيمة بأسلوب مبسط وعميق ..
التركيز على المديح :
المتكرر للطفل حين يقول الصدق خاصة عند اعترافه بفعل شيء خطأ ، فيجب أن يكون الثناء عليه كبيراً ،
ويفوق التأنيب والعقاب على فعلته ومدح الشخص الأمين أمام الطفل مع الإشادة بحسن خلقه...
ولنعلم بأن تعليم الأمانة لأطفالنا لاحدود لها..
فلا نطلب منهم أن يكونوا أمناء دون أن يتعلموا مبادى الأمانة بأشكالها المختلفة..
ضياع الأمانة
من علامات الساعة ، ودليلٌ على فساد المجتمع ؛ عن أبي هريرة
قال: بينما كان النبي يحدث إذ جاء أعرابي فقال: متى الساعة..؟؟ قال: (.. إِذَا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ ..)،
قال: كيف إضاعتها..؟؟ قال:
(.. إِذَا أُسْنِدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ ..)؛ رواه البخاري..
وفي ضياع الأمانة ايضًا اختلال الموازين وفساد القيم ؛ عن أبي هريرة
قال رسول الله :
(.. سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ ،
وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ..)،
قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ:(.. الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ ..) رواه ابن ماجه وصححه الألباني
قال اللغوي ابن منظور: « الرويبضة: هو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن طلبها )
هذا الحديث يقدم لنا منهجاً علمياً عظيماً وبليغاً في معرفة معنى الأمانة ؛ فعندما تضيع الأمانة تصبح الحياة..
عبارة عن مآسيَ وفواجعَ ، كما نرى اليوم..
ف
هذهِ دعوة من القلب أن لا نضيِّع الأمانة ، فلقد أضعنا الكثير منها ، ولا بُدَّ من وقفة ومُحاسبة للنفس..
فالله سبحانه وتعالى وهبَنا من النعم العديدة التى لا تحصى ؛ حتى نسخِّرها للوفاء بالعبادة والأمانة ..
التي خُلِقنا لأدائها والوفاء بها، فهل نحن أدَّينا الأمانة، وأوفينا بالعهد..؟!
غالياتي هذهٍِ هى الأمانة :
وضياعها ضياعنا،
وإنَّ أولَ الأمانة هي أن نكون أمةً مُسلمة واحدة ، فلقد كان من تكريم الله سبحانه وتعالى ..
أن حَمَّل الإنسانَ هذه الأمانة ، ويظل يُجاهد وهوصادقًا ليوفي بهذه الأمانة ، فإذا تخلَّى الإنسان عن هذه الأمانة،
وأعرض عنها ، فإنه يُصبح ظَلومًا جَهُولاً..
ومهما كان الظن أننا ناجحون في الدُّنيا ، فإنَّ حسابَ الله شديد..
ولنعلم أن كل إنسان مسئول عن أمانة رعية في عنقه ، فعن عبدالله بن عمر قال:قال رسول الله :
(.. أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ
وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ
عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ
سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ"..)"متفق عليه"
ويا للأسف إننا نرى ونشاهد اليوم بعض شبابنا وأطفالنا .. بجانب أرصفة الشوارع ، وحتى بناتنا
اللاتي يسرحن ويمرحن في الأسواق ، اليس لأولئك راعٍِ يقوم على مصالحهم ،
ويمسكون زمام أمورهم ، أم أنهم خلقوا بلا راعٍِ ولا مسؤول ، عن هذهِ الأمانة ..
فلنعلم أخواتي أن بالأمانة ترتوي بذور الخير والحب بها ، وتنمو وتثمر نوراً وضياءً علي البشرية جمعآء ..
فاللهم آجعلنا من الأمناء السعدآء وجنبنا الخيانة الموجبة للشقاء، والحمد لله رب العالمين..
الروابط المفضلة