{ ¤ مــــــع وقـــــــف الـتـنــفـيــذ ¤ }..قصة حقيقية ..بقلمي :مشاعر غالية

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • omrody2005
    النجم الفضي
    • Dec 2005
    • 3217

    المشاركة الأصلية بواسطة ام اروى 86
    حبيتها ما لكيش دعوة




    والله ام عبير دى عسل هههه
    وفعلا كلام ام بلال عن الحجامة صحيح نفس الشعور حسيت بيه لما عملتها

    اظن وضحت خالص ان عبيرلبلال ربنا يرزق بنات المسلمين اجمعين ازواجا صالحين

    متابعين معاكى يا مشاعر


    ضحكت ضحكت فعلا أم عبير ما شاء الله مصحصحه عسسسسسسسسسسل فهمت وهي كمان باين عليها كانت بتتمني

    يا خحلاوتهم هما الاتنين الله لا حسد مليش دعوة لو حصل بعيد الشررررر حاجه

    انا حبيتهم جدااااااااااا عبير وبلال

    تعليق

    • مشاعر غالية
      عضو
      • May 2013
      • 62

      كيف حالكن يا بنات كل عام أنتم بخير ربنا سبحانه وتعالى يبلغنا رمضان ويتقبله منا ومنكن يارب العالمين
      بعتذر جدا عن عدم تفاعلى معكن وقتى ضيق شويه ان شاء الله بعد أنتهاء القصه استقبل الاسئلة الشيقة والجميله واجاوب عليها بأريحية أكتر من كده

      تعليق

      • مشاعر غالية
        عضو
        • May 2013
        • 62

        الفصل الخامس عشر

        دوت الزغاريد فى منزل الحج فتحى للمرة الثانية على التوالى ولكن هذه المره كانت العروس مختلفة...كانت عبير ..عبير ذات العبير المعتق فى صدفته ينتظر نصفه الآخر المقدر له أستنشاقه وملىء رئتيه بنسيم العذراء القابعة فى خدرها تحت مظلة الحلال..أحمر وجهها وهى تجذب والدتها من ملابسها لتجلسها مرة أخرى ووالدها يكمم فمها هاتفاً بها:
        - أسكتى يا ست أنتى مش وقته الناس تقول علينا ايه
        جلست أم عبير وهى تلهث من فرحتها قائلة:
        - يقولوا عندنا فرح هيقولوا ايه يعنى
        نهرها قائلا:
        - مش لما العروسة توافق الاول يا ام مخ مهوى أنتى
        نظرت إلى أبنتها بقة وهى تقول :
        - عبير موافقة طبعاً هى دى عايزة كلام
        قالت عزه بحماس وهى تنظر إلى أختها :
        - صح يا ماما
        صوب الجميع نظره إليها فى أنتظار كلمتها وبعد فترة من الصمت قالت بأرتباك :
        - لما أقعد معاه الاول وأسأله شوية أسئلة وبعدين أستخير...ده جواز يعنى لازم يكون منهجنا واحد والا هيبقى فيه مشاكل كتير بينا بعد كده الحكاية مش حكاية لحيه وخلاص

        تم تحديد معاد للقاء عبير وبلال للرؤية الشرعية بعد يومين وتم تجهيز المنزل لإستقبال بلال ووالدته ولن نستطيع أن نتهم عبير بالسعادة لانها لم تكن تجرؤ على هذا الأحساس بل كانت تأده كلما حاول الظهور على السطح .. كل ما كانت تشعر به هو التوجس والإنتظار ..لا تعلم لماذا أختارها هى بالذات للتقدم لطلب الزواج بها ..فهى ليست مميزة عن غيرها نعم هى ملتزمة ولكنه بالتأكيد صادف قبلها كثير من الأخوات الملتزمات وبالتأكيد شاهدهن خلال الرؤية الشرعية وكانت منهم الجميلات والأصغر سناً منها ولكنه لم يتزوج بواحدة منهم فماذا يميزها عن غيرها ليختارها هى ..نعم كانت خائفة بل ووجلة .. ليس من تلك الهواجس فقط ولكن خافت أن يكون على غير المنهج الصحيح الذى أختارته لنفسها ووافق السنة الصحيحة ..
        دخلت عليها والدتها لتجدها على حالها تلك الذى تركتها عليه منذ قليل جالسة على فراشها ترتدى كامل ملابسها التى تخرج بها إلى الطريق لم يختلف شىء غير أنها قد أزاحت غطاء وجهها عنها ليستطيع رؤية وجهها بوضوح وهي تردد بعض الأذكار لتخفف من توترها وارتباكها وخفقان قلبها ..وقالت تستعجلها:
        - يالا يا عبير الضيوف وصلوا ..تبعتها عزه التى دلفت خلف والدتها مباشرة وهى تهتف بها :
        - يالا يا ستى مامته بتسأل عليكى
        وقفت عبير وهى تشعر بالالم فى ساقها الذى لم يتعافى بعد ورغم أنها رؤية شرعية ولابد أن تكشف عن وجهها ليراها إلا أنها شعرت وهى تخرج أمامه هكذا بوجهها المكشوف كأنها عارية أمامه فزاد حيائها وخجلها وحمرة وجنتيها وإطراق رأسها أرضاً أكثر وأكثر هبت والدته واقفة عندما ظهرت عليهم واقبلت عليها فى ترحاب تقبلها وتعانقها وتساعدها فى الجلوس على اقرب مقعد جواره ..وكما قال رسول الله صل الله عليه وسلم : (الحياء لا يأتى إلا بخير )..هذا الحياء الذى علق قلبه بها فى الأمس هو نفسه من علق عينيه بها اليوم وهو ينظر إليها بشغف ويتأمل أحمرار وجنتيها الصافيه وعينيها الخجولة الناظرة إلى أى شىء وكل شىء إلا هو خوفاً من اللقاء ....ظل يتأملها قليلا فى صمت وعلى ثغره ابتسامة ناعمة تحمل كل الرضا والقبول
        أراد والدته أن تقطع هذا الصمت أو بالأحرى أرادت أن تعطيه طرف الحديث معها فقالت:
        - رجلك عامله ايه دلوقتى يا عبير
        قالت بصوت لا يكاد يكون مسموعاً :
        - الحمد لله يا طنط أحسن شويه
        تحرك لسانه أخيراً وتحررمن صمته ووجد نفسه يقول:
        - بتعملى التمارين ؟؟
        أومأت برأسها إيجاباً ولم تجبه شفاهتاً ..وكما فعلوا مع عزه وعمرو فى السابق فعلوا مع عبير .. تركوها مع بلال فى الخارج وأنتقلوا لغرفة استقبال الضيوف وجلس والدها نفس المجلس فى المرة السابقة ليستطيع رؤية ما يحدث فى الخارج
        كان لهذا اثر كبير على بلال الذى تحرر من خجله لمجرد أن اصبح وحده معها ولكنه فى داخله شكر فعل والدها أنه يحرص عليها مع ترك مساحة من الحرية لا تسمح الا بالحديث معها فقط
        فكم سقط فى عينيه آباء كُــثر تركوا لهما المجال خالياً تماماً بل ومنهم من وارب الباب عليهما بدعوى حرية الحديث لولا أنه كان يرفض ويأبى كل هذا بل ويكون هذا سبب خروجه من هذا البيت بلا عوده
        ظلت عبير صامته مطرقة الرأس ولكنه لم يظل صامتاً ..قال في حنان وهو يتأملها :
        - على فكره ..الرؤية دى يعنى احنا الاتنين نشوف بعض كويس مش أنا بس اللى أشوفك
        جاهدت على أخراج صوتها من حلقها وكأنه يعبر الاحبال الصوتيه فى مشقة وقالت :
        - منا شوفتك قبل كده
        لاحت ابتسامة صغيرة على جانبى شفتيه وشعر أن الامر يتطلب جراة أكثر فقال:
        - طيب ممكن ترفعى راسك شويه مش عارف أشوفك كويس
        خفق قلبها بشدة وشعرت أنها لو تركت العنان لنفسها لهبت من مقعدها لتجرى إلى غرفتها وتغلقها عليها لتختبىء من نظراته المصوبة إليها ولكنها تعلم أنه من حقه أن يراها جيداً وينظر إليها ..رفعت وجهها ببطء ولكنها لم تقدر على النظر إليه مباشرة ..نظر إليها مليا ثم قال :
        - ماشاء الله ..شىء بداخلها لا تعلم ماهو جعلها تخطف نظرة إليه ثم تعيد عينيها إلى حيث كانت ..ربما كانت تريد أن ترى رد فعله وهو ينظر لها هل أعجبته أم لا ..لم تكن عبير تلك الفتاة الفاقدة الثقة فى نفسها رغم أنها فتاة عادية ليست بارعة الجمال بل وليست مميزة فى جمالها بل كانت فتاة عاديه بكل المقاييس ولكنها ارادت أن ترى نظرة سابحة فى عالمها منصهرة فى وجودها كانت قد رأتها فى عينيه مرة واحدة حينما كان يستمع لصوتها وهى تسبح وتكبر فى عيادته سابقاً وهى تؤدى التمرين ولقد وجدتها وعثرت عليها للمرة الثانية واستشفت ما وراءها من قبول ورضا ...
        أستردت نفسها حينما سمعته يقول:
        - والدك كان قالى أنك عاوزه تتأكدى من حاجات معينه ..أتفضلى أنا تحت أمرك
        حاولت عبير أن تقذف بخجلها بعيدا بل وترميه خلف ظهرها فهذا زواج لابد أن يكون فيه من المكاشفة ما فيه حتى تستقر سفينة الحياة بهم فى المستقبل على جبل التوافق والرشاد
        خرج صوتها بصعوبة وهى تقول:
        - ايوا فعلا كنت ..كنت عاوزه أسألك على منهجك ..منهج أهل السنه والجماعه ولا حاجه تانيه
        أتسعت ابتسامته واشرق قلبه بسؤالها فهى ليست فتاة خجوله وفقط بل أنها تعرف ماذا تريد فى زوج المستقبل وتعرف أنه ليس كل ملتحى متبعاً للمنهج الصحيح ..أجابها قائلا:
        - أيوا الحمد لله انا على منهج أهل السنه والجماعه
        قالت تختبره:
        - طيب ايه رايك فى الطواف حول القبور والناس اللى بتؤمن أن السيدة زينب والسيده نفيسه والحسين ليهم بركات حتى بعد ما ماتوا وبيروحوا يلمسوا الحديد وبيقولوا انهم كده بياخدوا البركه
        أتكأ بمرفقيه على ساقيه وهو يقول:
        - طالما قلتلك أنى منهجى منهج أهل السنه يبقى أكيد انا مش من الناس دول أما بالنسبه للناس اللى بتقولى عليهم ربنا يهديهم لانهم كده وقعوا فى شرك وهما مش عارفين
        ظلت عبير تسأله وهو يجيب كأنما يجلس أمام محقق يعرف جيدا كيف يستخرج منه الاجابات الوافيه سألته عن شيوخه والأشرطه التى يستمع إليها ودروس العلم التى يحضرها وكيف بدأت حياته الدعويه ورأيه فى الموسيقى والافلام والمسلسلات وغيرها وكيف يستطيع أن يوفق بين عمله كطبيب والدعوه فقال:
        - بغض النظر عن أنى ممكن أخطب خطبة أو أتكلم مع حد ادعوه لكن بجد انا شايف أن الدعوه دى بتكون فى أى مكان وفى أى حته ومهما كان الواحد بيشتغل ممكن يدعوا الناس عن طريق شغله
        قالت مستدركه:
        - قصدك يعنى عن طريق أخلاقه
        هز راسه نفياً وهو يقول:
        - مش بس أخلاقه الدكتور والمهندس والمحامي وأى موظف فى أى مكان أو صاحب محل ممكن يحط قدامه كتيبات وشرايط على المكتب والمريض أو العميل أو الزبون اللى يدخل عنده يديله منها ..الست ممكن تشيلها فى شنطتها وتدى منها هدايا لواحده ست قاعده جنبها فى المواصلات أو زميلتها فى الشغل أو جيرانها ...الواحد يجى يوم القيامه يلاقى جبال حسنات مش عارف جاتله منين ممكن واحده تقرا الكتيب وربنا يهديها وتبقى فى ميزان حسناتك وانتى مش عارفه تتفاجئ بيها يوم القيامه فى ميزان حسناتك وهكذا ..علشان كده بقولك مفيش حاجه اسمها مش عارف أوفق بين الدعوه الى الله وشغلى مهما كانت طبيعة الشغل ده
        أخذت نفساً عميقاً وهى تشعر بالراحة النفسية الكبيرة وهى تنصت إليه فى أهتمام ..حتى أنتهى من حديثه وأجاباته النموذجية كان ينظر إليها وهو يجيبها وكلما أجاب اجابة ابتسمت ابتسامة صغيرة مما جعله يعرف نتيجة الامتحان سريعاً مما شجعه على أن يقول :
        - ها فى حاجه تانيه ولا خلاص .. ؟
        هزت راسها نفياً أن لا .. فقال مردفاً بمرح :
        - أنا أتعصرت على فكره
        أبتسمت أبتسامة صغيرة وهى تشعر بالقبول تجاهه ولكن قلبها خفق مرة أخرى حينما سمعته يقول:
        - ممكن اسأل أنا بقى .؟
        أومأت براسها موافقةً وقد كانت تتوقع أن يسألها أسئلة شبيهة بأسئلتها وقد كانت مستعدة تماماً لها ولكنها فوجأت به يقول:
        - بتحبى الشعر
        نظرت له مندهشةً وقالت باستغراب:
        - شعر !!
        ابتسم وهو ينظر إلى علامات الدهشة التى ملأت قسمات وجهها وأومأ براسه مؤكداً وهو يقول:
        - أيوا ...الشعر بتحبيه ..ثم قال هامساً :
        - اصل أنا رومانسى أوى وبحب كل حاجه رومانسيه
        أرتبكت ولم تدرى ماذا تقول لقد غير مجرى الحوار تماماً وعاد إليها خجلها مرة أخرى غازياً كل خلجاتها مرة أخرى وبعنفوانه أصر على تلوين وجهها مرة أخرى بلونه الوردى بعد أن كانت قد تحررت منه منذ قليل
        قاومت فضولها ولكنها لم تستطع ووجدت نفسها تقول:
        - وعرفت منين أنك رومانسى هو كان فى علاقات من أى نوع قبل كده
        أسند ذقنه على راحة يده وقال مبتسماً :
        - لا طبعاً... أنا شايل كل مشاعرى ومحافظ على قلبى لحبيبتى اللى هتبقى مراتى ومراتى اللى هتبقى حبيبتى وبس ...
        لم تستطع أن تجلس أكثر من هذا لم تعد تتحمل تلميحاته المتلاحقه والتى جعلت قلبها تتلاحق دقاته هو الاخر ويقفز بجنون بعد أن عاش طويلا يعانى شظف القسوه وتغالب الحرمان .. وجد من ياوى إليه ويستغرقه وينصهر بداخله ليصيرا مكوناً واحداً وبدأ اللهب يشتعلاً فى مدفأة الحب .... وبعد الاستخاره كانت النتيجة المتوقعة بالموافقة وتم تحديد ميعاد عقد القرآن ... كانت عبير تحاول تأخير المعاد حتى تكون شفيت تماماً ولكن بلال كان مصراً على العقد بعد اسبوع بحجة أن تعود عبير لممارسة العلاج الطبيعى تحت اشرافه مرة أخرى دون موانع شرعية



        فوجىْ عمرو باتصال من والد عزه يخبره بمعاد زواج عبير ويطلب منه حضور العقد والشهادة عليه ولم يستطيع عمرو أن يرفض وأنما وافق على الفور ..
        المشهد الأخير الذى راى فيه عزه واقفة تنتظره فى نافذتها الصغيرة جعل قلبه يرق لها مرة اخرى ويشعر بقيمته لديها
        فإن قيمة الانسان الحقيقية تتحدد بمن يعنيهم أمرنا وبمن يمثل رضاؤنا عنهم أو جفاؤنا منهم شيئاً ذا قيمة ..غضب منها لأنه لم يستطع ان ينسى جرحها وكلمتها التى القتها على اذنيه فى الهاتف ...هو دائماً هكذا تغلبه انفعالاته وعصبيته فتثور ثائرته سريعاً لاقل كلمة يشعر أنها تحض من شأنه وتقلل منه ..ولكنه يعود ويتراجع ويلين فإن لم يلن الجانب لحبيبته فلمن يفعل إذن ....
        وهو أحبها وأختارها منذ البداية وهو يشك فى مشاعرها تجاه صديقه ولكل أختيار تبعاته التى لابد ان نتحملها ونتعامل معها راضين بها لأتها جزء لا يتجزأ من هذا الأختيار
        ضرب نادر بقبضته على مكتب إلهام بعنف وغضب وهو يصيح بها غاضباً:
        - انا عاوز أعرف بقى ايه حكاية اللى اسمه عمرو ده معاكى
        نهضت إلهام وهى تقول بحدة :
        - وطى صوتك يا بنى آدم ..أنت عاوز تعملنا فضيحه ولا أيه وبعدين وأنت مالك أنت ..أنت مجرد حتة مهندس فى شركتى ملكش دعوه بتصرفاتى ولا فاكر نفسك جوزى ! ؟
        قال وهو يشير إليها محذراً:
        - اسمعى يا إلهام أنا مش هسمح باللى فى دماغك ده أنا فاهمك كويس
        أبتسمت إلهام ساخرة وهى تقترب منه وتقف أمامه مباشرة قائلة:
        - أنت هتمثل ولا ايه ..عاوز تفهمنى أنك بتغير عليا ...أنا عارفه كويس أوى أنت خايف وقلقان منه ليه... ثم وضعت يدها على ذراعه وقالت :
        - ومتقلقش الخير كتير ونصيبك محدش هيلمسه فى أى عمليه ..خلاص أرتاح بقى ومتقعدش تتنططلى كل شويه وتعملى فيها غيران
        تركها وجلس على المقعد امام المكتب وهو يستند بمرفقه إلى حافته قائلاً:
        - أنا عايز أعرف بس أنتى هتحتاجيه فى ايه هو انا مش مهندس برضه وبخلصلك اللى أنتى عايزاه كله وأحسن ..عاوزه تحشريه ليه وسطنا ده بدل ما نقول يا حيطه دارينا
        - أيه الالفاظ دى.. حيطة ايه دى اللى تدارينا هو أنت ناسى أحنا بنشتغل مع مين ولا ايه ومالك كده محسسنى اننا بنتاجر فى المخدرات ...وقفت خلفه ووضعت يدها على كتفه وقالت بحسم:
        - اسمع يا نادر أنت متدخلش فى شغلى تانى وملكش دعوه بعمرو وبطل تضايقه فى شغله أما بقى شغلنا مش عاوزاك تقلق عمرو مش هيدخل فى نصيبك هيبقى ليه نصيب خاص بيه لوحده
        هب واقفاً وصاح مرة اخرى:
        - وليه كل ده هيعمل أيه زياده
        عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بجرأة:
        - بصراحه ....عمرو ذكى أوى وليه لمحات كده فى شغله بتحسسنى أنه فنان فعلا مش مجرد مهندس كده وخلاص ومن الاخر عاجبنى وعاوزه أكبره
        - اه عاوزه تكبريه على قفايا مش كده
        قالت متاففه وهى تجلس خلف مكتبها:
        - يووه أطلع من دماغى بقى يا نادر أنا جبتلك من الاخر وأنت مش عاوز تفهم
        أتكأ على المكتب ونظر لها بتحدى قائلا:
        - دلوقتى أطلع من دماغك ..طبعا ما أنتى استغنيتى خلاص
        - مش زى ما أنت فاهم على فكره
        رفع حاجبيه وقال ساخراً:
        - كمان مش زى ما أنا فاهم ..ثم ضحك قائلا:
        - يعنى لسه مدوخك ومطلع عينك ..أومال عاجبنى ومش عاجبنى وبعتينى علشانه وهو ولا معبرك
        أستندت إلى ظهر مقعدها باستعلاء وهى تضع ساقاً فوق الاخرى وقالت بأستفزاز:
        - أنا مش هزعل من كلامك ده علشان مقدره حالتك كويس ..لكن متنساش مين هى إلهام ..انا محدش يقدر يقولى لاء ..لا عمرو ولا غيره ...وأنت مجرب
        ************************************************** **********************
        وفى صباح يوم كتب كتاب عبير وبلال كانت أعمال تعليق المصابيح والكهرباء تجرى على قدم وساق فى شارعهم الصغير وسط مباركه ومشاركه من الجميع الذين ابهجهم خبر زواج عبير ..هذه الفتاة المتدينه التى لا يروها فى الطريق إلا غاضةً لبصرها تحاول أن تمشى بعيداً عن مجالس الرجال قدر استطاعتها رغم أنها لا يُرى منها شيئاً وحزنوا من اجلها جميعاً عندما سقطت وأرتطمت ساقها وكُسرت ومازالت تعانى من هذه السقطة حتى الان وبينما كان الرجال فى شارعهم يساعدون فى تعليق الزينة والمصابيح
        وقفت أمرأه تنظر إليهم شذراً وبجوارها أبنتها وهى تقول:
        - ياترى اتجوزت مين دى واحد عنده خمسين سنه ولا عنده عاهه وضحكت هى وابنتها ضحكة خافته وقالت :
        - نبقى نيجى بالليل نتفرج على عريس الغفله وضحكن مرة اخرى وأنصرفن بأوزارهن التى حُمّلوا بها إلى بيتهن مأزورات غير مأجورات
        أبتسمت أم يحيى وهى تفتح بابها عندما وجدت فارس واقفاً أمامها فقالت مرحبةً:
        - اهلا يا استاذ فارس أتفضل
        قال بسرعة وعلى محياه ابتسامة عذبة :
        - لا معلش يا يا أم يحيى اصلى مستعجل كتب كتاب صاحبى والانسه عبير النهارده انتى مش عارفه ولا ايه
        قالت ام يحيى بسعاده:
        - لا عارفه طبعا ورايحه كمان شويه هو فى أغلى عندى من عبير دى هى اللى علمتنى الصلاه ونبهتنى ليها
        كان واضعاً يديه خلف ظهره وهو يتحدث وقال:
        - أومال مُهرة فين مش سامع صوتها يعنى بقالى كام يوم
        - بتذاكر بقى الامتحانات قربت
        طب نديهالى ثوانى بس مش هعطلـــ !!! لم يكمل عبارته حتى وجدها تدفع امها من الخلف محاولةً أن تخرج رأسها بجوار خصرها بصعوبه هاتفةً باسمه ..تنحت أمها جانباً لتمر بجوارها وتراجعت هى قائلة:
        - ياريتنا كنا افتكرنا شلن ..وأستأذنته قائله:
        - طب عن اذنك يا استاذ فارس اشوف اللى على النار
        نظر لها بتمعن وقال بمرح:
        - ايه ده مش معقول زى ما تكونى طولتى خير اللهم اجعله خير خمسه سنتى
        كان يتوقع عاصفه رعديه بعد انهاء كلمته الاخيره ولكن العكس هو الذى حدث نظرت لنفسها ووقفت على اطراف اصابعها وهى تقول بلهفه:
        - بجد يا فارس أنا طولت بجد
        ضحك وهو يقول:
        - أه طبعا طولتى وكبرتى وعلشان كده بقى جايبلك حاجه هتعجبك اوى
        وأخرج الشنطة البلاستيكية من خلف ظهره وأعطاها لها قائلا:
        - أتفضلى يا ستى ده بقى علشان تلبسيه فى كتب كتاب عبير النهارده
        فضت الشنطة فى سرعه شغوفة واخرجت منها فستان وحجاب أعاد الحجاب فى الشنطة مرة ثانية وأمسكت بالفستان بفرح وهى تتامل الوانه الهادئة المتداخله فى أنسيابيه وضعته على جسدها وقالت بتبرم :
        - بس ده طويل يا فارس هيكعبلنى
        هز راسه نفيا وقال بتصميم:
        - لا طبعاً ولا هيكعبلك ولا حاجه ده يدوب واصل لاخر رجلك
        ثم اخرج الحجاب من الشنطة قائلاً:
        - وده بقى هتلبسيه فوقيه شايفه لونهم حلو ازاى على بعض
        قالت وهى تمسك بشعرها:
        - بس انا كنت عاوزه أسيب شعرى فى الفرح النهارده
        عقد ذراعيه أمام صدره واشاح بوجهه بعيداً عنها ولم يجيبها ...نظرت إليه ملياً وهتفت فجأة:
        - طب خلاص متزعلش هلبسه والله ..والله خلاص
        ألتفت إليها وقطب جبينه وقال محذراً:
        - ولو محمود أخو عمرو ولا أى حد غيره حاول يكلمك مترضيش عليه ومتجيش تقوليلى وسط الرجاله.. لاء... أدخلى عند البنات جوه وده طبعاً اذا اضطريتى تخرجى لكن من الافضل تخليكى جوه على طول فاهمانى
        أومأت برأسها بقوة موافقة وهى تقول:
        - حاضر يا فارس
        تابع حديثه قائلا بأهتمام:
        - والحجاب ده متقلعيهوش تانى ومتخرجيش من غيره ولما يكون يحيى عنده درس متخرجيش من اوضتك ابدا الا وانتى لابساه فاهمه
        أومأت براسها بقوة مرة اخرى توافقة ولكنها توقفت فجاة وقالت:
        - طب وانا نازله عندكم البسه برضه
        كان الرد منطقى وطبيعى أن يقول نعم ولكنه لا يعلم لماذا تردد ربما لانه يعتبر نفسه مُربيها وولى أمرها وكأنه ابيها أوأخيها الاكبر سناً ولكن فى النهاية لا يصح إلا الصحيح فقال:
        - ايوا طبعاً حتى وأنتى نازله عندنا تلبسيه ..أتفقنا
        - أتفقنا ..

        كانت حفلة عقد القران بسيطاً ولكنه ممتلىء بالبركة ولا عجب من ذلك فإن لم تكن البركة فى الحلال بعد الصبر الجميل فاين تكون ...أنتهى المأذون من العقد قائلاً :
        - حد يودى الدفتر للعروس علشان تمضى
        لمح والدها عزه تقف بين النساء فنادى عليها فاقبلت سريعاً وكأنها تنتظر هذا النداء لتلقى نظرة سريعة على عمرو الجالس بجوار فارس وبلال ..راقب عمرو نظرتها فوجدها تبحث عنه وحده.. وابتسمت عندما وجدته ...أعطاها والدها الدفتر الكبير واسرعت هى فى سعادة إلى غرفة أختها التى كانت تحيطها أمها وأم بلال وبعض النساء والجارات المحبات ووضعتها أمامها فى شغف قائلة:
        - أمشى يا عروسه يالا ولا رجعتى فى كلامك ؟!!!
        ابتسمت عبير وهى تنظر إلى الدفتر وعزه تشير لها على المكان المخصص لتوقيعها وابتسمت أكثر عندما وجدت توقيع بلال وكأنها تراه هو شخصياً وليس توقيعه فقط ..شعرت باضطراب وبخفقان شديد فى نبضها وهى توقع بجانبه ..وساد الصمت حتى أنها شعرت أن الجميع يسمع صوت نبضاتها المتلاحقة تتسارع أيهما ينبض أولاً ...أخذت عزه الدفتر مرة أخرى بعد ان قبلت اختها مهنئةً لها ومباركة لزواجها وسط زغاريد النساء المتعاليه وعادت سريعاً لتلقى نظرة أخرى وهى ترد الدفتر لابيها ولكنها لم تجده مقعده فارغاً بحثت بعينيها سريعاً فى الغرفة فلم تجده...أنتهت الاجراءات بمباركة الجميع وعناق فارس لبلال فى سعادة كبيرة ..
        بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير...
        عادت عزه أدراجها فلم تجده خارج الغرفه فالمكان مزدحم قليلا ظلت تبحث عنه وهى تتجنب الصدام بالرجال حتى خرجت خارج الشقة ألقت نظرة سريعة على السلم فلج تجده وقبل أن تلتف لتعود سمعته يقول :
        - بتدورى على حد
        شهقت وهى تضع يدها على صدرها وألتفتت إليه سريعاً قائلة:
        - فزعتنى
        عقد ذراعيه أمام صدره وقال بجدية:
        - سلامتك
        أطرقت للاسفل ثم قالت متوترة:
        - سامحتنى ولا لسه
        - أنتى شايفه ايه ؟
        - أنت لسه مش على طبيعتك معايا
        أطل عمرو براسه داخل الشقه ثم عاد كما كان وهو يقول :
        - طيب مش وقته الكلام ده ..بعدين نبقى نتكلم تلاقيهم بيدوروا عليا ..كاد ان يدخل ويتركها ولكنه أستدار إليها مرة اخرى وأشار إلى وجهها قائلا:
        - مش عاوزك تحطى مكياج قدام الناس تانى
        وضعت يدها على وجهها بتلقائية على اثر كلماته وقالت بسرعه:
        - انت عارف انى مبحطش مكياج بس علشان النهارده فرح عبير وبعدين الرجاله بعيد عن الستات
        أومأ براسه وهو يقول متهكماً:
        - اه صح.. يعنى مدخلتيش عند الرجاله مرتين ومخرجتيش دلوقتى بره الشقه مش كده
        قالت منفعلة مدافعةً عن نفسها:
        - انا خرجت ادور عليك
        لاحت ابتسامة صغيرة على جانبى ثغره ولكنه اخفاها سريعاً وقال بجديه :
        - عموما يعنى انا ماليش حكم عليكى ... براحتك
        قال كلمته ودلف للداخل كادت أن تمسك بذراعه لتوقفه ولكن يدها توقفت فى الهواء ..زفرت بضيق فلم تستطيع استخراج ما بداخله وتركها فى حيرة وكادت ان تظن انه نسيها تماماً لولا أخر كلمه قالها وتعليقه على زينة وجهها تنهدت فى حيرة ودلفت للداخل دون النظر لأحد وقفت أمام مرآة الحمام وأزالة الالوان العالقة بشفتاها ووجنتها وعينيها وأعادة وجهها الى ما كان عليه فى صفاءه ونضارته الطبيعية
        دخلت المراة وابنتها لا تبارك وأنما لتشمت ولتسخر شعرت بالحقد وهى ترى عبير فى أبهى صورها ..قبلتها ببرود وهى تبارك لها بكلمات خاويه غير صادقه ومن العجيب أن عبير كانت قد نسيتها تماماً ولم تتذكرها الا عندما سمعتها تسخر وهى تحادث أمها قائلة
        - والعريس بقى عدى الخمسين ولا لسه
        كادت أم عبير أن ترد بعصبية ولكن أم بلال قاطعتها قائلة بزهو:
        - ابنى الدكتور بلال لسه مكملش ال34
        وأردفت أم عبير قائله بحده:
        - وملتزم ويعرف ربنا
        نظرت ابنتها إليها بحقد وهى تردد ...دكتور !!!!
        ردت عبير قائلة :
        - ده الدكتور اللى عالجنى لما وقعت على السلم ورجلى اتكسرت يا طنط
        لا تعلم عبير لماذا قالت ذلك ولكنى أعتقد أنها فعلت ذلك بداعى أنثوى محض لا يعلمه ولم يختبره غير النساء ...
        خرجت المرأة مقهورة هى وابنتها وبعد ان شاهدت بلال وسط الرجال زادت قوة سخطها وقهرتها وهى تراه بلحيته المنمقة التى زادته وسامة وجاذبية وضحكته المجلجلة بينهم التى تنم عن سعادته بهذه الزيجة المباركة ...
        أنفض الجمع وخلا الحبيب بحبيبه ولكن هذه المرة بعيداً عن الاعين المراقبة ..أعدت أم عبير عشاءً فاخراً لزوج ابنتها وتركتهم وحدهم فى غرفة الصالون وتركت الباب مفتوحاً وأنضمت إلى زوجها فى غرفته بينما كانت عزه تنظف فى المطبخ اثار حفلة زواج أختها فى سعادة وحيرة من أمر عمرو
        جلس بلال على المقعد الملاصق لها أمام مائدة الطعام وهو يتأملها فى حب ..كان يتوقع من نفسه غير ذلك ولكنه وجد نفسه مرتبكأ أكثر منها ..أخذ يتفحصها فى سعادة كبيرة وفى صمت ايضاً ..قطعت هى ذلك الصمت ولكن بهمس وقالت:
        - مش هتتعشى ؟؟
        - اه هاكل طبعا ده انا واقع من الجوع
        حاول أن يطعمها فى فمها ولكنه خجلت وأمتنعت فقال:
        - ايه ده بقى عاوزه تحرمينى الاجر ولا ايه
        ألتفت له متعجبةً وقالت:
        - أجر أيه
        أبتسم وهو يقول :
        - متعرفيش حديث الرسول صل الله عليه وسلم : إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في فم امرأتك (...شفتى بقى يعنى اللقمه اللى هحطها فى بؤك هاخد عليها أجر عاوزه تحرمينى من الاجر ليه بقى
        أبتسمت بخجل وهى يضع قطعة صغيرة فى فمها ولكن احمرار وجنتها طغى وبشدة وكادت ان يغشى عليها حينما وضع أطراف أصابعه التى لامست شفتيها فى فمه وهو يتذوقها متلذذاً هو يتأملها قائلا:
        - هى صوابعى طعمها أحلو كده ليه
        ولكنه أشفق عليها عندما راى تلون وجهها بعد عبارته فاراد تغير الحديث وقال بجديه :
        - اسمعى بقى من هنا ورايح مفيش دلع لازم تخفى بسرعه عاوزين نخرج مع بعض ونفسى أوى افسحك ونتمشى مع بعض كده وأدينا فى ايد بعض زى الحبيبه ..رأى ابتسامتها فتابع قائلا:
        - خلاص اتقنا من بكره ان شاء الله هنبدا تمارين مكثفه
        قالت عبير بصوت خفيض:
        - بس هتكسف أجيلك المركز
        رفع حاجبيه متعجباً وقال:
        - وتيجى ليه ..أنا اللى هجيلك وهنعمل التمارين هنا ولو احتجتى للجهاز هبقى اخدك على هناك بنفسى
        قالت بحياء وهى تضع خصلة شعرها خلف اذنها :
        - هنا فى البيت ؟؟؟
        مال إلى الامام وهو يتلمس خصلتها على كتفها وقال هامساً:
        - اه هنا فى البيت هو انتى مش مراتى ولا ايه
        ثم جعل صوته أكثر عذوبة وهمساً وهو يقول:
        - وبعدين كان فى تمارين مش عارفين نعملها قبل كده افتكر بقى دلوقتى هنعملها بسهوله
        وقبل أن تجيب أعتدل فى جلسته وقال بشغف :
        - مش أنا أمبارح قرأت شعر حلو أوى وحسيت أنه مكتوب علشانك أنتى قعدت أحفظ فيه طول الليل علشان أقولهولك النهارده
        لم يتلقى منها أجابة إلا صمتها الخجول وعينيها الحييه فبدأ فى سرد ما حفظه من شعر يهدي لها

        أحبــــك ... واحة هـــــــدأت عليها كــــل أحزاني

        أحبـــــك ... نسمة تروي لصمت النــاس ألحانــي

        و لو أنساكِ يا عمري ..... حنايا القلب تنسـاني

        و لو خٌيِّرتٌ في وطن ..... لقلتٌ هواكِ أوطانـي

        إذا ما ضعت في درب ..... ففي عينيكِ عنوانــي
        ...............

        أخذت تنصت إليه وهى تشعر أن المكان غير المكان والزمان غير الزمان وكأن الغرفة الصغيرة تحولت لسحابة هادئة تمضى بهم فى رحلة غير مماثلة تمضى بهم إلى واحة هانئة ينفث الحب فيها عطره الفواح

        تعليق

        • مشاعر غالية
          عضو
          • May 2013
          • 62

          الفصل السادس عشر

          طرق عمرو باب حجرة المكتب الخاص بإلهام ودلف إليها مبتسماً أبتسامة روتينية بعد أن ألقى التحية ...اشارت له إلهام بالجلوس وهى تتأمله متفحصة وأرتسمت على شفتيها الابتسامة المعتادة التى تغزوها كلما رأته ثم قالت بنعومه:
          - أيه يا بشمهندس يعنى محدش بيشوفك
          لم يستطع أن يغالب المزاح بداخله فوجد نفسه قائلا:
          - والله ..وفيها ايه لما يشوفنى يعنى
          قطب جبينها وقالت بعدم فهم:
          - هو مين ده !!
          رفع حاجبيه وهو يقول:
          - محدش
          أبتسمت وهى تضيق عينيها قليلا ناظرة إليه وقالت:
          - ايه ده وكمان دمك خفيف..وخضعت بالقول وهى تردف:
          - مش كفايه ذكى ووسيم وجذاب كمان دمك خفيف لاء كده مش هاستحمل
          أبتلع عمرو ريقة وهو حانقاً على نفسه وعلى دعابته هل اصبحت الدعابه تسرى فى دمه لهذه الدرجه فلا يستطيع وضع احاديثه فى نصابها الصحيح ومع الشخص الصحيح .. رآها تنهض من مجلسها وتقف خلفه وقالت :
          - عمرو.. انا عاوزه أتكلم معاك شويه بره الشغل أنت بيبقى وراك حاجه بالليل
          قالت كلمتها الاخيرة هذه وهى تلامس خصلات شعره من الخلف مما جعله ينتفض واقفاً وبحث عن مخرج مناسب لا يتسبب قى أنهاء حياته العمليه من الشركة ولكنها لم تنتظره طويلا وأعتبرت صمته تفكير فى الامر فاقتربت أكثر لتحثه على الموافقه وتعده بما ليس له بل وليس من حقه بدنوها منه إلى هذه الدرجه حتى شعر بانفاسها من خلف أذنيه واشتم رائحة عطرها النفاذ تزكم أنفه رغماً عنه لتوقظ بعض مشاعره الدفينه وشعر بدفء جسدها بملامسة ظهره وسمعها تقول بهمس كالفحيح:
          - أيه رأيك نتعشى سوا الليله
          وفجأة فُتح الباب ودلف المهندس صلاح فى عجلة من أمره ولكنه توقف أمام ذلك المشهد ..عمرو وإلهام تقف خلفه مقتربة منه بشده ..وقف جامداً ينظر إليهما ولكنها كانت فرصة سانحه وجدها عمرو للهروب بدون عواقب كما كان يفكر قبل دخول صلاح عليهما ..تنحنح وهو يتحرك فى اتجاه صلاح ووقف بجواره قائلا:
          - طب أستأذن أنا علشان عندى شغل كتير
          بمجرد أن خرج عمرو حتى قامت عاصفة إلهام الرعديه وظلت ترعد وتؤنب صلاح على دخوله بغير أذن وبغير معاد ...وضع صلاح الملف الذى كان يحتاج إلى توقيعها امامها على المكتب وأنصرف على الفور وتركها وسط حممها المتصاعدة وعاد لعمله .. فوجئ بوجود عمرو فى مكتبة ينتظره..ألقى عليه نظرة عتاب كبيرة وهو يجلس خلف مكتبة ويتابع عمله بصمت...وقف عمرو مدافعاًعن نفسه وقال:
          متبصليش كده يا بشمهندس أنا والله ما عملت حاجه
          رفع صلاح رعينيه إليه قائلا:
          - معملتش اه لكن سكت والانسان اللى يسكت على الغلط يبقى مشارك فيه ومينفعش بعد كده انه يلوم اللى هيطمع فيه بعد كده نتيجة سكوته وزى ما بيقولوا السكوت علامة الرضا
          قال عمرو بأنفعال وهو يجلس :
          - أنا مكنتش ساكت أنا كنت بدور على طريقة مناسبه أهرب بيها من الموقف
          - الحكايه مش محتاجه تفكير يا عمرو أنت بتخاف على شغلك ومستقبلك أكتر ما بتخاف من ربنا . .. وأنا حذرتك كتير ونبهتك كتير بس أنت شكلك مش هتتعلم ببلاش ..اللى بيسيب الباب موارب يابنى مايزعلش لما يدخله منه شر بعد كده
          خرج عمرو من مكتب المهندس صلاح يضيق بنفسه ذرعاً ولا يعلم لماذا يتهاون إلى هذا الحد هل كما قال صلاح فعلا هو يخاف على مستقبلة وعمله أكثر من خوفه من خالقه ...نفض الفكرة عن رأسه مستنكراً لها ولكنه لم يستطع أن ينفض تلك المشاعر التى عاشها والتى أستقيظت بداخله منذ لحظات فى مكتب إلهام فمازال يشتم عطرها النفاذ ومالزال يشعر بلمستها ...لم يستطع أن يغالب هذا الشعور الذى يجتاحه فخرج فورا من الشركة عائداً لمنزله تصارعه مشاعر شتى وبدلاً من أن يدخل منزله وجد نفسه يتوجه بيت خطيبته قاصداً اياها ...
          ************************************************** **

          دخل والد عزه على زوجته وبناته المجتمعين فى غرفة عبير ينظر إليهم نظرات حائرة فقالت زوجته على الفور:
          - خير يا حاج عمرو كان عاوز ف أيه
          نظر إلى عزه قائلا:
          - عاوز يكتب الكتاب
          تبادلت عزه النظرات مع والدتها التى قالت:
          - وايه اللى طلعها فى دماغه فجأة كده مش كنا متفقين هنستنى شويه
          قال زوجها موجهأً حديثه لأبنته متسائلاً:
          - أنتى رايك ايه يا عزه يابنتى ..
          قالت عزه وهى حائرة:
          - مش عارفه يا بابا ...حضرتك رايك ايه ؟
          - أنا يابنتى قولتله أحنا متفقين نستنى شويه لكن جوز أختك كان قاعد وسامع الكلام وقعد يقنع فيا أنى أوافق
          تدخلت عبير قائلة:
          - بيتهيالى يا بابا بلال معاه حق نتوكل على الله وأهو أحسن من الخطوبه اللى مالهاش لازمه دى لا بيعرفوا يتكلموا ولا يقعدوا مع بعض خالص زيه زى أى حد غريب
          *******************
          تم تحديد ميعاد عقد قران عزه وعمرو بعد أسبوع ليصبح فارس هو أخر من يتم عقد قرانه بينهم وفى هذه الفترة كان عمرو يتهرب من اى لقاء يجمعه بإلهام وكان المهندس صلاح يساعده على ذلك ويتصدر هو لاى عمل يتطلب وجود عمرو معها فى مكان واحد وجاء اليوم المنتظر وكان بسيطاً كالذى سبقه تماماً يجتمع فيه الاهل والاحبة والجيران فى منزل العروس ليتم عقد القران بينهم وبحضور الشاهدين فارس وبلال ويالها من مفارقة ...كانت فى يوم من الايام تتمناه زوجاً وها هو اليوم يشهد على عقد قرانها ويزيل عقدها بتوقيعه المميز ..أجمعت بعض النساء فى الداخل ينشدون لعزه الاناشيد بقيادة عبير التى كانت قد تحسنت كثيرا بفضل تمارين بلال المكثفه و< بضمير > كما كان يقول ويبدو أن ضميره هذا قد أنعكس على حالتها النفسية كثيراً فقد كانت تبدو كما لو كانت هى العروس وكأنها فى العشرين من ربيعها وهى تغرد بأنشادها المحبب وتضرب بالدف فى سعادة وقوة وتتنقل بين النساء كالفراشة التى تتنقل بين الزهور فى بستان المودة والرحمه التى نهلت منه منذ أن أصبحت زوجة لـ بلال وحبيبة لقلبه الفياض ...
          وأثناء انشغالها سمعت أمها تهمس فى اذنها ان زوجها يريدها فى الخارج ربما قد يكون الامر عاديا لولا أن والدتها أنبئتها أنه يبدو عليه الانزعاج وربما الغضب ..أرتدت ملابسها كاملة وخرجت تبحث عنه فاشارت لها والدتها أنه ينتظرها فى المطبخ ..دخلت بسرعة إلى مطبخها فوجدته فعلا قد بدا عليه الضيق الشديد ..فرفعت نقابها ونظرت إليه بقلق وقالت متسأله:
          - مالك يا حبيبى فى ايه
          نظر إليها بضيق وقطب جبينه وقال منفعلا:
          - مش عارفه فى ايه ..أنتى فاكره نفسك بتنشدى فى الصحرا لوحدك ..صوتك واصل بره عندنا يا هانم
          أصفر وجهها وشحب وأتسعت عيناها وهى تضع يديها على وجهها ثم قالت بأحراج:
          - ينهار ابيض والله ما كنت واخده بالى ..ثم نظرت له معتذرة وقالت :
          - أنا اسفه يا حبيبى بالله عليك متزعلش مني
          هدأ قليلاً وهو عاقداً ذراعيه خلف ظهره وقال معاتباً:
          - أبقى خدى بالك بعد كده ..ثم مد يده ومسح وجنتها بظهر أنامله وقال بحب:
          - ما أنتى عارفه انا بغير عليكى أزاى يا حبيبتى حتى صوتك محبش أن راجل غيرى يسمعه
          عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت مداعبةً له:
          - ده أنت أرهابى بقى
          أمسك وجهها بين كفيه وأحتواها بعينيه ..ثم قال:
          - لو ده الارهاب فأنا أرهابى أصيل... ثم قبل جبهتها وقال مردفاً:
          - ولابس حزام ناسف كمان
          أبتسمت فى سكون وهى تمسك بيديه التى تحيط بوجهها فقال :
          - أخبار رجلك ايه
          نظرت له بدهشه وقالت:
          - كويسه الحمد لله بتسأل ليه
          مط شفتيه وقال:
          - انا بقول نعمل الفرح والدخله بقى علشان نكمل التمارين فى بيتنا براحتنا الواحد يا شيخه مش حاسس أنه بيشتغل بضمير فى العلاج
          أزاحت يديه ووضعت يديها حول خصرها قائلة:
          - كل ده وضميرك لسه مستريحش
          ابتسم وهو يرمقها بنظراته المتفحصه:
          - كل ده ايه ده انا حاسس انى مقصر.. يرضيكى يعنى ضميرى يعذبنى
          قالت وهى تعيد النقاب على وجهها مرة أخرى :
          - مقصر ..لاء خاليك مقصر الله يخليك وأفلتت من يده وعادة الى النساء مرة اخرى أكثر اشراقاُ وجاذبيه فهكذا هى الزهرة كلما لاقت حباً وأهتماماً وعنايةً كلما زادت اشراقاً وتألقاً وتفتحاً وعبيراً...تفيض على من حولها بشذاها
          أنتهت حفلة عقد القران وأستأذن بلال والد عبير أن يخرجا سوياً وخرج معها من منزلها اصابعهما متشابكة كما كان يحلم دائماً وهى تقول :
          - بلال أنا مكسوفه أمشى فى شارعنا وأحنا ماسكين ايد بعض كده
          - ليه يا حبيبتى هو انتى صاحبتى ده انتى مراتى
          ****************
          دفعت عزه عمرو بعيدا عنها بهدوء وقالت بارتباك :
          - ايه يا عمرو ده مينفعش كده على فكره
          نظر إليها بضيق وقال متبرماً:
          - ايه يا عزه أنا جوزك دلوقتى
          - يا عمرو دى اول مره نقعد فيها مع بعض ارجوك تراعى الحكايه دى
          أسند مرفقيه على مائدة الطعام امامه وقال معتذرا :
          - حاضر هراعى بس انتى كمان راعى أنى بحبك وأنى شاب زى كل الشباب وطول عمرى بشوف بنات وشباب وعلاقتهم مفتوحه كأنها مراته فى كل حته بمشى فيها فى البلد ورغم كده عمرى ما عملت زيهم عارفه ليه ..وقبل أن تجيب قال :
          - علشان بحبك وعمرى ما حبيت أنى ارتبط بواحده غيرك لا فى حلال ولا فى حرام مينفعش بقى تيجى بعد كل ده وتقوليلى مينفعش يا عمرو
          كادت عزه ان تبكى وهى تشعر بضغطه عليها بكلماته وأستعجاله للأمور بهذا الالحاح المتواصل ومحاولاته المستمره
          *************
          سار بلال بجوار عبير بمحاذاة كورنيش النيل متعانقة ايديهما متشابكة اصابعهما نظر لها ليرى بعض علامات الضيق والاضطراب ظاهرة بوضوح فى عينيها فقال:
          - مالك يا حبيبتى ايه اللى مضايقك
          - مش شايف المناظر يا بلال هى البنات دى مش مكسوفه وهى واقفه بالشكل ده طب مش خايفين من اهاليهم
          ...بلاش اهاليهم مش خايفين من ربنا طيب
          هز راسه باسى وكأن حديثها اثار شجونه وقال:
          يعنى انتى من مره واحده وقلتى كده وأضايقتى من المناظر اومال أنا أعمل ايه اللى على مدار حياتى شفت اضعاف اضعاف المناظر دى ده غير الاشكال اللى كنت بقابلها فى شغلى ايام ما كنت بشتغل فى مركز كبير بعد تخرجى وكان بيورد علينا رجاله وستات والحاجات اللى كانت بتتعرض عليا ساعتها ورغم كده الواحد كان بيستحمل وبيصبر وبيغض بصره عن الحرام
          قالت عبير بحنان:
          - وكنت بتقدر تستحمل كده ده ازاى يا حبيبى
          - علشان ربنا يا عبير ...كنت بصبر وبصوم كتير وبخرج طاقتى فى شغلى وفى المشى والحمد لله ربنا عصمنى
          ثم نظر لها وقال بحب:
          - مش كده وبس ..ده كمان كافأنى ورزقنى بزوجه صالحه زيك
          ابتسمت رغم الشجن الذى لمسته من كلماته وحاولت تخفيف ما أستعاده من ذكريات قد تضيق بها نفسه وقالت بمرح :
          - بس ايه يا عم الكاجوال الخطير ده الناس يقولوا ايه شيخ ولابس كاجوال
          نظر إلى ملابسه وقال بزهو مصطنع:
          - لا وكله كوم والتيشرت الفظيع ده كوم لوحده
          ضحك كلاهما وهم يسيرو عكس أتجاه الطريق ليعودا أدراجهم إلى منازلهم وتركوا خلفهم شباب متسكعه وبنات متخبطة فى شهوات الدنيا وملذات الحياه متسلقين زورقا للحب يتخبط بهم فى بحار عالية الامواج بعيدة القاع ذات اليمين وذات الشمال فهل يُأمل لهم النجاة وقد بعُد المرسى ...........
          *******************
          أستطاعت دنيا أن تتكيف على عالمها الجديد فلا تدخل ولا تخرج الا بصحبة والدتها وقد اشرفت والدتها بنفسها على شراء ملابسها الجديده فأختارت لها كل ما هو طويل وغير مكشوف وتغيرت طريقة لبس دنيا بالكامل مما جعل فارس يشعر انهما على بداية الطريق الصحيح وأنها من الممكن أن تغير فعلا وأنه أحسن الاختيار ...ولكنه لم يعرف أنها كانت تجاريهم فقط لتمر الازمة على خير وفى كل الحالات هى تحب فارس ولا باس عندها من الزواج به ..
          حاولت والدة فارس أن تجعل حفل كتب الكتاب فى منزلها نظرا لظروف وفاة والدها ولكن والدتها أصرت أن تسير الامور بشكل طبيعى وأن يتم كتب الكتاب فى بيتها للأشهار فى منطقة سكنها ...
          حضر عقد القران كل من عمرو وبلال وعبير وعزة ورغم المحاولات الكثيرة التى قام بها فارس لأصطحاب مُهرة معهم ولكنها رفضت بشدة بل وتصنعت المرض لكى لا تذهب معهم ...
          بعد كتب الكتاب أصرتا عزه وعبير على المغادرة فى سرعه فلقد كانت دنيا تتعامل معهم ببرود وبابتسامه خاويه من اى ترحيب مما جعلهن يشعرن بالوحدة فى بيتها وطلبا المغادرة بعد تهنئتها بالزواج بصحبة والدة فارس ...غادر الجميع وتركت والدة دنيا لفارس المجال أن يجلس مع دنيا قليلا على أنفراد بعد ان اصبحت زوجته قبل أن ينصرف هو الاخر بعد أن طبع قبلة رقيقة على وجنتها مودعاً أياها
          ومرت الشهور تلو الشهور وسنة يعقبها سنه تتسابق وتتلاحق وكأنها فأر يقرض فى عمر الزمن فى سرعة وخفة لا يشعر بها أحد وماهى الا أعمار تنتهى وأعمار تبدأ وحياة تنتهى وحياة تولد والفائز هو من استغل عمره فى حسن عمله ... حصل فارس فيها على الماجيستير وبدأ فى رسالة الدكتوراه فى همة عالية
          ورزق بلال من عبير باربع توائم دفعة واحدة وكأن الله سبحانه وتعالى قد صرف لها الاقدار ومنحها دفعة واحدة جوائزه وعطاياه كما لو كانت تزوجت منذ سنوات وهذه هى البركة التى لا يعلم عنها الكثير فى هذا الزمن
          وحاول عمرو اقناع والد عزه بأن يتم الزواج فى شقة والده ولكن والدها رفض نظراً لان لديه أخ صغير وهو محمود والذى كان قد أنهى الثانويه وألتحق بالجامعة هو ويحيى صديقة فكيف ستعيش عزه مع محمود فى منزل واحد فبائت المحاوله بالفشل وبدأ عمرو فى البحث عن شقة ايجار فى مكان قريب منهم
          وبدأت مُهرة فى مرحله جديدة وهى مرحلة المراهقه بعد أن أصبحت فى الصف الثانى الثانوى..ولكنها ظلت البنت العنيدة التى لا تستسلم بسهوله ولا تصمت على شىء تراه خطأ من وجهة نظرها وكانت تحاكى افعال فارس فى كل شىء بل وتتحدث مثله وتستمع إليه وتدون النقاط المهمة فى حديثه تحفظها عن ظهر قلب حتى أن الجميع كان يلقبها بالفارس الصغير .... كانت أنوثتها قد لاحت فى الافاق ولكن فارس لم يراها يوماً إلا طفلته الصغيرة العنيدة التى يفخر بها وبصدعها للحق دائما فى وجه المخطا لا تخاف لومة لائم

          *********************************************

          تعليق

          • omrody2005
            النجم الفضي
            • Dec 2005
            • 3217

            أم القادة فينك يا رب تكوني بخيييييير مش عادتك التأخييييير قلقتيني

            تعليق

            • omrody2005
              النجم الفضي
              • Dec 2005
              • 3217

              - كمان مش زى ما أنا فاهم ..ثم ضحك قائلا:
              - يعنى لسه مدوخك ومطلع عينك ..أومال عاجبنى ومش عاجبنى وبعتينى علشانه وهو ولا معبرك
              أستندت إلى ظهر مقعدها باستعلاء وهى تضع ساقاً فوق الاخرى وقالت بأستفزاز:
              - أنا مش هزعل من كلامك ده علشان مقدره حالتك كويس ..لكن متنساش مين هى إلهام ..انا محدش يقدر يقولى لاء ..لا عمرو ولا غيره ...وأنت مجرب




              بصررررررررررررررراحه أنا كنت هرجع سترك اللهم




              ظر إليها بضيق وقطب جبينه وقال منفعلا:
              - مش عارفه فى ايه ..أنتى فاكره نفسك بتنشدى فى الصحرا لوحدك ..صوتك واصل بره عندنا يا هانم


              ههههههههههههه عسسسسسسسسسسسسسسل ربنا يهنيهم



              ما شاء الله علي الجزء بتاعهم الله وأكبر مشاعر انتي في الرومانسي أحلي مشاعر



              هو ينظر إليها بشغف ويتأمل أحمرار وجنتيها الصافيه وعينيها الخجولة الناظرة إلى أى شىء وكل شىء إلا هو خوفاً من اللقاء ....ظل يتأملها قليلا فى صمت وعلى ثغره ابتسامة ناعمة تحمل كل الرضا والقبول
              خجل عبير يوم الرؤيه جعلني عامله كده وكأني قاعدة بينهم


              بسم الله ما شاء الله 4 أطفال الله وأكبر انا هعمل حصرررررررررر للتؤائم




              دفعت عزه عمرو بعيدا عنها بهدوء وقالت بارتباك :
              - ايه يا عمرو ده مينفعش كده على فكره
              نظر إليها بضيق وقال متبرماً:
              - ايه يا عزه أنا جوزك دلوقتى


              عزة فيييييييييين كف البوابين يا بنت اللي أنا علمتوهولك



              اييه ده هو كل العرسان بعد كتب الكتاب بيحصل لهم ايييييييييه

              تعليق

              • حكايات القمر
                مشرفة الصحة والتغذية
                • Jul 2009
                • 16410

                تسلم الايادي ام حمزة متابعين باهتمام ومحوشين الاسئلة للنهاية
                نفسي اعرف مصير دينا حيكون ايه ؟؟؟؟


                تعليق

                • سونه سعيد
                  النجم البرونزي
                  • May 2009
                  • 970

                  ماشاء الله مبدعه يا حبيبتى الواحد بيحس فى قصصك بطعم تانى خالص

                  تسلم ايديكى كملى يلا

                  تعليق

                  • { أم أنـــس }
                    كبار الشخصيات
                    • Mar 2007
                    • 18627

                    ماشاء الله اخت مشاعر

                    روووووووووووووووووعة وبشدة

                    سعيدة جدا جدا لعبير والدكتور بلال

                    وكمان عزة ربي هداها وعرفت الصح فين

                    والله يبارك بعمرو وما تضره الهام هاي استغفر الله منها حربااااااااااااااااء



                    بانتظار كبيييييير للنهايات

                    تعليق

                    • omomaima2
                      عضو نشيط
                      • May 2013
                      • 411

                      المشاركة الأصلية بواسطة omrody2005
                      أم القادة فينك يا رب تكوني بخيييييير مش عادتك التأخييييير قلقتيني
                      ام القاده وام اروي اكيد عملولهم حضر جوي في البيت

                      تعليق

                      • omomaima2
                        عضو نشيط
                        • May 2013
                        • 411

                        الحكايه خلاص تمة يابنات ماتكونو طماعين

                        تعليق

                        • omrody2005
                          النجم الفضي
                          • Dec 2005
                          • 3217

                          المشاركة الأصلية بواسطة omomaima2
                          ام القاده وام اروي اكيد عملولهم حضر جوي في البيت









                          المشاركة الأصلية بواسطة omomaima2;13351645
                          الحكايه خلاص تمة يابنات ماتكونو طماعين

                          ههههههههه دي راح تبتدي يا أم أميمه يا عكروووته

                          اللي جاااااااااااي فظييييييييييييييييييييييييييييييع علي العقول

                          تعليق

                          • dodo90
                            النجم البرونزي
                            • Aug 2008
                            • 634

                            اجزاء جديدة رائعة حبيبتى مشاعر سلمت يداكى
                            وفى انتظار الجديد

                            إرسلت من GT-I9300 باستخدام برنامج منتديات لكي النسائية

                            تعليق

                            • ام اروى 86
                              مربية ناجحة
                              • Apr 2013
                              • 1277

                              جميل جدا ما شاء الله
                              فعلا ما فى احلى من الحب الحلال
                              بورك قلمك الفياض يا مشاعر

                              تعليق

                              • مشاعر غالية
                                عضو
                                • May 2013
                                • 62

                                الفصل السابع عشر
                                طرقت مُهرة باب شقة فارس وهى تمسك بيدها بطفلين صغيرين لم يتما السنتين بعد ..أبتسمت أم فارس وتفتح لها الباب وتنظر إلى الولدين فى يدها وقالت وهى تنحنى لتأخذ واحدا منهما وتلاعبه:
                                - تعالى يا أم العيال أدخلى
                                دخلت مُهرة وهى تضحك لمداعبة أم فارس وجلست ووضعت الطفل على قدمها وأخذت تهزة وتأرجحه وهى تقول:
                                - اه والله يا طنط أنا حاسه انى انا أمهم فعلا
                                أعطتهم أم فارس أحد قطع الالعاب الصغيرة وهى تقول:
                                - من يوم ما شوفتيهم بعد ما أتولدوا وأنتى شايلاهم بصراحه يا مُهرة أنتى شلتى عبء كبير عن عبير
                                وضعت مُهرة يديها فى خصرها وهى تقول بمشاغبة:
                                - يا سلام مش ساعتها كنتوا بتقولوا صغيره ومش هتعرف تخالى بالها منهم وعزه مش مكفيها تاخد منهم واحد لا كمان كانت طمعانه فى اللى حطيت عينى عليه
                                ضحكت ام فارس وهى تقول باستغراب:
                                - هما طبق كشرى بتفرقى يابنتى دول أطفال صغيرة
                                - بس عرفت اخد بالى منهم ولا لاء
                                قالت أم فارس بإعجاب :
                                - بصراحه عرفتى وابصملك بالعشرة
                                دارت مُهرة ببصرها فى المنزل وهى تقول:
                                - هو فارس لسه مجاش من الشغل
                                ضربت أم فارس بيدها على جبينها وهى تقول متذكرة:
                                - الاكل على النار يخرب عقلك يا مُهرة نستينى نهضت واقفة وتابعت وهى فى طريقها للمطبخ:
                                - ده زمانه جاى هو ومراته ..عازمها على الغدا عندنا النهارده
                                مطت شفتيها بأمتعاض وهى تقول بصوت عالى :
                                - الله يكون فى عونك يا طنط أنا عارفه هتستحمليها ازاى
                                خرجت ام فارس من المطبخ ونظرت إلى مُهرة بعتاب وقالت:
                                - لاء يا مُهرة محبش أسمعك بتقولى كده لو فارس سمعك هيزعل أوى دى مراته برضه
                                لوحت مُهرة بيدها وهى تقول معترضه:
                                - لاء مش مراته دى خطيبته بس
                                أبتسمت أم فارس وهى تقول :
                                - لاء مدام كتب كتابه عليها تبقى مراته
                                قالت كلمتها الاخيره وعادت للمطبخ ثانية تكمل ما بدأته من طعام الغذاء ..وضعت مهُرة الطفلين على الاريكة وأخذت تلاعبهما وتضاحكهما ببعض الالعاب ثم وضعتهم على الارض يمرحان بألعابهم ووقفت تنظر لغرفة فارس التى اعتادت الدخول إليها يوميا وهو غير موجود فى البيت ... وقفت وسط الغرفة تتأمل المكان حولها وكأنها تدخل لاول مرة وفعلت كما تفعل يوميا ..جلست خلف مكتبه الصغير وفتحت احد أدراجه وأخرجت بعض من صورها الذى أُلتقطت لها وهى صغيرة ومازال فارس محتفظا بها فى درج ذكرياته كما يسميه...تأملت صورها قليلا وهى تبتسم تارة لصورتها بشعرها الاشعث المتناثر وصورة اخرى بملابس العيد الجديدة وصورة جمعت بينهما وهما ينظران لبعضهما البعض ويخرج كل منهما لسانه للآخر بمشاغبة وهى تحمل دميتها المفضلة باربى هدية فارس لها...أنتزعها من ذكرياتها صوت ثلاث طرقات على باب الشقه تعرفهم جيدا وتحفظ نغمتهم ..أعادت الدرج الى وضعه سريعاً وخرجت مسرعة فوجدت والدته قد سبقتها وفتحت الباب قبلها ورأت دنيا تدلف من الباب ونظرها مصوب بأتجاه مهُرة رغم أنها تقبل أم فارس وتصافحها ...دخل خلفها فارس يلقى السلام فوجد مُهرة واقفة مستندة على حافة باب غرفته المفتوحه
                                فابتسم لها وقال محذراً:
                                - عارفه لو لعبتى فى شغلى من ورايا هعمل فيكى ايه
                                قالت بأندفاع :
                                - لا والله ما لعبت فى حاجه
                                أبتسم فارس وهو يشير لدنيا موجهاً حديثه لمُهرة قائلا:
                                - مش هتسلمى على ابله دنيا
                                نظرت لها مُهرة فوجدتها تنظر لها ببرود وتبتسم لها ابتسامة صفراء فبادلتها نفس الابتسامه ونفس النظرة وهى تضغط كلمتها قائلة:
                                - اهلاً
                                نظرت لها دنيا بحدة وقالت:
                                - يصح بنت كبيرة كده تدخل اوضة راجل غريب هى مامتك مبتعلمكيش الحاجات دى ولا ايه
                                نظر لها فارس بضيق ولمعت الدموع فى عينيى مُهرة بينما قالت ام فارس وهى تنظر لها بجديه:
                                - هى مبتدخلش الاوضه وهو موجود
                                ثم تابعت بضيق:
                                - مُهرة غاليه عليا ومحبش حد يكلمها كده ابداً حتى لو كان فارس نفسه
                                عقدت دنيا ذراعيها امام صدرها وقالت بتهكم:
                                - يا طنط انا اللى مرات ابنك مش هيه
                                جذبها فارس من ذراعها برفق وقال بحسم:
                                - دنيا ..هنتكلم فى الموضوع ده كام مره مش خلصنا منه قبل كده ولا ايه
                                تحركت مُهرة بانفعال وهى تحبس دموعها وأخذت الطفلين وتوجهت بهما إلى الخارج واغلقت الباب خلفها بقوة وصعدت لشقتها
                                دخلت ام فارس المطبخ ودخل خلفها قبل راسها وقال معتذرا:
                                - أنا اسف يا أمى بالنيابه عنها معلش متزعليش علشان خاطرى
                                نظرت له أمه بعتاب وقالت :
                                - فهم مراتك ان مُهره زى بنتى واللى مبيحبهاش على الاقل يراعى انى بحبها وانها غاليه عليا
                                أحاط كتفيها وقال بحنو:
                                - ما انتى عارفه يا ماما ان مُهره غاليه عندى انا كمان وبعتبرها أختى الصغيرة ونفسى والله دنيا تحبها بس مش عارفه هى واخده موقف عدائى منها كده ليه
                                لاحت ابتسامة واثقة على شفتيها وقالت:
                                - انا بقى عارفه
                                رفع حاجبيه متعجباً وقال:
                                - عارفه ايه يا أمى
                                ربطت على كتفيه قائلة:
                                - مش وقته دلوقتى روح يالا اقعد معاها لتتقمص زى المره اللى فاتت وتاخد بعضها وتمشى
                                قبل راسها مرة أخرى وخرج من المطبخ متوجهاً إليها لم يجدها فى الصاله الخارجيه بحث بعينيه سريعاً فوجدها بداخل غرفته دلف خلفها فوجدها تنظر يمنةً ويسره وكأنها تبحث عن شىء ما لا تعرفه فقال:
                                - فى ايه بتدورى على حاجه ؟
                                كانت تظن أن مُهرة ربما تكون قد تركت لفارس رسالة أو شيئاً من هذا القبيل فى غرفته ولكنها قالت له :
                                - ابداً مفيش هو انا يعنى اللى اوضتك متحرمه عليا ولا ايه
                                لفها إليه ورفع راسها ينظر إليها وقال :
                                - دنيا ..أنتى اللى محرمه نفسك عليها ..هو فى حد يقعد كاتب كتابه 3 سنين
                                أزاحت يديه وقالت حانقةً:
                                - يوه بقى يا فارس انت كل ما تشوفنى تكلمنى فى الحكايه دى وبعدين ماهو عندك صاحبك عمرو مش ده برضه كتب كتابه معانا تقريبا ولسه مدخلش لحد دلوقتى
                                حاول فارس أن يتحكم بأعصابه وكتم غضبه حتى لا تستمع والدته لما يحدث بينهم فأخفض صوته وقال بضيق:
                                - وأحنا مالنا ومال عمرو وبعدين هو لو عليه كان زمانه دخل من زمان لكن ده من ساعة ما كتب كتابه وزى ما يكونوا بينتقموا منه فى شغلوا ومبهدلينوا فى مشاريع بره القاهره حتى مراته مبيشوفهاش غير مرتين تلاته فى السنه ...
                                و زفر بقوة ثم تابع قائلاً:
                                - وبعدين هو عنده مشكله فى الشقه لكن أحنا الشقه اللى هنتجوز فيها موجوده أهى وأنتى وافقتى لما كتبنا الكتاب وقلتى معندكيش مانع نقعد هنا
                                شعرت دنيا بالتوتر يسود بينهم وشعرت أن فارس غضبه يتصاعد فحاولت من تخفيف حدة النقاش قليلاً فغيرت نبرة صوتها وجعلتها أكثر نعومة وقالت:
                                - يا فارس ما أنت عارف ظروفى ده بدل ما تتفهم حالتى النفسيه بعد وفاة بابا الله يرحمه وبعدين مش أحنا كنا متفقين لما تخلص الدكتوراه علشان مفيش حاجه تعطلك عن الرساله وتخلصها بسرعه
                                وقبل أن يجيب سمع والدته تناديه من الخارج ..خرج إليها مسرعاً فقالت:
                                - الغدا خلص تعالى حط الاطباق معايا على السفرة وبعد كده تكملوا بعيد عن البيت
                                أنا وحده عندى الضغط ومش ناقصه حرق دم
                                *********************

                                أستيقظ بلال من نومه وهو يتململ فى فراشة نظر فى ساعته بعين مفتوحه وأخرى ..مغمضة هب واقفاً فى سرعة ليلحق بصلاة العصر فى المسجد ..توضأ وبدل ملابسه وسريعاً للخارج فوجد عبير تجلس بجوار والدته ويتسامران ..نظر لها بعتاب وقال:
                                - كده برضوا يا عبير ..أنا مش منبه عليكى تصحينى قبل الاذان بربع ساعه
                                نهضت وقالت معتذره:
                                - اسفه والله يا حبيبى كنت هدخل اصحيك من شويه والكلام خدنا انا وماما
                                نظر إلى والدته وهى تحمل طفله الصغير على قدمها وتلاعبه فقال وهو ينظر حوله:
                                - الله أومال فين باقى الولاد نايمين ولا ايه
                                ضحكت والدته وهى تقول:
                                - لا مش هنا اصلاً واحد مع عزه وأتنين مع مُهرة
                                نظر لهم متعجباً وأتجه إلى الباب وهو يتمتم:
                                - واحد مع عزه وأتنين مع مُهرة انا مش عارف هما دول ولادى ولا علبة ألوان
                                ألقى السلام وخرج وأغلق الباب خلفه متوجهاً للمسجد
                                جلست عبير وهى تحمل الطفل عن أم بلال وهى تقول:
                                - والله يا ماما أنا ما كنت عارفه هعمل ايه فى العيال دى لوحدى لولا أن ربنا من عليا بعزه ومُهرة وأنتى كمان يا ماما بتتعبى معانا اوى ربنا يخاليكى لينا
                                ربطت ام بلال على كتفها برضا وأردفت تقول:
                                - انا مكنتش مستغربه من عزه لانها كبيرة ماشاء الله وتقدر تخلى بالها من طفل صغير اللى كنت مستغربه منه بجد هى مُهرة ...تعرفى يا عبير لما شفتها فى فرحك حسيت أن البنت دى هتبقى قريبه مننا أوى وحسيت انى اعرفها من زمان ولما ولدى وجبتى الاربعه ماشاء الله صممت تيجى تقعد معاكى وأمها بصراحه مقالتش لاء ...وفى أسبوع واحد كانت أتعلمت تتعامل مع العيال أزاى وتديهم الرضعه وتنيمهم والعيال كمان أتعلقت بيها أوى ..بس تعرفى يا عبير أمها كمان بتحبك أوى
                                ابتسمت عبير وهى تقول:
                                - أم يحيى دى غلبانه اوى يا ماما هى اللى شايله بيتها على كتفها جوزها اصلا بيخرج الفجر مبيرجعش غير بعد نص الليل ولا يعرف حاجه عن ولادوا ومكبر دماغوا ..لما كلمتها عن الصلاة لقيتها ياعينى متعرفش حاجه ومن ساعة ما اتعلمت وهى مواظبه عليها وبتحبنى أوى من ساعتها
                                أبتسمت لها أم بلال وقالت بحنان:
                                - انتى يا عبير بترضى ربنا علشان كده ربنا بيحبك وبيخلى الناس الكويسه كلها تحبك وتتعلق بيكى يابنتى
                                عاد بلال من المسجد فوجدهما فى مكانهما كما تركهما ..دخل وأغلق الباب خلفه ينظر غليهم بابتسامة وهو يردد دعاء دخول المنزل ..
                                - بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى ربنا توكلنا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                                أقبلت عبير عليه بابتسامه فقبلها على جبينها وأتجه إلى أمه وقبل كفها وحمل عنها طفله الصغير فقالت عبير :
                                - ثوانى هحضر الغدا ..أوقفها نداء زوجها فالتفتت إليه متسائله فاقترب منها قائلاً:
                                - صليتى العصر
                                قالت بسرعة وهى تستدير للتوجه للمطبخ مرة أخرى:
                                - لاء لسه هحضر الغدا وأروح اصليه
                                جذبها من ساعدها برفق وقال:
                                - تعالى يا عبير عاوزك فى كلمتين
                                أخذها ودخل بها غرفتهم وأغلقها خلفه ...أستدار لها ينظر إليها وأبتسم وهو يقترب منها ويتحسس وجنتها بأنامله فى رقة وقال :
                                - على فكره انا زعلان منك أوى يا حبيبتى
                                قطبت جبينها وقالت بلهفه :
                                - ليه يا بلال أنا عملت ايه
                                قال وهو مازال يداعب وجنتها برفق:
                                - مش ملاحظه يا عيون بلال انك من ساعة ما ربنا رزقنا بالاولاد وانتى بتأخرى الصلاة
                                خفضت نظرها فى خجل وقالت :
                                - معاك حق يا حبيبى بس والله بيبقى غصب عنى ...بعمل حاجات كتيرة والولاد وشغل البيت بيخلونى باخرها غصب عنى
                                قبلها على وجنتها قائلا:
                                - روح قلبى ..أنتى عارفه كويس أن مينفعش نقدم اى حاجه على الصلاة مهما كانت الحاجه دى ايه ..عارفه لو أول ما سمعتى الاذان سبتى كل اللى فى ايدك وروحتى أتوضيتى وصليتى ...
                                هترجعى تلاقى الحاجه بتتعمل بسهوله ويسر أكتر من لو أخرتى الصلاه علشانها ...يعنى لو سبتى الطبيخ وروحتى صليتى هترجعى تكملى وأنتى مرتاحه والاكل هيطلع فيه بركة من ربنا ...
                                لو بداتى تتهاونى فى مواعيد الصلاه يا عبير هتلاقى نفسك يوم ورا يوم بتصليها قبل الوقت اللى بعدها بخمس دقايق وواحده واحده هتسيبى النوافل والسنن لانك بتصليها يدوب على الوقت
                                وواحده واحده هتلاقى نفسك بتجمعى الصلوات مع بعض ....ماهو الشيطان مش هيجى يقولك مره واحده كده سيبى الصلاه لاء..ده هيجبهالك واحده واحده الاول تأخريها وبعدين تسيبى السنن وبعدين تجمعى الصلوات وبعد كده الله اعلم ...وأنا عارف أن حبيبتى هتاخد بالها بعد كده ولو الولد بيعيط حتى ...صلى وانتى شايلاه مفيهاش حاجه
                                أبتسمت عبير وهى تمسك بيده التى سكنت على وجنتها قالت بحب:
                                - ربنا يخاليك ليا يا حبيبى ...انا مبسوطه بيك اوى يا بلال ..لو كنت اتجوزت راجل مش ملتزم كنت هلاقى مين ينبهنى ويقولى الكلام ده وبالطريقة دى
                                أبتسم وهو ينظر لعينيها وقال بحب:
                                - لا اعملى حسابك مش كل مره هتكلم بالطريقة دى ..المره اللى جايه فى ضرب ومش أى ضرب ده هيبقى ضرب بضمير وطبعا أنتى عارفه ضميرى ..فاهمانى
                                ضحكت عبير وهى تحمل الطفل قائلة:
                                - الا عارفه أنت هتقولى على ضميرك برضه ..انا هروح بقى اصلى وبعدين أحضر الغدا
                                لحق بها عند باب الغرفه وقال:
                                - لا بلاش تدخلى المطبخ
                                ألتفتت له بدهشة وقالت متعجبة :
                                - ليه
                                قال بحب وهو يمسح على شعرها:
                                - بغير عليكى من عيون البوتاجاز
                                ضحكت عبير وأحمرت وجنتيها وخرجت مسرعة توضأت وصلت العصر وأعدت الطعام كأحسن ما يكون.. ولم لا فلقد بثها حناناً فأطعمته جمالاً..جعلها ملكةً فوضعته على عرش قلبها وتوجتةُ حاكماً وملكته صكوك غفرانها
                                *******************************
                                أخذت عزة الهاتف وسحبت السلك خلفها ودخلت غرفتها وأغلقتها خلفها وهى تضع سامعته على أذنها وتسندها بكتفها وابتسامتها واسعة ثم قالت بصوت خفيض:
                                - وحشتنى
                                قال مداعباً:
                                - أيه الجرأة دى كلها وحشتنى مره واحده ..الله يرحم اللى كانت قاعده جنبى يوم كتب كتابنا ومكنتش عاوزانى ألمسها اصلاً
                                أحمر وجهها وقالت بعتاب:
                                - كده يا عمرو طب انا غلطانه مش هقولك حاجه تانى
                                قال بسرعة :
                                - لالالالالا بهزر معاكى يا شيخه أنتى ايه ما بتصدقى علشان تمنعى عن الدعم السنوى
                                أتجهت إلى فراشها وهى تحمل الهاتف وكأنها تحمل فلبها بين يديها بعنايه وجلست عليه وقالت بشوق:
                                - بجد يا عمرو هتيجى أمتى وحشتنى جدا جدا جدا
                                أستلقى على فراشه ووضع يده تحت راسه وقال بهمس:
                                - وأنتى كمان يا حبيبتى وحشتينى اوى بس غصب عنى والله بس عموماً هانت كلها أسبوعين وتلاقينى عندك وساعتها بقى يا جميل هبقى عاوز عشره يكتفونى زى الراجل ابو عضلات ده اللى بيقعد فى المولد يقول عاوز عشره يكتفونى وبعدين يعيط ويقول وعشرين يفوكونى
                                - اسبوعين يا عمرو لسه أسبوعين كمان وياترى بقى زى كل مره هتيجى يومين وتمشى تانى
                                أراد عمرو ان يغير مجرى الحديث فهو يعلم انها ستبكى بعد قليل كعادتها وتطالبه بترك شركته التى أتعبتها شوقاً له منذ عقد قرانه عليها فقال :
                                - فاكره يا وزه يوم كتب الكتاب عملتى فيا ايه بقى فى عروسه تسيب جوزها زعلان وتقعد تاكل هى
                                ابتسمت وقد تذكرت ذلك اليوم وقالت :
                                - هو انا يعنى كنت باكل جوع انا كنت بهرب منك أنت مكنتش شايف شكلك ساعتها
                                ضحك ضحكات رنانه أختلج لها قلبها وقال:
                                - بصراحه معاكى حق أنا كنت عامل زى القطر اللى من غير سواق
                                وضحك مرة اخرى وأختلج قلبها وخفق مرة اخرى وهى تستمع لمغازلاته وأشواقه وأنهت المكالمه كما تنهيها كل مرة هاتفةً:
                                - عمرو أنت مش مؤدب ..
                                وتضع سماعة الهاتف بارتباك وقد تلون وجهها وتنهض مقطبةً جبينها وهى تتوعده فى داخلها بنفس العباره..
                                - ماشى يا عمرو مش هكلمك تانى بالليل ولو أتصلت مش هرد عليك....
                                ************************************************

                                وفى الليل دخل فارس فراشة وأستلقى فى أرهاق شديد ..أمسك جبينه بيديه يشعربألم شديد فى رأسه ...نهض مرة أخرى وجلس خلف مكتبة الصغير يبحث عن حبات مسكنة للصداع تناول واحدة منها وشرع فى أإلاق درج مكتبة مرة أخرى فوقع بصره على الصور الفوتوغرافية الصغير مبعثرة داخله فأبتسم وقد علم أن مُهرة كانت تشاهدها وأغلقت الدرج سريعاً بحيث بعثرت ما به ...أعادها بعناية كما كانت سابقاً وهو يحاول أن يذكر نفسه بأن يحضر ألبوماً للصور لكى يحافظ عليها من أى اهمال قد يصيبها فهى تمثل حقبة مهمة من حياته منذ أن كان صبياً فى الحادية عشر من عمره ووُلدت مُهرة فى غياب والدها وحملها طوال الليل بعد أن اهمالها الجميع فكان الجميع منشغلاً فى والدتها التى أُصيبت بنزيف حاد بعد ولادتها وأعطتها له والدته يحملها ويرعاها ووضعت بجوار كوب به ماءاً مختلطاً بالسكر ليسقيها حتى تعود إليه لتأخذها منه ونسيها الجميع معه...كان يسقيها تارة ويتأملها تاره ويدور بها فى الغرفه حتى يسكت بكاؤها الذى لم يطل كثيراً وأخذ يفكر فى اسم يليق بملامحها البريئة حتى بزوخ فجر يوم جديد كان قد أستقر على أسمها الجديد والذى استقاه من أسمه وقد كانت مُهرة ..أنتزعه صوت هاتفه النقال من عالمه الخاص وابتسم وهو ينظر لاسم المتصل وأجابه على الفور:
                                - حظك حلو لسه كنت هعمل الموبايل صامت وهنام
                                ضحك عمرو وقال مداعباً:
                                - والله وعرفنا الموبايلات والصامت والحركات ربنا يخاليك لينا يا شارع عبد العزيز
                                ضحك فارس لدعابته وقال :
                                - والله عمرك ما هتتغير ده أنت تستحق البهدله اللى أنت فيها
                                زفر عمرو بقوة وهو يقول:
                                - وأى بهدله يا فارس أنا مش عارف هو انا مهندس ولا متهم وواخدينه كعب داير
                                - وأنا مش عارف أنت متمسك بالشركة دى كده ليه طالما مطلعين عينك
                                - أعمل ايه بس يا فارس منا دخت على شغل كتير مش لاقى حتى نص المرتب اللى باخده من الشركه دى
                                - خلاص بقى أستحمل ومتشتكيش
                                - انا متبعبش من الشغل وأنت عارف انا بس مضايق علشان عزة كل ما أكلمها الاقيها مضايقه من كتر سفرى والشحططه اللى أنا فيها وعماله تزن عليا علشان أسيب الشغل وانا بصراحه مش ناوى أسيبه الا لما الاقى حاجه أحسن
                                - بصراحه معاها حق انا لو منها أصمم مش عارف هى ليه بتسمع كلامك
                                ضحك عمرو وقال بثقة:
                                - يابنى أنا محدش يقدر يقف قدام جاذبيتى ...واردف قائلاً:
                                - وبعدين خلاص هانت بابا كلمنى وقالى أن فى شقة على اول شارعنا هتفضى قريب وإيجارها معقول أوى وهو ظبط مع صاحب البيت خلاص ...المهم أنت عامل ايه وهتدخل أمتى لما تخلل ولا قبلها بشويه ؟!!!
                                نظر فارس أمامه وقال بحسم:
                                - خلاص يا عمرو انا مش هستحمل أعذارها أكتر من كده كبيرها معايا شهرين اخلص فيها الرسالة ومش هقبل أى تأجيل تانى خلاص
                                تحدث قليلاً مع صديقه وعاد إلى فراشة مرة اخرى مستعداً للاستغراق فى نوم عميق ولكن عقله كان شاردأً فى علاقته بدنيا ووضع امامه علامات استفهام كبيرة ..هل حقاً هى التى تؤجل الزفاف بدون اسباب مقنعه ام هو الذى كان يوافقها على أسبابها تلك وكأنه يرحب بالتأجيل ...كيف ستسكن فى شقة واحدة مع أمى وهما مشاعرهما متنافرة تجاه بعضهما البعض لن يستطيع أن يترك امه وحدها مهما كانت الاسباب وخصيصاً أن أمه أمرأة خلُوقة لا تؤذى احداً بلسانها ولا بافعالها ولا تتطفل على احد ولن تسبب لهما أى ضيق فى حياتهما الزوجية هى فقط تريد من يرعاها ويذكرها بدوائها ويتسامر معها قليلا حتى لا تشعر بالوحدة فهل هذا كثيراً عليها فى مثل هذا العمر ....
                                *************************************
                                وفى الصباح خرجت مُهرة لتذهب لمدرستها ولكنها توقفت فجأة أمام باب شقة فارس ولمعت عينيها بفكرة مراهقه مثلها ..صعدت مرة اخرى أربع درجات من السلم للخلف ووقفت تنتظره فهو يذهب إلى عمله صباحاً فى هذا التوقيت وقفت أكثر من ربع ساعة حتى سمعت مقبض الباب يدور من الداخل والباب يفتح فتصنعت النزول وكأنها قابلته صدفه ...أبتسم لها قائلاً:
                                - صباح الخير يا مُهرة رايحه المدرسة ؟
                                أبتسمت فى خجل وقبل أن تجيبه وجدته قطب جبينه وهو يقول بجدية:
                                - ايه ده يا مُهرة الحجاب صغير كده ليه
                                وضعت يدها على أطراف حجابها ونظرت إليه وقالت:
                                - مش صغير ولا حاجه ده كبير بس بلفوا بطريقة معينه زى صحباتى ما بيعملوا
                                حك ذقنه قليلاً ثم طرق باب شقته ففتحت والدته ونظرت لهما دهشة وهى تقول:
                                - ايه يابنى نسيت حاجه ولا أيه
                                أشار إلى مُهرة وقال بضيق:
                                - أه نسيت نسيت أخد بالى منها بقالى بفترة طويله ..خديها يا ماما لو سمحتى جوه خاليها تظبط حجابها
                                وقفت مُهرة أمام المرآه تعدل من حجابها سريعاً وهى تتمتم متبرمة:
                                - يا طنط كل صحابتى بيلفوا طرحتهم كده
                                كانت والدته تنظر إليها فى صمت وشرود وهى تتحدث وتمط شفتيها وتتمتم فى ضيق وتحرك يديها فى سرعة لتثبت دبابيس الحجاب جيدا حتى أنتهت وألتفتت إليها قائله:
                                - ها كده كويس
                                أومأت لها والدته وقالت :
                                - أيوا كده كويس يالا بقى علشان متتأخريش على مدرستك اكتر من كده
                                ألقى نظرة سريعة على حجابها وأستدار ليخرج متوجهاً لعمله وهو يقول:
                                - هجبلك النهارده وأنا راجع خمارات لف ...شغل الطرح ده مش عاجبنى
                                حملت مُهرة حقيبتها وخرجت تعدو لتلحق بمعاد المدرسة وأغلقت الباب خلفها ظلت أم فارس تنظر إلى الباب المغلق واجمةُ وبداخلها مشاعر كثيرة ودت لو كانت مخطأةُ فيها ...
                                **************************************

                                تعليق

                                يعمل...