بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
= الزواج من الأرامل والمطلقات سنة متبعة في المجتمع الاسلامي =

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
= الزواج من الأرامل والمطلقات سنة متبعة في المجتمع الاسلامي =
ونتيجة لتطبيق الأحكام الشرعية ، بما فيها أحكام الزواج ، وصل المجتمع الإسلامي الى قمة الرقي التي لم يصلها أي مجتمع آخر في التاريخ . ففي ظل تطبيق الإسلام ، تيسرت كافة الوسائل المتعلقة بالزواج ، واختفى التبرج من المجتمع الإسلامي ، واختفت الفواحش واختفت الدعوة إليها أيضا . فكان المجتمع الإسلامي بحق أرقى مجتمع عرفه التاريخ وعرفته البشرية . ومن المؤشرات القوية على رقيه ونهضته ، نظراته العملية المستنيرة إلى مختلف جوانب الحياة ، ومنها نظرته إلى مسألة الزواج ، فقد كانت إيجابية جدا ، وسهلة سلسة ، نظرة تحث كثيرا على النكاح ، نظرة لا ترى غضاضة في زواج المطلقة والأرملة فور انتهاء العدة ، وإن تكرر الطلاق والترمل وبالتالي الزواج ، وسوا ء أكان لهما أطفال أم لم يكن ، بل وأكثر من ذلك السماح بالتعريض والتلميح بالزواج ، أثناء العدة ، لكل من المطلقة طلاقا بائنا والأرملة . فالمجتمع الأسلامي ينظر لزواج الأرملة والمطلقة نظرة ارتياح ، كنظرته إلى أي زواج آخر . نظرة تقر للرجل أن يجمع بين أكثر من زوجة الى أربع في وقت واحد ( تعدد الزوجات ) ، كما تقبل منه أن يعرض ابنته أو أخته على أهل الإسلام للزواج منها سواء أكانوا متزوجين أم لا . وتقر نظرة المجتمع للمرأة أن تتحرك في طلب النكاح ، فتعرض نفسها على أهل الصلاح من المسلمين ، عزابا كانوا أم متزوجين . نظرة تشجع على تخفيف المهور وتيسير أمرها ، حتى لو كان المهر فقط تعليمها شيئا من القرآن الكريم ، نظرة تحضّ على تكثير النسل وتفخر به ، نظرة تأمر الحاكم والجماعة والأفراد بالحثّ على النكاح والسعي فيه . كل ذلك ساهم في الإقبال على الزواج ، وانتشاره على أوسع نطاق ، وبذلك وبتطبيق بقية أحكام الإسلام ، سادت السكينة والطمأنينة في المجتمع كله . وسهّل كل ذلك على المسلمين حمل الدعوة الإسلامية إلى مختلف الشعوب والأمم لإخراجها من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام .
إذا في ظل تطبيق أنظمة الإسلام وأحكامه لم تكن المطلقة والأرملة تعاني ، ولم يكن الترمل والطلاق يشكل مشكلة في المجتمع الإسلامي مطلقا ، بل كانت الأرملة ومثلها المطلقة تقبل على الزواج بعد إنتهاء عدتها من زوجها المتوفى ، أو بعد انتهاء عدة طلاقها . وكانت نظرة المجتمع لهما نظرة عادية جدا كغيرهما من النساء ، ولم يكن وجود أولاد عندهما يشكل عائقا أمام زواجهما .
وعليه فالقاعدة في المجتمع الإسلامي ، أنه عندما تكثر الأرامل كما في حالات الجهاد في سبيل الله مثلا ، أن يسارع الرجال للزواج منهن ، وهو الأمر الذي فعله الصحابة والتابعين ، رضي الله عنهم ، بحيث أصبح الزواج من الأرامل عرفا محببا في المجتمع الإسلامي . كيف لا وقد رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم يسارع بالزواج منهن ، كما سمعوا قول الله تعالى : ( وانكحوا الايامى منكم ) ومعنى ايامى أي من لا زوج له من ذكر وأنثى . وقد أقبل الصحابة والتابعين على الزواج من الأيامى ، من مطلقات وأرامل بحيث لا يكادوا يدعوا امرأة واحدة بدون زوج ، بل يسارعون إلى الزواج منها بغية رعايتها ورعاية أطفالها معها ، إن كان لديها أطفال ، وكسب الثواب ونوال رضوان الله سبحانه وتعالى ودخول الجنة . هذا هو مجتمع الرسول عليه السلام والصحابة ، رضي الله عنهم ، مجتمع التراحم والتكافل حتى في الزواج . وهو أفضل مجتمع فهم الاسلام ومقاصده ، فينبغي للمسلمين ، في جميع العصور ، أن يتخذوا من هذا المجتمع النموذج الراقي الذي يحذون حذوه ويقتدون به .
2- واليوم في المجتمعات الراهنة التي يعيش فيها المسلمون ، في ظل غياب تطبيق أنظمة الإسلام عنها ، انقلبت الأمور رأسا على عقب ، وأصبحت الأرملة تعاني ، والمطلقة تعاني ، والبكر تعاني ، والكل يعاني من مشاكل شتى كما هو مشاهد ومحسوس في بلاد المسلمين . فتطبيق الإسلام رحمة للمسلمين ، كما هو رحمة للعالمين .
وفي غياب تطبيق الإسلام والعيش الطبيعي في ظله نشأت عادات بالية وتقاليد مستهجنة كثيرة في بعض أوساط المسلمين ، مثل انتشار فكرة عدم تحبيذ الزواج من المطلقة والأرملة ، ومنها منع الأرملة من الزواج ثانية واعتبارها ملكية خاصة لأهل زوجها يتحكمون بها كما يشاؤون ، فيتدخل أبو الفقيد واخوته وأقاربه ، تحت حجج واهية لا يقرها الإسلام ولا يقرها العقل السليم ، لمنعها من مواصلة حياتها في كنف زوج آخر تجد عنده المودة والرحمة والكفالة المادية والمعنوية . وإذا كان عندها أولاد كان المنع أشدّ . وفي أحسن الأحوال يتدخلون ليفرضوا عليها الزواج من شقيق زوجها المتوفى أو أحد أفراد عائلتهم ، وان لم تكن تريده زوجا لها . وبعضهم يعتبر الأرملة المتقدمة في السن التي تريد الزواج ، ( متصابية ) ، وقد يبالغ البعض ويعتبر زواجها عملا غير أخلاقي ، متجاهلين مختلف حاجاتها ومنها الحاجة النفسية إلى الصحبة والتراحم ووجود أليف يؤنس وحدتها . كما أن كثيرا من الأرامل اليوم أصبحن يخشين من الزواج ثانية خوفا من نظرة المجتمع المجحفة بحقهن والتي تسلقهن بألسنة حداد .
ويحسن بنا ، في هذا المقام ، التذكير بأن الأرامل المتقدمات في السن كنّ يتزوجن على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام وما تلاه من عهود الخير . ومن الأمثلة على ذلك سودة بنت زمعة رضي الله عنها ، فها هي تتزوج وهي في الخامسة والخمسين من عمرها ، والذي تزوّجها هو رسول الله عليه السلام . فينبغي للأرملة المتقدمة في السن أن تتوكل على الله سبحانه وتعالى وألا تسمح لليأس بالتطرق إلى نفسها ، ولها في رسول الله عليه السلام وفي أم المؤمنين سودة بنت زمعة ، رضي الله عنها ، خير اسوة .
3- لقد حدّد لنا الإسلام طريقة خاصة في الحياة ، وفرض علينا أن نسلكها ، قال تعالى : ]وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [ . [ الأنعام : 153 ] .
وعندما كانت الأمة الإسلامية قوية ودولتها قائمة ونظامها مطبقا كانت هذه الطريقة في الحياة موجودة على أرض الواقع ، ممثلة بأنظمة الإسلام وأحكامه كلها ، وكانت الأمة محصنة من أي اختراق ، وكان المسلمون في مختلف عصورهم يستسيغون جميع أحكام الإسلام ويطبقونها ، بما في ذلك أحكام النكاح ، وبما في ذلك زواج الأرملة والمطلقة ، سواء كانتا ذواتي أولاد أم لا .
فصلاح وفلاح الأمة يكمن في تطبيق أحكام الإسلام كلها ، ومهاجمة هذه الأحكام إنما هو كفر بالله عز وجل ، وخدمة لأعداء الإسلام ، وإتباع للهوى .
فحتى تتغير الثقافة السائدة في بعض الأوساط والمعادية لزواج الأرامل والمطلقات ، وحتى يتغير واقعنا السيء كله الذي نعبشه اليوم ، وحتى تعود الأمة خير أمة أخرجت للناس ، وحتى تتبوأ موقعها الذي أراده الله لها ، باعتبارها أفضل الأمم وآخر الأمم ، وحتى تنهض من جديد ، عليها أن تتمسك بهذا الإسلام العظيم ، عقيدة وشريعة ، وتعود للحياة الإسلامية بإقامة المجتمع الإسلامي ، الذي يوحد الأمة ، ويطبق الإسلام عليها ، ويحمله رسالة الى العالم كله حتى يشاهد الناس عظمة الإسلام وأنظمته أحكامه على أرض الواقع ، فيدخلوا في دين الله أفواجا كما دخلوه أول مرة .
* فعملا بقول الله سبحانه وتعالى :-
] ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [ . [ النحل : 125 ] .
* وعملا بقول الرسول عليه الصلاة والسلام :-
( بلغوا عني ولو آية ) . صحيح البخاري – ك أحاديث الأنبياء – ب ما ذكر عن بني إسرائيل ، "3461 " . فصلاح وفلاح الأمة يكمن في تطبيق أحكام الإسلام كلها ، ومهاجمة هذه الأحكام إنما هو كفر بالله عز وجل ، وخدمة لأعداء الإسلام ، وإتباع للهوى .
فحتى تتغير الثقافة السائدة في بعض الأوساط والمعادية لزواج الأرامل والمطلقات ، وحتى يتغير واقعنا السيء كله الذي نعبشه اليوم ، وحتى تعود الأمة خير أمة أخرجت للناس ، وحتى تتبوأ موقعها الذي أراده الله لها ، باعتبارها أفضل الأمم وآخر الأمم ، وحتى تنهض من جديد ، عليها أن تتمسك بهذا الإسلام العظيم ، عقيدة وشريعة ، وتعود للحياة الإسلامية بإقامة المجتمع الإسلامي ، الذي يوحد الأمة ، ويطبق الإسلام عليها ، ويحمله رسالة الى العالم كله حتى يشاهد الناس عظمة الإسلام وأنظمته أحكامه على أرض الواقع ، فيدخلوا في دين الله أفواجا كما دخلوه أول مرة .
* فعملا بقول الله سبحانه وتعالى :-
] ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [ . [ النحل : 125 ] .
* وعملا بقول الرسول عليه الصلاة والسلام :-
- ورغبة فيما عند الله من الأجر والمثوبة .……….
- ودعوة للإقتداء بالصحابة والصحابيات رضي الله عنهم ...
- ومساهمة في مواجهة الهجمة الغربية الشرسة وغير الأخلاقية ................
- ونشرا للثقافة الإسلامية الأصيلة في مقابل الثقافات المسمومة الدخيلة ........
- وحثا على عودة المجتمع الإسلامي حيث تسود القيم السامية ...
- وتصحيحا لكثير من أذواق العامة المخالفة للشريعة .…
- وبيانا لسهولة ويسر الزواج في ظل الإسلام ...…
أعددت هذه الحلقات العلمية بهدف التشجيع على الزواج من النساء الارامل والمطلقات .
أسأل الله تعالى أن يجعلها من العلم الذي ينتفع به ، وأن تكون في ميزان حسناتي ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
( عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا مات الإنسان ، انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة ، إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) . صحيح مسلم – كتاب الوصية – باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته ، " 1631 " .
وأسأل الله عز وجلّ أن يكون ما أكتبه هو من باب العلم الذي ينتفع به ان شاء الله تعالى .
يتبع
تعليق