السؤال الأول

س / كلمه توجهينها للام الفلسطينيه؟

أختي في الله .. أم الأبطال ..أحييكِ بتحية الدنيا والجنة ، لا أدري من اين أبدأ ..أمن الألم أم من الأمل.. وأنا أحب أن أبدا من الثانية .. وثقتي بكِ أنكِ معي في هذا التوجه .. لأن جيل التحدي والنصر ، له مجموعة من الخصائص والمواصفات ، ومنها الاستبشار والثقة بأن النصر للإسلام قادم وإن طال الزمن ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم ستهم البأساء و الضراء و زلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله إلا أن نصر الله قريب ) .

وهنا نحن نرى البأساء والضراء قد ظهرت وتجمع الشرق والغرب علينا وعليكم ، وبلغ بنا وبكم الضيق مبلغة .. هدمت البيوت .. سفكت الدماء .. وقُـدم الشهداء من الأبناء وفلذات الأكباد .. إلا أن هذا الظلام أن يتبدد و يأتي بعده النور .. وها نحن قد بدأنا نرى بصيصة يظهر من بيت المقدس وأكناف بيت المقدس .. نسأل الله أن يعجل بالفرج .. ويأتي بالمخرج .ومع ذلك فلن يأتي الفرج إلا إذا حققنا الهدف الذي خلقنا من أجله .

أختي الحبيبة : لقد خلقنا الله جل وعلا لعبادته ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ومن مقتضيات العبودية لله عز وجل ، العمل لدينه ، ونصرة شريعته ، ومن لوازم هذا الجهاد في سبيل الله عز وجل .. ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم ) وطلب منا أن نجاهد جميعاً فقال لنا : ( انفروا خفافاً وثقالا. وجاهدوا بأموالكم و أنفسكم في سبيل الله ) وهذا يحتاج منا إلى بذل وتضحية وتجرد وإخلاص .
واعلمي يا أختاه بأنا كمؤمنين اشترى الله تعالى منا أنفسنا وأموالنا ، ونتيجة هذا وهو أمل كل مؤمن إذا فعل ذلك ( بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ) إنها بشرى البيع المضمون ، ربح البيع .. ربح البيع .
أنها سلعة الله الغالية ، إنها الجنة .
والجهاد هو التجارة الرابحة العظيمة ، التي تنجي من عذاب اليم ، وتكون سبباً في غفران الذنوب ، ودخول الجنة تجري من تحتها الأنهار ، ومساكن طيبة في جنات عدن وإن لم يكن هذا فالثانية إذن ..( وأخرى تحبونها نصر من الله . وفتح قريب . وبشر المؤمنين ) .

أختي في الله .. نبينا صلى الله عليه وسلم اعتبر الجهاد في سبيل الله أفضل الأعمال بعد ( الإيمان بالله ورسوله ) كما في الحديث المتفق عليه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه .
وبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن روحة وغده في سبيل الله ( خير من الدنيا وما فيها ) كما في الحديث المتفق عليه ، عن انس رضي الله عنه.
وفي حديث مسلم عن سلمان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ) .

يا للهول .. كل هذا الخير والفضل والأجر الجزيل يناله هذا الذي يجاهد في سبيل الله ، فأين المؤمنون ، أين المسلمون .. أين تجار الآخرة ، أين أحباب الله ورسوله أين الزاهدون في الدنيا والآخرة … أين عشاق الجنة .. أين من رضي بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً …

فليشمروا عن ساعد الجد والجهاد ابتغاء رضوان الله والفوز بالجنة . وهو أمل الجميع .. وواجب الجميع .. ولا عذر لأحد أبداً ..

فيا أختاه .. أي عزيزتي .

أصحيح هذا الذي بدأنا به ، لا شك أنه صحيح ، فالعزاء إنما يكون لمن خسر الآخرة ، وضيع العمل الصالح ..وكـان من سيرة السلف الصالح ، إنهم إذا را و أحد إخوانهم قد قصَّر في العمل الصالح ، كترك صلاة الجماعة.. ذهبوا غليه يعزونه .. أما صاحب الرضى فلا ..

أختي في الله يا من أنتِ إما أم شهيد أو أخت شهيد أو زوجة شهيد أقول لكِ الشهادة إكرام من الله تعالى للشهيد ( ويتخذ منكم شهداء) فهي عملية اصطفاء واختيار … فل الأمر ليس هيناً ، أنه يتعلق باتخاذ الله عز وجل ، ويالها من حاله إكرام ورفعة .. ( بل أحياء عند ربهم يرزقون ) .. إنها البشرى .. ومن ثم أمنية كل مؤمن أن يختم له بها

أخي إن نمت نلقاء أحبابنا فجنان ربي أعدت لنا
وأطيارها رفرفت حولنا فطوبى لنا في ديار الخلود
اللون لون الدم ، ولا ريح ريح المسك ، ويتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات ، لما يرى من الكرامة .. يغفر له كل ذنب إلا الدين ، يرى مقعده من الجنة يشفع لسبعين من أهل بيته .. يتقلب في حلل الكرامة ، فهو في خير وإلى خير ، لسان حال كل واحد منهم ..( فزت ورب الكعبة ) .
فزغردي للشهيد كما قد اعتدنا ذلك ، من كثيرات من أمثالكن فإن الشهيد قد زفَّ إلى الجنة ، وحوله الحور العين ، سنقول لكِ يا أم الشهيد هنيئاً لكِ شهادة ولدك ، مبارك عليكِ هذا الذخر المبارك ، ليوم لا ينفع فيه مالاً ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، والدنيا فانية ، والموت حتمي .
من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد

ولطالما أنه لابد من الموت ، فليختار المرء الميتة العزيزة الشريفة ، وأعزها وأشرفها ، الموت في سبيل الله . إذا كان لابد من البكاء ، فلنبكي على أنفسنا ، حيث إنا لا ندري كيف سيُختم لنا .

يا أختي .. الفاضلة : وقد مسحتي دمعتك ، وخف حزن القلب الذي لابد منه ، من باب الواقعية ، رغم الفرح والسرور والسعادة بحسن الختام ، وهذا ليس تناقضاً .. تذكري أن كل شهيد إنما هو وتد يدق في جبين النصر ، ومعلم من معالم الطريق الذي ينتهي بالعز والكرامة والرضى ، الشهيد مسمار جديد في نفس العدو … فيجب علينا في عالم الصراع أن نغذي هذه الروح ، ولا بديل عنها .. سنة الله ، وصبغة الله .

يا أختي :

إن المرأة هي صمام الأمان في بث هذه الروح ، ونشر هذه الفضيلة وتشجيع هذا الخير ، لأنها إن لم تفعل ذلك كان الذي يكون منها بحكم العاطفة الخوف على من حولها ، والحرص عليهم ، والقلق على مستقبلهم ، والحذر من مغبة الأيام ، فيكون الأمر سلبياً مقعداً مثبطاً ابعثي روح الأمل والجهاد والفداء ، ولتكن الخنساء بمواقفها لكنَّ شعاراً ، ورمزاً ، منهجاً ، ومناراً ، وشعلة طريقا .

وهي التي قدمت أربعة من أولادها شهداء في سبيل الله .. وقالت قولتها التي تسطر بماء الذهب ، وتكتب بصحائف من نور .. ( الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم ، وأسأل اله تعالى أن يجمعني بهم في مستقر رحمة ) . وها أنتِ اليوم أختي المرأة المسلمة في فلسطين تشكلين خنساء العصر فإنا قد سمعنا عنك الكثير والكثير ، سمعنا أنكِ تدفعين أبنائك للجهاد في سبيل الله ، وإذا بلغكِ نبأ استشهاد أحدهم زغردتي وكأنكِ تودعي عروس، سمعنا عن صبرك وثباتك وتصميمك على مواصلت السير في درب الجهاد حتى وإن كثرت المحن فالجوع والعطش والحصار لا يثنيكِ عن هدفكِ بل تواجهينها بثبات واحتساب فجزاكِ الله خيراً وجعل كل ذلك في موازين حسناتك .

أختي الحبيبة في فلسطين :إنكِ تخرجتي من مدرسة الجهاد ويالها من مدرسة تعلم خريجيها ماذا تعني الكرامة ؟ وماذا تعني التضحية في سبيل الدين ؟ وماذا يعني الموت من أجل الإسلام ؟ علمتكِ مدرسة الجهاد أن الأرواح ترخص في سبيل الإسلام .

عزيزتي في ثالث الحرمين ومسرى النبي وأولى القبلتين : إعلمي أنكِ قد وضعتي قدمك على طريق النجاة وإن كان محفوفاً بالمخاطر إلا أن نهايته الجنة . فاثبتي و أستمري .. وربي أبنائكِ على الجهاد ..وإغرسي حبه في قلوبهم .. ليسطروا لنا تاريخاً مشرقاً بعد أن أظلم ردحاً من الزمن .

وأعلمي أختي الحبيبة أن أول شيء يجب غرسه في قلوب أبنائك هو توثيق صلتهم بالله ..وتعليمهم كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.. ثم بعد ذلك بث روح الشجاعة في نفسه .. واسترخاص النفس في سبيل الدفاع عن الدين

إن إعداد ( مشاريع الشهادة ) إنما هو مهمة الجميع ، وعلى كل المستويات واختلاف المواقع .. ولكن تبقى المرأة صاحب الخبرة والتجربة والمعاناة .. هي الأساس في بناء العزة والكرامة لهذه الأمة .. لما لها من التأثير الكبير في جميع أفراد المجتمع بدأً بأبنائها ومروراً بمن حولها وإنتهاءً بزوجها .. وهذه أمانة من خلالها تتجلى حقائق في هذا الميدان .. تشع نوراً في كل زاوية من زوايا ( بيت الأمة ) .

فالله .. الله .. أن لا يخفت هذا النور ، مهما كانت المبررات .

أختي .. رفيقة درب الجهاد ..

أعداء الأمة كثروا .. وتداعو عليها من كل حدب وصوب كما تداعي الأكله على قصعتها ، بكل وسائل العداء والتخريب والإفساد ، والهجمة الشرسة تحتاج منا إلى مقاومه وجهاد .. علماً بأنا لسنا قلة .. وأخطر ما يواجهنا ( حالة الغثائية ) التي فسرها الحديث الحسن الذي في سنن أبي داود : بأنها ( حب الدنيا ، وكراهية الموت ) .. والفداء والتضحية علامة أمل على عزة هذه الأمة ، وحب الشهادة عنوان على خروجنا من حالة الغثائبة ، إلى حالة ( البنائية ) .
هذا هو الذي يخيف أعدائنا ، ويرهبهم ، ويقلقهم .. لذا ركزوا حربهم على الجهاد .. والمجاهدين .. وشنوا عليهم حملة مسعورة ، ووصفوهم بأبشع الأوصاف .. وما هدفهم إلا أن يضربونا في مقتلنا ، حتى يأمنوا وكل ذلك بأسم السلام ، السلام ، السلام … ولا سلام .

وفي الختام .. أختي أمل البناء ..
لا بد لي وأنا أودع القلم ، أن أُسطر كلمات الوفاء لدماء الشهداء ، عهداً مع الله تعالى ، أن لا نذل ، ولا ننتكس ، ولا نتخاذل ، ولا نتراجع . سنثأر لكن لرب ودين ونمضي على عهدنا في يقين إلى نهاية المطاف .
النصر .. أو الشهادة .بإذن الله تعالى .

السؤال الأول

علماً انه تم الرد عن كل عضو برد خاص والسؤال المطروح باللون الأحمر والجواب باللون الأزرق …

– أم عائشة :
اتمنى ان يفيدنا الشيخ الفاضل فى موضوع تربيه الاطفال وتشويقهم للدين وكيفيه اغراس حب المنافسه للامور الدينيه والاخلاقيه باسلوب محبب للاطفال وتعليم الام كيفيه التربيه
وكيفيه التعامل مع عقول الاطفال افادكم الله وعزز خطاكم بالنجاح.

من الوسائل المفيدة في غرس حب المنافسة في الأمور الدينية والأخلاقية:
1- إعلاء منزلة الدين لديهم من خلال طريقة تعامل الأم مع أمور الدين؛ فإذا لمس أولادها تعظيمها لذلك تحقق لديهم تعظيم أموره.
2- تعليمهم محاسن الدين الإسلامي، وأثره في تحقيق النجاح والفلاح في الدنيا قبل الآخرة.
3- الحذر من مواجهة رغباتهم بأنها ضد الدين، فهذا قد يولد لديهم الكراهية والنفور، ويمكن للأم توجيههم إلى بدائل أخرى وتشعرهم بأن هذه البدائل تجمع لهم بين تحقيق ما يريدون ومحبة الله لهم.
4- الاعتناء بإبراز القدوات الصالحة والمناسبة لدى الأولاد وإبعادهم عن القدوات السيئة.


قد يعجبك أيضاً ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *