السؤال العاشر

س/ هو عن هذه الأمة التي ضعفت وتهزز بنائها تجاه هذه القضية الشائكة فكيف السبيل إلى حلها ؟وكيف نستطيع أن نتغلب على أمورنا الدنيوية الخاطئة في الأمور الدينية ؟وكيف السبل لتربية جيل إسلامي بدون تزييف؟

أنت تحملين مشاعر معبرة عن حرقة على الوضع الذي تعيشة الأمة الإسلامية اليوم ولكن في سؤالك إشارة إلى نوع من اليأس …

أولاً : يجب إن تعلمي أن طبيعة الصراع بين الحق والباطل سنة من سنن الله عز وجل ولا يمكن أن تزول ولا تنتهي .. ولله عز وجل حكم كثيرة في ذلك منها : تمحيص المؤمنين الصادقين وكشف المنافقين الكاذبين ومنها : رفع درجات المؤمنين بابتلائهم ومنها اتخاذ الشهداء وهي منزله لا يصل إليها إلا القليل ممن أختارهم الله …

فانظري ما مدى المصلحة المتحققة من هذه الأوضاع .
ثم أعلمي وثقي أن النصر أتي لا محالة وهذا وعد الله وهو لا يخلف الميعاد ولكن له أجل .. وهذا الأجل عند الله عز وجل فهو ينزل النصر متى يشاء ولو شاء الله سبحانه وتعالى لنصر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في مكة في بداية الإسلام .. لكنه – لحكمة يعلمها سبحانه – لم ينصر محمد صلى الله عليه وسلم إلا بعد مرحلة من الجهاد والهجرة والابتلاء وهكذا فالله وحده يعلم متى يكون النصر لأن هناك عوامل للنصر لا بد من تحققها وأهمها أن يكون المؤمنون أهلاً للنصر ( يا آيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) أما السبل لكي نربي جيلاً إسلامياً بدون تزييف ونتغلب على أمورنا الخاطئة فلا بد من أن يبذل كل واحدٍ منا ما يستطيع في تحقيق ذلك وهي مسألة ليست بالأمر الهين وإنما تحتاج إلى جهد ووقت وكما أننا نعمل فإن الأعداء يعملون جاهدين على صرف الأمة عن دينها ولا بد أن تعلمي وتستيقني أن الله عز وجل لا يحاسب على النتائج وإنما يحاسب على العمل فليست العبرة بالنتيجة التي يصل إليها الإنسان لأن الهداية بيد الله وإنما العبرة بالمدى الإخلاص والعمل ..فإذا أدى أحدنا دوره وقام بواجبة حتى وإن كان وحده فإنه يكون قد أبراء ذمته ..

ومن الوسائل العامة التي يجب علينا القيام بها لتربية جيل إسلامي بدون تزييف :

1/ العمل على إيجاد طليعة إيمانية ربانية له مجموعة من الخصائص

– صحة العقيدة : بالتربية العلمية الربانية الصحيحة ومنها عمق الإيمان .

– التربية على التجرد والإخلاص لله جل وعلا .

– التربية على الشعور بالمسئولية

– التربية على الإيجابية ، والعيش في حركة الحياة فالمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خيراً من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم .

– التربية على الوسطية دون إفراط أو تفريط

2/ الخروج من حالة العبثية والارتجال إلى التخطيط والدراسة والترتيب .

3/ العمل المتواصل وهذه من خصائص النهوض بالأمة .

4/ العمل على مقاومة ( القابلية في الذوبان في الأخر ) ( قابلية الإستعمار ) ( تقبل الإستعباد ) التربية على أساس الشخصية الإسلامية المستقلة التي تعتز بقيم الأصالة بقيم الكتاب والسنة .

5/ بذل الجهد لأجل إيجاد الوحدة الإسلامية وبعث مقوماتها في أوساط المجتمعات الإسلامية ، وحرب كل ما يضر بهذه الوحدة الإسلامية من عصبيات إقليمية أو مذهبية أو مناطقيه أو قومية أو غير ذلك .

إحياء فريضة الجهاد بكل أنواعه :

– جهاد السيف وله أحكامه وضوابطه

– جهاد الدعوة والتعليم والتربية .. وله ميادينه وساحاته .

– جهاد المال ببذله في سبيل الله .. لأجل النهوض بالأمة وتربية الأجيال على الإسلام .

– جهاد القلم .. وله مجالاته المتعددة

– جهاد الإنترنت .. وله تأثيره الملموس ، إذا استخدم في خدمة الدين .

7/ إيجاد إعلام إسلامي مواكب بتأسيس المجلات والجرائد الإسلامية .. إلى غير ذلك من الوسائل المتعددة للوصول إلى جيل إسلامي فريد .

وبالجملة فالالتزام بالإسلام جملة وتفصيلا .. وقولاً وعملا .. والإستقامة على الدين من دون انحراف كل ذلك يصب في بناء جيل قوي مسلم على لبنات متينة من العلم والعمل والصبر والمال والإخلاص والسلطة الرادعة للرد على من يريد هدم البناء وتكديره وتزييفه .

السؤال العاشر


– Sss:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف أخلي أبي أن يمتنع عن رؤية الحرام .

البلاء بالنظر الحرام خطير ولعل من علاجه تذكر الأضرار العظيمة لإطلاقه والفوائد الجليلة لغضه ، فمن إضرار إطلاقه :
– أن فيه اشتغال بحب الصور عن حب الله ، والقلب وعاء لا يجتمع فيه أكثر من حب .
– عذاب القلب بحب الصور .
– الانشغال عن مصالح دينه ودنياه فليس شيء أشد تضييعا لمصالح الدين والدنيا من عشق الصور ، أما مصالح الدين فلأنها منوطة بالقلب فإن انشغل لم يكن لتلك المصالح مكان ، ومن ضاعت مصالح دينه ضاعت مصالح دنياه .
– حب الصور يفسد الذهن ويكثر من الوساوس .
– أنه بريد للعشق والزنا .
– ومن أعظم أضراره أنه انتهاك صريح لمحارم الله .

أما فوائد غضه فمنها :
– فيه امتثال لأمر الله عز وجل (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ)
– يمنع من وصول السهم المسموم إلى القلب .
– يورث القلب أنساً بالله واجتماع شتاته على محبة الله وعبادته .
– أنه يقوي القلب ويفرحه .
– أنه يلبس القلب نوراً وبراً .
– أن غض البصر ينتج فراسة صادقة .
– أنه يورث القلب شجاعة .
– أنه يسد على الشيطان مداخله إلى القلب .
– أنه يفرغ القلب للانشغال لمصالحه .
– أن بين القلب والنظر طريقاً يوصل بينهما فإن صلح القلب صلح النظر ، وإن صلح النظر صلح القلب ، والقلب بصلاحه يصلح الجسد كله .
هذا شيء مما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى في الجواب الكافي حول غض البصر وفوائده وأضرار إطلاقه .
وأما العلاج فيكون بـ:
– تذكر هذه الأضرار والفوائد .
– البعد عن مواطن التعرض للنظر المحرم كالمجلات والتلفاز والأسواق ومواقع الإنترنت السيئة.
– الحزم مع النفس في البعد عن المواطن وقطع النظر مباشرة إن وقع على محرم، فقد سأل جابر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال له :”اصرف بصرك” .
– الاعتناء بالعبادة وتلاوة القرآن وملء القلب بمحبة الله وخشيته .
– تذكر مراقبة الله واطلاعه فهو (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ).


قد يعجبك أيضاً ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *