السؤال الرابع

س/ في ظل الظروف التي نعيشها ما هي الرسالة التي توجهينها لكل سيدة في المجتمع الإسلامي?

و ما هي النشاطات التي يمكن للمرأة القيام بها غير الدعوة?

أن ظروف الأمة التي نعيشها هذه الأيام ، ظروف في غاية الصعوبة والتعقيد وإن صح التعبير فإننا في عنق الزجاجة … والعداء يضرب اطنابه على كل المستويات ، من مؤامرات اقتصادية كبرى تمثلت في الانخفاض الرهيب لأسعار البترول وكل المنتجات التي تصدر من بلاد أمتنا ، إلى ذلك الذي هو حادث مجاعات جماعية .. .. إلى الغلاء .. إلى البطالة .. إلى غير ذلك، وكذلك على المستوى العسكري والدموي والتخريبي .. وكذلك على المستوى الاجتماعي والأخلاقي .. في الحقيقة ، نواجه اليوم كأمة تحديات لا يستهان بها على الأطلاق ولو واجهت إي أمة ما واجهت أمتنا لحدث لها الفناء ، أو على الأقل الإقعاد ..

ولكن رغم هذا فإن الأمة على قيد الحياة ، وبشائر الخير والنصر تلوح في الأفاق هنا وهناك ، فالصحوة الإسلامية المباركة المترامية الأطراف في أصقاع الدنيا ، إلى انتصارات البوسنة والهرسك ، إلى صمود الشيشان ، إلى ذلك الجهاد المعطاء على ارض فلسطين ، إلى النجاحات السياسية التي نجحت في بعض بلدان الأمة ، إلى المشاريع الاقتصادية التي ترفع الرأس في كثير من منتجاتها كبعض البنوك الإسلامية ، إلى ثقافة إسلامية أدبية راقية تنشر في مكاتب العالم .. إلى غير ذلك مما يصعب حصره .

فيا أيتها السيدة المسلمة نقول لك : حتى لا نقع في اليأس ، فاليأس لا يمثل حالة الإيمان الحق على الإطلاق .. إنه حالة الضعف التي يجب أن نتحرر منها ونعيش حالة الأمل المستمر .. لان الأمور بيد الله تعالى ن

وكما يقول الشاعر :

ما بين رمشه عين وانتباهها يغير الله من حال إلى حال
والثقة بوعد الله ونصرة ،

فلا ينبغي أن تكون مرسومة في أذهاننا وقلوبنا ، لا تغيب عنا لحظة ..

أيها الأخت الفاضلة : وهذا الأمل والثقة بنصر الله تعالى ، لا يعني التوكل والخمول ن وبث روح القعود والكسل .. بل الأمر على العكس من ذلك .. يتطلب منا بذل الجهد ، وتسخير كل ما نملك من مواهب وإمكانيات ، لاجل النهوض بهذه الأمة ، والارتقاء بمستواها على كل المستويات ، وحسب قواعد وضوابط الشريعة .. وهذا هو المفهوم الحق ( التوكل على الله ) .. أخذ بالسبب مع الثقة بالله تعالى .

كما يجب أن تتذكري .. أيتها السيدة الفاضلة ..
إن دور المرأة دور كبير في هذه التحديات يمكن أن نجمل هذا الدور ونلخصه في الأتي :

1/ أنت مدرسة ، فلا يفوتك هذا المفهوم أبداً ولهذا أمامك دور رائد في هذا الميدان .. أنت تخرجين القادة والأبطال والرواد.. فحذار أن تفرطي في هذا الدور العظيم الموكل بك .. فالله الله في الأجيال التي بين يديك .. أن تعملي على تنشئتهم على طاعة الله وحب الرسول وكثرة ذكر الله تعالى ، وتعليم المعاني الربانية ، والتربية الجهادية ..

2/ إذا صلحت صلح نصف المجتمع ، وصلاح النصف الثاني نتوقف في أكثر فروعة على صلاحك أيضاً .. فالله .. الله أن تؤتى الإسلام من قبلك بقصور أو فساد أو معصية ..

3/ بثي روح التضحية في سبيل الله عز وجل فيمن حولك ، بثي هذا في أبنائك ، اغرسيه في زوجك ، شجعي على هذا إخوانك ، أشيعي هذا في بنات جنسك ، من أقرباء وأصدقاء وجيران .

4/ الجهاد الروحي ..ضرورة من الضروريات التي تلزمنا في كل وقت أما اليوم فاشل تأكيداً ، نظراً لظروف المرحلة والتحديات القائمة .. ( فلا تنسي سلاح الدعاء ).. ( سهم الغيب ) .. في أوقات السحر ، عقب السحر ، بين الأذان والإقامة ، بعد طاعة لله جل وعلا ، أثناء نزول المطر ..

5/ المال هو عصب الحياة ، ومحرك القضايا ،( والجهاد المالي ) ، بما فيه من أجر وثواب عند الله تبارك وتعالى .. فلا يجوز لنا أن ننسى هذا الواجب .. فنتبرع لإخواننا المجاهدين والمنكوبين ، وندعم حركة الخير أينما كانت ، وحيثما حلت ، ومهما تنوعت .. كل هذا لمواجهة هذا الواقع .. وهذا ( أي المال ) .. أحد أسلحة المواجهة ..

وبناءً عليه تقللي من الكماليات ، التي عادت تصاحب حياة كثير من سيدات عصرنا ، نقلل من هذا ، للإكثار من الأول .. فلو ادخرنا جزءاً من هذا في باب الكماليات لحققنا الذي يراد من الفقرة السابقة .

السؤال الرابع


2…..عندما يتفق الوالدان على عدم اقتناء التلفزيون قي البيت , كيف يتعاملون مع أبنائهم عند زيارة الأقارب الذين يملكون التلفزيون ؟؟
وكيف يشرحون خطأ الأقارب في اقتناء التلفزيون دون التأثير على نظرة الأطفال لأقاربهم واحترامهم لهم مع العلم أن هؤلاء الأقارب قد يكونون الجد والجدة والعم والخال؟؟
كيف ننقد تصرف الأقارب أمام الأطفال في الوقت الذي نريد لأطافلنا أن يحترموهم , ما صفة تعاملهم-الاطفال- مع هؤلاء الأقارب العاصين ؟؟
كيف نوفق بين احترامهم لهم ورفض معاصيهم من اقتناء أدوات اللهو او الإختلاط او السفور مثلا …..؟؟؟؟


هذه المواقف من الأمور الصعبة، ومن المشكلات التي تواجهنا في تربية أولادنا، وهي تتجاوز الأقارب إلى المدرسة والشارع …إلخ.
والأمر يحتاج إلى التسديد والمقاربة، وتقليل فرص تعرض الأطفال لذلك، من خلال ترتيب أوقات الزيارة، والحرص على إشغالهم فيها قدر الإمكان، بحيث تكون أوقات تعرضهم لهذه الأجهزة محدودة.
كما أنه ينبغي السعي لإزالة الآثار السلبية الناتجة عن مشاهدتهم لها، والإنصات لهم حين يتحدثون عما شاهدوه، واستغلال ذلك في إقناعهم بأثرها السيء.
ومع ذلك نحتاج أن نعود الطفل على أن يحترم أقاربه ويقدره ولو وقعوا في الخطأ، ويمكن أن نعلمه الآيات التي جاءت في كتاب الله بشأن البر بالوالدين المشركين، وما ورد في السنة من ذلك.
بارك الله فيكم


قد يعجبك أيضاً ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *