السؤال الحادي عشر
س5/ أتمنى أن ترشدينا نحن الأمهات والآباء إلى كيفية تربية أبنائنا تربية إسلامية صحيحة
وواعية في ظل هذه العولمة والعادات الغريبة التي تزحف الينا؟
على الأم واجبات وأعباء ثقيلة ، وإن أخلت بها ، أخلت بالتربية ونسفت البناء من أساسه ، فالتربية ليست عبارات منمقة رنانة ، و إنما هي بناء رصين منها أن تكون الأم متربية تربية إسلامية حتى تعرف كيف تربي ولدها التربية الإسلامية وقد قيل أن الولد يربى قبل ولادته بعشرين عاماً ، قيل كيف ذلك ؟ قالوا : يكون ذلك بتربية وأمه وأبيه ، فبقدر ما يكون الخلل بتربية الأبوين يكون الخلل بتربية الأبناء ، فالأم الواعية العارفة بزمانها وما يحيط بها من شر وخير تعرف كيف تقوم بهذه التربية من ناحية الأبناء من الغذاء الفكري والروحي اللذان يبنيان على الكتاب والسنة ومن هذه التربية :
1/ تقوى الأم ومخافتها من الله سبحانه وتعالى .
2/ كثرة الدعاء لله سبحانه وتعالى في سائر الأوقات بأن تكون ذريتها من الصالحين فقد كان الصالحون يدعون لأنفسهم وأبنائهم قال سبحانه عن إبراهيم عليه السلام : (و اجنبني وبنيا أن نعبد الاصنام ) ( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ) .
3/ أكل الحلال فإن فيه البركة والخير للذرية .
1) التربية التلقينية وتبدأ حين يأخذ الطفل بالنطق فالأم عليها بالعبارات الطيبة وتبتعد عن كل سوء فينشأ في جوفه الاستقامة .
2) وحين يبلغ الطفل سن الخامسة تبدأ الأم بالتربية التعليمية والفكرية من معرفة الخير والالتزام به ومعرفة الشر
وتجنبه .
3) وحين بلوغ الطفل السنة السابعة تبدأ التربية العملية والمحاسبة بشفقة ورفق على العمل كما قال – عليه الصلاة والسلام – عن الصلاة : ( مروهم وهم أبناء سبع و اضربوهم عليها وهم أبناء عشر ) .
4) ثم بعد السابعة تستمر التربية العملية والمحاسبة مع إضافة ما يستجد من فكر وتغيّر إلى السنة العاشرة ، فيكون بعد ذلك النظام فيه شيء من الشدة بالمحاسبة وإذا لم يجد ذلك تستخدم أساليب أخرى من الضرب المؤدب الغير مؤلم .
5) ومن التربية عدم مناقشة الأم والأب أمام الأولاد ، مما ينزع الهيبة والاحترام من تقدير الوالدين وعدم طاعتهم .
6) أن يكون الأم والأب قدوة صالحة للأبناء والبنات لأنهم يتأثرون بسلوك آبائهم وأمهاتهم ، والدعوة بالقدوة هي من أكثر الأساليب تأثيراً على الآخرين خاصةً إذا كانوا في البيت . ولا ننسى قصة أم سلمة مع النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية ، حينما أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم أن يبدأ بنحر هديه وحلق رأسه فقام الصحابة جميعاً بالإقتداء به مع أنهم كانوا في بداية الأمر في غاية الضجر .
1) أن يحصنوهم في الجانب العقدي ،والجانب السلوكي والأخلاقي .
أ ) أما بالنسبة للجانب العقدي فيكون التحصين فيه
1/ غرس العقيدة الصحيحة من خلال قراءة كتب العقيدة ودراستها والتسلح بها .
2/ مراقبة قراءة الأولاد حتى لا تقع في أيديهم بعض الكتب التي تهدم العقيدة وتثير الشبهات دون أن يكون الولد قد تسلح بما يستطيع به أن يفند تلك الشبهات .
3/ معرفة أصدقاء الولد فالصاحب ساحب ولا ننسى أن مؤسسات الصيد من النوادي والجمعيات المشبوهة تكثر في هذه الأيام .. فالحذر .. الحذر من أن يقع هذا الابن فريسة لهذه البؤر الضالة .
ب) تحصين الجانب السلوكي والأخلاقي وهذا يقتضي من الأم والأب ما يلي :
الانتباه من مخاطر الأفلام .. والجرائد والمجلات الخليعة والبرامج الفاسدة في التلفزيون ..خصوصاً ما يبث في ما يسمى بالفضائيات ويكون البديل عن ذلك كله باشغاله بالروايات الإسلامية .. والأفلام المفيدة .. والكتب النافعة .أخيراً ينبغي على المربي أن يعرف ما يستجد من أحداث وكيفية مسايرة العصر بحيث لا يخل بالتربية الإسلامية .