السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن قررت العودة أخيرا لنظام حياة صحي رائع ... فجأة وأنا أتصفح هذا المنتدى المدهش ولأول مرة ..
اتصلت على مطعم بيتزا وطلبت بيتزا وسط.. أكلت منها –أثناء تصفحي- أربع قطع كاملة .. في العادة آكل قطعتين وأشبع –واذا حبيت آكل حتى ما اجد نَفَس- فآكل ثلاث قطع !!
اليوم وعلى غير العادة أنهيت قطعتي الرابعة وأنا أتنفس بصعوبة .. وفكرت ... أعلم جيدا أنني أعاقب نفسي ...
فلماذا أعاقبها؟!!
..
.
فكرت أيضا.. ربما لو كتبت يومياتي بانتظام سأشعر بدافع قوي وبشئ من الحماس .. حسنا سأبدأ من اليوم ان شاء الله..
طيب .. أشعر بكآبة غير طبيعية .. وكأن هناك ثقلا فوق صدري .. أشعر بــ هم ٍ وحزن وفشل وألم .. ألم , ألم, ألم ..
...
..
ولكن الجيد في الموضوع أنني ما زلت قادرة على تمييز مشاعري وفهمها ..
فأنا أعلم مثلا أنني منزعجة من طفلتي الصغيرة .. فمجرد أن عدّلتُ جلستي ووضعت أصابعي على الكيبورد حتى أكتب .. وازعاجها لم ينتهي .. فقد ابتكرت لعبة جديدة .. وهي أن تضع قروش معدنية من احدى ألعابها على حروف الكيبورد وكلما كتبت.. أصطدم بقرش معدني وأعطيها إياه .. لتعود الكرة مرة أخرى ..
أخيرا قررت أن أرمي قروشها الصغيرة في الهواء علّها تفهم .. ولكن!! .............
..
.
قبل ثواني صرختُ عليها بعد أن فاض الكيل .. والآن أشعر بتأنيب ضمير غير اعتيادي .. وربما من جربت الأمومة منكن سوف تفهمني جيدا ..
.
.
حسنا.. أعلم أيضا أنني متضايقة جدا من زوجي .. هذه نقطة ثالثة ..
..
.
النقطة الرابعة ولها كل الأهمية ... أنني سجلت اليوم بنادي واكتشفت أنه لا يُسمح لي إلا بدخول كلاس واحد فقط في اليوم ..
بصراحة أصبت بخيبة أمل شديدة بعد أن كنت بقمة حمااااسي وشهيتي لممارسة التمارين الرياضية .. ولُمت نفسي لأنني تسرعت بالتسجيل في النادي قبل السؤال عنه جيدا ..
هذه هي النقطة الرابعة !!
...
.
أيضا كنت أعلم أنني في الأيام الماضية أهملت في صحتي وطريقة أكلي كثيــــــــــــــرا وكنت بين فترة وأخرى أراقب صعود وزني المفجع ...
بداية ً... بعد ولادة طفلي الثاني –عمره الآن سنة وثلاث أشهر – بدأت بخطة بطيئة المدى مؤكدة النتيجة وهي عبارة عن حمية صحية لا أحرم نفسي فيها أبدا .. آكل كل شئ بحكمة واعتدال +رياضة ..
خلال سنة وشهر بالتمام.. نزل وزني 21 كيلو غرامات بالتمام .. وبعدما كان وزني 85 كلغ .. أصبح 64 كلغ .. كل هذا وبدون حرمان .. وأنا بمنتهى السعادة والنشاط والاكتفاء .. لم أشعر بيوم من الأيام بأي حرمان إطلاقا..
بعدما وصلت لوزن 64 كلغ وكنت سعيدة جدا بجسدي .. أرتدي الملابس الجميلة ولا أتعب وأنا أبحث في الأسواق عن أجمل الموديلات بقياس يناسبني ..
رغم أنني لم أصل بعد للوزن المثالي .. ولكن هذه السعادة العميقة كانت مقارنة بوزني السابق .. أيضا كان للرياضة أثر كبير في نحت جسدي .. ..
.
.
ثم ... وفي شهرين فقط !!
والله يا أخواتي في شهرين أهملت نفسي .. كل يوم مطاعم .. أكل حتى منتصف الليل .. طبعا لم أتريض ولا ليوم !!
كل يوم تقريبا أذهب للسوبر ماركت وأجمع الشوكولاتات والشيبسات وأشياء غبية فعلا .. أكومها في السلة وأعود لمنزلي .. لأتكوم مرة أخرى على كنبتي العزيزة أمام التلفاز .. أسترخي ,آكل وأتفرج .. !!!
أيام قليلة كنت أشعر بتأنيب الضمير ولكني كنت أتجاهل نفسي .. وأخدرها بقطعة شوكولاة أكبر ..
في البداية كنت أخدع نفسها وأقول لها ... تستحقين هذه الأيام كمكافئة لك لمجهود كامل طوال سنة وشهر ..
وماهي إلا أيام قليلة وتعودين لنشاطك ياحبيبتي...
وطالت الأيام وطااااالت حتى وصلت شهرين !!!
..
.
.
في بعض الأيام كنت أتجرأ وأقف على الميزان لأتفقد الأوضاع .. وأرى المؤشر يرتفع في كل مرة ..
وفي كل مرة كنت أنزل عن الميزان وأنا غاضة الطرف وكأن شيئا لم يكن ..
حتى هذا اليوم لم أكن أعلم مقدار الزيادة بدقة .. رغم أنني بالطبع لاحظت الكم الهائل من ملابسي التي كانت تناسبني جيدا وقد أصبحت ضيقة نوعا ما .. ومنظرها لم يعد مناسبا أبدا ..
ولن أنسى بالطبع أحد بناطيل الجينز –وكنت أحبه كثيرا- وقد أصبح واسعا جدا عليّ قبل فترة فوضعته في آخر دولابي ..
ثم .. قبل أسبوع تقريبا .. وكنت مستعجلة أستعد للخروج من المنزل .. لبست احد البناطيل –الذي كان يناسبني تماما- فوجدته قد ضاق قليلا من ناحية البطن .. وعلى عجلة رميته وأخذت بنطلون آخر .. نفس الشئ !!! ضيق !!!
فتناولت وأنا في قمة الخوف بنطالي القديم الذي لم أستطع الاستغناء عنه .. لبسته بسرعة وأنا أشعر بمزيج غريب من الأحاسيس .. و..
عاد لي بنطالي القديم وأصبح قياسه مناسبا لي .. !! وقفت أمام المرآة وأنا في غاية الدهشة أتأمل البنطال وأتحسس جسدي !!
حينها فقط استيقظت من سبات دام شهرين كاملين على حقيقة مؤلمة.. لقد تعثرت وأصبحت أعود للوراء بسرعة البرق ..
ومسيرة سنة كاملة بكل تحدياتها ونجاحها وحلاوتها ومرارتها وووووو ...
في شهرين فقط قضيتُ على إنجاز سنة كاملة !!!
..
.
وحينها فقط قررتُ التسجيل بنادٍ صحي.. لأستدرك ما فاتني سريعا سريعا..
وحتى اليوم لم أكن أعلم مقدار الزيادة بالضبط .. فقد أتقنت كل فنون التهرب من الميزان وفي كل يوم كنت أخترع الأسباب حتى لا أجبر نفسي وأقف عليه ..
اليوم .. وأنا أقف أمام أخصائية النادي التي كانت تقيس وزني .. وبدون شعور أغمضت عيني ..
لم أرد معرفة وزني .. أعلم جيدا أنني سأغضب من نفسي وسأكرهها .. أغمضت عيني في محاولة مني لتخدير الألم الذي يجتاحني خاصة حين أتحسس الأماكن التي برزت في جسدي من هنا وهناك وشوهت ملابسي الجميلة..
انتهت الأخصائية وطلبت مني النزول ..
فتحتُ عيني ونزلت عن عدوي اللدود بكل هدوء.. وانحيتُ لأرتدي حذائي ..
...
..
.
وأنا أهمّ بالخروج من الغرفة لم أستطع المقاومة أكثر .. واسترقت النظر إلى الأوراق التي بين يديها .. وأنا أبحث بعيني سريعا اصطدمتُ برقم أذهلني من الصدمة !!!
هل يُعقل ؟!!
نعم أستحق كل ما يحدث .. أجل أستحقه ..
..
.
كان وزني : أربع وسبعون كيلوغرام .. وهذا يعني أن الزيادة وصلت عشرة كيلوغراماااااات !!!!!
في شهرين فقط زاد وزني نصف الوزن الذي قاتلت وكافحت طيلة سنة كاااااااملة من أجل انقاصه بهدوووء وروية وببطء شديد ..
وهذه النقطة الخامسة التي أصابتني في مقتل ..
...
.
.
عدت لمنزلي وأنا أجر أذيال خيبتي وألمي ..
المفروض بعد هذا كله أن أتعلم الدرس وأغلق فمي على الأقل مؤقتا ..
ورغم ذلك في طريق عودتي اشتريت ساندويتش شاورما وببسي .. بعدها بساعة دخلت المطبخ وأنا محبطة فتحت الدولاب وأخرجت اندومي وكأن شخصا يُحركني ..
ورغم كرهي للاندومي.. والذي لم آكله منذ فترة طويلة .. اليوم بالذات أكلته.. !!
لا أدري لماذا عاملت نفسي بهذه الطريقة !!
ثم بعد ساعات .. طلبت تلك البيتزا التي حدثتكم عنها في بداية هذياني ..
هذا هو أكلي لهذا اليوم ..
..
.
.
.
نسيت أن أخبركم ..
طولي :160 سم
وزني الحالي كما كتبت سابقا : 74 كلغ
الرياضة : ساعة تمارين رياضية + نصف ساعة مشي على السير..
أيضا في نفس النادي سجلت بجلسات تكسير الدهون .. لعل ولي في أختها أمل !
..
.
.
وبهذا أكون قد انتهيت من تدوين تفاصيل أكثر الأيام كآبة في حياتي ..
خزعبلات يومي الأول بتاريخ 19-2- 2011م!
اعذورني على ثرثرتي الطويلة
كونوا بخير ..
تصبحون على حب وفرح
الروابط المفضلة