وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأما سواد الناس وعامتهم فإن من الأولى في أن يكفوا عن الخوض في الفتن ، وأن يُقبل كل فرد منهم على ما يعنيه أمرُه ، ويهمه شأنُه ، في خاصة نفسه ، من عبادات دينية ، وواجبات دنيوية ، وأن يحفظ لسانه ، وسائر جوارحه عن الدخول في شيء من أمر الفتنة ؛ إذ بهذا وجَّه رسول الهدى أمتَه ، مبينا عليه الصلاة والسلام أن العمل بذلك دليل سعادة المرء وتوفيقه ، ومن أسباب نجاته وسلامته ، فقد روى أبو داود وغيره عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال : أيم الله ، لقد سمعت سول الله يقول: ( إن السعيد لمن جُنّب الفتن، إن السعيد لمن جنِّب الفتن، إن السعيد لمن جُنّب الفتن، ولمن ابتلي فصبر ) .. وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال : ( ستكون فتنة صماء [ بكماء ] عمياء ، من أشرف لها استشرفت له ، وإشراف اللسان فيها كوقع [ كوقوع ] السيف ) وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ( إن بين أيديكم فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً، ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً، ويصبح كافراً، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي ) ، قالوا : فما تأمرنا؟ قال : ( كونوا أحلاس بيوتكم ) ..
ووفق هذه التوجيهات النبوية سار أعلام الصحابة والتابعين ، وأئمة الإسلام البصيرين ، وأرشدوا الأمة إلى ذلك ، فقد قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وهو أعلم الأمة بأمر الفتن : ( إياكم والفتن ، لا يشخص إليها أحد ، فوالله ما شخص فيها أحد إلا نسفته كما ينسف السيل الدِمَن ، فإذا رأيتموها فاجثموا في بيوتكم ، وكسِّروا سيوفكم ، واقطعوا أوتاركم ، وغطوا وجوهكم ) ..
وكذلك فعل عدد من خيار الصحابة كسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، وغيرهما من أفاضل الصحابة الذين اجتنبوا الفتن ، واعتزلوها في زمانهم ، وحمدت الأمة صنيعهم ، وعُدَّ ذلك من أعظم مناقبهم ، كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ..
• • من خطبة ما واجبنا عند الفتن .. للشيخ / عمر بن سبيل - رحمه الله تعالى • •
••••
:: غاليتي أم سلمان ::
جزاك الله خيراً على هذا الطرح القيم والهام ..
أسأل الله أن لا يحرمك الأجر ..
الروابط المفضلة