ليس كقرص الشمس مفقود حين يعمّ الظلام و تضيع الخطى في متاهات الدروب ...
و لسارب متسربل في الليل لا يعرف يمينه من شماله سؤالان ...
أحدهما لله ..
و الآخر لله أيضا ...
و انظر لفسك ففي الآخرة سؤال و صراط ...
انظر لنفسك ففي عينيك لون العابرين فكن منهم .
و حافظ على بصيص السراج ...
احضنه و إن هبت ريح سموم فاحضنه أكثر .
ليس كسواد قلوبهم حين يحاصرونك سواد ...
و اسأل عنهم فقد كانوا يعرفونهم .
ذبحوا نوق المصلحين على مر الزمان .
و كسروا رباعياتهم .
و هم يرون النبي و صحبه فيك ...
و سيذبحون ناقتك ...
ما أنت بغير الناقة و القنديل ...؟!
و هم يبكون خطوك المدلج ...
لكنهم مع الظلام لا مع خطوك يا حبيبي ...
هم مع المتاهة إن أضاعتك و ضللت قدميك ....
و ليسوا مع قدميك إن التزمتا دربا يكرهونه .
لا أنت أنت بلا درب و لا ناقة .
و لا نحن نحبك .
فاترك طرف ردائك للريح و...
عض على قبضة القنديل ، فقاب قوسين من الشمس أنت .
لقدميك شوك القفر ...
صحيح ذلك صحيح ...
لكن لجراح رجليك الوصول .
فاختر السلامة أو الوصول .
و كن لنا أو لهم .
و سيقولون عنك ما قالوه عن السالفين العابرين قبلك .
ليس لقلبك إن حزنت مئذنة للنزيف .
و لا عندك اليوم إن دمعت عيونك كف أمك .
و في يدك الفانوس ...
في شفتيك خضرة الآيات ....
في عينيك يا صاحبي إشراقة يعرفها الذين يعرفوك .
و يحسبها الذين لا يعرفونك مشنقة .
فرتّل ليشهد الدرب آيات البلاء ....
و انحن قليلا .
لا لتعبر العاصفة ..
و لكن لتنتزع من رجلك شوكة من عشرات تدميك ...
ما يملك الحافي لحاف غير صحبة الدرب ...
و تذكرة الصبر ...
و آه يطلقها لينسيه آهه ؟!
لجرحك حين تجيء البكور ثمانية من خيول ...
و مئذنة و لون الشفق المتدلي فوق الأفق البعيد ...
لدمعك حين يجيء الصباح ....
شموع كمثل نجوم السماء ..
كثير كثير ...
و جارية سألت عنك في ليلة العيد : ( أين أبي ؟ )
و للصبر فيك واقفة أمام المرايا تذيب سواقي الكحل تبكي و تبتسم ...
و تسأل عينيها عن قامتك و ضحكة عينيك و أشياء أخر ...
و قل لي ...
ما الذي يأخذه الحافي الحزين من الشوكة غير الألم و روعة الصبر ...
و دمعة ترقى إلى السماء مظلومة فينتصر لها الباري ؟
ما الذي .....؟!
لا تبتئس فلقطرات دمك على الدرب الطويل قصة جميلة ..
سوف نرويها لأولادنا ..
ليرووها لأولادهم .
لتكون معنا و مع الأجيال التي تأتي ..
حامل الفانوس الذي لم يحد ...
لتكون فينا و في الأجيال ....
دامع العينين لأجل صراط الشوك ..
صراط الله المستقيم .
فابتسم الآن ..
فمن مثلك رغم الشوك يا صاحبي ؟!
من بريدي
الروابط المفضلة