السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطفل بفطرته منجذب إلى االقصص والحكايات ، ويميل إلى الأدب الذي يشبع فيه رغبته الملحة إلى الفن بعامة،
كما أن للأساليب الأدبية قيمها الجميلة وجمالها المعهود الذي يستشعره كل طفل، حتى دون أن يفهم سبباً لذلك، لأن الطفل حساس بفطرته لكل ما يساعد على الإثارة والانفعال الجميلين ..
فلكل من القصيدة الجيدة، والقصة ذات الحبكة الفنية الممتازة، والمسرحية، القطع الأدبية، وما يجرى بها من إيقاع موسيقي، ونغم متدفق ـ الأثر المحمود في ترقية وجدان الطفل، واستعادة الثقة في نفسه وفيمن حوله، مما يزيد في إعجابه بالحياة، وحبه لها، ويدفعه من ثم إلى التعلق بها والعمل من أجل إنهاضها، وإسعاد غيره. فالأدب لكل هذا معرض فني، وموطن لجمال الكون والطبيعة وصور الحياة، ومجال للأذواق وترقيتها، وعنصر فعال في بناء الشخصية وتنمية قدراتها وتنويرها.
لهذا كله كان الأدب أحد المجالات التي تعمل على ازدهار الطفولة، وتربية الناشئة، وسبيلاً من سبل العلاج والترقية والتهذيب.
لأن الصور الفنية والأدبية بخاصة، تترك آثاراً طيبة في النفس، وتساعد الذهن على الصفاء، والإدراك الحر الجميل
كما أن الأساليب الأدبية، تعرض علينا نماذج طيبة من التراكيب اللغوية الجيدة، والكلام المتضمن أرقى المعاني، كما تعرض تلك الأساليب نماذج جميلة وطيبة، يهتدي بها الطفل في سلوكه وحياته العامة ..
وإذا كانت التربية السليمة في مجال الأخلاقيات تقوم على المحاكاة والتقليد، وترى في الفعل الممتاز بتوجهاته وبما يتضمنه من معان كريمة نموذجاً يحتذى، كما ترفض هذه التربية في كثير من النواحي الاعتماد ـ قط ـ على النصح والإرشاد، وهي لذلك لا تعتمد كثيراً على المباشرة والتوجيه المقصود، ولا على الأدب، في بث الأخلاقيات الكريمة، لأنه في أفقه الأوسع، وبكل ما يحمل من عناصر الوعظ والإرشاد والتوجيه، ينبغي أن يعالج بشكل لا يجعل من الأدباء وعاظاً ومرشدين .. هذا من ناحية
ومن ناحية أخرى، فإن الأدب بما يحمل من انفعال بالعواطف، والمثل الكريمة، والأعمال العظيمة، يكون له أعظم الأثر في ترقية السلوك، وبث الأخلاق الفاضلة، وتقويم المعوج من السلوكيات المنحرفة، لأنه ـ حينئذ ـ قوة قادرة ـ بما تملك من الفن ـ على السيطرة والنفاذ، وغمر الأطفال بفيض من المشاعر الطيبة، والأحاسيس النبيلة، والعواطف الصادقة، والضوء الغامر لكل ما يصدر عن الطفل من أفعال، حتى يكون في متناول التقويم والتطوير
والأطفال بحاجة إلى أدب خاص بهم، لأنهم أحوج في مراحلهم المبكره إلى ترسيخ تقاليد صحيحة للغة، واستعمالاتها.
والطفل وهو في حالة تلق للأدب، يعيش ألواناً من الأخيلة الموجبة لاتساع الأفق، وتعميق الأحاسيس ومدركات الحواس
فهو مع الأدب في حالة وجد ونزوع وخيال رشيد.
ولهذا كان الأدب الذي يقدم للأطفال بقوة روحية، يعمل على بناء شخصية الطفل، وتغذيته بقوة روحية، تسري في مقومات تلك الشخصية، وهو مع هذه الخصوصيات الخيالية والعاطفية والفنية، ينبوع يفيض بكل ما ينمي قوى الإبداع والابتكار وأصالة الشخصية، وتربيتها تحت ظلال الأمن والانتماء.
من هذا المنطلق سوف نقدم فى الصفحات التالية نماذج لأدب الطفل من قصص وحكايات
واتمنى ان تنال اعجابكم
الروابط المفضلة