تشكو الى صديقتها في الهاتف او ربما تكتب مشكلتها على منتدى
لقد يأست من الحياة تماما وكرهت حالها
لقد جربت كل الطرق لحل مشكلتها ولا فائدة
زارت الاطباء وبحثت عن الحل في كل مكان
ترى ما هي مشكلتها الرهيبة
انها
حب الشباب!!!!!!!!!!
نعم غاليتي لقد وهبها الله كل النعم فلم تفكر الا في تلك المشكلة او غيرها من الامور البسيطة
كلون بشرتها او ان لديها سيارة قديمة
او منزل تريد تجديده
نست او تغافلت عن كل ما اعطاه الله لها من النعم
تطلب الاستزادة وتنسى سببها هو ما ذكره الله تعالى فقال:
((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )) سورة ابراهيم
بالفعل فقد وهب الله كل منا نعم لا تحصى ولا تعد
من صحة ومال واولاد ومسكن وطعام وامن
والاسلام افضل واجل نعمة
لكن تجد الجزع والسخط والقنوط هو السمة العامة في الانسان
الا من رحم ربي
قال الله تعالى
(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم: 34]
فلو احضرنا ورق وحاولنا كتابة النعم لافنينا اعمارنا ولم نحصيها
واهم واعظم نعمة هي الاسلام فما لنا من فضل ان ولدنا في بيوت مسلمة
قال الله تعالى (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ)
ونعمة الله تعالى علينا بالبصر فكم من محروم منها
ونعمته سبحانه علينا بالسمع والحواس كلها
ونعمته علينا بالطعام والشراب والهضم والاخراج
فلا احد منا يملك في جسده شئ
وبالرغم من ذلك كل عضو يقوم بمهمته كاملة
وذلك كله من صنع الله تعالى ورحمته بنا
فكم من مريض في المشفى يعرف قيمة الصحة والوقوف على القدمين
احد اصدقاء والدي كان فاحش الثراء ولديه الكثير من الفيلات والسيارات الفارهة والاموال الطائلة وزوجة شابة جميلة
ولكنه كان مريضا بضمور في العضلات
لا يحرك شئ من جسده ابدا ولا رقبته
فقط لسانه رحمه الله فقد توفي
لقد كانت هذه حاله لسنوات طويلة لم يتمتع بشئ ويحتاج للاخرين في كل شئ
هل دخلتي اليوم الحمام وحدك وخرجت منه بلا مساعدة؟
اذا فهذه نعمة عظيمة تحتاج الشكر عليها
هل ولدت طفلك سويا؟
كامل السمع والبصر والاطراف ؟
هل كان لك فضل في ذلك ام هي نعمة الله ؟
فالحمد لله
فمن اوجب الاخلاق وافضلها الشكر
ان يشكر العبد ربه ويعترف بنعمه عليه
فان وفقه للشكر فتلك ايضا نعمة الله
اذا ما هو الشكر
الشكر هو المجازاة على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان
فهل وفيت ربك حقه عليك من الشكر
فانعمه نازلة علينا ليل نهار وذنوبنا اليه صاعدة ليل نهار
يعطينا البصر فنطلقه فيما حرم
يعطينا اللسان فنتكلم فيما حرم
يعطينا الصحة فنستخدمها فيما حرم
يحلم علينا فنزيد طغيانا الا من رحم ربي
ولعل كلكم تعرفون قصة الاقرع والابرص والاعمى
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إنّ ثلاثة من بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى أراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن وجلد حسن ، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس ، فمسحه ، فذهب قذره ، وأعطى لونا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الإبل أو قال : البقر شك الراوي – فأعطى ناقة عشراء فقال : بارك الله لك فيها ، فأتى الأقرع ، فقال :أي شيء أحب إليك ؟ قال : شعر حسن ، ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس ، فمسحه فذهب عنه ، وأعطى شعرا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : البقر ، فأعطي بقرة حاملا ، قال: بارك الله لك فيها . فأتى الأعمى فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : أن يرد الله إلى بصري فأبصر الناس ، فمسحه فرد الله إليه بصره ، قال : فأي المال أحب اليك ؟ قال : الغنم ، فأعطى شاة والدا ، فأنتج هذان وولد هذا ، فكان لهذا واد من الإبل ، ولهذا واد من البقر ، ولهذا واد الغنم ، ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال : رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسالك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلع به في سفري ، فقال : الحقوق كثيرة ، فقال : كأني أعرفك ، ألم تكن أبرص يقذرك الناس ؟ فقيرا فأعطاك الله ؟ فقال : إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر ، فقال إن كنت كاذبا فصّيرك الله إلى ما كنت . وأتى الأقرع في صورته وهيئته ، فقال له مثل ما قال لهذا ، ورد عليه مثل ما رد هذا ، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت . وأتى الأعمى في صورته وهيئته ، فقال رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة ، أتبلغ بها في سفري فقال : قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري ، فخذ ما شئت ودع ما شئت ، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله عزّ وجّل ، فقال أمسك مالك ، فإنما ابتليتم ، فقد رضي الله عنك ، وسخط على صاحبيك. " متفق عليه (البخاري ومسلم)
ففيها من العظة ما يغني عن التوضيح
فلو تفكر كل منا في نفسه وحق الله عليه من الشكر والحمد
وفيمن ابتلاه الله بانواع الابتلاءات المختلفة لصبر وحمد الله
وسعد في الدنيا والاخرة
واما من سخط فزاد سخطه وضيقه
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
"عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ،
وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ،
فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا،
وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ" صححه الالباني في السلسلة الصحيحة
ولقد علم الله ان الشكر صعب على النفوس فقال
(وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) سورة سبأ
وقد امرنا الله بالشكر فهو واجب علينا وجعل الكفر ضده
قال تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} [البقرة: 152].
والايات الدالة على الشكر كثيرة وفيها عدد الله للانسان الكثير من النعم
ومنها نعمة الليل والنهار
وقال: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} [سورة غافر: 61].
وقال ايضا:{وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون}
[الأنفال: 26].
وقال ايضا:{وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون}
[الأنفال: 26].
وحدثنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم )ان الشكر من اسباب رضى الله على العبد
فقال: (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأَكْلَة فيحمده عليها، أو يشرب الشَّربة فيحمده عليها) مسلم
والشكر من اخلاق النبيين ودرب الصالحين
قال تعالى في خليله ابراهيم: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) سورة ابراهيم
ووصف الله -عز وجل- نوحًا -عليه السلام- بأنه شاكر، فقال: {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدًا شكورًا} [الإسراء: 3].
وقال الله تعالى عن سليمان -عليه السلام-: {قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم} [النمل: 40].
وهذا رسولنا (صلى الله عليه وسلم)
تحكي عنه السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنه كان يقوم الليل، ويصلي لله رب العالمين حتى تتشقق قدماه من طول الصلاة والقيام؛ فتقول له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فيرد عليها النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: (أفلا أكون عبدًا شَكُورًا)
[متفق عليه].
ومن الاذكار التي اوصانا بها بعد الصلاة(اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) صحيح الترغيب والترهيب
فطلب من الله العون ليتمكن من شكره سبحانه
وقد امر رسولنا (صلى الله عليه وسلم) بالتحلي بهذا الخلق الكريم حتى مع الناس
فاذا صنع لك احد معروفا وجب عليك ان تشكره وتكافؤه
او تقول له جزاك الله كل خير
قال الله صلى الله عليه وسلم: (من صُنِع إليه معروف، فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا، فقد أَبْلَغَ في الثناء) [صححه الالباني في صحيح الترمذي
وامرنا الله بشكر الوالدين يقول تعالى: {أن اشكر لي ولواديك إلي المصير} [لقمان: 14].
رزقنا الله واياكم الشكر ووفقنا لما فيه رضاه
الروابط المفضلة