بورك فيك اختي
هنا اضافة بسيطة من فتاوى اللجنة الدائمة
الميت يعذب بالنياحة
س: هل الميت يعذب ببكاء أهله عليه؟
ج : بالنياحة فقط.
الجمع بين حديث : إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه وقوله تعالى:
وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
س:يوجد حديث عند الإمام البخاري رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه . وحديث آخر عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ترفض هذا القول وتقول: حسبكم القرآن:
وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
، فما جوابكم أثابكم الله عن هذه المسألة؟ هل الميت يعذب ببكاء أهله عليه، أم أنه ليس للإنسان إلا ما سعى:
وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ؟
ج : ليس هناك تعارض بين الأحاديث والآية التي ذكرتها عائشة رضي الله عنها ، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
|
( الجزء رقم : 78، الصفحة رقم: 39) |
|
من حديث ابن عمر ومن حديث المغيرة وغيرهما في الصحيحين وليس في البخاري وحده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت يعذب بما يناح عليه ، وفي رواية للبخاري : ببكاء أهله عليه ، والمراد بالبكاء: النياحة وهي: رفع الصوت، أما البكاء الذي هو دمع العين فهذا لا يضر، وإنما الذي يضر هو رفع الصوت بالبكاء وهو المسمى بالنياحة. والرسول صلى الله عليه وسلم قصد بهذا منع الناس من النياحة على موتاهم وأن يتحلوا بالصبر ويكفوا عن النوح، ولا بأس بدمع العين وحزن القلب، كما قال عليه الصلاة والسلام لما مات ابنه إبراهيم : العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ، فالميت يعذب بالنياحة عليه من أهله، والله أعلم بكيفية العذاب الذي يحصل له بهذه بالنياحة ، وهذا مستثنى من قوله تعالى:
وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
، فإن القرآن والسنة لا يتعارضان، بل يصدق أحدهما الآخر ويفسر أحدهما الآخر ، فالآية عامة ، والحديث
|
( الجزء رقم : 78، الصفحة رقم: 40) |
|
خاص والسنة تفسر القرآن وتبين معناه فيكون تعذيب الميت بنياحة أهله عليه مستثنى من الآية الكريمة ولا تعارض بينها وبين الأحاديث، وأما قول عائشة رضي الله عنها فهذا من اجتهادها وحرصها على الخير وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم مقدم على قولها وقول غيرها لقول الله سبحانه:
وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ
، وقوله عز وجل:
فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا
، والآيات في هذا المعنى كثيرة. والله الموفق.
******************************************
حكم البكاء والنياحة على الميت
س : أنا أختكم في الله ، توفيت والدتي في رمضان ، وبكينا عليها بكاء كثيرا مدة طويلة ، قيل لنا : لا بد من صيام الأيام التي بكينا فيها ، وأنه يعذب الميت في قبره ببكاء أهله عليه ، وقيل : إنه يأتي ملكان فيرشان على الميت الماء الساخن ، ويقولان : هذا هدية أهلك لك . فهل الحديث هذا صحيح ، وهل نحن آثمون على بكائنا ؟ وما حكم تذكر الميت بعد وفاته بوقت طويل ، وما حكم البكاء عليه وهل للميت أضحية ؟
ج : البكاء على الميت فيه تفصيل ، فإن كان البكاء بدمع العين بدون نياحة فلا حرج في ذلك ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه إبراهيم : العين تدمع والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي الرب ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون وقال صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه : اسمعوا إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ، وإنما يعذب بهذا أو يرحم وأشار إلى لسانه ، وقال صلى الله عليه وسلم : الميت يعذب في قبره بما نيح عليه فالميت إذا نيح عليه بالصوت المرتفع
|
( الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 390) |
|
الصياح هذا جاء في الحديث أنه يعذب ، في الحديث الصحيح عذاب ، الله أعلم بحقيقته ، عذاب ، الله يعلمه سبحانه وتعالى ، وذلك يفيد أنه لا يجوز لأهل الميت أن ينوحوا عليه ، أي يرفعوا الصوت بالنياحة عليه ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ليس منا من لطم الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية ويقول صلى الله عليه وسلم : أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة الصالقة : هي التي ترفع صوتها عند المصيبة ، والحالقة : هي التي تحلق شعرها ، والشاقة : هي التي تشق ثوبها ، هذا كله لا يجوز ، أما الحديث الذي ذكره السائل أنه يأتي ملكان يرشان ماء ساخنا فلا نعلم له أصلا ، هذا الحديث ليس له أصل فيما نعلم ، وإنما المحفوظ والمعروف : أن الميت يعذب في قبره بما نيح عليه هذا ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام لكنه عذاب ، الله أعلم بكيفيته ، وفيه تحذير للأقارب والأصدقاء من النياحة على الميت ؛ لأنه يضره ، وأما الصيام فلا أصل له ، الصيام عن الميت بعدد الأيام التي نيح عليه فيها فهذا لا أصل له ، ليس على أهله الصيام ، إنما عليهم التوبة
|
( الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 391) |
|
إذا كانوا ناحوا ورفعوا الصوت ، عليهم التوبة إلى الله والندم وعدم العود إلى مثل هذا ، هذا هو الواجب ، هذا من ناح - أي من رفع صوته - يتوب إلى الله ويندم ، ويعزم ألا يعود ، ويترك ذلك الشيء ، هذا هو الواجب التوبة فقط ، أما الصيام فلا ، والضحية لا بأس بها ، إذا ضحى عن الميت أو تصدق عنه كله طيب ، إذا ضحى عن الميت أو عنه ، وعن الميت ذبيحة واحدة ، عن الرجل وأهل بيته ، ويدخل فيهم الميت من أبيه ، وأمه ، أو المرأة عن زوجها ، أو عنها وعن زوجها ، كله طيب ، هكذا الصدقة ، الصدقة عن الميت بالمال بالنقود ، أو بالطعام أو الملابس ، كله طيب ، كله ينفع الميت ، ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه جاءه رجل فقال : يا رسول الله ، إن أمي ماتت ولم توص ، أفلها أجر إن تصدقت عنها ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " نعم يعني لها أجر ، وقال عليه الصلاة والسلام : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له فالدعاء للميت والصدقة عنه ينفعه الله بذلك ، وهكذا العلم النافع الذي خلفه بين الناس ، خلف طلبة يعلمون الناس ، خلف كتبا نافعة يتعلم منها الناس ، هذا ينفعه بعد الموت ، كما أن الدعاء له والاستغفار والترحم عليه ينفعه ، وهكذا
|
( الجزء رقم : 14، الصفحة رقم: 392) |
|
تعمير المساجد بالنية عنه وقفا له ، مسجدا ومدرسة يعلم فيها القرآن والأحاديث والشريعة المحمدية ، هذا ينفع الميت ، وهكذا الأوقاف الطيبة وقف على الفقراء بيوت تؤجر ويتصدق بأجرتها على الفقراء ، ونخيل ، بساتين توقف ويتصدق بثمرتها على الفقراء والمساكين ، وفي وجوه الخير ، كل هذا ينفع الميت .
الروابط المفضلة